دور الأسرة في تربية الطفل الإيجابي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3892 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6972 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6433 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 203 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2020, 11:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي دور الأسرة في تربية الطفل الإيجابي

دور الأسرة في تربية الطفل الإيجابي













وأثره على المجتمع (1)


أحمد الشايب






يوضح الأستاذ الدكتور سعيد أبو العزم - أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان - أن الطفل الإيجابي هو الذي يمتلك توازنًا داخليًّا وخارجيًّا، ولديه القدرة في التحكم بعواطفه ونوباته العصبية كالغضب والفرح، بالإضافة إلى أنه الطفل الذي يتمتع بالمرونة في التعامل والفكر السليم، مشيرًا إلى أن الأطفال في الأصل يتمتعون بصفة إيجابية منذ ولادتهم، وهذا ما أكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة)).







وذكر أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان، أهمية الأسرة في بناء وتكوين شخصية إيجابية للطفل منذ الصغر، مدللًا على أن الأسرة التي تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية، كما أن رد فعل الأسرة نفسها تجاه مواقف الطفل الإيجابية - هي التي تجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته، مؤكدًا عدم إغفال دور المدرسة، ذلك المكون التربوي المهم الذي يعتبر شريكًا للأسرة في هذا الأمر، وإليك نص الحوار:











من هو الطفل الإيجابي؟



أ. د. سعيد أبو العزم: بداية لا بد أن تتوافر عدة أشياء في الطفل حتى نستطيع أن نصفه بالإيجابية، منها أن يكون لدى الطفل توازن داخلي وخارجي؛ بمعنى أن لديه القدرة على التحكم في عواطفه ونوباته العصبية كالغضب والفرح، وأن يعبر عن نفسه بطريقه مميزة، يعلم جيدًا ما يريده، ويدرك جيدًا ما يناسبه وما لا يناسبه، والطفل المتعاون، والطفل الذي من الممكن الاعتماد عليه في حل مشكلاته بمفرده، كما أنه أيضًا هو الطفل الذي يتمتع بالمرونة في التعامل والفكر السليم، كل هذه المهارات الحياتية تؤكد على أن هذا الطفل إيجابي.







ما هي المظاهر التي تؤكد للآباء أن طفلهما يتمتع بالإيجابية؟



أ. د. سعيد أبو العزم: دعنا نتفق على أن أي طفل يولد كصفحة بيضاء؛ بل ناصعة البياض، وتنقسم سماته الشخصية فجزء منها هي جينات متوارثة من العائلة، والجزء الأكبر تكون سمات مكتسبة من خلال المعاملة، والبيئة المحيطة به، والتنشئة الاجتماعية، وغيرها، وبالتالي فإن الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون إيجابيًّا ومتفائلًا؛ حيث إنه لا يعرف السيئ والقبيح والخطأ، وبهذا فإن مهمة الآباء تنحصر في تنمية هذه الصفات الإيجابية، وإلا فسوف تُقتل في داخله هذه الإيجابية الجميلة، وربما هذا الصدد يدلل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة)).







لو تحدثنا على سن ثلاث أو أربع سنوات، هل هناك مظاهر تصدر في هذه المرحلة العمرية، تدل على تمتع صاحبها بشخصية إيجابية؟



أ. د. سعيد أبو العزم: بالطبع، فالطفل في بداية حياته يرغب في تجربة كل شيء واختبار معظم الأشياء، فهو من داخله لا يدرك أن ما يفعله صحيح أم خاطئ، فعلى سبيل المثال في بداية السنة الثالثة عند الطفل نجده يرغب في ارتداء ملابسه بنفسه، ويلعب ألعابًا غاية في الصعوبة بمفرده، وبدون مساعدة من أحد، حتى إنه يقوم بمبادرات أحيانًا، وتظهر هذه المبادرات إذا كان وسط أصدقائه الأطفال، فنجده يحب أن يعطيهم ألعابه والطعام الخاص به، وبالتالي فإن هذه المرحلة يتعامل الطفل فيها بتلقائية، وطريقة رد الفعل للآباء على هذه التصرفات تجعله إما يستمر في هذه الإيجابية، وهذه المبادرات الجميلة، وإما أنه يتوقف عن فعل ذلك، بالإضافة إلى شكل التربية إذا كانت متسلطة بعض الشيء؛ حيث يصعب على الطفل أن يتنبأ بردود فعل والده؛ فهو متخوف مما سوف يفعله؛ ففي هذا الوقت لن يكون الطفل مبادرًا جيدًا.







