موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 46 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853436 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388590 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214021 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #451  
قديم 26-04-2008, 04:22 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

تحريم القرآن لأكل لحم الخنزير




بقلم الدكتور الطبيب محمد نزار الدقر
تحريم لحم الخنزير
أورد النص القرآني تحريم لحم الخنزير في أربع مواضع :
1ـ قوله تعالى : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173)
2ـ و قوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:3)
3ـ و قوله ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)
4ـ و قوله : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:115) .
تفيد معاجم اللغة بأن الرجس يعني القذر والفعل القبيح والعمل المؤدي إلى العذاب، وفي تفسير البيضاوي : الرجس القذر وسمي بذلك لتعوده أكل النجس، أو خبيث مخبث.
يقول القرطبي (1): لا خلاف أن جملة الخنزير محرمة إلا الشعر فإنه يجوز الخرازة به فقد روي أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخرازة بشعر الخنزير فقال: " لا بأس بذلك " .
ذكره خوير منداد من رواية الإمام الدميري، قال " ولأن الخرازة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده كانت موجودة ظاهرة ولا نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكرها ولا أحد من الأئمة بعده " .
يقول الدميري(2) نقلاً عن الإمام الماوردي : الضمير في قوله" فإنه رجس" عائد إلى الخنزير لأنه أقرب مذكور.
وقال الفخر الرازي (3) : أجمعت الأمة الإسلامية على أن الخنزير بجميع أجزائه محرم وإنما ذكر الله تعالى اللحم لأن معظم الانتفاع يتعلق به " .
ويؤكد الإمام أبو الفرج الجوزي(4) هذا المعنى : " فأما لحم الخنزير، فالمراد جملته، وإنما خص اللحم لأنه معظم المقصود".
وقد ورد في صحيح مسلم عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لعب النردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه " .
قال ابن كثير (5) فإذا كان هذا التنفير لمجرد اللمس فكيف التهديد والوعيد : من أكله والتغذي به ، وفيه دلالة على شمول التحريم لجميع أجزائه من لحم وشحم وغيره . ويذكر ابن كثير أن الخنزير يشمل المستأنس منه والوحشي (البري) .
ويرى د. عبد الحافظ حلمي محمد (6) أن لحم الخنزير ينفرد من بين جميع اللحوم المذكورة في آيات التحريم بأنه حرام لذاته، أي لعلة مستقرة فيه، أو وصف لاصق به، أم اللحوم الأخرى فهي محرمة لعلة عارضة عليها، فالشاة مثلاً إذا ذكيت فلحمها حلال طيب ولا تحرم إلا إذا كانت ميتة أو ذبحت لغير الله . ونحن نؤكد أن المؤمن ملتزم حين يأتيه الأمر أو النهي من الله نجتهد في تفهم علة الأمر والنهي، لكن تحريم لحم الخنزير بالذات تحريم معلل " فإنه رجس " فاجتهادنا محصور إذن في محاولة لفهمنا لخبث ذلك المحرم ورجاسته حتى نزداد شكراً لله على نعمائه.
وينقل الإمام السيوطي حكم من أكل لحم خنزير (7) قال : أخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة قال : إذا أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة، فإن تاب، وإلا قتل .
ويعرض د. فاروق مساهل(8) للمشكلة التي تواجه أبناء المسلمين في ديار الغرب في تلوث الأواني بالخنزير النجس حين يقيمون مع أناس في منزل مشترك أو في المطاعم والأماكن العامة، وهؤلاء بطبعية الحال يأكلون لحم الخنزير ويقلون بشحمه.ويجد الكاتب الحل في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأله أبو ثعلبة الخشني : يا رسول الله إنا نجاور قوماً من أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر فقال صلى الله عليه وسلم : " إن وجدتم غيرها فكلوا واشربوا، وإن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا " رواه أبو داود .
وحول أهمية تحريم لحم الخنزير شهادة للطبيب الألماني هانس ريكفينغ إذ يقول (9) : لابد أن أشير إلى التراث القديم عند بعض الأمم حيث كان للتعاليم التي أرساها النبيان محمد وموسى أكبر الأثر في التزام المسلمين واليهود بقوانين الله الطبيعية.
ففي إفريقيا حيث يعيش المسلمون وغيرهم في ظروف مناخية واحدة، نجد بالمقارنة، أن الشعوب الإسلامية تتمتع بصحة جيدة لأن لحم الخنزير محرم في شريعتها، بينما نجد أن الشعوب الأخرى التي تعتمد النظام الغربي في تغذيتها تصاب بأمراض ترتبط كل الارتباط بتناولها لحم الخنزير.
ويتابع فيقول : في دراسة جرت في الهيمالايا حيث تعيش قبائل الهونزا التي اعتنق معظم أفرادها الإسلام ويمتنعون عن أكل لحم الخنزير ، وجد أنهم يتمتعون بصحة جيدة ومتوسط أعمارهم مرتفع ويعملون حتى سن متقدمة لتحصيل أرزاقهم في حين أن القبائل التي تجاورهم من غير المسلمين تصاب بعدد من الأمراض الشائعة بينهم لتناولهم لحم الخنزير، ومتوسط أعمارهم وفعاليتهم أقل بكثير من القبائل المسلمة .
وهكذا فإني ارى أن الكتب السماوية التي جاء بها محمد وموسى كان معها الحق، كل الحق، في تحريم تناول لحم الخنزير.
ولكن ماذا نعرف عن الخنزير:
الخنزير حيوان لاحم عشبي تجتمع فيه الصفات السبعية والبهيمية، فهو آكل كل شيء، وهو نهم كانس كنس الحقل والزريبة فيأكل القمامات والفضلات والنجاسات بشراهة ونهم، وهو مفترس يأكل الجرذ والفئران وغيرها كما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه(10،11).
يقول الإمام الدميري(2) : إن الخنزير شرس الطباع شديد الجماع شبق تكتنف حياته الجنسية الفوضى ولا يخصص لنفسه أنثى معينة.
ويروي د. هانس هايترش قصة طريفة جرت في أحد المشافي العسكرية حيث كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى وتعيش على النفايات والفضلات ويذبح أحدها كل شهر طعاماً للمرضى، والعاملين في المشفى. وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهيأة للحرق فاللتهمتها.
وتوفيراً للعلف قررت إدارة المشفى من ثم أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح طعاماً للخنازير، وهكذا أصبحت دماء تلك الخنازير مفعمة بالسموم والذيفانات. ولنتصور الآن مرضى هذا المشفى وأكثرهم مصابون بنواسير كعقابيل للكسور الناجمة عن الطلقات النارية، إنهم يغذون بلحم خنزير مشبع بالسموم، فبدلاً من الشفاء يولد عندهم هذا اللحم هجمة جديدة من الالتهاب والتقيح.
ومن هنا نفهم كيف أن معاني الرجس قد استقر في أذهاننا التصاقها جميعاً بالخنزير، فهو لا يكاد يرى إلا وأنفه في الرغام. وإن نفورنا وتقززنا من هذا الحيوان ليس قاصراً عليناـ نحن المسلمين ـ ففي كل من أوربا وأمريكا، ورغم أن تجارة الخنازير عندهم وتربيتها رائجة، ويتخذون منه دمى لأطفالهم ومع ذلك فأسماؤه، على اختلاف لغاتهم، تعد سبة لا يقذفون بها إلا كل زري ذميم ..‍
وتثبت الأبحاث أن الخنزير(8) يأكل الجيف والقاذورات وحتى فضلاته ولو ربي في أنظف الحظائر، كما تطالعنا الأنباء من حين لآخر عن افتراس الخنازير للأطفال الصغار، ففي مرة غفلت فيها إحدى الأمهات عن ابنها الصغير الذي تسلل إلى حظيرة الخنازير، والتي أسرعت بدورها لتمزيقه والتهامه دون أن تترك قطعة واحدة منه، وهذه النزعة لا توجد إلا في الحيوانات المتفرسة .
الأضرار الصحية لتناول لحم الخنزير
الفرق بين لحم الخنزير و غيره من اللحوم :[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/FIRASN%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]<!--[endif]-->
يحتوي لحم الخنزير على كمية كبيرة من الدهون و يمتاز باندحال الدهن ضمن الخلايا العضلية في اللحمة علاوة على تواجدها خارج الخلايا في الأنسجة الضامة بكثافة عالية، في حين أن لحوم الأنعام تكون الدهون فيها مفصولة عن النسيج العضلي ولا تتوضع ضمن خلاياه وإنما تتوضع خارج الخلايا و في الأنسجة الضامة(12) .
و قد أثبتت الدراسات العلمية(10) أن الإنسان عندما يتناول دهون الحيوانات آكلة العشب فإن دهونها تستحلب في أمعائه و تمتص، وتتحول في جسمه إلى دهون إنسانية، أما عندما يأكل دهون الحيوانات آكلة اللحوم أو الخنزير فإن استحلابها عسير في أمعائه وإن جزيئات الغليسريدات الثلاثية لدهن الخنزير تمتص كما هي دون أن تحول وتترسب في أنسجة الإنسان كدهون حيوانية أو خنزيرية .
ومن المدهش حقاً ملاحظة د. هانس هايترش(9) أن الذين يأكلون شحم الخنزير من منطقة ما من جسمه فإنها تترسب في المنطقة ذاتها عند الآكل وهكذا وجد أن النساء اللواتي يأكلن فخذ لحم الخنزير يشاهد لديهن تشوه واضح في الفخذين والإليتين .
و الكولسترول الناجم عن تحلل لحم الخنزير في البدن يظهر في الدم على شكل كولسترول جزئي كبير الذرة يؤدي بكثرة إلى ارتفاع الضغط الدموي وإلى تصلب الشرايين و هما من عوامل الخطورة التي تمهد لاحتشاء العضلة القلبية.
و قد وجد البروفيسور Roff 12 أن الكولسترول المتواجد في خلايا السرطان الجوالة يشابه الكولسترول المتشكل عند تناول لحم الخنزير
و لحم الخنزير غني بالمركبات الحاوية على نسب عالية من الكبريت(10) و كلها تؤثر على قابلية امتصاص الأنسجة الضامة للماء كالإسفنج مكتسبة شكلاً كيسياً واسعاً و هذا يؤدي إلى تراكم المواد المخاطية في الأوتار و الأربطة والغضاريف ويجعلها رخوة مما يؤهب للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي وخاصة المفاصل بين الفقرات، و إلى تنكس في العظام .
والأنسجة الحاوية على الكبريت تتخرب بالتعفن والتخمر منتجة روائح كريهة فواحة لانطلاق غاز كبريت الهدروجين.
وقد لوحظ أن الآنية الحاوية على لحم الخنزير، على الرغم من أنها محكمة السد إلا أنه يتعين إخراجها من الغرفة بعد عدة أيام نظراً للروائح الكريهة النتنة وغير المحتملة الناجمة عنها .
و بالمقارنة فإن لحوماً أخرى مختلفة خضعت لنفس التجربة ، فإن لحم البقر كان أبطأ تعفناً من لحم الخنزير ولم تنطلق منه تلك الروائح النتنة، ويحتوي لحم الخنزير على نسبة عالية من هرمون النمو والتي لها تأثير أكيد للتأهب للإصابة بخامة النهايات علاوة على تأثيره في زيادة نمو البطن ( الكرش) وزيادة معدل النمو و خاصة نمو الأنسجة المهيأة للنمو والتطور السرطاني.
و حسب دراسات Roff فإن تلك الوجبة المسائية الدسمة الحاوية على لحم الخنزير تعتبر الأساس في التحول السرطاني للخلايا لاحتوائها على هرمون النمو علاوة على أثرها في رفع كولسترول الدم .
كما تؤكد أبحاث د.هانس هايترش(9) احتواء لحم الخنزير على كمية عالية من الهستامين تؤهب عند آكليها لحدوث الأمراض التحسسية الجلدية مثل الأكزيمة والشرى والتهاب الجلد العصبي وغيرها بكثرة.
وقد وجد أن الشرى والحكة المعندة عند آكلي لحم الخنزير تتلاشى عند الامتناع عن أكله بشكل مطلق، بما في ذلك السجق المصنوع منه.
الأمراض التي ينقلها الخنزير
لقد حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير، و نفذها المتدينون امتثالاً لأمر الله الخالق سبحانه و طاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم ، لكن العلماء المحدثين توصلوا إلى نتائج مدهشة في هذا المجال(12) : أليس من المدهش أن نعلم أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضاً و بائياً ، و هو يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلى الإنسان، عدا عن الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسرة هضم و تصلب للشرايين و سواها.
و الخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائياً إلى الإنسان و تشاركه بعض الحيوانات الأخرى في بقية الأمراض لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض : منها الكلب الكاذب و داء وايل و الحمى اليابانية والحمى المتوهجة و الحميرة الخنزيرية غيرها.
هذه الأوبئة يمكن أن تنتقل من الخنزير إلى الإنسان بطرق مختلفة (10) :
الأول : عن طريق مخالطته أثناء تربيته أو التعامل مع منتجاته (وتعتبر أمراضاً مهنية) وهي لا تقل عن 32 وباء تصيب في الأغلب، عمال الزرائب والمجازر والبيطريون منها أنواع من الفطور العميقة والزحار والديدان والزحار الزقي والحمى اليابانية الدماغية والتهاب الفم البثري الساري.
الثاني : عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضلاته وهي لا تقل عن 28 مرضاً منها الزحار والأسكاريس والانسمام الوشيقي والديدان القنفذية والكبدية والمفلطحة وشوكية الرأس والدودة المسلحة الخنزيرية والشعيرات الحلزونية وغيرها.
الثالث: عن طريق تناول لحمه ومنتجاته وهي أكثر من 16 مرضاً منها داء المبيضات ـ داء الحويصلات الخنزيرية، الحمى المالطية ـ الدودة الكبدية وداء وايل والدودة الشعرية الحلزونية والشريطية والسل وغيرها .وهذا يؤكد ما ذهب إليه العالم كرول من أن الحظر المفروض على المسلمين بعدم ملامسة الخنازير ليس بحاجة إلى تبرير(6).
طفيليات الخنزير
رأينا كيف أن الخنزير يأوي في بدنه عدداً كبيراً من الطفيليات وأكثر من 50 نوعاً منها يصيب الإنسان (6) فهي داخلة فيما يسمى بالأمراض الحيوانية البشرية Zoonosis ويمكن أن نقسمها ضمن المجموعات التالية :
الأمراض الفيروسية والجرثومية :
منها داء الكلب والحمى الصفراء والمالطية والسل، لكن أهمها ما يخص الخنزير بنقله وهي :
1. الالتهاب السحائي المخي وتسمم الدم الناجم عن الإصابة بالمكورات السبحية الخنزيرية المكتشفة عام 1968 والتي فسرت الحالات الغامضة من الوفيات التي حصلت حينئذ في الداينمارك وهولندا(8).
وقد تبين أن هذه الجراثيم شديدة الفتك بالإنسان مسببة التهاب السحايا المغلفة للمخ وبإفراز سموم معينة في دم المصاب، والذين أصيبوا بهذا المرض ونجو من الموت بعد علاج شاق أصيبوا بالصمم الدائم وفقدان التوازن.
2. جائحات الكريب(12) حيث يؤكد د.هانس هايترش إن فيروس الكريب الذي ينقله الخنزير هوالعامل الأكثر سمية وينقل عن معهد الأبحاث الفيروسية (9) في لندن أن فيروس الكريب يتوضع بكثرة في رئة الخنازير التي تدخل في صنع السجق، وتمكن الفيروسات في الأماكن الحيوية للبدن إلى أن تتاح لها الفرصة في ظروف مواتية من البرد وقلة الشمس لتأتي بشكل جائحة انتانية كالتي حدثت في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية حينما تناول الشعب الألماني هدايا الولايات المتحدة من اللحوم ومشتقاتها مصنوعة من لحم الخنزير.
3. انفلونزا الخنزير (8) ينتشر هذا المرض على هيئة وباء يصيب الملايين من الناس ومن مضاعفاته الخطيرة التهاب المخ، وتضخم القلب والوهط الدوائي، وآخر جائحة أصابت العالم عام 1918 حيث أصيب بها أكثر من 20 مليوناً من البشر .
4. الحمرة الخنزيرية (11) وينتقل من الخنزير إلى اللحامين والدباغين وسواهم وتكون بشكل لوحة محمرة مؤلمة جداً، وحارقة على الأيدي مع أعراض عامة من ترفع حروري وقشعريرة والتهاب العقد والأوعية اللمفاوية.
الأمراض الناجمة عن الحيوانات الأوالي (6ـ11):
يعتبر الخنزير العائل الخازن لنوعين من المثقبات Trypanosoma أولاهما هو طفيلي داء النوم الإفريقي وثانيهما يحدث داء شاغاس المستوطن في أمريكا الجنوبية، كما يعتبر الخنزير العائل الأكبر لنوع من الزحار الأميبي، لكن أخطر هذه الطفيليات هي المتحول الأميبي الهدبي المسمى بالزقيات الكولونية Balantidium Coli يتطفل في الأمعاء الغليظة للخنزير والقردة، لكن فرص الاتصال النادرة بين القردة والإنسان تجعل الخنزير المصدر الوحيد لعدوى الإنسان وإصابته بما يسمى بالزحار الزقي.
والزحار الزقي من الأمراض المهنية التي يصاب بها العاملون على تربية الخنازير أو زبحها أو الاتجاه بها حيث تتلوث أيديهم بمفرغات الخنزير ومنها تنتقل بالطعام إلى أمعائهم فيصاب بحالات من الإسهال الشديد والمتكرر مع مغص ودوار وهزال أحياناً ويمتد الأمر لظهور تقرحات في الأمعاء، قد تثقب وقد تؤدي إلى وفاة المصاب.
الأمراض الناجمة عن الحشرات والحلم(6):
حيث يعتبر الخنزير عائلاً لعدد من الطفيليات الخارجية للإنسان منها أنواع من البعوض والبراغيث والقمل، ومنها ذبابة تسي تسي الناقلة لطفيلي داء النوم وأنواع من ذباب الجلد تصيب يرقاتها الفم والعين والأنف والجروح المكشوفة ومنها أنواع من الحلم قريبة من طفيلي الجرب.
الأمراض الناجمة عن الديدان المفلطحة :
1. صنف المثقوبات : التي تصيب الدم حيث يصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع برازه، كما يصاب بنوع من المثقوبات يصيب الرئتين وتنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم، أما عن المثقوبات المعوية والكبدية فللخنزير منها نصيب غير قليل وأهمها:
المتوارقة البسكية Fasciolopsis Buskiمن الديدان المعوية ـ الكبدية وهي تنتشر في آسيا من الصين إلى البنغال وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ونزوف وتقرحات في جلد المعي الدقيق مع إسهال مزمن وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.
ومنها الدودة الكبدية الصينية Chlonorihis Sineasis وتنتشر في بلدان الشرق الأقصى كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيسي بها. تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية وإذا كثرت أعدادها عند المصاب أحدثت تضخماً في الكبد وإسهالاً مزمناً ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة.



يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #452  
قديم 26-04-2008, 04:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبـــع موضوع ...... تحريم القرآن لأكل لحم الخنزير

. صنف الديدان الشريطية(6) : ويصيب الخنزير منها نوعان :الشريطية العوساء العريضة D.Latum ويصاب كالإنسان بالطور البالغ منها. والنوع الأهم هو الشريطية المسلحة Taenia Solium والمسماة الدودة الوحيدة المسلحة وهي تعيش في طورها البالغ في أمعاء الإنسان، طولها من 2ـ3 أمتار، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ويطوق قمته طوق من الأشواك، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة جسم الدودة الذي يشبه الشريط والذي يحتوي أكثر من 1000 قطعة وتمتلئ القطع الناضحة بآلاف البيوض، حتى تصبح في النهاية مجرد كيس مثقل بذلك البيض الوبيل والذي ينمو في كل واحدة منها جنين كروي مسدس الأشواك.
وتنفصل الأسلات النهائية لتخرج مع براز المصاب،وتعيش في التربة الرطبة زمناً طويلاً حتى يأتي خنزير فيلتهمها مع ما فيها من بيض وفي أمعاء الخنزير تعمل عصاراته الهاضمة على حل غلاف هذه البيوض لتنطلق منها الأجنة مخترقة جدار الأمعاء إلى الدورة الدموية للحيوان، وبواسطة الدم تستقر في عضلات الخنزير مكونة حويصلات كروية أو بيضاوية بطول 6ـ 18 ملم، في كل منها يرقانة لها رأس صالح لكي يكون دودة جديدة كاملة ويحدث هذا إذا ما تناول الإنسان من اللحم المصاب دون أن ينضج تماماً لقتل ما فيه من تلك اليرقانات .

والخنزير هنا يقوم بدور العائل الوسيط والذي يعتبر المصدر الوحيد لعدوى البشر.

وقد يحدث أن يحل الإنسان محل الخنزيرليصبح العائل الوسيط في دورة تنتهي بطريق مسدود وذلك عندما يصدف أن يبتلع الإنسان لطعاماً ملوثاً بتلك الأسلات (أو بالبيض)، سواء من فضلاته هو أو من مصدر خارجي، فيفقس البيض في أمعائه وتنطلق، من ثم ، الأجنة مسدسة الأشواك في أمعائه مخترقة جدارها إلى دورته الدموية وتجول مع الدم لتستقر بأي جزء من أعضائه سواء في العضلات أو الرئتين أو الكبد أو القلب أو الدماغ، وهناك مشكلة حويصلات (أو كيسات ) ومؤدية إلى إصابة الإنسان بما يسمى داء الحويصلات الخنزيرية Cysticercosis وكلما كان عددها في الجسم كبيراً، وكان العضو الذي استقرت فيه عضواً هاماً كلما كان خطراً عظيماً .
ونمو هذه الحويصلات في المخ يؤدي إلى الإصابة بحالات من الصرع، وإلى ظهور شلل عضوي جزئي، مع دوار واضطرابات عصبية حسية .
كما ينطلق منها إلى الدم ذيفانات سامة، وقد يؤدي إلى الموت، علماً بأنه لم يعرف لهذا المرض حتى اليوم أي علاج ناجح.
أضعط على الرابط وشاهد مقطع تشريحي لجسم الخنزير :
http://www.johnabbott.qc.ca/~p.anderson/805labtest1/PIGDIAG1.html
صحيح، كما يقول المدافعون عن الخنزير، أن البقر يصاب بدودة مشابهة هي الشريطية العزلاء، وأن الإنسان عند أكله للحم البقر المصاب يصاب بتلك الدودة بالطور البالغ مع أعراض مشابهة لما تحدثه الشريطية المسلحة (الخنزيرية) لكن ولو ابتلع بيضها وهذا فرق هام للغاية إذ أن داء الحويصلات عند الإنسان ينجم فقط عن دودة الخنزير الشريطية علماً بأنه مرض خطير للغاية ولا مقابل له في دودة البقر.
الديدان الشوكية الرأس : وهي شائعة في الخنزير واكتشفت بين مربيه بين فلاحي وادي الفولغا في جنوب روسيا .
الديدان الخيطية أو الأسطوانية : منها ثعبان البطن أو الأسكاريس وقد أثبت Smyth أن الخنزير يساعد على انتشارها ومنها الديدان شعرية الرأس، لكن أشدها خطراً على بني البشر هي الدودة الشعرية الحلزونية Trichinella Spiralis(6_12).
تعيش الديدان البالغة في أمعاء الإنسان والخنزير وهي ديدان قصيرة طولها من 2_4 ملم تتغلغل الإناث المثقلة بالبيوض بين الزغابات المعوية لتضع صغارها (اليرقانات) هناك، فهي لا تضع بيضاً، إذ يفقس البيض وهو في بطنها، وتخترق اليرقانات جدر الأمعاء إلى الدم وتطوف معه لتستقر في عضلات مضيفها حيث تنمو ليصل طولها إلى 1ملم ثم تلتف على نفسها وتتحوصل، فإذا أكل إنسان لحم الخنزير المصاب انحلت الحويصلات في أمعائه وتخرج منها الأجنة لتتطور في أمعائه إلى الديدان البالغة والدودة الشعرية البالغة ليست الخطرة على الإنسان، لكنها تتزاوج في أمعائه وتموت الذكور، ترقد الإناث الملقحة في جدران الأمعاء لتضع يرقاناتها بعد أسبوع واحد، تخترق هذه اليرقانات جدر الأمعاء إلى الدم حيث تستقر في أي جزء من بدن الإنسان محدثة ما يسمى بداء الشعريات الخنزيرية Trichinosis وهي تكثر في عضلات الحجاب الحاجز للمصاب وفي حنجرته ولسانه وعينيه.
وتتميز المرحلة الأولى من المرض باضطرابات معدية ـ معوية والإسهال الشديد، والحمى مع الضعف العام.
أما المرحلة الثانية والتي تظهر بعد أنتشار اليرقانات في الجسم فكثيراً ما تكون قاتلة ومن أعراضها انتفاخ الأجفان، وخزب تحت العينين، وآلام عضلية مبرحة، واضطرابات حركة العينين وعضلات التنفس والبلع، كما يصاب بحمى قد تكون مستمرة مع عرق غزير وهذيان. وإذا توضعت في السائل الدماغي الشوكي ظهرت أعراض التهاب الدماغ والسحايا .
وبعد تكلس تلك الحويصلات، تبدأ المرحلة الثالثة بانتشار الارتشاح في الوجه والبطن والأطراف مع ضعف شديد ووهن عام وطفوح جلدية ونزوف وضخامة في الطحال واضطرابات عصبية عقلية.
وتحدث معظم الوفيات بين الأسبوعين الرابع والتاسع .
والمعروف أنه لا يوجد عقار نوعي لداء الشعيرات والمشكلة الحقيقة هي الغذاء أوالحمى الرثوية يجعل التشخيص صعباً ، وقد لا نتمكن من وصفه قبل الوفاة وفحص خزعة من الحجاب الحاجز.
داء التقرحات الوعائية المدارية :
يؤكد د. هانس هـ .ريكفيغ (9) أن الدورة الدموية المحيطية قد تضطرب في ظروف مناخية خاصة نتيجة تناول لحم الخنزير محدثة تقرحات مؤلمة على الساقين، وأن هذه الآفة انتشرت بين الجنود الألمان أثناء الحملة التي قادها رومل في شمال أفريقيا .
ويروي د. ريكفغ كيف اكتشف زملاؤه علاقة الإصابة بهذه الداء وبين تناول لحم الخنزير عندما وجدوا أن السكان الحليين من المسلمين لا يصابون بها مطلقاً .
ورغم كل العلاجات التي قدمت للمرضى فإن حالتهم لم تتحسن إلا بعد أن قدمت لهم حمية تشبه طعام السكان المحليين وحذف لحم الخنزير بشكل نهائي، إذا كانت النتائج حينئذ باهرة.
ويرى الباحث المذكور أن لحم الخنزير يعتبر العنصر الهام الأكثر سمية للإنسان فهو يضعف مقاومة الجسم ويعرضه للأمراض، والمطعم الصحي الحقيقي هو الذي لا يستعمل أي جزء من لحم الخنزير ولأن الذي يعتاد تناوله هو الذي سيدفع الحساب يوماً ما .
شهادات علماء الغرب بفضل الإسلام:
يؤكد د. عبد الحافظ حلمي محمد (6) على فضل الإسلام على حماية أتباعه من أمراض الخنزير الوبيلة .
فالارتباط واضح بين انتشار الشريطية المسلحة وما ينجم عنها كداء الحويصلات الخنزيرية وبين العادات الغذائية لبلد ما والدين الذي يدين به قاطنوه.
وهكذا فإن Noble 1961 يؤكد أن دودة الخنزير هذه تحدث عدداً كبيراً من الإصابات الدماغية سنوياً عند سكان المكسيك الذين اعتادوا تناول لحم الخنزير، في حين يؤكد لاباج (1961) و ولكوكس وماتسون في كتابهما عن طب البلاد الحارة أن هذه الدودة نادرة الوجود في البلاد الإسلامية .
أما تشاندر وريد فيذكران في كتابهما عن علم الطفيليات ما نصه : " أما في البلاد اليهودية والإسلامية، حيث يعد أكل لحم الخنزير خطيئة دينية كبيرة فليس لهذا الطفيلي أدنى فرص للبقاء، وهو دليل فاضح على فساد الأخلاق حين حدوثه...".
وعندما يتكلم نلسون (6) عن انتشار داء الشعريات الحلزونية في دول أوربا وأمريكا فهو يتعجب قائلاً : " أما العلة في إدماننا ـ نحن أهل العالم الغربي على أكل لحم الخنزير، فإنه لغز محير، خاصة وأننا نذكر على الدوام بمخاطر ذلك ونحن نقرأ الكتاب المقدس(مشيراً إلى الإصحاح الرابع عشر من سفر التثنية التوراة) .
أما اليهود الملتزمون وأتباع محمد فإنهم مضوا في نفورهم من الخنازير وعدم استساغتهم لحمها فخلت جماعاتهم من داء الشعريات الخنزيرية خلواً تاماً ..".
عدوى الخنازير: لعل أهم مصدر لعدوى الخنازير هي العطادة المتبعة من تربية الخنازير على القمامة وعادة الخنازير الذميمة من التهاب الفضلات والنفايات، إذ أن القمامة تضم بقايا خنزيرية مصابة حتى أن أحد الباحثين يسمي الدودة الشعرية الحلزونية بدودة القمامة، وهكذا تجتمع الدودة مع الخنزير في القذارة والرجس. وسبب هام آخر لاحظه بعض الباحثين، وهو أن الخنازير تصاب ايضاً نتيجة أن بعضها يأكل أذيال بعض في المرابي المكتظة بها.
وتقوم الجرذان أو الفئران بدور هام، فهي تصاب بالمرض إذا أكلت ما ينبذ من بقايا من لحوم الخنازير المصابة، وتعدي الجرذان بعضها بعضاً لأنها تأكل لحوم بعضها البعض، حية وميتة، ثم تنتقل العدوى إلى الخنازير إذا أكلت جيف تلك الجرذان في أكوام القمامة، وهكذا تحدث دورات عدوى مختلفة من جرذ إلى جرذ، ومن خنزير إلى جرذ ومن جرذ إلى خنزير ومن خنزير إلى إنسان.
هل يمكن توقي الأمراض التي تنقلها الخنازير؟
يتساؤل البعض لم لا تربى الخنازير تربية صحية نظيفة ؟ ولم لا تتخذ الوسائل لاكتشاف اللحوم المصابة وإتلافها؟ وإذا كان ذلك ممكناً في مكان وظروف معينين فهل يمكن تحقيقه في كل الظروف ؟ أوليس الأولى عدم المخاطرة وتجنب المهالك ؟ بل الحقيقة أن هذه الوسائل كلها لم تكن مجدية في واقع الحال في أي زمان ومكان.
ويأتينا الدليل من الولايات المتحدة (6) حيث مستوى المعيشة فيها على ما نعلم فبينما نرى أن أفقر قطر إسلامي قد نجا من هذا البلاء، فإنه يوجد في الولايات المتحدة ثلاثة أمثالاً ما في العالم أجمع من الإصابات بالطفيليات الخنزيرية، علماً بأن الإحصاءات غير دقيقة لأن الآفات لا تشخص سريرياً إلا إذا كانت شديدة ومعظم الحالات لا تشخص إلا بعد الوفاة . وتجري في الغرب إجراءات شاقة ومحاولات باهظة لوقاية الخنازير وآكليها من الديدان الشعرية الحلزونية وغيرها.

ففي الولايات المتحدة التي يربى فيها أكثر من مليون ونصف من الخنازير، جزئياً أو كلياً على القمامة،صدرت قوانين تقضي بتعريض القمامة للبخار الساخن مدة نصف ساعة قبل تقديمها للخنازير . ولكن ما هي نتيجة هذه الجهود الكبيرة؟
لقد قدرت الاحصاءات أن نحواً من 5% من خنازير بوسطن و18.5% من ذبائح متشيغان مصابة بهذه الآفة (ويلككس وماتسون بار) .
أما اللحوم فإن معالجتها بالكوبالت والسيزيوم المشعين يؤدي إلى إصابة الديدان الناشئة بالعقم مما يمنع تكاثرها.
لكن هذا الإجراء دقيق وليس من الميسور تطبيقه.
ثم إن التجميد السريع بالتبريد ثم التخزين الطويل في درجات حرارة شديدة الانخفاض تقضي على الطفيليات الدقيقة فيه.
وتقضي التعليمات الصحية في الولايات المتحدة بخزن لحوم الخنازير التي تؤكل نيئة 20 يوماً كاملاً في درجة حرارة 15 تحت الصفر. كما أن غلي اللحوم تقتل الطفيليات لذا يوصى بغليها فترة تتناسب وحجمها : ومع كل هذه الجهود الشاقة والنفقات الباهظة فما تزال الإحصاءات تشير إلى تلك النسب المرتفعة من الإصابة.
أوليس الأيسر بداهة هو تجنب تلك اللحوم أصلاً ؟ ثم أينسى هؤلاء أن عملهم قد أحتاج قروناً طويلة ليكتشف عدداً من الآفات التي يسببها أكل لحم الخنزير فمن الذي يجزم بأن هناك آفات أخرى لم يكشف العلم النقاب عنها بعد ؟ أفلا تستحق الشريعة الإسلامية التي سبقت العلم البشري بعشرات القرون أن نثق بها وندع كلمة الفصل لها نحرم ما حرمت ونحلل ما حللت وهي آتية من لدن حكيم خبير؟ .
الآثار السلوكية (الخلقية ) التالية لأكل لحم الخنزير:
لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أثر الطعام على خلق آكليه فقال :" والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم " رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

ويقول الفخر الرازي(3) : " قال أهل العلم ـ الغذاء يصير جزءاً من جوهر المغتذي فلابد أن يحصل له أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات فحرم أكله لئلا يتكيف بتلك الكيفية".

ويقول ابن خلدون(12) : " أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة " .
وحديثاً اختلف العلماء في أثر الغذاء على الطباع والخلق، لكن ملاحظات كثير.
من العلماء قادتهم إلى اختلاف الآثار الخلقية باختلاف نوع اللحوم المكثر من تناولها، وبأن لحم الخنزير وشحمه له تأثير سيء على العفة والغيرة على العرض إذا داوم الإنسان على تناوله (10) توصلوا في نهايتها إلى القول بأن نوعية الطعام تؤثر على شخصية وسلوك الإنسان وتصرفاته.
وعن مقالة للدكتور الفنجري(11) يؤكد فيها أن الذين يأكلون لحوم الحيوانات الكاسرة عادة ما تكون طباعهم شريرة، غير متسامحين، ويميلون إلى ارتكاب الآثام والجرائم.

