الاتحاد الإفريقي – يدين الحرب الوحشية في غزة ويدعو لرفع الحصار المفروض

[ابوالوليد المسلم]

الاتحاد الإفريقي – يدين الحرب الوحشية في غزة ويدعو لرفع الحصار المفروض

• طالب بيان الاتحاد الإفريقي بإجراء تحقيق دولي بشأن القصف المتواصل الذي استهدف المستشفيات والمؤسسات الإعلامية في غزة واستخدام جيش الاحتلال لأسلحة محرمة دوليا
• تصدر منصات التواصل الاجتماعي قبل أيام عنوان: (شمال غزة يجوع) بعدما وثّقت مجموعة فيديوهات من قطاع غزة المجاعة التي يعيشها الأهالي
• قوات الاحتلال مطالبة بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة
• أصبحت الأغذية والمياه الصالحة للشرب شحيحة في غزة بطريقة لا تصدق وانتشرت الأمراض مما يعرض تغذية النساء والأطفال ومناعتهم للخطر
• الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة دفع اللاجئين إلى علف الحيوانات لسد جوعهم

أدان الاتحاد الإفريقي بالإجماع الحرب الوحشية واستخدام القوة المفرطة ضد 2.2 مليون مدني في غزة، وطالب قوات الاحتلال بالاستجابة للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار في القطاع، وأكد البيان الختامي للقمة الإفريقية الـ 37 التي انطلقت يوم السبت 7 فبراير 2024، في أديس أبابا، أن قوات الاحتلال مطالبة بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وطالب الاتحاد برفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، وإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال للقانون الإنساني الدولي، كما طالب البيان بإجراء تحقيق دولي مستقل بشأن القصف المتواصل، الذي استهدف المستشفيات والمؤسسات الإعلامية في غزة، واستخدام جيش الاحتلال لأسلحة محرمة دوليا.

يأتي هذا فيما تتعالى الدعوات من مختلف دول العالم ومن المنظمات الدولية والإقليمية المطالبة بوقف الحرب الجارية في قطاع غزة، التي يسقط جراءها يوميا عشرات القتلى والجرحى، فيما تواصل قوات الاحتلال فرض حصار على أكثر من مليوني شخص من أهالي غزة أجبرتهم على الرحيل إلى رفح في أقصى جنوب القطاع، ويأتي هذا فيما تواصل دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة تقديم غطاء سياسي في مجلس الأمن، وتحول دون صدور قرار بوقف الحرب التي دخلت شهرها الخامس.

أبرز تطورات اليوم الـ136من الحرب على غزة

في اليوم الـ136 للحرب على غزة، يتواصل العدوان اليهودي على القطاع؛ ما يتسبب في مزيد من الأزمات الإنسانية، يأتي ذلك بالتزامن مع بدء محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع بشأن العواقب القانونية لاحتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967.

مستشفيات بلا كهرباء

ففي الوضع الإنساني، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة تحلية المياه بمستشفى الأمل في خان يونس تعطلت إثر استهدافها من قبل قوات الاحتلال، وأضافت الجمعية أن كمية مياه الشرب المتوفرة في مستشفى الأمل لا تكفي سوى 3 أيام فقط، وذكرت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات شمال غزة بلا كهرباء والاحتلال يمنع الوقود. وأوضحت الوزارة أن 25 من طواقمها و136 مريضًا ما زالوا بمستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة، من دون كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا أكسجين وبلا قدرات علاجية، وسط رفض الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية.

هجوم للمستوطنين

وفي إطار المواجهات بين قوات الاحتلال قال نادي الأسير الفلسطيني: إن قوات الاحتلال اعتقلت 25 مواطنا على الأقل في الضفة، بينهم أسرى سابقون، وأفاد مراسلون بأن المستوطنين شنوا هجومًا كبيرًا على أطراف بلدة برقة شمال نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وأضرموا النار بعدد من المنازل والمركبات، ووثق مصور محلي فلسطيني رشق شبان لآليات الاحتلال بالحجارة خلال انسحابها من حي المصايف في مدينة رام الله، وكانت قوات الاحتلال نفذت اقتحامات واسعة في الضفة الغربية شملت أحياء في رام الله ونابلس، منذ ليل الأحد وحتى فجر الاثنين، كما دهمت بلدة جبل المكبر جنوبي القدس، وأجبرت بعض الشبان على توقيع أوراق بعدم دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

شمال غزة يجوع

وقد تصدر منصات التواصل الاجتماعي قبل أيام عنوان: (شمال غزة يجوع) بعدما وثّقت مجموعة فيديوهات من قطاع غزة المجاعة التي يعيشها الأهالي؛ بسبب الحرب المستمرة، والحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع المعزول الذي لا تصله المساعدات الغذائية والإنسانية، الأمر الذي دفع اللاجئين إلى اللجوء إلى علف الحيوانات لسد جوعهم.

راح نموت من الجوع

«إذا ما متنا من القصف راح نموت من الجوع»، بهذه العبارات ناشد مواطنون من شمال غزة العالم عبر فيديو نشروه على حسابات الانستغرام، وفي فيديو آخر نشره أحد الصحفيين الفلسطينيين لأم تحكي معاناتها مع الجوع بعدما أكلت ابنتها ذات الإعاقة يدها جوعا، وهي التي كانت تعيش حياة جيدة قبل بداية العدوان اليهودي على قطاع غزة، رغم أن زوجها كان عاملا بسيطا في القطاع الحكومي الفلسطيني.

وقف تسليم المساعدات لشمال غزة

من جهة أخرى قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: إنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بتوزيع آمن، وذكر البرنامج في بيان: «قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يتم اتخاذه باستخفاف؛ لأننا ندرك أنه يعني تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عددا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعا». وأضاف: «برنامج الأغذية العالمي ملتزما بشدة بالوصول عاجلا إلى الأشخاص اليائسين في جميع أنحاء غزة، ولكن يجب ضمان السلامة والأمن اللازمين لتقديم المساعدات الغذائية الحيوية، وللأشخاص الذين يتلقونها». وتابع: «تؤكد أحدث التقارير انزلاق غزة الحاد إلى الجوع والمرض، لقد أصبحت الأغذية والمياه الصالحة للشرب شحيحة بطريقة لا تصدق، وانتشرت الأمراض؛ مما يعرض تغذية النساء والأطفال ومناعتهم للخطر».

خطر المجاعة يتزايد

وفي ديسمبر الماضي، قالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة -في تقرير نُشر الخميس-: إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم، وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم، وتدهور الوضع الإنساني في غزة تدهورا متسارعا، منذ إطلاق قوات الاحتلال عمليته العسكرية في 7 أكتوبر مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع الساحلي في الأسابيع اللاحقة.


اعداد: وائل رمضان