ما هو دور الأسرة في تشجيع الطفل وتربيته على الإيجابية منذ الصغر؟



أ. د. سعيد أبو العزم: دعني أوضح أولًا أن الأسر تنقسم إلى ثلاثة أنواع؛ النوع الأول: الأسر المنغلقة، وهي التي لا تحبذ التفكير والتجارِب والاختلاط، تسير على قواعد متوارثة، والنوع الثاني: الأسر الديمقراطية، وهي التي ترحب بالمبادرات الجديدة، وتعطي مساحة لأبنائها في التفكير والتعامل والكثير من الحرية، أما النوع الثالث: فهي الأسر المتسيبة، وهي التي تختفي فيها الأدوار، مع عدم وضوح منظومة القيم داخل الأسرة، والقواعد بداخلها متسيبة نوعًا ما، وهذه النوعية من الأسر لا تنشئ طفلًا إيجابيًّا، وبالتالي فإن الأسرة هي التي تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية، ورد فعل الأسرة نفسها تجاه مواقف الطفل الإيجابية هي التي تجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته.







يعتقد بعض الآباء أن مجرد قيام الطفل بواجباته المدرسية دليل كافٍ على التمتع بشخصية إيجابية، فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟



أ. د. سعيد أبو العزم: دعنا نقُل: إن الطفل الملتزم في المدرسة والمنزل، والذي يقوم بتحقيق تحصيل أكاديمي عالٍ بالطبع يتمتع بالإيجابية، ولكن لا ينبغي الاقتصار على أن الطفل الذكي والناجح بمدرسته هو الطفل ذو الصفة الإيجابية؛ لأن ذلك سوف يهمش باقي الأطفال ويحرمهم من هذه الصفة؛ لأنه ليس بالضروري أن يتميزوا في الدراسة والالتزام المدرسي فقط؛ فمن الممكن أن يتميز في شأن آخر.







ما الذي يمكن أن تفعله الأم باعتبارها الأقرب لطفلها، كبرنامج متكامل لغرس صفات إيجابية وبناء شخصية إيجابية لأطفالها الصغار؟



أ. د. سعيد أبو العزم: باختصار: إن جميع الأطفال في المنزل يتعلمون من أفعالنا، وليس من أقوالنا، وبالتالي فإن أفضل طريقة يتعلم بها الطفل أن يكون إيجابيًّا هو عن طريق نقل هذه الصفة من الآباء تباعًا إلى أولادهم، وهذا لن يتحقق إلا إذا تمتع الآباء بسمات وصفات إيجابية، فالطفل عادة يقوم بتصوير كل حركة يقوم بها الأب والأم وإخوته، ويقوم بحفظها داخل عقله؛ وعليها يقوم بالتصرف في المستقبل؛ ولذلك يجب أن يرى الطفل هذه الإيجابية في آبائه، أما عن دور الأم، فهو الدور الأهم على الإطلاق في بناء شخصية الطفل الإيجابية منذ صغره، ويختلف دور الأم باختلاف أنماط الأسر التي تحدثنا عنها سابقًا، فإذا وضعت الأم قائمة من القواعد والممنوعات والأمور الكثيرة التي تحد من حركة الطفل في المنزل، أو إذا كانت الأم من النوع كثير الانتقاد، أو النوع الذي عنده الحماية الزائدة على الطفل بحيث لا تجعله يفكر كثيرًا أو يغامر في شيء ما، فإن هذا النمط أو الشكل لا يعطي ناتجًا إيجابيًّا في نهاية الأمر؛ لأن الطفل بالتأكيد يحتاج إلى مساحة حتى يصبح إيجابيًّا، وهنا يأتي دور الأم في إعطاء الطفل مساحة من الحرية للتعبير عن مشاعره وتجربة كل شيء، بالإضافة إلى تنمية المبادرات الصغيرة التي يفعلها الطفل من تلقاء نفسه بتَكرار الفعل أمامه، لا بالشرح؛ حتى يستمر عليها وتكتمل السمة الإيجابية لدى الطفل.