وإن أكل لحم الخنزير لابد وأن يؤثر على شخصية الإنسان وسلوكه العام والذي يتجلى واضحاً في كثير من المجتمعات الغربية حيث يكثر اللواط والسحاق والزنى وما نراه متفشياً من نتاج تلك التصرفات من ارتفاع نسبة الحمل غير الشرعية والإجهاض وغيرها.
مراجع البحث :
1) الإمام القرطبي في تفسيره" الجامع لأحكام القرآن " دار الحديث ـ القاهرة 1994
2) الإمام الدميري في كتابه " حياة الحيوان الكبرى".
3) الإمام الفخر الرازي في تفسيره" زاد المسير في علم التفسير".
4) الإمام أبو الفرج الجوزي " زاد المسير في علم التفسير".
5) الإمام ابن كثير الدمشقي عن كتابه " تفسير القرآن العظيم".
6) الدكتور عبد الحافظ حلمي محمد عن مقالة " العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن" مجلة عالم الفكر ـ المجلد 12ع ـ 4 الكويت يناير 1982.
7) الإمام السيوطي عن كتابه " الدر المنثور في التفسير بالمأثور .
8) الدكتور فاروق مساهل عن كتابه " تحريم الخنزير في الإسلام" لندن.
9) الدكتور هانس هايترش ريكفيغ : الدين والعلم وتحريم لحم الخنزير . ت. عدنان حلبي
10) الدكتور أحمد جواد عن كتابه " الخنزير بين ميزان الشرع ومنظار العلم " دار السلام 1987.
11) الدكاترة أحمد بربور وزملاؤه : الطب الوقائي في الإسلام ـ دمشق 1992.
12) الدكتور أحمد حسن ضميري : نظرات طبية في محرمات إسلامية ـ ج1ـ دمشق 1995
  #453  
قديم 26-04-2008, 04:37 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

الله خلق كل دابة من ماء




قال الله تعالى :(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {45})
هـذه الآية الكريمة جاءت في بدايات الثلث الأخير من سورة النور‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها أربع وستون بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي أن الله‏(‏ تعالى ‏)‏ هو نور السماوات والأرض‏,‏ وأنه‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ هو الذي يهدي لنوره من يشاء من عباده‏,‏ وأن كل مخلوق في هذا الوجود لا يهتدي بنور الله فإنه لن يهتدي أبدا‏.‏
ويدور المحور الرئيسي لسورة النور حول عدد من التشريعات الإلهية الضابطة لسلوك المسلم في كل من حياته الخاصة والعامة‏,‏ والحاكمة لعلاقاته في داخل أسرته ومع غيره من الخلق صونا لحرمات الناس وكراماتهم‏,‏ والله يقول الحق‏,‏ وهو يهدي إلي سواء السبيل‏.‏
وتبدأ سورة النور بالتأكيد علي أنها من جوامع سور القرآن الكريم لأن الله‏(‏ تعالى ‏)‏ فرض فيها علي عباده فرائض ألزمهم بها‏,‏ وفي مقدمة ذلك تحريم الزنا‏,‏ وتشريع الحدود الرادعة للواقعين فيه‏,‏ ووصفه بأنه من أكبر الجرائم في حقوق الناس‏,‏ ولذلك بشعها إلي كل صاحب ضمير حي وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك و تعالى ‏):‏
(الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (‏ النور‏:3)‏
وكما حرمت سورة النور الزنا بكل مقدماته فإن هذه السورة الكريمة تنهي عن الخوض في أعراض الناس‏,‏ مؤكدة أن الخائضين في هذا الأمر بغير دليل قاطع هم من الفاسقين الذين يستحقون العقوبات الرادعة‏,‏ وتعتبرهم من الخارجين علي دين الله‏.‏
قال الله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (‏ النور‏:5)‏.
وتشرع سورة النور للملاعنة كوسيلة من وسائل درء الشبهات بين الأزواج‏,‏ وتشير إلي فرية حديث الإفك‏,‏ وتبرئ المظلومين من دنسه‏,‏ وتغلظ العقوبة للذين افتروه‏,‏ وتحذر من العودة إلي افتراء مثله أبدا‏,‏ كما تحذر من إتباع خطوات الشيطان لأنه يأمر بالفحشاء والمنكر‏,‏ وتحض علي الإنفاق لذي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله‏,‏ وتكرر النهي عن رمي المحصنات الغافلات المؤمنات‏,‏ وتغلظ العقوبة علي ذلك‏.‏
وتنهي سورة النور عن دخول البيوت دون استئذان وسلام علي أهلها‏,‏ وتضع الضوابط الشرعية لذلك‏,‏ كما تأمر بغض البصر‏,‏ وحفظ الفرج‏,‏ وستر العورات‏,‏ وبالاحتشام في الملبس والمظهر‏,‏ كما تنهي عن التبرج بزينة‏,‏ وتضع ضوابط حجاب المرأة المسلمة‏,‏ وضوابط الزواج الإسلامي‏,‏ وتحرم البغاء بكل صوره‏,‏ وأشكاله وتعتبره من أبشع الجرائم المهدرة لكرامة الإنسان‏.‏
وتؤكد السورة الكريمة أن الله تعالى هو نور السماوات والأرض‏,‏ وأنه يهدي لنوره من يشاء‏,‏ وتدعو إلي عتق رقاب الأرقاء‏,‏ وإلي بناء المساجد والقيام علي عمارتها وتطهيرها طمعا في مرضاة الله‏(‏ سبحانه و تعالى ‏),‏ وتجنبا لأهوال يوم القيامة‏.‏
وتبشر سورة النور أهل المساجد بأن الله تعالى سوف يجزيهم أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله‏,‏ وفي المقابل تحذر الكفار بأن أعمالهم الجيدة سوف يجزون عليها في الدنيا‏,‏ ولا رصيد لهم عند الله‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ في الآخرة‏,‏ وتشبه أعمالهم السيئة بأحلك الظلمات المتراكبة فوق قيعان البحار العميقة‏,‏ مؤكدة أن‏:‏
‏...‏ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ )(‏ النور‏40).‏
وتؤكد السورة الكريمة أن جميع من في السماوات والأرض يسبح لله الذي له ملك كل شيء وإليه المصير‏,‏ وتحذر من النفاق والمنافقين‏,‏ وتفصح عن شيء من دخائل نفوسهم‏,‏ وتقارن بين مواقفهم الكافرة‏,‏ ومواقف المؤمنين الصادقين‏,‏ وتأمر بطاعة الله ورسوله‏,‏ جازمة أن ما علي الرسول إلا البلاغ المبين‏,‏ مؤكدة أن وعد الله تعالى للذين آمنوا وعملوا الصالحات قائم إلي قيام الساعة‏.‏
وتعاود سورة النور الأمر بإقامة الصلاة‏,‏ وإيتاء الزكاة‏,‏ وطاعة رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ كما تعاود الأمر بمزيد من ضوابط السلوك في البيت المسلم خاصة في حضرة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم ومن بعده في حضرة كل مسئول عن العمل الإسلامي‏,‏ وتحذر من مخالفة ذلك درءا للفتن في الدنيا وللعذاب في الآخرة‏.‏
وتختتم السورة الكريمة بالتأكيد مرة أخري أن لله ما في السماوات والأرض‏,‏ وأنه تعالى عليم بخلقه الذين سوف يرجعون جميعا إليه فينبئهم بما فعلوا ويجازيهم عليه‏.‏
هذا وقد استعرضت سورة النور العديد من الآيات الكونية للتدليل علي صدق كل قضية غيبية جاءت فيها‏,‏ وقد تم استعراض ذلك في مقالات سابقة ولا حاجة لإعادتها مرة أخري هنا‏.‏
من أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى ‏:‏
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {45})
‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:‏ يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم في خلقه أنواع المخلوقات‏,‏ علي اختلاف أشكالها وألوانها وحركاتها وسكناتها من ماء واحد‏,(‏ فمنهم من يمشي علي بطنه‏)‏ كالحية وماشاكلها‏,‏ ومنهم من يمشي علي رجلين كالإنسان والطير‏,‏ ومنهم من يمشي علي أربع كالأنعام وسائر الحيوانات‏,‏ ولهذا قال‏(‏ يخلق الله مايشاء‏)‏ أي بقدرته‏,‏ لأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن‏,‏ ولهذا قال‏:‏ إن الله علي كل شيء قدير‏.‏
‏*‏ وجاء في الظلال‏(‏ رحم الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ ما مختصره‏:‏ وهذه الحقيقة الضخمة التي يعرضها القرآن بهذه البساطة‏,‏ حقيقة أن كل دابة خلقت من ماء‏,‏ قد تعني وحدة العنصر الأساسي في تركيب الأحياء جميعا‏,‏ وهو الماء‏,..‏ فهي ذات أصل واحد‏.‏ ثم هي ـ كما تري العين ـ متنوعة الأشكال‏.‏ منها الزواحف تمشي علي بطنها‏,‏ ومنها الإنسان والطير يمشي علي قدمين‏.‏ ومنها الحيوان يدب علي أربع‏.‏ كل أولئك وفق سنة الله ومشيئته‏,‏ لا عن فلتة ولا مصادفة‏(‏ يخلق الله ما يشاء‏)‏ غير مقيد بشكل ولا هيئة‏.‏ فالنواميس والسنن التي تعمل في الكون قد اقتضتها مشيئته الطليقة وارتضتها‏(‏ إن الله علي كل شيء قدير‏).‏
‏*‏وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏ الله خالق كل شيء‏,‏ وأبدع الأشياء بإرادته‏,‏ وخلق كل حي يدب من أصل مشترك هو الماء‏,‏ لذلك لايخلو الحي منه‏,‏ ثم خالف بينها في الأنواع والاستعدادات ووجوه الاختلاف الأخري‏,‏ فمن الدواب نوع يزحف علي بطنه كالأسماك والزواحف‏,‏ ومنها نوع يمشي علي رجليه كالإنسان والطير‏,‏ ومنها نوع يمشي علي أربع كالبهائم‏,‏ يخلق الله ما يشاء من خلقه علي أية كيفية تكون للدلالة علي قدرته وعلمه‏,‏ فهو المريد المختار‏,‏ وهو القادر علي كل شيء‏.‏
وجاء في تعليق الخبراء بالهامش ما نصه‏(‏ الماء في الآية الكريمة هو ماء التناسل‏....,‏ والآية الكريمة لم تسبق ركب العلم فقط في بيان نشوء الإنسان من النطفة‏..‏بل سبقته كذلك في بيان أن كل دابة تدب علي الأرض خلقت كذلك بطريق التناسل‏...,‏ ومما تحتمله الآية من معان علمية أن الماء قوام تكوين كل كائن حي‏,‏ فمثلا يحتوي جسم الإنسان علي نحو‏70%‏ من وزنه ماء‏...‏ ولم يكن تكوين الجسم واحتواؤه هذه الكمية الكبيرة من الماء معروفا مطلقا قبل نزول القرآن‏.‏ والماء أكثر ضرورة للإنسان من الغذاء‏..,‏ فبينما الإنسان يمكنه أن يعيش‏(60‏ يوما‏)‏ بدون غذاء‏,‏ فإنه لايمكنه أن يعيش بدون الماء إلا لفترة قصيرة تتراوح بين‏3‏ و‏10‏ أيام علي أقصي تقدير‏.‏ والماء أساس تكوين الدم والسائل اللمفاوي والسائل النخاعي‏,‏ وإفرازات الجسم كالبول والعرق والدموع واللعاب والصفراء واللبن والمخاط والسوائل الموجودة في المفاصل‏,‏ وهو سبب رخاوة الجسم وليونته‏,‏ ولو فقد الجسم‏20%‏ من مائه فإن الإنسان يكون معرضا للموت‏.‏ والماء يذيب المواد الغذائية بعد هضمها فيمكن امتصاصها‏,‏ وهو كذلك يذيب الفضلات من عضوية ومعدنية في البول والعرق‏.‏ وهكذا يكون الماء الجزء الأكبر والأهم من الجسم‏,‏ وذلك يمكن القول بأن كل كائن حي مخلوق من الماء‏.‏
‏*‏ وجاء في بقية التفاسير كلام مشابه لما ذكره السابقون من المفسرين ولا حاجة إلي تكراره هنا‏.‏
من الدلالات العلمية للآية الكريمة
أولا‏:‏ في قوله تعالى ‏:‏ والله خلق كل دابة من ماء‏:‏
‏(‏الدابة‏)‏ في اللغة هي كل ما يدب علي الأرض أي يمشي عليها بخفة‏,‏ وجمعها‏(‏ دواب‏),‏ وإن كان من اللغويين من يعتبر لفظة‏(‏ دابة‏)‏ جمعا لكل شيء يدب علي الأرض قياسا علي خائنة جمع خائن‏.‏ ولذلك يقال‏(‏ دب‏),(‏ يدب‏)(‏ دبا‏)‏ و‏(‏ دبيبا‏)‏ لكل من مشي بخفة علي الأرض‏.‏
وقد قيل إن الفعل يستعمل للتعبير عن حركة الحيوان أكثر من استعماله للإنسان‏,‏ وللحيوان الذي يحيا علي اليابسة بالذات دون الحيوان الذي يحيا في الماء‏,‏ ولكن الأولي إطلاقه علي عموم من مشي علي الأرض وذلك لقول الحق‏(‏تبارك و تعالى ‏):‏
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )(‏ النحل‏:61).‏
ومن الدلالات العلمية لقول الحق‏(‏ سبحانه و تعالى ‏):‏والله خلق كل دابة من ماء‏...*.(‏ النور‏:45)‏
مايلي‏:‏
‏(1)‏ أن خلق الماء سابق لخلق جميع الأحياء‏,‏ وهو ما أثبتته الدراسات الأرضية‏.‏
‏(2)‏ أن الله‏(‏ تعالى ‏)‏ خلق كل صور الحياة الباكرة في الماء‏,‏ والدراسات لبقايا الحياة في صخور قشرة الأرض تشير إلي أن الحياة ظلت مقصورة علي الماء لمدة تصل إلي نحو‏3400‏ مليون سنة‏(‏ من‏3800‏ مليون سنة مضت إلي نحو‏400‏ مليون سنة مضت حين خلقت أول نباتات أرضية علي اليابسة‏),‏ وأن خلق النبات كان سابقا لخلق الحيوان في الوسطين المائي واليابس‏,‏ لأن الحياة الحيوانية علي اليابسة لم تعرف قبل‏365‏ مليون سنة مضت‏(‏ في نهاية العصر الديفوني‏).‏
‏(3)‏ أن كل صور الحياة‏(‏ الإنسية‏,‏ والحيوانية‏,‏ والنباتية‏)‏ لايمكن لها أن تقوم في غيبة الماء لأنه أعظم مذيب علي الأرض‏,‏ وبذلك يشكل الوسيط الناقل لعناصر ومركبات الأرض إلي مختلف أجزاء النبات‏,‏ ومنها إلي أجساد كل من الإنسان والحيوان‏,‏ وذلك بما للماء من صفات طبيعية وكيميائية خاصة من مثل اللزوجة العالية‏,‏ والتوتر السطحي الشديد‏,‏ والخاصية الشعرية الفائقة‏.‏
‏(4)‏ أن الماء يشكل العنصر الأساسي في بناء أجساد جميع الأحياء‏,‏ فيكون ما بين‏71%‏ من جسم الإنسان البالغ‏,‏ و‏93%‏ من جسم الجنين ذي الأشهر المعدودة‏,‏ ويكون أكثر من‏80%‏ من تركيب دم الإنسان‏,‏ وأكثر من‏90%‏ من تركيب أجساد العديد من النباتات والحيوانات‏.‏
‏(5)‏ أن جميع الأنشطة الحياتية وتفاعلاتها المتعددة لاتتم في غيبة الماء‏,‏ من التغذية‏,‏ إلي الهضم‏,‏ والتمثيل الغذائي‏,‏ والإخراج والتخلص من سموم الجسم وفضلات الغذاء‏,‏ ومن التنفس إلي التعرق والنتح‏,‏ إلي التمثيل الضوئي في النباتات الخضراء‏,‏ ومن النمو إلي التكاثر‏,‏ وإلي غير ذلك من الأنشطة الحياتية ومن أهمها حفظ درجتي حرارة الجسم ورطوبته‏.‏
‏(6)‏ أن وحدة مادة خلق الأحياء ـ وهي هنا الماء ـ تؤكد وحدانية الخالق‏(‏ سبحانه و تعالى ‏),‏ الذي أشرك به كثير من الجهال الضالين في القديم والحديث‏.‏
‏(7)‏ أن في البناء المعقد لأجساد الكائنات الحية من الماء شهادة لله‏(‏ تعالى ‏)‏ بطلاقة القدرة المبدعة في الخلق‏,‏ وشهادة بقدرته‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ علي إفناء خلقه وعلي إعادة بعثه‏.‏
ثانيا‏:‏ في قوله تعالى ‏:...‏ فمنهم من يمشي علي بطنه ومنهم من يمشي علي رجلين ومنهم من يمشي علي أربع‏...*:‏
يوضح هذا النص الكريم أن طرائق تحرك الدواب هي وسيلة من وسائل تصنيفها الجيدة‏,‏ وحركة الدابة هي انتقالها من مكان إلي آخر سعيا وراء طلب الطعام والشراب‏,‏ أو للهرب من الأعداء‏,‏ أو للارتحال عند التغيرات البيئية إلي مكان أنسب‏.‏
والطريقة الأولي التي حددتها الآية الكريمة في حركة الدواب هي المشي علي البطن كما هو شائع في الديدان وهي من اللافقاريات عديمة الأطراف التي تتبع قبائل عدة‏,‏ وفي العديد من طائفة الزواحف‏(ClassReptilia),‏ وهذه الطائفة الزاحفة زودها الله‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ بجلد سميك‏,‏ خال من الغدد‏,‏ ومغطي عادة بالعديد من القشور والحراشيف القرنية الجافة والصلبة‏,‏ والتي تحمي جسمها من المؤثرات الخارجية‏,‏ وتحفظه من الجفاف‏.‏ وتنتشر هذه الحراشيف علي جميع أجزاء جسم الزاحف بما في ذلك الأطراف والذنب‏.‏
وتختلف هذه الحراشيف والقشور في أشكالها وأحجامها من نوع إلي آخر فقد تكون صغيرة الحجم ومحببة كالدرنات‏,‏ أو كبيرة الحجم بيضية الشكل‏,‏ أو مربعة‏,‏ أو مستطيلة‏,‏ أو مثلثة كما هو الحال في السحالي‏,‏ أو علي هيئة صندوق يحيط بجميع الجسم كما هو الحال في السلاحف‏.‏ والزواحف عامة من ذوات الدم البارد‏(‏ أي المتغير في درجة حرارته‏),‏ وغالبيتها تبيض بيضا ذا قشور صلبة‏,‏ يلقح في بطن الأنثي‏,‏ وينمو الجنين في داخل البيضة علي اليابسة أو في داخل جسم الأنثي حتي تفقس البيضة ويخرج منها‏.‏
والجنين في داخل البيضة يعيش وسط سائل خاص موجود داخل غشاءين‏,‏ ويتصل الجنين في منطقته البطنية بكيس محي به الغذاء اللازم له أثناء مراحل نموه الجنيني حتي تكتمل‏,‏ كما انه مرتبط بكيس آخر لتخزين المواد الإخراجية‏.‏ وعلي الرغم من سمك قشرة البيضة إلا انه يسمح بمرور الغازات اللازمة لتنفس الجنين وهو بداخلها‏,‏ ولكنه لا يسمح بدخول الماء‏.‏


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #454  
قديم 26-04-2008, 04:40 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبـع موضوع ... الله خلق كل دابة من ماء


