التطير بالصالحين - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858887 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393258 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215627 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2023, 06:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي التطير بالصالحين

التطير بالصالحين
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم

الحمد لله الذي لا خير إلا خيره، ولا طير إلا طيره، ولا إله غيره، لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو، ولا حول ولا قوة إلا به، والصلاة والسلام على من أوضح المسالك، وأقام الدليل وأضاء بالتنزيل كل حالك، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله البررة الكرام، وصحبه الخيرة الأعلام، وعلى من اهتدى بهديهم واستنَّ بسنتهم على الدوام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

الوصية بالتقوى.
أما بعد عباد الله:
فإن الخطباء هذه الأيام، أيام شهر صفر يتكلمون كثيرًا عن الطيرة؛ لأن الناس ورِثوا فيما ورثوا من عقائد الجاهلية الطِّيَرة والتشاؤم، بشهور وأيام، وبطيور وحيوانات، أو بمناظر وأشكال وكلمات، أو أصوات، وهذا كله من الانحراف في العقيدة والالتفات إلى ما سوى الله سبحانه؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((الطِّيَرَة شرك، الطيرة شرك))[1]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من ردَّته الطيرة عن حاجته، فقد أشرك))[2]، ولا حرج من تِرداد الكلام في ذلك؛ فإن أحق ما سخر الداعية نفسه لحربه وإبطاله هو الشرك بالله تعالى، ولكن - أيها الإخوة - أحببت في هذه المرة أن أتحدث عن موضوع آخر من الطيرة، نوع مختلف تمامًا عما اعتدتم الحديث عنه، إنه ليس التطير بالطيور والحيوانات، ولا بالأصوات والكلمات، ولا بالمناظر المكروهات، ولكنه التطير بالأنبياء والمرسلين وبأتباعهم من الصالحين والمجاهدين، إنها سنن الأمم الكافرة، والقرون الغابرة، والقرى التي استحقت الهلاك، وما زالت تتكرر بصور وأشكال مختلفة، فثمود حين جاءهم صالح بالهدى ودين الحق، بالبينات والزبر، تطيروا به، ونسبوا إليه كل شؤم ومكروه؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾ [النمل: 45 - 47]، ولقد ظهرت الحقيقة، وظهر من هو مصدر الشؤم وسبب الهلاك؛ وهم العصاة والمفسدون.

لقد كان هلاكهم بسبب المفسدين لا بسبب الصالحين؛ قال تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ [الشمس: 11 - 15]، لقد دمدم عليهم بذنبهم؛ ذنوب المذنب، وسكوت الباقين عليه.

وفرعون وقومه تطيَّروا بموسى ومن معه، فكيف كانت النتيجة؟ ومن هو المشؤوم الذي كان سبب الهلاك؟ ولمن كانت العاقبة؟ يجيب على ذلك القرآن؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 130، 131]، إلى أن قال سبحانه: ﴿ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 135 - 137].

وأصحاب القرية التي ذكرها الله تعالى في سورة يس كذلك تطيروا برسلهم وبمن جاؤوا لإنقاذهم وهدايتهم، وسخروا منهم، فماذا كانت العاقبة؟ قال تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 13 - 19]، ثم ذكر الله ذلك الرجل الناصح لقومه والحريص على هدايتهم، وما قابلوه به حتى قتلوه؛ ثم قال: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴾ [يس: 28، 29].

وما زالت سنة الكفار مع المؤمنين والمجاهدين والمصلحين، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

الخطبة الثانية
الحمد والثناء والوصية بالتقوى.
عباد الله:
وليس الأمر مستغربًا من الكافرين الظاهرين المحاربين علنًا لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن الغريب أن يسلك ذلك المسلك أناسٌ من داخل هذه الأمة؛ فيتطيرون برسول الله صلى الله عيه وسلم وأصحابه وأتباعه؛ قال تعالى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا * مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 78، 79].

[1] رواه أبو داود 4/ 17، برقم 3910، ابن ماجه 2/ 1170، برقم 3538، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم 3098.

[2] رواه أحمد 2 / 220، برقم 7045، وصححه الألباني في صحيح الجامع، حديث رقم: 6264.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.21 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]