ما هي السلوكيات الأسرية التي تترك أثرًا إيجابيًّا، وتُسهم في بناء شخصية إيجابية للطفل؟



أ. د. سعيد أبو العزم: هناك عشرات السلوكيات الأسرية في اليوم الواحد من شأنها أن تترك أثرًا إيجابيًّا لدى الطفل، والتي يغفلها الوالدان إغفالًا تامًّا، وتلك السلوكيات الأسرية تتمثل في تكوين اتجاهات إيجابية لدى الطفل، والاتجاه هو المكون الأساسي الذي ينمي شخصية مبادِرة، وشخصية إيجابية، وشخصية مبدعة، وحتى نكوِّن اتجاهًا لدى الطفل يجب أن نركز على ثلاثة جوانب هامة:



الجانب المعرفي، والوجداني، والسلوكي:



الجانب المعرفي: بمعنى أنه يجب أن يحرص الآباء دائمًا على تنمية الجانب المعلوماتي؛ امتثالًا لقول الله - عز وجل -: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وعندما نتحدث عن الجانب المعرفي يجب أن نراعي الخصائص النهائية للمرحلة العلمية، ومرحلة الطفولة ليست هي مرحلة واحدة؛ وإنما هي عدة مراحل، فإدراك الوالدين بشكل عام بالمرحلة النهائية يجعلهم قادرين على الارتقاء المعرفي والثقافي والمعلوماتي الخاص بالطفل.







والجانب الوجداني: بمعنى أنه يجب على الأسرة أن تعمل على تبني توجه إيجابي لدى الأطفال لتنمية الجوانب الوجدانية، والتي تتمثل في غرس المبادئ والقيم، وهذه المبادئ والقيم هي محركات سلوكية نحو القيم كالأمانة والإخلاص والتفاني، كل هذه المعاني الإيجابية والقيمية التي تعتبر محركات سلوكية لها جوانب هامة في تكوين السلوكيات الأسرية الإيجابية لدى الطفل.







أما الجانب الثالث وهو المكون السلوكي بمعنى التطبيقي، فيجب على الآباء التركيز على هذا المكون الأخير؛ لأنه حصيلة المكونين ال سابقين المعرفي والوجداني، وخاصة أننا نتحدث عن فئة الطفولة، وفئة الطفولة ربما لا تستوعب كثيرًا الجانب المعرفي والوجداني، فيكون الجانب التطبيقي هو الذي يلمس الطفل؛ لأن التطبيق معناه محاكاة ما يحدث في الواقع للطفل.







يعد المكون السلوكي من اهم مكونات التربية بالنسبة للطفل الإيجابي، فكيف نتلمس أو نرصد هذا المكون؟



أ. د. سعيد أبو العزم: يظهر هذا جليًّا من خلال الممارسة والمعايشة في أنظمة المنزل المختلفة: الطعام والشراب والملبس والمعاملة داخل المنزل، كل هذا عبارة عن سلوكيات يراها الطفل نصب عينيه على مدار الساعة داخل المنزل، كما يراها أيضًا عند مربيه في الحضانة، وعند مدرسيه في المدرسة الابتدائية، وبالتالي فالطفل يرى سلوكيات مختلفة، سواء تمثلت هذه السلوكيات في جوانب التدريس أو المعاملات المختلفة، وهذه التطبيقات عندما نركز على الحماية الزائدة على سبيل المثال، فإن هذه الحماية الزائدة لن تشكل سلوكًا إيجابيًّا مبادرًا، وبالتالي فيجب أن نسعى إلى استقلالية الشخصية في الطعام مثلًا، ونتساءل هنا: لماذا عندما يصل الطفل إلى مرحلة يستطيع أن يمسك بملعقته بنفسه تصر الأم على عدم تمتعه بهذه الاستقلالية، وأيضًا عدم الاستقلالية في الملبس، وفي الواجبات المدرسية، وفي كل القضايا الحياتية والتعليمية يجب أن نرتقي وننتقل إلى مرحلة الاستقلالية.







ما هو الحل إذًا لكي نحافظ على نفسية الطفل من الخدوش، والتي من الممكن أن تؤثر فيه في المستقبل؟



أ. د. سعيد أبو العزم: يجب على الآباء استغلال كل تصرف أو سلوك يقوم به الطفل وتحويله إلى سلوك إيجابيٍّ، فعلى سبيل المثال في مرحلة الطفولة المبكرة، والتي تبدأ عند الطفل من سن الثانية عشرة من عمره، فيبدأ الطفل بالكذب على أمه طوال الوقت، في هذا التوقيت لا يجب على الأم انتقاد تصرفات هذا الطفل بسبب كذبه، ولكن يجب عليها تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، وتحويل تلك الظاهرة السيئة إلى ظاهرة إيجابية صحيحة من خلال زرع قيمةِ وأهمية الصدق في نفسية الابن؛ لأنه إذا تعاملت الأم بطريقة خاطئة مع الأمر فيتعقد الأمر شيئًا فشيًا، وبالتالي لن تستطيع التعامل مع الابن بعد ذلك.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-12-2020, 11:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دور الأسرة في تربية الطفل الإيجابي

دور الأسرة في تربية الطفل الإيجابي
وأثره على المجتمع (2)
أحمد الشايب








حوار: أحمد الشايب.