وتاريخ الزواحف علي الارض يرجع الي ثلاثمائة مليون سنة مضت أي إلى نهايات العصر الفحمي أو الكربوني‏(TheLateCarboniferousEpoch),‏ وقد سادت حقب الحياة المتوسطة سيادة واضحة‏(‏ من‏245‏ مليون سنة مضت الي‏65‏ مليون سنة مضت‏)‏ والذي عرف باسم حقب الزواحف العملاقة‏,‏ ثم دالت دولة تلك الزواحف العملاقة بانتهاء حقب الحياة المتوسطة‏,‏ وإن استمرت الطائفة ممثلة بأفراد أقل عددا وأصغر حجما من مثل السحالي أو‏(‏ العظاءات‏)‏ ومنها‏,‏ الضب‏,‏ والبرص والحرباء والورل‏,‏ ومنها رتب الثعابين والسلاحف والتماسيح وجنس واحد هو جنس سفينودون‏(Sphenodon)‏ أو تواتارا‏(Tuatara)‏ من رتبة مندثرة عرفت باسم‏(OrderRhynchocephalia).‏
والزواحف تضم حيوانات بطيئة الحركة بصفة عامة‏,‏ لانها تزحف ببطنها علي سطح الارض‏,‏ ويعرف منها قرابة الستة آلاف نوع منتشرة في مختلف أرجاء الارض‏.‏

والأرجل في الزواحف إما غائبة تماما أو ذات اثر ضعيف لايكاد يدرك كما هو الحال في الثعابين بمختلف انواعها‏,‏ وفي بعض انواع السحالي‏,‏ وقد تكون الارجل موجودة ولكنها ضعيفة لا تكاد تقوي علي حمل الجسم بعيدا عن سطح الارض كما هو الحال في رتبتي السلاحف والتماسيح بصفة عامة‏,‏ او موجودة وقوية كما هو الحال في بعض السحالي‏.‏
وفي الزواحف عديمة الأطراف يرتكز الحيوان ببطنه علي الارض ارتكازا كاملا‏,‏ ويتحرك بالزحف علي بطنه فوق مستوي سطح الارض مستخدما في ذلك عضلات جسمه القوية التي تدفعه الي الامام في حركات متعرجة‏.‏
ومن الزواحف ما تدفن جسدها في انفاق تحفرها تحت سطح التربة‏,‏ وتعرف باسم الزواحف الحفارة‏.‏
أما الزواحف ذات الارجل الاربعة من مثل بعض السحالي‏(‏ العظاءات‏)‏ فإنها تستطيع ان تدب علي سطح الارض بأقدامها الاربعة‏,‏ سيرا او عدوا‏,‏ وقد تتحور هذه الاطراف الي ما يسمي الاطراف القابضة كما هو الحال في الحرباء كي تساعدها علي تسلق الاشجار‏,‏ كما قد تتحور الي زعانف كما هو الحال في السلاحف المائية لتساعدها علي السباحة في الماء‏,‏ وقد تتحور الي أجنحة في بعض أنواع الزواحف الطائرة‏,‏ وهي قليلة في زماننا الراهن ومنها السحالي‏(‏ العظاءات‏)‏ المسماة باسم دراكو‏(Draco).‏
والزواحف ذات الأرجل الاربعة لها زوج عند مقدمة الجذع‏,‏ وآخر عند مؤخرته‏,‏ والزوج الأمامي قد يختصر كثيرا علي هيئة زوج من الايدي القصيرة نسبيا ويبقي الزوج الخلفي قويا يحمل الزاحف مهما كان وزنه كما هو الحال في بعض الزواحف العملاقة المنقرضة من رتبة الديناصورات‏(Dinosauria).‏
والزواحف من الفقاريات التي قد يصل عدد الفقار في عمودها الفقاري الي أربعمائة فقرة كما هو الحال في بعض الثعابين الطويلة‏,‏ وتترتب تلك الفقار من خلف الرأس مباشرة الي نهاية الذنب في تناسق عجيب باتصالات مفصلية متعددة‏,‏ ودقيقة وشديدة المرونة‏,‏ وعالية الاتقان تمكن الزاحف من التحرك بسرعة كبيرة وبكفاءة عالية في حركات تموجية عنيفة دون أن تنفصل تلك الفقرات عن بعضها البعض‏.‏
وحسب طريقة الحركة يمكن تصنيف الزواحف إلى المجموعات التالية‏:‏
‏(‏ أ‏)‏ زواحف تمشي علي بطنها‏:‏
‏(1)‏ رتبة الثعابين‏(OrderOphidia)‏ ويعرف منها قرابة الثلاثة آلاف نوع‏,‏ تنتشر في مختلف بيئات الأرض‏,‏ ولبعضها أجسام مفرطة في الطول‏(‏ الي حوالي العشرة أمتار‏),‏ وهي عديمة الارجل‏,‏ ولذلك تتلوي أجسامها في حركات تموجية متناسقة عند انتقالها ولا تعرف هذه الطريقة في الحركة عند اي حيوان آخر إلا في بعض السحالي‏(‏ العظاءات‏)‏ الثعبانية الشكل‏,‏ وبعض الديدان‏.‏
وبالاضافة الي هذه الحركات البطنية التي تدب بها الثعابين علي سطح الأرض فان الله‏(‏ تعالى ‏)‏ قد أعطاها القدرة علي تسلق كل من الجدران والاشجار‏,‏ وعلي القفز من فوق سطح الارض ومن المرتفعات وعلي السباحة في الماء‏,‏ فللثعبان القدرة علي لف جسمه في لفات عديدة متقاربة بعضها فوق بعض‏,‏ ثم يندفع بقوة عضلاته الجسدية في قفزة كبيرة يقطع فيها العديد من الامتار لينقض علي فريسته‏,‏ او للهرب من خطر محدق به‏,‏ وقد يكرر تلك القفزات في نفس الوقت لمرات عديدة‏.‏ ولحمايته من شدة الاحتكاك بجسده مع الارض يغطي جسم الثعبان بقشور قرنية صلبة مرتبة علي سطح الجسم بأكمله في صفوف منتظمة‏,‏ ناعمة الملمس في معظم الاحوال‏.‏
(2)‏ السحالي الثعبانية‏:‏ من السحالي ما يعيش تحت الارض بصورة مستديمة وهذه تضعف ارجلها الي حد الاختفاء الكامل‏.‏
‏(‏ ب‏)‏ زواحف تمشي علي أربع أرجل‏:‏
‏(1)‏ رتبة السحالي‏(‏ العظاءات‏)‏‏(OrderLacertilia):‏
هذه الرتبة هي أكثر الزواحف المعاصرة انتشارا‏,‏ حيث يعرف منها أكثر من‏2500‏ نوع في مختلف بيئات الارض‏,‏ وان كان أغلبها يدب علي سطح اليابسة‏,‏ ولكل منها أربع أرجل قوية نسبيا‏,‏ كاملة التكوين‏,‏ وان كان لبعضها القدرة علي تسلق الاشجار كالحرابي‏(‏ جمع حرباية‏)‏ التي هيأ الله‏(‏ تعالى ‏)‏ أرجلها بقدرات قابضة‏,‏ والسحالي الطائرة من جنس دراكو‏(Draco)‏ التي زودها الله‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ بثنيتين علي جانبي الجسم تشبهان الأجنحة يعينانها علي الطيران لمسافات قصيرة‏.‏ ويوجد في مصر حوالي أربعين نوعا من السحالي‏(Lizards)‏ أكثرها انتشارا البرص‏,‏ والضب‏,‏ والحرباء‏.‏
وللحرباء زوجان من الأرجل الطويلة خماسية الاصابع في مجموعتين متقابلتين تتكون المجموعة الاولي من ثلاث أصابع يحيط بها غشاء جلدي‏,‏ وتتكون المجموعة الثانية من اصبعين يحيط بهما غشاء جلدي آخر مما يجعل من الأطراف الأربعة أعضاء قابضة كالكماشة تمسك بفروع الاشجار‏,‏ كما تستخدم ذنبها عضوا قابضا كذلك‏.‏ وتحتوي فصيلة الحرباء علي ما يقرب من ثمانين نوعا‏,‏ يوجد منهما نوعان فقط في مصر‏,‏ وهي تتغذي علي الحشرات الصغيرة‏.‏
أما البرص فيوجد منه في مصر ما يقرب من ثلاثة عشر نوعا‏,‏ ويحمل جسم البرص أربع أرجل‏,‏ خماسية الاصابع‏,‏ وينتهي كل إصبع بوسادة لاصقة تمكنه من ارتقاء الجدران بسرعة فائقة‏,‏ ومن السير علي اسقف الحجرات مقلوبا دون ان يقع‏,‏ ومعظم الأبراص ليلية في طبائعها الغذائية وقد وهبها الله‏(‏ تعالى ‏)‏ القدرة علي البقاء حية دون تناول اي شيء من الطعام لفترات طويلة‏,‏ ومعظم الابراص من آكلات الحشرات‏.‏
أما الضب‏(Uromastycs)‏ فأرجله الأربع قصيرة وغليظة مما يساعده علي سرعة الجري‏,‏ ويعرف منه أحد عشر نوعا منها أربعة في مصر‏,‏ وهو من آكلي الأعشاب‏.
‏(2)‏ رتبة السلاحف‏(OrderChelonia):‏
للسلاحف أرجل ضعيفة لاتكاد تقوي علي حملها بعيدا عن سطح الأرض‏,‏ ولذلك تمشي بحركة بطيئة يضرب بها المثل في البطء نظرا لثقل جسمها وضعف أقدامها‏,‏ وهناك مايقرب من‏250‏ نوعا من السلاحف منها السلاحف الأرضية‏(Tortoises),‏ والسلاحف البحرية‏(Turtles),‏ وسلاحف الماء العذب‏(Terrapins).‏ ومن مميزات السلاحف وجود الصندوق العظمي الذي يحيط بجسمها إحاطة كاملة علي هيئة غطاءين ظهري وبطني يتركب كل منهما من عدة ألواح ملتحمة مع بعضها البعض التحاما وثيقا‏,‏ ومغلفة من الخارج بعدد من القشور القرنية الكبيرة‏(‏ صدف السلاحف‏).‏ ولهذا الصندوق العظمي فتحتان إحداهما أمامية يطل منها كل من الرأس والأرجل الأمامية‏,‏ والثانية خلفية يخرج منها الذنب والأرجل الخلفية‏.‏

‏(3)‏ التماسيح‏(OrderCrocodilia):‏
وتضم أكبر الزواحف المعاصرة‏,‏ ويعرف منها واحد وعشرون نوعا تعيش كلها في الماء العذب‏,‏ ولاتخرج منه إلي اليابسة إلا نادرا لوضع البيض علي الشواطيء الرملية للأنهار في مواسم التكاثر‏.‏ وللتماسيح أرجل قوية معدة للمشي علي اليابسة‏,‏ وتجذب هذه الأرجل إلي جوار جسم التمساح أثناء سباحته في الماء بواسطة ضربات ذنبه القوية التي يضرب بها يمنة ويسرة‏.‏ وتحيط بجسم التمساح درع عظمية قوية‏,‏ تغطي بالأصادف القرنية الخارجية‏,‏ وهذه الدرع العظمية مكونة من درقة ظهرية وأخري باطنية متصلتين من الجانبين بنسيج لين‏,‏ ويغطي ذنب التمساح بحلقات دائرية من الأصداف القشرية‏.‏
‏(‏جـ‏)‏ زواحف تمشي علي رجلين‏:‏
من الزواحف العملاقة المندثرة مامشي علي الرجلين الخلفيتين فقط‏(Bipedal)‏ لقصر الطرفين الأماميين قصرا شديدا‏,‏ وتحولهما إلي مايشبه اليدين‏,‏ وقد سادت هذه الأجناس حقب الحياة المتوسطة‏(‏ من‏245‏ مليون سنة مضت إلي‏65‏ مليون سنة مضت حين اندثرت اندثارا كاملا‏).‏
أما في غير كل من الديدان والزواحف فإن البرمائيات تميزت بأطراف متطورة أمامية وخلفية بكل منها خمس أصابع‏,‏ وتتميز حركة كل من البرمائيات والزواحف ذات الأرجل بأنها علي شكل مشي بطئ‏,‏ أو جري علي الأرجل الخلفية مستخدمة الذيل لحفظ توازن الجسم‏.‏
أما الطيور‏Birds‏ فكلها ثنائية الأرجل لتحول طرفيها الأماميين إلي جناحين‏,‏ وتجمع الطيور في طائفة واحدة‏(ClassAves)‏ تضم‏27‏ رتبة‏,‏ وأكثر من‏8600‏ نوع تنتشر في مختلف بيئات الأرض‏,‏ ولها في قدميها ثلاث أصابع فقط‏.‏ والطيور من الفقاريات ذات الدم الحار‏,‏ التي تتغطي أجسادها بالريش وتحولت فيها الفكوك إلي مناقير خالية من الأسنان‏,‏ وكلها تبيض‏,‏ وتحتضن الأنثي بيضها حتي يفقس‏(‏ فتبارك الله أحسن الخالقين‏).‏
وأما الثدييات فلكل منها أربعة أطراف تتدلي تحت الجسم تماما‏,‏ ويمكنها أن تتحرك من الأمام إلي الخلف‏,‏ لأن مفصل الركبة متجه إلي الأمام‏,‏ ومفصل الكتف متجه إلي الخلف مما يجعل معظم طاقة الحركة موظف توظيفا صحيحا‏,‏ وتظهر أهمية ذلك في حيوان كالنمر الذي تصل سرعته إلي‏115‏ كيلومترا في الساعة‏,‏ ويستطيع أن يصل في سرعته إلي‏75‏ كيلومترا في الساعة خلال ثانيتين فقط من انطلاقه في الجري‏,‏ وهو مايفوق تسارع أية سيارة سباق صنعها الإنسان‏.‏
ومن الثدييات مجموعة الحافريات التي بلغت الأطراف فيها أحجاما ضخمة لتساعدها علي الجري السريع‏,‏ وتحولت المخالب إلي حوافر‏,‏ ويمشي الحيوان الحافري عادة علي عدد مفرد قليل من الأصابع‏(Odd-ToedUngulates),‏ فأصبح منها ماهو فردي الأصابع من مثل الخيول‏,‏ والفيلة ووحيد القرن‏,‏ والتابير‏(Tapirs)‏ والتي تناقص عدد الأصابع في حافرها إلي إصبع واحد‏,‏ ومنها ماهو زوجي الأصابع‏(‏ مشقوقات الحافر‏)‏ مثل البقر والغزال‏.‏
ومن الثدييات مايمشي علي رجلين فقط مثل حيوان الكنغر وبعض القردة العليا وذلك لقصر الطرفين الأماميين بشكل ملحوظ‏,‏ ولذلك يدب الحيوان علي سطح الأرض بواسطة طرفيه الخلفيين القويين والذي يقفز أو يدب عليهما باستمرار‏.‏ ومنها ماتقلصت فيه الأقدام تقلصا ملحوظا مثل رتبة دقيقة الأقدام‏(Pinnipedia)‏ ومنها الفقمة‏(Seal)‏ وحيوان الفظ‏(Walrus),‏
ومنها ما اقتصرت أطرافه علي عدد من الزعانف مثل رتبة الحيتان والدلافين‏(WhalesandDolphihs=OrderCitacea))‏ وذلك لاقتصارها علي العيش في مياه البحار‏.‏
ومن الثدييات ما يطير في جو السماء مثل الخفافيش التي تحولت أطرافها الأمامية إلي أجنحة جلدية لتساعدها علي الطيران‏.‏
ويأتي الإنسان ــ ذلك المخلوق المكرم ــ في قمة ما خلق الله الذي أكرمه بانتصاب القامة‏.‏ وبالسير علي ساقين وبتناسق أبعاد الجسم‏,‏ وأطوال الأطراف‏.‏ وحجم الجمجمة‏,‏ وبمهارة في اليدين‏,‏ ونماء في العقل‏,‏ وقدرة علي الاختيار‏,‏ وعلي إدراك الذات‏,‏ والانفعال والشعور‏,‏ وعلي اكتساب المعارف والمهارات‏,‏ وبغير ذلك من الصفات التي ميزه الله‏(‏ تعالى ‏)‏ بها‏,‏ وكرمه علي بقية خلقه‏.‏
ثالثا‏:‏ في معني قوله تعالى ‏:..‏ يخلق الله ما يشاء إن الله علي كل شيء قدير‏*:‏
من أكبر مجموعات الحياة الحيوانية ما يجمع تحت شعبة خاصة تعرف باسم شعبة مفصليات الأقدام‏(PhylumArthropoda)‏ والتي تضم أكبر عدد من أفراد وأنواع الحيوانات البحرية والأرضية حيث يصل عدد أنواع هذه الشعبة الي أكثر من مليون ونصف المليون نوع‏.‏ وتتميز الأفراد في شعبة مفصليات الأقدام بأجسامها المقسمة إلي عدد من الحلقات المرتبطة ببعضها البعض بمفاصل تسمح لكل منها بالحركة‏,‏ وبهياكلها الكيتينية‏,‏ وبأطرافها المقسمة والمفصلية والموجودة في هيئة زوجية علي كل حلقة من حلقات الجسم وهنا تتعدد الأرجل إلي العشرات بل إلي المئات حتى الآلاف ولذلك ختمت الآية الكريمة التي نحن بصددها بقول الحق‏(‏ تبارك و تعالى ‏):..‏ يخلق الله ما يشاء إن الله علي كل شيء قدير تأكيدا علي طلاقة القدرة الإلهية في الخلق‏,‏ وقدرته سبحانه و تعالى علي البعث‏,‏ وتأكيدا علي وحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه الذين خلقهم في الأصل جميعا من الماء‏,‏ وجعل حياتهم قائمة عليه بعلمه وحكمته وإرادته‏,‏ حتى يكون في تنوع الخلق من منشأ واحد وفي زوجية كاملة ما يشهد له‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ بالوحدانية الكاملة فوق جميع خلقه بغير شريك ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏,‏ وكلها من صفات المخلوقين والله‏(‏ تعالى ‏)‏ منزه تنزيها كاملا عن جميع صفات خلقه‏.‏
ومن شعبة مفصليات الأقدام ما يلي‏:‏
(1)‏ تحت شعبة الكلابيات‏(SubphylumChelicerata):‏ وتشمل العقارب‏(Scorpions),‏ والعناكب‏(Spiders),‏ والفاش‏(Mites),‏ والقراد‏(Ticks)‏ والتي تنطوي تحت مسمي العنكبيات‏(Arachnids).‏