يوضح الأستاذ الدكتور سعيد أبو العزم أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان في الجزء الثاني من الحوار، أن الآباء لا بد أن يحملوا على عاتقهم تنمية مهارات الطفل الصغير في بدايته العمرية لتعزير الثقة بالنفس والشعور بالأهمية، كما يجب عليهم مراعاة الحوار غير اللفظي، والمقصود به تعبيرات الوجه، ونبرة الصوت والحركات؛ لأن الأطفال دائمًا ما تميل إلى تصديق الحوار غير اللفظي، الذي بدوره يؤدي في النهاية إلى تعزيز ثقته بنفسه.



وأضاف أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان، أن المدرسة لها عامل أساسي وهام في تكوين الطفل الإيجابي؛ حيث إنه يقضي معظم أوقاته بداخلها مع أصدقائه وتحت إشراف معلميه، مؤكدًا أن المدرسة هي سلاح ذو حدين، بمعنى أنها كما تؤثر تأثيرًا إيجابيًّا في الطفل من الممكن أن يأتي تأثيرها عكسيًّا؛ لأن المعلمين والطلاب الآخرين وأصدقاء الطفل في المدرسة يؤثرون بشكل مباشر في شخصية الطفل، وإلى نص الحوار:



بالحديث عن تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، كيف للأهل أن يغرسوا في شخصية الطفل الصغير مهارة التعبير عن الذات؟

هذا السؤال هو الأهم على الإطلاق؛ لأنه ربما هذه هي الصفة التي يفتقدها كثير من أطفالنا، وبالتالي يجب على الأم تنمية مهارات ذلك الطفل الصغير؛ فالطفل في بدايته العمرية عندما يتقن مهارة الحوار يقوم بنطق كلمات منفصلة لأنه لا يحسن نطق الجمل المتكاملة، فيبدأ بإرسال مشاعره واحتياجاته من خلال كلمات متقطعة لا يفهمها إلا الوالدانِ، في هذه الحالة تقوم الأم بتركيب الكلام المتقطع الذي ينطقه، وتكوين جملة بسيطة خاصة بالطفل، والتأكيد عليه بعد ذلك بأن هذا ما تقصده، وبالتالي فهذه الجملة تخص الطفل فقط، وفي نفس الوقت تكون الأم قد عززت لديه الثقة بالنفس والشعور بالأهمية، وأن هذه الجملة ليست من تكوين الأم، بل من تكوين الشخص نفسه، بالإضافة إلى أن الأم لا بد أن تتقبل دائمًا ما يعبر به، سواء أكان إيجابيًّا أم سلبيًّا، فإذا كان ما يصدر من الطفل سلبيًّا يفضل أن تلجأ الأم إلى بعض التمارين التي تقوم بتحويل أفعال الطفل من السلب إلى الإيجاب، كما أنه يجب على الأهل أن يحرصوا على أن يسمع الطفل منهم الأشياء الإيجابية؛ لأنه من الهام جدًّا عند التعامل مع الطفل الصغير أن يراعي الأب والأم الحوار غير اللفظي، والمقصود به تعبيرات الوجه ونبرة الصوت والحركات؛ لأن الأطفال دائمًا ما تميل إلى تصديق الحوار غير اللفظي، الذي بدوره يؤدي في النهاية إلى تعزيز ثقته بنفسه.



على النقيض، ما هي السلوكيات السلبية التي قد يقع فيها الوالدان، والتي تسهم أيضًا في تكوين شخصية سلبية عند الطفل؟

من المعروف أن كل شيء يُعرف بضده، وعندما نتحدث عن بعض السلوكيات الأسرية الإيجابية التي تقوم بها الأسرة، فلا يمكن أن ننسى أن هناك أيضًا سلوكيات سلبية من الممكن أن يقع فيها الأبوان، وخاصة أن الطفل يعايشهما طوال النهار ويرى هذه السلوكيات السلبية، وبالتالي تتكون لديه شخصية سلبية، إذًا هناك أخطاء وسلوكيات تربوية يقع فيها الآباء تؤدي في النهاية إلى تكوين شخصية سلبية لدى الطفل؛ كالإهانة، وعدم احترام عقلية الطفل، والمزيد من التقييد والانتقاد اللاذع، وغيرها من السلوكيات السلبية التي تؤثر في نفسية الطفل، وبالتالي لا بد أن نعلم أن تكوين الصفة الإيجابية لا يتحقق في الطفل إلا إذا كان لديه تقدير ذاتي مرتفع وإدراك لذاته بشكل كبير، وأيضًا ارتفاع الثقة بالنفس، فإذا كان الآباء دائمًا يقومون بانتقاد هذا الطفل بسبب أو بدون سبب وإعطائه مزيدًا من الإحباط وغيرها من الأشياء السلبية التي يترجمها الطفل في هيئة رسائل قصيرة سلبية كثيرة معناها: أنت لا تصلح، أنت غير جيد، أنت طفل سيء، وهكذا.



بجانب الأسرة، ماذا عن دور المدرسة في تعزيز وبناء شخصية إيجابية للطفل؟

عندما نتحدث عن العوامل التي تساعد في بناء شخصية إيجابية للطفل منذ الصغر لا نستطيع أن نغفل دور المدرسة، ذلك المكون التربوي المهم الذي يعتبر شريكًا للأسرة في هذا الأمر، وهذا الأمر لا بد أن يُعنى به المجال التربوي، والذي يجب أن يكون له اهتمام خاص ورعاية خاصة، فالطالب في صغره بمجرد التحاقه بالمدرسة يقوم بقضاء معظم وقته بداخلها، فهو يجلس الوقت الطويل في المدرسة أكثر من أي مكان آخر، إذًا فالمدرسة هي المركز الأول لبرمجة هذا الطفل، فإذا كان هذا الطالب يتلقى في المدرسة برمجة إيجابية لا شك أن هذا سيؤثر على نفسيته وكيانه وشخصيته، وأما إذا كان يسمع الكلمات السلبية والنابية لا شك أن هذا سوف يُحدث خدشًا كبيرًا في مجال هذه الشخصية؛ لذا فالمدرس لا يتنبه إلى أنه أحيانًا يستخدم بعض الألفاظ الجارحة أو الكلمات التي تؤثر في نفسية هذا الطفل ولو على المدى البعيد، فمثلاً الطالب عندما يسمع: أنت غبي، أنت لا تفهم، أنت لا تستطيع، أو كلمة: هذا مستحيل، هذه الكلمات ستشكل بُعدًا خطيرًا على نفسية هذا الطالب مستقبلاً سوف يعتمد على الآخرين؛ لذا حتى إذا رأينا من الطفل سلوكًا خاطئًا كأن يسرق مثلاً شيئًا من صديقه فمن الخطأ أن نقول له: أنت سارق؛ لأن العقل الواعي سيرفض هذه الكلمة، لكن العقل اللاواعي سيتقبل هذه الكلمة مع التكرار فيقنعه أنه سارق، وبالتالي سيؤدي في النهاية إلى ممارسه هذا الأمر، كما أننا يجب أن نربي أطفالنا في المدارس على أن يتقبلوا كل شيء وأن نعمل على غرس الإيجابية في شخصية الطفل منذ صغره.



وعلى العكس، هل يمكن أن تقوم المدرسة ببناء شخصية سلبية للأطفال؟

معظم العوامل التي تؤثر في بناء شخصية إيجابية للطفل هي سلاح ذو حدين، بمعنى أن المدرسة كما تؤثر تأثيرًا إيجابيًّا في الطفل من الممكن أن يأتي تأثيرها عكسيًّا؛ لأن المعلمين والطلاب الآخرين وأصدقاء الطفل في المدرسة يؤثرون بشكل مباشر في شخصية الطفل، وكما قلت سابقًا: إذا أعطينا مساحة من الحرية للطفل في المنزل لكي يقوم ببناء شخصية إيجابية بالتالي يكون أقدر بالمحافظة على هذه الشخصية الإيجابية في المدرسة وأمام أصدقائه، كما أن المعاملة غير اللائقة التي قد يشهدها من بعض المدرسين، والتي لم يعتَدْ عليها في المنزل تنعكس على شخصيته بالسلب، وبالتالي من الممكن أن تؤثر المدرسة بشكل كبير على شخصية الطفل، سواء عن طريق الأصدقاء، أو معاملة المعلمين للطفل.