‏(2)‏ تحت شعبة الفكيات‏(SubphylumMandibulata):‏
وتشمل كلا من طائفة القشريات‏(Crustacea)‏ والحشرات‏(Insecta)‏ ومن القشريات ذات الأقدام العشرة‏(Decapoda)‏ الجمبري وسرطان البحر‏,‏ ومنها طائفة عديدات الأقدام‏(Myriapoda)‏ وتحتوي كلا من ذوات المائة قدم‏(Centipedes),‏ وذوات الألف قدم‏(Millipedes).‏
هذه الحقائق التي مؤداها أن الله تعالى خلق كل دابة من ماء‏,‏ وأنه يمكن تقسيم دواب الأرض علي أساس من طرائق حركتها ووسائل تلك الحركة لم تكن معروفة في زمن الوحي‏,‏ ولا لقرون متطاولة من بعده‏,‏ وورودها في هذه الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك و تعالى ‏):‏
والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي علي بطنه ومنهم من يمشي علي رجلين ومنهم من يمشي علي أربع يخلق الله مايشاء إن الله علي كل شيء قدير‏*(‏ النور‏:45)‏
هذه الحقائق وحدها كافية للشهادة للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية حفظا كاملا في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ حتي يبقي شاهدا علي جميع الخلق إلي قيام الساعة‏.‏
وهذه الحقائق كافية للشهادة بالنبوة وبالرسالة لسيد الأولين والآخرين‏,‏ وإمام الأنبياء والمرسلين‏,‏ وخاتمهم أجمعين سيدنا محمد بن عبدالله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه‏,‏ وعلي كل من تبع هداه‏,‏ ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏)‏ ومؤكدة أنه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي الرباني‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض فلا يمكن للكلام الموحي إليه إلا أن يكون حقا كاملا‏,‏ لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه‏,‏ فالحمد لله علي نعمة الاسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي باقي أفضاله ونعمه التي لا يجحدها إلا جاحد أو كافر أو مشرك‏,‏ ونحن نبرأ إلي الله‏(‏ تعالى ‏)‏ من أوصافهم أجمعين‏.‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏
المصدر :بحث للدكتور زغلول النجار نشر على جريدة الأهرام العدد (42812) التاريخ 3 محرم 1425 هـ 23 فبراير 2004.
  #455  
قديم 26-04-2008, 04:42 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث

قال الله تعالى : (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:176).
هـذا النص القرآني الكريم جاء في بدايات الخمس الأخير من سورة الأعراف‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها‏(206)‏ بعد البسملة‏,‏ وهي من طوال سور القرآن الكريم‏,‏ وأطول السور المكية علي الإطلاق‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي الأعراف وهي أسوار مضروبة بين الجنة والنار للحيلولة بين أهليهما تكريما لأهل الجنة‏,‏ وإذلالا وامتهانا لأهل النار‏.‏
وكطبيعة السور المكية‏,‏ يدور المحور الرئيسي لسورة الأعراف حول العقيدة الإسلامية القائمة علي أساس من التوحيد الخالص لله‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وعبادته وحده‏(‏ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏),‏ والإيمان الكامل بوحي السماء‏,‏ والطاعة التامة لأوامر الله المنزلة علي فترة من الأنبياء والمرسلين‏,‏ ثم تكاملت وتمت وحفظت في القرآن العظيم وفي سنة النبي الخاتم والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏)‏ بنفس لغة الوحي‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي يزيد علي الأربعة عشر قرنا‏,‏ وإلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها‏,‏ حتي يبقي ذلك حجة علي جميع العباد إلي يوم الدين‏.‏
ولقد أبرزت سورة الأعراف عقيدة التوحيد الخالص لله في ردود عدد من أنبياء الله ورسله علي أقوامهم وذلك بالقول السديد الذي سجله القرآن العظيم لهم حيث قالوا‏:‏
‏...‏ يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره‏....‏
وقد تردد هذا القول الرشيد أربع مرات في هذه السورة المباركة علي لسان كل من أنبياء الله‏:‏ نوح‏,‏ وهود‏,‏ وصالح‏,‏ وشعيب‏(‏ علي نبينا وعليهم وعلي جميع أنبياء الله السلام‏),‏ وأتبعت هذه الدعوة المباركة في كل مرة بتحذير شديد‏,‏ أو تقريع صاعق وذلك من مثل قول نبي الله نوح‏(‏ عليه السلام‏)‏ لقومه‏:...‏ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم‏...(‏الأعراف‏:59)..‏ وقول نبي الله هود‏(‏ عليه السلام‏)‏ لقومه‏:..‏ أفلا تتقون‏(‏ الأعراف‏:65).‏ ومن مثل قول كل من نبي الله صالح‏,‏ ونبي الله شعيب‏(‏ عليهما من الله السلام‏)‏ كل إلي قومه‏:...‏ قد جاءتكم بينة من ربكم‏...(‏الأعراف‏:85,73).‏
هذا وقد سبق لنا تلخيص سورة الأعراف من قبل‏,‏ ولذلك فسوف أكتفي هنا باستعراض كل من ركائز العقيدة‏,‏ والإشارات الكونية والتاريخية في هذه السورة المباركة قبل الوصول إلي الدلالة العلمية للنص الكريم الذي اخترناه منها عنوانا لهذا المقال‏.‏
من ركائز العقيدة الإسلامية في سورة الأعراف
‏(1)‏ الإيمان بالله‏(‏ تعالي‏)‏ ربا‏,‏ وبالإسلام دينا‏,‏ وبسيدنا محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ نبيا ورسولا‏,‏ وخاتما لهذه السلسلة الطويلة من الأنبياء والمرسلين‏,‏ فليس من بعده نبي ولا رسول‏.‏
‏(2)‏ الإيمان بالقرآن العظيم وحيا خاتما منزلا من عند رب العالمين‏,‏ علي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ والإيمان كذلك بضرورة دعوة جميع الناس إليه لإخراجهم من الظلمات إلي النور‏,‏ وإنذارهم من عاقبة إنكاره‏,‏ أو التنكر له‏,‏ أو التطاول عليه كما يحاول ذلك اليوم كثير من خفافيش الظلام المتسترين خلف شاشات الشبكة العنكبوتية المعروفة باسم شبكة المعلومات الدولية‏,‏ وهم لا يجرؤون علي المواجهة الفعلية لفساد معتقداتهم وانعدام حجيتهم‏.‏ ويجب علي كل مسلم ومسلمة تحمل كل شيء في سبيل تعريف الناس بالقرآن الكريم‏,‏ لأنه يمثل مواجهة كل صور الباطل التي عمت أرجاء الأرض في زمن الفتن الذي نعيشه بالخطاب الإلهي المحفوظ بحفظ الله من كل محاولات التحريف‏,‏ والباقي بصفائه الرباني في نفس لغة وحيه دون أن يضاف إليه حرف واحد أو أن ينتقص منه حرف واحد‏.‏ وهو وسيلة المسلمين اليوم لمواجهة موجات الكفر والشرك والضلال‏,‏ والظلم والجور والطغيان‏,‏ والفساد‏,‏ والانحراف والاستغلال التي تجتاح عالم اليوم وذلك بالدعوة إلي التوحيد الخالص لله‏(‏ تعالي‏),‏ ومراقبته وتقواه‏,‏ وإلي إقامة عدل الله في الأرض بدلا من النظم الجائرة‏,‏ والأوضاع الفاسدة‏,‏ والانحراف عن منهج الله‏.‏
‏(3)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته منزه عن الشريك‏,‏ والشبيه‏,‏ والمنازع‏,‏ وعن الصاحبة والولد‏,‏ لأن هذه كلها من صفات المخلوقين‏,‏ والخالق منزه تنزيها كاملا عن جميع صفات خلقه‏.‏
‏(4)‏ الإيمان بحتمية مساءلة المرسلين والمرسل إليهم‏,‏ وحساب كل فرد في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ والتسليم بكل صور العقاب التي أنزلها الله‏(‏ تعالي‏)‏ بالكفار والمشركين والعصاة المتمردين من الأمم السابقة‏,‏ وبوصف أحوال كل من أهل النار وأهل الجنة‏,‏ كما أوضحها في محكم كتابه‏,‏ واليقين بحتمية البعث بعد الموت‏,‏ وبضرورة الحساب والجزاء في الآخرة‏,‏ وبالجنة والنار‏,‏ وبأن الحياة في أي منهما خلود بلا موت‏.‏
‏(5)‏ التسليم بضرورة الخضوع لله‏(‏ تعالي‏)‏ بالطاعة التامة‏,‏ وبعبادته بما أمر‏,‏ وبالشكر له علي عظيم نعمائه‏,‏ وبأن دعاء الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ تضرعا وخفية هو من أجل العبادات‏.‏
‏(6)‏ الإيمان بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء‏,‏ وبأن الإنسان مخلوق مكرم مادام مطيعا لأوامر الله‏,‏ فإذا خرج عنها ذل وهان‏,‏ وبأن الشيطان عدو للإنسان يحاول جاهدا غوايته كما فعل مع أبوينا آدم وحواء‏(‏ عليهما السلام‏)‏ في بدء خلقهما‏,‏ وبأنهما قد تابا إلي الله وأنابا‏,‏ وأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ قد قبل توبتهما‏,‏ وأن أحدا من ذريتهما لا يحمل شيئا من وزرهما الذي غفره الله لهما برحمته‏.‏
‏(7)‏ اليقين بأن الشرك بالله كفر به‏,‏ وأن التقول علي الله‏(‏ تعالي‏)‏ بما لم ينزل به سلطانا كفر به كذلك‏,‏ وأن الخوض في الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏,‏ وفي الإثم والبغي بغير الحق خروج علي منهج الله‏,‏ وكذلك الإسراف والإفساد في الأرض‏.‏
‏(8)‏ الإيمان بأن الآجال والأرزاق محددة‏,‏ وبأنه لا توجد قوة في السماوات أو علي وجه الأرض ـ غير إرادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ ـ تستطيع تغيير ذلك‏,‏ ومن ثم فلايجوز لمسلم أن يجبن أو أن يخاف غير الله الخلاق الرزاق ذي القوة المتين‏.‏ والتسليم بأن من اتقي وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏,‏ وأن من كذب بآيات الله واستكبر عنها فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون‏.‏
‏(9)‏ الإيمان بجميع رسل الله ورسالاته‏,‏ دون تفريق أو تمييز‏,‏ وبوحدة كل تلك الرسالات التي دعت الخلق إلي توحيد الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وبأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده‏,‏ وأن العاقبة للمتقين‏.‏ والتحذير من التحوصل حول نبي واحد من أنبياء الله ونسيان الباقين أو إنكارهم‏.‏
‏(10)‏ التسليم بأن خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ مرسل للناس جميعا‏,‏ وأن ذكره العطر قد جاء في كتب الأولين من الأنبياء والمرسلين‏,‏ وأن إنكاره‏,‏ أو التنكر له‏,‏ ومحاولة التطاول عليه من أكبر الكبائر التي يمكن أن يستذل الشيطان عبدا من العباد إلي الوقوع فيها‏,‏ وعاقبة ذلك من أوخم العواقب في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون‏*‏ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون‏.‏
‏(‏الأعراف‏:158,157)‏
‏(11)‏ الإيمان بأن لله‏(‏ تعالي‏)‏ الأسماء الحسني التي لايجوز أن يدعي إلا بها‏,‏ وأن الذين يلحدون في أسمائه سوف يجزون ما كانوا يعملون‏,‏ وبأن الملائكة لا يستكبرون عن عبادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ وأنهم يسبحونه وله يسجدون‏,‏ والتسليم بأن الساعة الآخرة علمها عند الله‏(‏ سبحانه وتعالى‏)‏ وحده‏,‏ لايعلمها إلا هو‏,‏ وأنها ثقلت في السماوات والأرض‏,‏ وأنها لاتأتي الناس إلا بغتة‏.‏

من الإشارات العلمية في سورة الأعراف
‏(1)‏ الإشارة إلي عملية تصوير الإنسان بعد خلقه من طين‏.‏ تصويرا علميا دقيقا‏.‏
‏(2)‏ الإشارة الي السرعة الفائقة التي كانت الأرض تدور بها حول محورها أمام الشمس في بدء الخلق‏,‏ وهي حقيقة أثبتتها الدراسات العلمية مؤخرا‏.‏
‏(3)‏ وصف جميع أجرام السماء‏(‏ من مثل الشمس والقمر والنجوم بأنها مسخرات بأمر من الله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي له الخلق والأمر‏.‏
‏(4)‏ تأكيد حقيقة أن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو الذي يرسل الرياح‏,‏ ويزجي السحب‏,‏ وينزل المطر‏,‏ ويخرج النبت والشجر والثمر‏,‏ وأنه‏(‏ تعالي‏)‏ سوف يخرج الموتى بنفس طريقة إخراج النبت من الأرض‏.‏
‏(5)‏ ذكر أن للأرض عددا من المشارق والمغارب وهو ما أثبتته الدراسات الفلكية‏.‏
‏(6)‏ الإشارة إلي خلق جميع البشر من نفس واحدة‏,‏ وجعل زوجها منها‏,‏ وإلي تكدس الصفات الوراثية لبني آدم أجمعين إلي قيام الساعة في صلبي أبينا آدم وأمنا حواء لحظة خلقهما‏,‏ وإشهاد تلك الذرية ـ وهي في عالم الذر ـ بحقيقة الربوبية المنزهة عن الشريك والشبيه والمنازع والصاحبة والولد وعن كل وصف لايليق بجلال الله‏,‏ وعلم الوراثة يثبت وجود جميع الخلق في أصلاب الآباء منذ الخلق الأول‏.‏
‏(7)‏ دعوة الناس جميعا إلي النظر في ملكوت السماوات والأرض‏,‏ والتعرف علي شئ من صفات الله بالتعرف علي خلقه‏,‏ وعلي شئ من سنن الله في الكون وتوظيفها في عمارة الحياة علي الأرض‏,‏ وهو أساس من أسس المنهج العلمي في استقراء الكون‏.‏
‏(8)‏ الإشارة الي حقيقة أن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه‏,‏ وأن الذي خبث لا يخرج إلا نكدا‏,‏ وعلوم الزراعة والفلاحة تؤكد صدق ذلك‏.‏
‏(9)‏ تشبيه من آتاه الله شيئا من العلم فلم ينتفع به‏,‏ وانسلخ عنه ليتبع هواه والشيطان‏,‏ ويلهث وراء أعراض الدنيا الفانية لهاثا يشغله عن حقيقة رسالته في هذه الحياة فلا يستمع لنصح أبدا‏,‏ ولا لموعظة صادقة أبدا حتي يفاجأ بالموت ولم يحقق من وجوده شيئا‏,‏ وتشبيه ذلك بلهاث الكلب إن تحمل عليه بالطرد والزجر يلهث‏,‏ وإن تتركه يلهث والقصد في التشبيه التأكيد علي الوضاعة والخسة‏,‏ ولكن يبقي التشبيه حاويا لحقيقة علمية لم يصل إليها علم الإنسان إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ومؤداها أن الكلب هو الحيوان الوحيد الذي يلهث بطريقة تكاد تكون مستمرة‏,‏ وذلك في محاولة منه لتبريد جسده الذي لايتوفر له شئ يذكر من الغدد العرقية إلا في باطن أقدامه فقط‏,‏ فيضطر إلي ذلك اللهاث في حالات الحر أو العطش الشديد أو المرض العضوي أو النفسي‏,‏ أو الإجهاد والإرهاق أو الفزع والاستثارة‏.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي النقطة الأخيرة في القائمة السابقة والتي جاءت في الآية السادسة والسبعين بعد المائة من سورة الأعراف‏,‏ وقبل التعرض للدلالة العلمية لهذا النص القرآني الكريم لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين السابقين فيه‏,‏
من أقوال المفسرين في تفسير قوله‏(‏ تعالى‏):‏
‏..‏ فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث‏...‏
‏(‏الأعراف‏:176)‏
‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:..‏ أي فمثله في الخسة والدناءة كمثل الكلب إن طردته وزجرته فسعي لهث‏,‏ وإن تركته علي حاله لهث‏..‏
‏*‏ وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ ما نصه‏:..(‏ فمثله‏)‏ صفته‏(‏ كمثل الكلب إن تحمل عليه‏)‏ بالطرد والزجر‏(‏ يلهث‏)‏ يدلع لسانه‏(‏ أو‏)‏ إن‏(‏ تتركه يلهث‏)‏ وليس غيره من الحيوان كذلك‏,‏ وجملتا الشرط حال‏,‏ أي‏:‏ لاهثا ذليلا بكل حال‏,‏ والقصد التشبيه في الوضع والخسة‏,‏ بقرينة‏(‏ الفاء‏)‏ المشعرة بترتيب مابعدها علي ما قبلها من الميل إلي الدنيا واتباع الهوي‏,‏ وبقرينة قوله‏(‏ ذلك‏)‏ المثل‏(‏ مثل القوم الذين‏)(‏ كذبوا بآياتنا فاقصص القصص‏)‏ علي اليهود وعلي غيرهم‏(‏ لعلهم يتفكرون‏)‏ يتدبرون فيها فيؤمنون‏.‏
‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ما مختصره‏:..‏ ذلك مثلهم‏!‏ فقد كانت آيات الهدي وموحيات الإيمان متلبسة بفطرتهم وكيانهم وبالوجود كله من حولهم ثم إذا هم ينسلخون منها انسلاخا‏..‏ ثم إذا هم أمساخ شائهو الكيان‏,‏ هابطون من مكان الإنسان إلي مكان الحيوان‏..‏ مكان الكلب الذي يتمرغ في الطين‏..‏ وكان لهم من الإيمان جناح يرقون به إلي عليين‏,‏ وكانوا من فطرتهم الأولي في أحسن تقويم‏,‏ فإذا هم ينحطون منها إلي أسفل سافلين‏!!..‏ وهل أسوأ من هذا المثل مثلا؟ وهل أسوأ من الانسلاخ والتعري من الهدي مثلا؟ وهل أسوأ من اللصوق بالأرض واتباع الهوي مثلها؟ وهل يظلم إنسان نفسه كما يظلمها من يصنع بها هكذا؟ من يعريها من الغطاء الواقي والدرع الحامية‏,‏ ويدعها غرضا للشيطان يلزمها ويركبها‏,‏ ويهبط بها إلي عالم الحيوان اللاصق بالأرض الحائر القلق‏,‏ اللهاث لهاث الكلب أبدا‏!!‏
‏..‏ وبعد‏..‏ فهل هو نبأ يتلي؟ أم أنه مثل يضرب في صورة النبأ لأنه يقع كثيرا فهو من هذا الجانب خبر يروي؟ تذكر بعض الروايات أنه نبأ رجل كان صالحا في فلسطين وتروي بالتفصيل الطويل قصة انحرافه وانهياره‏,‏ علي نحو لا يأمنه الذي تمرس بالإسرائيليات الكثيرة المدسوسة في كتب التفاسير أن يكون هذا الخبر واحدة منها‏,‏ ولا يطمئن علي الأقل لكل تفصيلاته التي ورد فيها‏,‏ ثم إن في هذه الروايات من الاختلاف والاضطراب مايدعو إلي زيادة الحذر‏....‏
ورحم الله صاحب الظلال برحمته الواسعة علي هذا الحس النوراني الشفاف‏,‏ فلقد وجدت القصة بتفاصيلها في سفر الأعداد من العهد القديم‏,‏ وقد أمرنا رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ألا نصدق أهل الكتاب‏,‏ ولا نكذبهم‏.‏