في داخل أسوار المؤسسة، ما هي الأنشطة التي من الممكن أن تعزِّز الإيجابية في شخصية الطفل؟

أبسط الأشياء في المدرسة بإمكانها أن تزيد من إيجابية الطفل نحو كل شيء، منها الحديث مع الأطفال في سن خمس سنوات عن الله عز وجل، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والخير والشر، ونقوم بربط أشياء عملية في الواقع ببعض التعاليم الإسلامية السمحة؛ كأن نقول للأطفال في المدرسة على سبيل المثال: إن الله نظيف يحب النظافة، وبالتالي يعطيه المعلمون دفعة إيجابية قوية يشعر الطفل حينها بأن له دورًا أساسيًّا في هذا الحياة، كما تجعله يشعر بقيمة نفسه، وبالتالي تجدد ثقته في نفسه، ليكون الناتج في النهاية تعزيز شخصية الطفل الإيجابية.



عندما نتحدث عن سن الطفل ذي الشخصية السلبية الذي جاوز الأعوام العشرة، كيف للأسرة أن تخلص هذا الطفل من هذه الشخصية السلبية؟

عندما يتصل بي شخص ما يشكو من ابنه في هذا السن، أقول له دائمًا: راقبوا أنفسكم أولاً في المنزل، بمعنى أن الابن دائمًا يتصرف نتيجة تصرف الأب والأم في المنزل؛ فسلوك الطفل ما هو إلا رد فعل على سلوك أبويه، كأن تقول الأم لطفلها بصوت عالٍ: لا ترفع صوتك، وهي في نفس الوقت صوتها عالٍ، فأول خطوة على الأهل أن يقيموا تصرفاتهم، ثم يجتهدوا في تحويل تلك السلوكيات السلبية الخاطئة إلى سلوكيات إيجابية يستطيع أن يستفيد منها الطفل على المستوى الشخصي؛ لذلك لا بد أن يقوم الآباء بإعطاء بعض الاختيارات الخاصة به في المنزل، والتي تجعله يعتمد على نفسه، كأن يختار أكلته المفضلة، أو أن يختار أدواته المدرسية، أو الألعاب التي يفضلها، أما الخطوة الثانية فهي تشجيع الطفل على السلوكيات الإيجابية، ولكن الأمر الهام والذي أكدت عليه في بداية الحوار أن الطفل يجب أن يؤمن بأنه يعيش في وسط بيئة تتقبل أفعاله وسلوكياته المختلفة، الإيجابية أو السلبية، وأن حب الآباء لهم غير مشروط بأفعال معينة، بغض النظر عن علاماته المدرسية، جيدة أم رديئة، وسلوكياته صحيحة أم خاطئة، مع العمل على إخبار الآباء أطفالهم دائمًا بأنهم يغضبون من تصرفاتهم السلبية، ولكن هذا لا يمنع ولا يقلل من حبهم تجاه أطفالهم الصغار، كما يجب أن يعلم الطفل تمام العلم بأنه في بيئة يكون مُعرضًا فيها لارتكاب الأخطاء، والعمل على تصحيحها هو الشيء الأهم، وعندما نتحدث عن تعديل سلوكيات الأطفال السلبية إلى سلوكيات صحيحة إيجابية، يجب أن يبدأ الآباء - كما أشرت - بتعديل السلوكيات الخاصة بهم، والتي يراها الأطفال يوميًّا في المنزل، بالإضافة إلى استخدام عنصر التشجيع دائمًا في كل عمل يقوم به الطفل في حياته، حتى تتحول سلوكيات الطفل تدريجيًّا إلى سلوكيات إيجابية؛ لأن هذه السلوكيات من الصعب جدًّا أن يغير قناعته تجاهها في الكبر.



إذا اهتمت كل أسرة ببناء شخصية إيجابية للطفل، ما هي المكتسبات والفوائد التي تعود على المجتمع بشكل عام؟

هناك فوائد كثيرة لا حصر لها، حيث نقوم بإعداد وبناء جيل قوي لديه ثقة بالنفس، جيل إيجابي ومبادر، جيل يملك تقديرًا ذاتيًّا مرتفعًا لأقصى الحدود، جيل يقدس معنى تبادل الرأي واحترام الآخر، إذا استطعنا أن نخلق هذا الجيل الإيجابي سوف يزداد الإبداع والنجاح وتطور المجتمع في كل النواحي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الاهتمام ببناء شخصية قوية إيجابية مبادرة للطفل منذ الصغر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.54 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]