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
  #456  
قديم 26-04-2008, 04:43 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع .... كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث

وأضاف صاحب الظلال‏(‏ أجزل الله له المثوبة جزاء ما قدم‏)‏ ليقول‏:‏ لذلك رأينا ـ علي منهجنا في ظلال القرآن ـ ألا ندخل في شئ من هذا كله بما أنه ليس في النص القرآني منه شئ ولم يرد من المرقوع إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عنه شئ وأن نأخذ من النبأ ما وراءه فهو يمثل حال الذين يكذبون بآيات الله بعد أن تبين لهم فيعرفوها ثم لايستقيموا عليها‏..‏ وما أكثر ما يتكرر هذا النبأ في حياة البشر‏,‏ ما أكثر الذين يعطون علم دين الله‏,‏ ثم لا يهتدون به‏,‏ إنما يتخذون هذا العلم وسيلة لتحريف الكلم عن مواضعه‏,‏ واتباع الهوي به‏..‏ هواهم وهوي المتسلطين الذين يملكون لهم ـ في وهمهم ـ عرض الحياة الدنيا‏..‏ وكم من عالم دين رأيناه يعلم حقيقة دين الله ثم يزيغ عنها‏,‏ ويعلن غيرها‏,‏ ويستخدم علمه في التحريفات المقصودة‏,‏ والفتاوي المطلوبة لسلطان الأرض الزائل‏!!‏ يحاول أن يثبت بها هذا السلطان المعتدي علي سلطان الله وحرماته في الأرض جميعا‏!!.‏
ويضيف صاحب الظلال‏(‏ أكرمه الله‏)‏ ما نصه‏:..‏ إنه مثل لكل من آتاه الله من علم الله‏,‏ فلم ينتفع بهذا العلم‏,‏ ولم يستقم علي طريق الإيمان‏,‏ وانسلخ من نعمة الله‏,‏ ليصبح تابعا ذليلا للشيطان‏,‏ ولينتهي إلي المسخ في مرتبة الحيوان‏!‏ ثم ما هذا اللهاث الذي لاينقطع؟ إنه ـ في حسنا كما توحيه إيقاعات النبأ وتصوير مشاهده في القرآن ـ ذلك اللهاث وراء أعراض هذه الحياة الدنيا التي من أجلها ينسلخ الذين يؤتيهم الله آياته فينسلخون منها ذلك اللهاث القلق الذي لايطمئن أبدا‏,‏ والذي لايترك صاحبه سواء وعظته أم لم تعظه‏,‏ فهو منطلق فيه أبدا‏..‏
‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحمه الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ مانصه‏(‏ إن تحمل عليه يلهث‏..)‏ أي إن شددت عليه وأجهدته لهث‏,‏ وإن تركته علي حاله لهث‏,‏ فهو دائم اللهث في الحالين‏,‏ لأن اللهث طبيعة فيه‏,‏ فكذلك حال الحريص علي الدنيا‏,‏ إن وعظته فهو لحرصه لايقبل الوعظ‏,‏ وإن تركت وعظه فهو حريص لأن الحرص طبيعة فيه‏,‏ كما أن اللهث طبيعة في الكلب‏.‏ واللهث‏:‏ إدلاع اللسان بالنفس الشديد‏..‏
‏*‏ وذكر كل من أصحابالمنتخب في تفسير القرآن الكريم وصفوة التفاسير‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ كلاما مشابها‏,‏ إلا أن الخبراء أضافوا مايلي علي هامش المنتخب‏:‏ أوردت هذه الآية ظاهرة مشاهدة وهي أن الكلب يلهث سواء حملت عليه أو لم تحمل‏,‏ وقد أثبت العلم أن الكلب لا توجد فيه غدد عرقية إلا القليل في باطن أقدامه‏,‏ والتي لا تفرز من العرق ما يكفي لتنظيم درجة حرارة جسمه‏,‏ ولذلك فإنه يستعيض عن نقص وسائل تنظيم الحرارة باللهث وهو ازدياد عدد مرات تنفسه زيادة كبيرة عن الحالة العادية مع تعريض مساحة أكبر من داخل الجهاز التنفسي كاللسان والسطح الخارجي من فمه‏.‏

من الدلالات العلمية للنص القرآني الكريم
الكلب‏(Dog=Canisfamiliaris)‏ من الثدييات المشيمية آكلة اللحم‏(CarnivorousPlacentalMammals)‏ التي تتبع رتبة خاصة من رتب طائفة الثدييات‏(ClassMammalia)‏ تعرف باسم رتبة آكل اللحوم‏(OrderCarnivora)‏ وتضم ثدييات من آكلة اللحوم مثل الكلب‏(Dog),‏ والذئب‏(Wolf),‏ والثعلب‏(Fox),‏ وابن آوي‏(Jackal),‏ والقط‏(Cat),‏ والنمر‏(Tiger),‏ والأسد‏(Lion),‏ والدب‏(Bear)‏ والفقمة أو عجل البحر‏(Seal),‏ وحيوان الفظ‏(Walrus)‏ وكلها تأكل اللحوم‏,‏ وإن كان بعضها مثل الدببة تأكل الخضراوات أيضا‏.‏
وتقسم رتبة الثدييات آكلة اللحم إلي عدد من الفصائل التي تشمل فيما تشمل
ما يلي‏:‏
‏1‏ـ فصيلة الكلاب وأشباهها‏(FamilyCanidae)‏
‏2‏ ـ فصيلة الدببة وأشباهها‏(FamilyUrsidae)‏
‏3‏ ـ فصيلة القطط وأشباهها‏(FelidaeFamily)‏
‏4‏ ـ فصيلة الضباع وأشباهها‏(FamilyHyaenidae)‏
‏5‏ ـ فصيلة الراكون وأشباهه‏(FamilyProcyonidae)‏
وتتميز الثدييات المشيمية آكلة اللحم بأحجامها الكبيرة نسبيا‏,‏ وبعضلاتها المفتولة القوية‏,‏ وبتحور أسنانها لتناسب طبيعة الغذاء الذي تعيش عليه‏,‏ وأغلبه اللحوم والغضاريف والعظام‏,‏ ولذلك تخصصت أسنانها في القطع والتمزيق‏,‏ وبالقدرة علي الإمساك بالفريسة وحملها إلي مسافات بعيدة‏,‏ فالقواطع الأمامية تقطع‏,‏ والأنياب تمزق‏,‏ وكذلك المخالب القوية تمسك بالفريسة وتعين علي تمزيقها‏,‏ وهي في مجموعها حيوانات لها القدرة علي الجري السريع‏.‏
والكلاب في الطبيعة تميل إلي العيش في جماعات منظمة‏,‏ وإلي الخروج إلي الصيد في جماعات منظمة كذلك‏.‏

وتتميز الكلاب بالفكوك القوية‏,‏ والعضلات النامية‏,‏ وبجهاز هضمي مهيأ للتعامل مع اللحوم‏,‏ وبعدد من الحواس القوية مثل حاستي الشم والسمع‏,‏ وبغريزة اجتماعية واضحة تنظم حياة وجهود القطيع‏.‏
وعلي الرغم من الفوارق السطحية الكثيرة فإن الكلاب التي يوجد منها اليوم أكثر من مائة سلالة تنتمي كلها إلي نوع واحد يعرف باسم الكلب المعروف أو المستأنس‏(Canisfamiliaris)‏ الذي يتبع كلا من تحت العائلة الكلبية‏(SubfamilyCaninae),‏ والعائلة الكلبية‏(FamilyCanidae)‏ وفوق العائلة الكلبية التي تعرف باسم‏(SuperFamilyCanoidea).‏

وأبرز حواس الكلب نماء هي حاسة الشم التي تحلل الروائح المميزة مثل روائح العرق‏,‏ الدم‏,‏ والإفرازات الإنسانية والحيوانية الأخري‏,‏ وروائح الأنواع المختلفة من التربة‏,‏ والحشائش‏,‏ والمنتجات الزراعية‏,‏ والمركبات الكيميائية وغيرها‏.‏ وتنتقل الرائحة من الأنف‏,‏ والممرات الأنفية المصممة بدقة بالغة إلي مركز الشم في مخ الكلب وهو من أكبر المراكز المخية عنده حجما ونموا‏,‏ حيث تحلل الروائح وتسجل في برمجة محكمة‏.‏
وتلي حاسة الشم في الكلب حاسة السمع إذ يمكن لأذن الكلب أن تتلقي أصواتا تصل في سرعاتها إلي‏35,000‏ ذبذبة في الثانية‏,‏ مقارنة بحوالي‏25,000‏ ذبذبة في الثانية لأذن القط‏,‏ وحوالي‏20,000‏ ذبذبة في الثانية لأذن الإنسان‏,‏ وأضعف حواس الكلب هو البصر حيث لا تتمكن عين الكلب من تمييز الألوان علي الإطلاق‏.‏
ويرجع أقدم أثر للكلاب المستأنسة علي سطح الأرض إلي الفترة من‏12,000‏ إلي‏14,000‏ سنة‏,‏ مضت حين بدأ الإنسان في استئناسها‏,‏ ومنذ ذلك التاريخ لعب الكلب أدوارا مختلفة في عديد من الحضارات القديمة‏.‏

لماذا يلهث الكلب؟
يقال‏(‏ لهث‏)‏ الكلب‏(‏ يلهث‏)(‏ لهاثا‏)‏ بضم اللام وفتحها إذا أخرج لسانه من الحر والعطش‏,‏ أو من التعب والإعياء والإجهاد والمرض‏,‏ و‏(‏اللهثان‏)‏ بفتح الهاء‏:‏ العطش‏,‏ وبسكونها‏:‏ العطشان‏,‏ والأنثي‏(‏ لهثي‏).‏
ويعرف‏(‏ لهث‏)‏ الكلب و‏(‏لهاثه‏)‏ بأنه الأنفاس السريعة الضحلة التي يأخذها الكلب عن طريق فمه المفتوح‏,‏ ولسانه المتدلي إلي الخارج‏,‏ وذلك من أجل تزويد جسمه بقدر كاف من الأكسجين‏,‏و ضبط كل من كمية الماء ودرجة الحرارة في الجسم‏,‏ وتهويته في حالات الحر الشديد‏,‏ والسبب في ذلك أن جسم الكلب لا يحمل غددا عرقية إلا في باطن أقدامه فقط‏,‏ وهذه لا تفرز من العرق ما يكفي لتنظيم درجة حرارة جسمه‏,‏ ولذلك فإن الكلب يستعين بعملية‏(‏ اللهاث‏)‏ لتعويض غيبة الغدد العرقية في غالبية جسمه‏,‏ ولوجود الشعر الكثيف الذي يغطي أغلب الجسم فيرفع من درجة حرارته خاصة في غيبة الغدد العرقية التي تقوم بتنظيم درجة حرارة أجساد أغلب الكائنات الحية الأرضية‏.‏
واللهث هو زيادة في عدد مرات التنفس السريع والقصير المدي زيادة ملحوظة عن معدلات التنفس العادي مع تعريض مساحة أكبر من داخل الجسم كاللسان والفم ومن الجهاز التنفسي بدءا من المنخار إلي فراغات كل من الأنف والفم إلي كل من البلعوم والحنجرة‏,‏ والمريء‏,‏ والقصبات الهوائية أو الرغامي‏(Trachea)‏ لتيار مستمر من الهواء يزيد من كم الأكسجين الداخل إلي الجهاز التنفسي وفي نفس الوقت يقوم بتبخير جزء من الماء الموجود في الأنسجة التي يمر بها فيؤدي إلي تبريد الجسم وخفض درجة حرارته‏,‏ ويساعد علي ذلك ما يقوم به الكلب أحيانا من لحس الأطراف‏,‏ ولحس بقية مايطول لسانه من جسمه وتبليله بلعابه حتي يتبخر ذلك ويساعد علي خفض درجة حرارة جسمه‏.‏
ومن بديع صنع الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ أن لهاث الكلب يؤثر فقط علي مقدمات الجهاز التنفسي ولا يقتضي الانتفاخ الكامل للرئتين وأسناخهما‏(FullAlveolarInflation),‏ لإتمام عملية التبادل الكامل بين أكسجين الهواء الداخل وثاني أكسيد الكربون بالرئتين‏,‏ وذلك لأن أغلب الهواء الداخل بعملية اللهث لا تتجاوز حركته ما يسمي باسم الفراغ الميت من الجهاز التنفسي الذي يمتد من كل من الأنف والفم وفراغاتهما إلي كل من البلعوم‏,‏ والحنجرة‏,‏ والمريء‏,‏ والقصبة الهوائية بتفرعاتها‏,‏ ولكنه لا يكاد يصل إلي الرئتين‏,‏ حتي لا يؤدي ذلك إلي زيادة فقد ثاني أكسيد الكربون من الرئتين مما قد يتسبب في مرض يعرف باسم مرض القلاء‏(Alkalosis).‏
ومن احكام الخلق في بناء جسم الكلب أن عملية اللهاث تتم بأقل قدر ممكن من حركة العضلات‏,‏ وهي أكثر أجزاء جسم الكلب نموا‏(‏ ومن أبرزها عضلة اللسان‏),‏ وبحركتها ترتفع درجة حرارة الجسم‏,‏ ولذلك جعل الله‏(‏ تعالي‏)‏ الجهاز التنفسي للكلب جهازا شديد المرونة ينتفخ بأقل جهد ممكن أثناء عملية الشهيق‏,‏ ويعود إلي حجمه الطبيعي دون أي تدخل عضلي أثناء عملية الزفير وذلك في مصاحبة عملية اللهثان‏.‏
فعندما يبدأ الكلب في هذه العملية تنتقل سرعة تنفسه فجأة من‏30‏ ـ‏40‏ نفسا بالدقيقة إلي عشرة أضعاف ذلك‏(‏ أي إلي‏300‏ ـ‏400‏ نفس بالدقيقة‏).‏
فإذا عطش الكلب أو ارتفعت درجة حرارة جسمه أو حدث الأمران معا فإنه يبدأ في اللهث بمعدلات سريعة‏,‏ ثم يعود لتنفسه العادي‏,‏ ثم يلهث سريعا‏,‏ ثم يعود إلي التنفس البطيء حتي يحقق تبريد جسمه وضبط درجة حرارته‏,‏ ويعين علي ذلك قدر الهواء الداخل إلي مقدمات الجهاز التنفسي وما يحمل معه من بخار الماء الذي يتصاعد من الأنسجة التي يمر عليها وهو خارج إلي الجو مع عملية الزفير خاصة أن الممرات الأنفية والفمية للكلب مصممة بنظام يسمح بمرور كمية كبيرة من الهواء مع كل نفس‏,‏ كما يعين عليه المرونة الزائدة للجهاز التنفسي الذي يمتد مع الشهيق باستهلاك جزء يسير جدا من طاقة العضلات ويرتد بذاته مع عملية الزفير دون أدني تدخل عضلي‏..‏ وقد قدر أنه لو لم يكن للجهاز التنفسي للكلب هذا القدر من المرونة العالية لكانت الحرارة الناتجة من عملية اللهاث أكبر بكثير من الحرارة المفقودة بتبخير جزء من ماء الأنسجة المبطنة لمقدمات جهازه التنفسي بواسطة تيار الهواء المار بها أثناء عملية الزفير‏,‏ وذلك لأن الطاقة اللازمة لتحيرك عضلات الجهاز التنفسي عند غير الكلب من الثدييات آكلة اللحم‏(‏ اللاحمة‏)‏ هي طاقة كبيرة‏,‏ والحرارة الناتجة عنها هي حرارة ذات قيم مرتفعة‏.‏
والكلب يلهث عادة عند ارتفاع درجة حرارة جسده بسبب ارتفاع درجة حرارة البيئة التي يحيا فيها‏,‏ أو بسبب العطش‏,‏ أو بسببهما معا‏,‏ أو عند الإجهاد الشديد‏,‏ أو الإعياء والمرض العضوي أو النفسي‏,‏ أو عند الاستثارة والمفاجأة‏,‏ أو عند الفرح والرضا بصفة عامة‏.‏
والكلب له أصوات عدة غير اللهاث‏(Panting)‏ منها ما يلي‏:‏
نباح الكلب‏(BarkingorYelping),‏ وعواء الكلب‏Howling))‏ وهمهمات الكلب‏(Growling)‏ وأنين وهرير الكلب‏(Whining),‏ وهبهبة الكلب‏(Hubbubing),‏ وزمجرة الكلب‏(Snarling),‏ وغير ذلك من الأصوات التي لكل منها دلالته وتعبيره‏,‏ والكلب ـ كغيره من الحيوانات ـ له لغة تخاطب يتفاهم بها مع أفراد قطيعة ومع أمثاله من الحيوانات‏,‏ وله قدر من الذكاء والانفعال والقدرة علي التعبير‏.‏
ولكن حقيقة اضطرار الكلب إلي اللهاث المستمر تقريبا من أجل خفض درجة حرارة جسده‏,‏ أو للتعبير عن شدة عطشه‏,‏ أو عن الإجهاد الشديد الذي تعرض له‏,‏ أو عن عارض عرض له‏,‏ أو مرض عضوي أو نفسي ألم به‏,‏ أو فرح انتابه‏,‏ أو حزن لمس قلبه أو غير ذلك من الانفعالات ووسائل التعبير عنها‏,‏ وما أكثرها عند هذه العجماوات‏,‏ كل ذلك لم يعرف إلا في دراسات علم السلوك الحيواني‏,‏ وهي دراسات مستحدثة لم تتبلور إلا في القرن العشرين أو في العقود المتأخرة منه علي أحسن تقدير‏,‏ وتشبيه القرآن الكريم من انصرف عن الهداية الربانية إلي الانشغال التام بالدنيا والجري المتواصل من أجل تحصيلها دون التقاط للأنفاس‏,‏ أو توقف للتأمل والمدارسة بحال الكلب اللاهث في أغلب أحواله لتبريد جسده أو إطفاء ظمئه‏,‏ أو للتعبير عن رغبة عنده يعتبر سبقا علميا رائعا يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله صلي الله عليه وسلم‏,‏ وحفظه بعده في نفس لغة وحيه اللغة العربية وحفظه حفظا كاملا كلمة كلمة وحرفا حرفا‏.‏
المصدر : مقالة للدكتور زغـلول النجـار
جريدة الأهرام : العدد 42826 مارس 2004
  #457  
قديم 26-04-2008, 04:46 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

بقلم فراس نور الحق
قال تعالى : (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22}[ الغاشية ] .
في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.
في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً، على التفكير والتأمل في خلق الإبل( أو الجمال )، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره . وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل يدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزل من عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
الأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيهما

شكل الإبل الفريد:
إن أول ما يلفت الأنظار في الإبل الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من الآيات البيانات التي تأخذ بالألباب :
أذنا الإبل

فالأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيها من كل جانب ليقيها من الرمال التي تحملها الرياح، وكما أن لها القدرة على الانثناء خلفاً
المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر

والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية.
منخرا الإبل

كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما لمن أمام ما تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال.
عينا الإبل
إن لعيني الجمل روموش ذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وتمنع دخول الرمال إليه.
ذيل الإبل

وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح والتي كأنها وابل من طلقاتالرصاص .
قوائم الإبل

إن لعيني الجمل روموش ذات طبقتين مثل الفخ

أما قوائم الجمل فهي طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار، كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة، وهو ما يصعب على أية دابة سواه ويجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .
فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلا لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحواً من خمسين أو ستين كيلومتراً في اليوم الواحد، ولم تستطع السيارات بعد من منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة .
عنق الإبل
قوائم الجمل طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار، كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض، كما أنها تستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين مصادفتها، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال.
وحين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله، ويرتكز بمعظم ثقله على كلكله، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً .
و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها ولا يصيبه منها أذى . والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة، فهي شيء ثابت موروث وليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .
الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض


معدة الإبل:

وأما معدة الإبل فهي ذات أربعة أوجه وجهازه الهضمي قوى بحيث يستطيع أن هضم أي شئ بجانب الغذاء كالمطاط مثلا في الامكان الجافة .

إن الإبل لا تتنفس منفمها ولا تلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد بها العطش، وهي بذلك تتجنب تبخر الماء من هذا السبيل.
تنظيم جسم الإبل للحرارة :

يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل والنهار .
إن جسم الجمل مغطى بشعر كثيف وهذا الشعر يقوم بعزل الحرارة ويمنعها من الوصل إلى الجلد تحتها، ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر، أي بين 34م و41 م، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء، وهذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة لترات كاملة من الماء، ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجمل وبين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبتت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م، وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع، وربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و41 م ) .
إنتاج الإبل للماء :

يقوم الجمل بإنتاج الماء والذي يساعده على تحمل الجوع والعطش وذلك من الشحوم الموجودة في سنامه بطريقة كيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها.
فمن المعروف أن الشحم والمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أسيد الكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس، بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة من الطاقة اللازمة لواصلة النشاط الحيوي .
و الماء الناتج عن عملية احتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار حين تحترق شمعة على سبيل المثال، ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوده إذا قرب لوحاً زجاجياً بارداً فوق لهب الشمعة لاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح . وهذا مصدره البخار الخارج مع هواء الزفير، ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجمل حين يشح الغذاء أو ينعدم، فيحرقه شيئاً فشياً ويذوى معه السنام يوماً بعد يوم حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد إذا طال الجوع والعطش بالجمل المسافر المنهك .
و من حكمة خلق الله في الإبل أن جعل احتياطي الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليل على ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم . فعلى حين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في إليته، يجد أن الجمل يختزن ما يفوق ذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف ( أي نحو 120 كجم)، وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيد منها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون . ولهذا يستطيع الجمل أن يقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه . ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه، وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيعب فيعب منه عباً حتى يطفئ ظمأه كما أن الدم يحتوى على أنزيم البومين بنسبة اكبر مما توجد عند بقية الكائنات وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الجمل للعطش وتعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في كليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم .
و هنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبل كما دل عليه البيان القرآني .
حليب الإبل :

تظهر في الصورة عملية حلب الإبل للحصول على الحليب
أما لبن الإبل فهو أعجوبة من الأعاجيب التي خصها الله سبحانه للإبل حيث تحلب الناقة لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يومياً، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لها من 5 ـ 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 230 ـ 260 كجم .
و يختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعاً لنوعية الأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتاتها والمياه التي تشربها وكمياتها، ووفقا لفصول السنة التي تربى بها ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيش فيها والعمر الذي وصلت إليه هذه الناقة وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدرات الوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك.
و على الرغم من أن معرفة العناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية، سواء لصغر الناقة أو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن، فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة على أهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه، وترجع التغيرات في مذاق اللبن إلى نوع الأعلاف والنبات التي تأكلها الناقة والمياه التي تشربها . كذلك ترتفع قيمة الأس الهيدروجيني PH( وهو مقياس الحموضة ) في لبن الناقة الطازج، وعندما يترك لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة .
و يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84 % و90% ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغرى الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة ( مناطق الجفاف ) . وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماءها في اللبن الذي يحلب في أوقات الجفاف، وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاً طبيعياً، وذلك لكي توفر هذه النوق وتمد صغارها والناس الذين يشربون من حليبها ـ في الأوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضا بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائها على قيد الحياة، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى .
و كذلك فإنه مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 4،3 % إلى 1،1 %، وعموماً يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5%، ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه.
و بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذية للإنسان، وخصوصاً الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
ومن عجائب لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار وحتى في كل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من الماء . وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان، إذ إن اللاكتوز ( سكر اللبن ) سكر هام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول، وهو من السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع .
و فضلاً عن القيمة الغذائية العالية لألبان الإبل، فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق، وهذا من فضل الله العظيم وفيضه العميم .
أهمية الإبل في الأمن الغذائي :

ففي عامي 1984 و1985، حين أصيبت أفريقيا بالجفاف هلكت ـ أو كادت تهلك ـ في كينيا القبائل التي كانت تعيش على الأبقار التي كفت عن إفراز اللبن ثم مات معظمها، بينما نجت القبائل التي كانت تعيش على الإبل، لأن النوق استمرت في الجود بألبانها في موسم الجفاف . ومن هنا أصبح للاهتمام بالإبل أيضاً دوافع اقتصادية ومستقبلية مهمة ودعا أهل الاختصاص إلى التعمق في دراسة هذا الحيوان في عالم تستنفد سريعاً موارده من الغذاء والطاقة .
و لقد سبق أن أوضحنا أن النظرة المتأملة في الإبل أقنعت الناس منذ عهد نزول الوحي بصورة ظاهرة فيها من إعجاز الخلق ما يدل على قدرة الخالق، كما أن العلماء والباحثين المتعمقين لا يزالون حتى اليوم يجدون آيات خفية جديدة في ذلك الحيوان العجيب تعمق الإيمان بقدرة الخالق، وتحقق التوافق والانسجام بين حقائق العلم الموضوعية التي يكشف عنها العلماء وبين ما أخبر به الله في قرآنه الكريم .
مقارنة بين قدرات الإبل والإنسان :

ولعل في المقارنة بين بعض قدرات الإبل والإنسان ما يزيد الأمر إيضاحاً بالنسبة لنموذج الإبل الفريد في الإعجاز . فقد أكدت تجارب العلماء أن الإبل التي تتناول غذاءً جافاً يابساً يمكنها أن تتحمل قسوة الظمأ في هجير الصيف لمدة أسبوعين أو أكثر، ولكن آثار هذا العطش الشديد سوف تصيبها بالهزال لدرجة أنها قد تفقد ربع وزنها تقريباً في خلال هذه الفترة الزمنية . ولكي ندرك مدى هذه المقدرة الخارقة نقارنها بمقدرة الإنسان الذي لا يمكنه أن يحيا في مثل تلك الظروف أكثر من يوم واحد أو يومين . فالإنسان إذا فقد نحو 5% من وزنه ماء فقد صوابه حكمه على الأمور، وإذا زادت هذه النسبة إلى 10% صُمَّت أذناه وخلط وهذى وفقد أساسه بالألم ( وهذا من رحمة الله به ولطفه في قضائه ) . أما إذا تجاوز الفقد 12% من وزنه ماء فإنه يفقد قدرته على البلع وتستحيل عليه النجاة حتى إذا وجد الماء إلا بمساعدة منقذيه . وعند إنقاذ إنسان أشرف على الهلاك من الظمأ ينبغي على منقذيه أن سقوه الماء ببطء شديد تجنباً لآثار التغير المفاجئ في نسبة الماء بالدم . أما الجمل الظمآن إذا ما وجد الماء يستطيع أن يعب منه عباً دون مساعدة أحد ليستعيد في دقائق معدودات ما فقد من وزنه في أيام الظمأ .
وثمة ميزة أخرى للإبل على الإنسان، فإن الجمل الظمآن يستطيع أن يطفئ ظمأه من أي نوع وجد من الماء، حتى وإن كان ماء البحر أو ماء في مستنقع شديد الملوحة أو المرارة، وذلك بفضل استعداد خاص في كليتيه لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده على الدم . أما الإنسان الظمآن فإنه أية محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكون أقرب إلى تعجيل نهايته . وأعجب من هذا كله أن الجمل إذا وضع في ظروف بالغة القسوة من هجير الصحراء اللافح فإنه سوف يستهلك ماء كثيراً في صورة عرق وبول وبخار ماء، مع هواء الزفير حتى يفقد نحو ربع وزنه دون ضجر أو شكوى . والعجيب في هذا أن معظم هذا الماء الذي فقده استمده من أنسجة جسمه ولم يستنفذ من ماء دمه إلا الجزء الأقل، وبذلك يستمر الدم سائلاً جارياً موزعاً للحرارة ومبددا لها من سطح جسمه، ومن ثم ترتفع درجة حرارته ارتفاعاً فجائياً لا تتحملها أجهزته ـ وخاصة دماغه ـ وفي هذا يكون حتفه .
و هكذا نجد أن الآية الكريمة ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) تمثل نموذجاً لما يمكن أن يؤدي إليه العلم بكافة مستوياته الفطرية والعلمية، وليس في نصّها شيء من حقائق العلوم ونظرياتها وإنما فيها ما هو أعظم من هذا فيها مفتاح الوصول إلى تلك الحقائق بذلك التوجيه الجميل من الله العليم الخبير بأسرار خلقه .
هذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل من ناحية الشكل والبنيان الخارجي، وهي خصائص يمكن إدراكها بفطرة المتأمل الذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق .
المراجع :
كتاب رحيق العلم والإيمان الدكتور أحمد فؤاد باشا .
مقالة للكاتب التركي هارون يحيى .
  #458  
قديم 26-04-2008, 04:47 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

نجاسة الكلب

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم-: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات أولاهنّ بالتراب".
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم- : "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرارٍ.( مسلم في صحيحه (1/234) كتاب : الطهارة، باب : حكم ولوغ الكلب)
وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
معنى الأحاديث :
يشير الحديثان الواردان عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين :
1. ضرورة إراقة الإناء الذي ولغ فيه الكلب .
2. تطهير الإناء الذي ولغ فيه الكلب بغسله سبع مرات أولها بالتراب .

رأي العلم :
رأي العلم في الحديث الأول :
أكّد الأطباء على ضرورة استعمال التراب في عمليّة غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب وبينوا سبب ذلك، حسب التفصيل الآتي :
- بين الأطباء السر في استعمال التراب دون غيره في مقال (للصحة العامة) جاء فيه: " الحكمة في الغسل سبع مرات أولاهن بالتراب: أن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر، و من المعروف أنه كلما صغر حجم الميكروب كلما زادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء و التصاقه به، و لعاب الكلب المحتوي على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل، و دور التراب هنا هو امتصاص الميكروب – بالالتصاق السطحي – من الإناء على سطح دقائقه "[1].
- و قد ثبت علميا أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم حيث:" أثبت العلم الحديث أن التراب يحتوي على مادتين (تتراكسلين) و (التتاراليت) و تستعملان في عمليات التعقيم ضد بعض الجراثيم"[2].
- توقع بعض الأطباء الباحثين أن يجدوا في تراب المقابر جراثيم معينة بسبب جثث الموتى، لكن التجارب و التحاليل أظهرت أن التراب عنصر فعال في قتل الجراثيم... و هذا ما أعلنه مجموعة من الأطباء بقولهم : " قام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم، و كانوا يتوقعون أن يجدوا فيه كثيرا من الجراثيم الضارة، و ذلك لأن كثيرا من البشر يموتون بالأمراض الإنتانية الجرثومية، و لكنهم لم يجدوا في التراب أثرا لتلك الجراثيم الضارة المؤذية ... فاستنتجوا من ذلك أنّ للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة، و لولا ذلك لانتشر خطرها و استفحل أمرها، و قد سبقهم النبي – صلى الله عليه و سلم- إلى تقرير هذه الحقيقة بهذه الأحاديث النبوية الشريفة"[3].
- قال محمد كامل عبد الصّمد : "و قد تبيّن الإعجاز العلمي في الحثّ على استعمال التراب في إحدى المرّات السّبع[4]؛ فقد ثبت أنّ التراب عامل كبير على إزالة البويضات والجراثيم، و ذلك لأنّ ذرّات التراب تندمج معها فتسهّل إزالتها جميعا.. كما قد يحتوي التراب على مواد قاتلة لهذه البويضات..".[5]
- لقد بين الأطباء في أبحاثهم سبب استعمال التراب و أن الماء وحده لا يغني عنه فقالوا:
" ... أما لماذا الغسل بالتراب ؟ ... إن الحُمة المسببة للمرض متناهية في الصغر، و كلما قل حجم الحمة إزداد خطرها، لازدياد إمكانية تعلقها بجدار الإناء، و التصاقها به، و الغسل بالتراب أقوى من الغسل بالماء، لأن التراب يسحب اللعاب و الفيرويسات الموجودة فيه بقوة أكثر من إمرار الماء، أو اليد على جدار الإناء ، و ذلك بسبب الفرق في الضغط الحلولي بين السائل (لعاب الكلب)، و بين التراب، و كمثال على هذه الحقيقة الفزيائية إمرار الطباشير على نقطة حبر"[6].

رأي العلم في الحديث الثاني والثالث:
وهما يشيران إلى إراقة الإناء الذي ولغ فيه الكلب ويحرم تربية الكلب لغير ضرورة.
لقد توصل العلم إلى حقائق مذهلة فيما يتعلق بنجاسة الكلاب وإليك بعض أقوال بعض أهل الاختصاص :
قال الدكتور الإسمعلاوي المهاجر: " أكد كشف طبي جديد حقيقة ما أوصى به نبي الإسلام محمد- صلى الله عليه و سلم- عندما حذر الأطباء من أن لمس الكلاب و مداعبتها و التعرض لفضلاتها أو لعابها يزيد خطر الإصابة بالعمى، فقد وجد الأطباء بيطريون مختصون أن تربية الكلاب و التعرض لفضلاتها من براز و بول و غيرها، ينقل ديدان طفيلية تعرف باسم" توكسوكارا كانيس" التي تسبب فقدان البصر و العمى لأي إنسان، و لاحظ الدكتور إيان رايت- أخصائي الطب البيطري في سومر سيت- بعد فحص 60 كلباً، أن ربع الحيوانات تحمل بيوض تلك الدودة في فرائسها، حيث اكتشف وجود 180 بويضة في الغرام الواحد من شعرها، و هي كمية أعلى بكثير مما هو موجود في عينات التربة، كما حمل ربعها الأخر 71 بويضة تحتوي على أجنة نامية، و كانت ثلاثة منها ناضجة تكفي لأصابة البشر، و أوضح الخبراء في تقريرهم الذي نشرته صحيفة " ديلي ميرور" البريطانية، أن بويضات هذه الدودة لزجة جدا و يبلغ طولها ملليمترا واحدا، و يمكن أن تنتقل
بسهولة عند ملامسة الكلاب أو مداعبتها، لتنموا و تترعرع في المنطقة الواقعة خلف العين، و للوقاية من ذلك ، ينصح الأطباء بغسل اليدين جيدا قبل تناول الطعام و بعد مداعبة الكلاب، خصوصا بعد أن قدرت الاحصاءات ظهور 10 آلاف اصابة بتلك الديدان في الولايات المتحدة سنويا، يقع معظمها بين الأطفال، و قد أوصى نبي الإسلام محمد- صلى الله عليه و سلم- منذ أكثر من 1400 سنة، بعدم ملامسة الكلاب و لعابها، لأن الكلب يلحس فروه أو جلده عدة مرات في اليوم ، الأمر الذي ينقل الجراثيم إلى الجلد و الفم و اللعاب فيصبح مؤذيا للصحة "[7]
- و قال الدكتور عبد الحميد محمود طهماز :" ثبت علميا أن الكلب ناقل لبعض الأمراض الخطرة، إذ تعيش في أمعائه دودة تدعى المكورة تخرج بيوضها مع برازه ، و عندما يلحس دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه، ثم تنتقل منه إلى الآواني و الصحون و أيدي أصحابه، و منها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم، فتنحل قشرة البيوض و تخرج منها الأجنة التي تتسرب إلى الدم و البلغم، و تنتقل بهما إلى جميع أنحاء الجسم، وبخاصة إلى الكبد لأنه المصفاة الرئيسية في الجسم... ثم تنمو في العضو الذي تدخل إليه و تشكل كيسا مملوء بالأجنة الأبناء، و بسائل صاف كماء الينبوع، و قد يكبر الكيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين، و يسمى المرض: داء الكيس المائية و تكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض فيه، و أخطرها ماكان في الدماغ أو في عضلة القلب، و لم يكن له علاج ... سوى العملية الجراحية".[8]
- و قد أكد الأطباء على خطورة هذه الدودة و سم اللعاب الذي تسبح فيه فقرروا أن: " المرض ينتقل في غالب الأحيان إلى الإنسان أو الحيوان عن طريق دخول اللعاب الحامل للفيروس ...إثر عضة أو تلوث جرح بلعابه"[9]
- و قد بيّن مجموعة من الأطباء مكان استقرار هذه الدودة من أجهزة الإنسان بعد وصولها إلى الجسم من طريق لعاب الكلب فذكروا أن : " ... الرئة تصاب بالدودة الأكينوكوكيّة Echinococcosis، فتؤدي الدودة الأكينوكوكيّة التي تستقر في الرئة ، و أحيانا في الكبد و بعض الأعضاء الداخلية الأخرى إلى نشوء كيس مملوء بالسائل و محاط من الخارج بكبسولة من طبقتين ، و قد يصل حجم الكيس أحيانا إلى حجم رأس الوليد، و يتطور المرض بشكل بطيء و تحتفظ الدودة الأكينوكوكيّة بالنمو داخل الكيس لعدة سنوات، و يتم انتقال العدوى إلى الإنسان من الكلاب "[10]
المصدر : ملخص للمحاضرة التي ألقاها الأستاذ نجيب بوحنيك في المؤتمر السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في دبي 2004والتي كانت بعنوان : ولوغ الكلب بين استنباطات الفقهاء واكتشافات الأطبّاء
قام بتلخيصها والإضافة عليها وإعدادها فراس نور الحق .
[1] - الموسوعة العربية العالمية: مجموعة من العلماء الأطباء والأساتذة، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع – الرياض- ط (2): (1419 هـ - 1999م).

[2] د/ هشام ابراهيم الخطيب: المضار الصحية لاقتناء الكلاب، الوعي الإسلامي –مارس1986م-

[3] عبد الحميد محمود طهماز: الكلب و الجراثيم و التراب، الأربعون العلمية – مجلة النهدي الثقافية- دار القلم (2003-2004).www.magazine.almahdi.ws .

[4] العثيمين : محمد بن صالح العثيمين : الشرح الممتع على زاد المستقنع، مطبعة الرّياض : (1407هـ-1997م).

[5]الإعجاز العلمي في الإسلام –السنة النبوية- (51).

[6] شبكة ياهووه الثقافية، سلسة الإعجاز –إذا شرب الكلب في إناء أحدكم – (2003).
و انظر: ابن سينا: الصحة و الطب: Maghrebmed: articlevétérinaire.htm.

[7] مقال بعنوان: كشف طبي يؤكد التحذير النبوبي من لمس الكلاب (Ismaily.Online.htm)
و انظر: القاموس الطبي لمجموعة من العلماء الأطباء ص(354).

[8] مقال : الكلب و الجراثيم و التراب، الأربعون العلمية- دار القلم-
و انظر : القاموس الطبي لمجموعة من الأطباء (858).

[9] ابن سنبا : الصحة و الطب (htm.Maghrebmd.article vétérinaire)
و انظر : الموسوعة العربية العالمية (20/12، 13).

[10] مجموعة من الأطباء و العلماء : الموسوعة الطبية (11/1961، 1962)
و انظر : السيد سلامة السقا: اللعاب القاتل، مجلة منار الإسلام (مارس 1986).


  #459  
قديم 26-04-2008, 04:50 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

ومن كلٍ تأكلون لحماً طرياً

قال تعالى في كتابه العزيز: ( ومن كلٍ تأكلون لحماً طرياً ).
لقد أمتن الله سبحانه وتعالى على عبادة أن أخرج لهم من المياه المالحة والمياه العذبة اللحم الطري الذي هو السمك الذي فيه قوام حياتهم فما هو السر في هذه الآية وما سبب وصف اللحم بأنه طري والإشارة إلى مصدره ( الماء العذب والمالح ) وما هي العناية الإلهية التي يستطيع السمك من خلالها المحافظة على خلاياه من أن تنتفخ أو تنكمش وتجف في مختلف أنواع المياه وتكون مرنة وطرية كما ذكر القرآن الكريم إذا علمنا أنه بحسب القوانين الفسيولوجية أن الماء ينتقل من المحلول الأقل تركيزاً الى المحلول الأكثر تركيزاً أو ما يعرف بظاهرة (osmosis): التناضح أو التنافذ : وهي عملية تبادل تحصل بين سوائل مختلفة الكثافة ومفصول بعضها عن بعض بغشاء عضوي حتى يتجانس تركيبها إلى الأكثر تركيزاً )؟.
ففي المياه المالحة كان من المفترض أن تنكمش خلايا الأسماك وذلك بسبب انتقال الماء عبر المسامات إلى المحلول الأكثر تركيزاً والذي هو البحر المالح وبالتالي انكماش خلايا الأسماك وموتها..
أما في المياه العذبة كان من المفترض أن تنتفخ خلايا الأسماك وذلك بسبب انتقال الماء عبر مسامات الخلايا إلى المحلول الأكثر تركيزاً أي إلى داخل خلايا جسم الأسماك عبر المسامات وبالتالي سوف تنتفخ هذه الخلايا وتموت..
فما هو السر ...
الأسماك البحرية:
تنقسم الأسماك إلى صنفين :
صنف من السمك البحري يسمى (المنسجم مع تركيز البحر) مثل الحبار وقنديل البحر وعليه فلا يوجد فرق في التركيز يؤدي إلى خروج الماء.
أما الاصناف الأخرى التي تكون خلايا الاسماك فيها أقل تركيزاً فان الله حباها بجلد غير نافذ للماء، وان كان بعض الماء يخرج من خياشيم السمك لكن يتم تعويضه عن طريق ابتلاع كمية كبيرة من ماء البحار وإخراج كمية كبيرة من الاملاح من خلال الخياشيم والبول وعليه فان بول أسماك البحار يكون مركزا جدا.بمعنى ان كمية قليلة من الماء الذي ابتلعه هي التي تفقد.
أما في المياه العذبة:
فالسمك يخرج كمية كبيرة من البول المخفف كما يبتلع كمية قليلة من الماء وعليه فان خلايا السمك النهري لا تنتفخ.
فسبحان من أخرج من الماء العذب والأجاج لحماً طريا .
وجه الإعجاز : هو الإشارة إلى ظاهرة التنافذ أو التناضج (fish osmosis) التي تحدث في خلايا الأسماك والتي تجعلها طرية مرنة حتى تستمر فيها الحياة فلا تنكمش ولا تنتفخ على الرغم من اختلاف التركيز في الوسط المحيط.
بقلم : الدكتورة الطبيبة نها طه مصطفى أبو كريشو
المراجع :
FISH OSMOREGULATION REVIEWS: تنظيم اوزموزية السمك

Evans, D. H. (1975). Ionic exchange mechanisms in fish gills. Comp. Biochem. Physiol. 51A, 491-495.
تبادل الايونات خلال خياشيم الاسماك
Evans, D. H. (1993). Osmotic and Ionic Regulation. In The Physiology of Fishes, (ed. D. H. Evans), pp. 315-341. Boca Raton: CRC Press.
تنظيم الايونات والازموزية (فسيولوجية السمك)
Evans, D. H. (1979). Fish. In Comparative Physiology of Osmoregulation in Animals, vol. 1 (ed. G. M. O. Maloiy), pp. 305-390. Orlando: Academic Press.
Evans, D. H. (1982). Salt and water exchange across vertebrate gills. In Gills, (ed. D. F. Houlihan, J. C. Rankin and T. Shuttleworth), pp. 149-171. Cambridge: Cambridge University Press.
Evans, D. H. (1984). The roles of gill permeability and transport mechanisms in euryhalinity. In Fish Physiology, vol. XB (ed. W. S. Hoar and D. J. Randall), pp. 239-283. Orlando: Academic Press.
Evans, D. H. (1981). Osmotic and ionic regulation by freshwater and marine fish. In Environmental Physiology of Fishes, (ed. M. A. Ali), pp. 93-122. New York: Plenum Press.
تنظيم الاوزموزية في السمك النهري والبحري
Evans, D. H., Claiborne, J. B., Farmer, L., Mallery, C. H. and Krasny, E. J., Jr. (1982). Fish gill ionic transport: methods and models. Biol. Bull. 163, 108-130.
Evans, D. H., Piermarini, P. M. and Potts, W. T. W. (1999). Ionic transport in the fish gill epithelium..
نقل الايونات خلال خياشيم السمك
Hentschel, H. and Elger, M. (1987). The distal nephron in the kidney of fishes. Adv. Anat. Embryol. Cell Biol. 108, 1-151.
Hoar, W. S. and Randall, D. J. (1984). Fish Physiology. Orlando: Academic Press.
فسيولوجية السمك
Karnaky, K. J., Jr. (1999). Osmotic and Ionic Regulation. In The Physiology of Fishes, (ed. D. H. Evans), pp. 157-176. Boca Raton: CRC Press.
فسيولوجية السمك

Kirschner, L. B. (1979). ******* mechanisms in crustaceans and fishes. In Mechanisms of Osmoregulation in Animals. Maintenance of Cell Volume, (ed. R. Gilles), pp. 157-222. Chichester: John Wiley & Sons.
المحافظة على حجم الخلية
Laurent, P. (1989). Gill structure and function. In Comparative Pulmonary Physiology, (ed. S. C. Wood), pp. 69-120. New York: Marcel Dekker.
Laurent, P. and Hebibi, N. (1989). Gill morphometry and fish osmoregulation.
Can. J. Zool. 67, 3055-3063.
Laurent, P. and Perry, S. F. (1991). Environmental effects on fish gill morphology. Physiol. Zool. 64, 4-25.
.
Shuttleworth, T. J. (1988). Salt and water balance--extrarenal mechanisms. In Physiology of Elasmobranch Fishes, (ed. T. J. Shuttleworth), pp. 171-199. Berlin: Springer-Verlag.
التوازن المائي و الملحي في الاسماك
  #460  
قديم 26-04-2008, 04:52 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

الإعجاز العلمي للقرآن في الطيور

قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (النور:41)
قال تعالى : (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:79).
لقد أشارت هاتان الآيتان إلى ناحيتين من نواحي الإعجاز العلمي في القرآن في قوله صافات في سورة النور و التي تشير إلى تثبيت الطير لجناحيه وعدم تحريكهما أثناء الطيران و ذلك من أجل الاستفادة من التيارات الهوائية و التي سوف نتناولها بشيء من التفصيل ..
و قوله مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله و هي تشير إلى الأنظمة التي خلقها الله في جسم الطائر و في الهواء والتيارات الهوائية التي تمكن الطائر من الطيران في الجو.
و سنتناول في هذا البحث تلك الأنظمة المعقدة التي وهبها الله سبحانه وتعالى للطير:
بنية ريش الطائر:
الريش من أكثر النواحي الجمالية التي يتمتع بها الطير ، و تدل عبارة "خفيف كالريش" على كمال البنية المعقدة للريش .
تتكون الريش من مادة بروتينة تدعى كيراتين و الكيراتين مادة متينة تتشكل من الخلايا القديمة التي هاجرت من مصادر الأكسجين و الغذاء الموجود في الطبقات العميقة من الجلد و التي تموت لتفسح المجال أمام الخلايا الجديدة .
إن تصميم الريش تصميم معقد جداً لا يمكن تفسيره على ضوء العملية التطورية ، يقول العالم آلان فيديوسيا عن ريش الطيور : " لها بنية سحرية معقدة تسمح بالطيران بأسلوب لا يمكن أن تضمنه أي وسيلة أخرى [1].
و يقول عالم الطيور فيديوسيا " إن الريش هو بنية متكيفة بشكل مثالي تقريباً مع الطيران لأنها خفيفة ، قوية و ذات شكل منسجم مع الديناميكية الهوائية ، و لها بنية معقدة من الخطافات و القصبات" [2]
لقد أجبرت هذه الرياش تشارلز داروين نفسه على التفكير بها ، بل لقد جعله ريشة الطاووس مريضاً ( حسب قوله ) .
لقد كتب إلى صديقه أز غري في الثالث عشر من نيسان 1860 : "أتذكر تماماً حين كان الشعور بالبرودة يجتاحني ما أن تخطر ببالي العين ، إلا أنني تغلبت على هذا الآن ..
ثم يتابع :
" ... و الآن عندما أفكر بجزئيات البنية أشعر بعدم الارتياح ، إن منظر ذيل الطاووس ورياشه يشعرني بالمرض[3]

القصيبات و الخطافات :
عندما يقوم أحدنا بفحص ريش الطائر تحت المجهر ستصيبه الدهشة ، و كما نعرف جميعاً هناك قصبة رئيسية لباقي الرياش يتفرع عن هذه القصيبة الرئيسية المئات من القصيبات في كلا الاتجاهات ، وتحدد هذه القصيبات ـ المتفاوتة الحجم و النعومة ـ الديناميكية الهوائية للطائر ، و تحمل كل قصبة الآلآف من الخيوط و التي تدعى القصيبات ، وهذه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة و تتشابك هذه القصيبات مع بعضها بواسطة شويكات خطافية ، و تكون طريقة اتصالها بمساعدة هذه الخطافات بشكل يشبه الشكل الذي يرسمه الزالق المسنن " السحاب " .
على سبيل المثال : تحتوي ريشة رافعة واحدة على 650 قصبة على كل جانب من جانبي القصبة الرئيسية ، ويتفرع ما يقارب 600 قصيبة عن كل قصبة ، و كل قصيبة من هذه القصيبات تتصل مع غيرها بواسطة 390 خطافاً . تشابك الخطافات مع بعضها كما تتشابك أسنان الزالق على جانبيه ، تتشابك القصيبات بهذه الطريقة بحيث لا تسمح حتى للهواء المتسب عنها باختراقها ، إذا انفصلت بهذه الطريقة لأي الأسباب ، فيمكن للطائر أن يستعيد الوضع الطبيعي للريشة إما بتعديلها بمنقاره ، أو بالانتفاض.
على الطائر أن يحتفظ برياشه نظيفة مرتبة وجاهزة دائماً للطيران لكي يضمن استمراره في الحياة ، يستخدم الطائر عادة الغدة الزيتية الموجودة في أسفل الذيل في صيانة رياشه . بواسطة هذا الزيت تنظف الطيور رياشها و تلمعها ، كما أنها تقيها من البلل عندما تسبح أو تغطس أو تطير في الأجواء الماطرة .
تحفظ الرياش درجة حرارة جسم الطائر من الهبوط في الجو البارد ، أما في الجو الحار فتلتصق الرياش بالجسم لتحتفظ ببرودته [4].

أنواع الريش :
تختلف وظائف الرياش حسب توزيعها على جسم الطائر فالرياش الموجودة على الجسم تختلف عن تلك الموجودة على الجناحين و الذيل . يعمل الذيل برياشه على توجيه الطائر و كبح السرعة ، بينما تعمل رياش الجناح على توسيع المنطقة السطحية أثناء الطيران لزيادة قوة الارتفاع عندما ترفرف الأجنحة متجهة نحو الاسف تقترب الرياش من بعضها لتمنع مرور الهواء ، و لكن عندما تعمل الأجنحةعلى الاتجاه نحو الأعلى تنتشر الرياش متباعدة عن بعضها سامحة للهواء بالخلل [5] .
تطرح الطيور رياشها خلال فترات معينة من السنة لتحتفظ بقدرتها على الطيران ، وهكذا يتم استبدال الرياش المصابة أو الرثة فوراً .
رياش الآلة الطائرة :
يكتشف المدقق في أجسام الطيور أنها خلقت لتطير لقد زُود جسمها بأكياس هوائية و عظام مجوفة للتخفيف من وزن الجسمو بالتالي من الوزن الكلي . وتدل الطبيعة السائلة لفضلات الطائر على طرح الماء الزائد الذي يحمله جسمه، أما الرياش فهيخفيفة جداً بالنسبة إلى حجمها .

لنمض مع هذه البينات المعجزة لجسم الطائر فنتناولها الواحدة تلو الأخرى .
1. الهيكل العظمي :
إن القوة التي يتمتع بها جسم الطائر في غاية الانسجام مع بنيته و احتياجاته على الرغم من تركيبة عظامه المجوفة و ذلك من أجل تخفيف وزنه ليمكنه هذا من سهولة الطيران . على سبيل المثال : يبذل طائر البلبل الزيتوني الذي يبلغ طوله 18 سم ضغطاً يعادل 68.8 كغ لكسر بذرة الزيتون، تلتحم عظام الكتفين والفخذين والصدر مع بعضهما عند الطيور و هو تصميم أفضل من ذلك الذي تملكه الثديات ، وهو يبرهن على القوة التي تتمتع بها بنية الطائر . من المميزات الأخرى التي يتمتع بها الهيكل العظمي للطائر ـ كما ذكرنا سالفاً ـ أنه أخف من الهيكل العظمي الذي تمتلكه الثديات .
على سبيل المثال : يبلغ الهيلك العظمي للحمامة 4.4 % من وزنها الإجمالي بينما يبلغ وزن عظام طائر الفرقاط (طائر بحري ) 118 غراماً أي أقل من وزن رياشه .

ـــــــــــــــــــ
[1] Douglas Palmer, "Learning to Fly" (Review of The Origin of and Evolution of Birdsby Alan Feduccia, Yale University Press, 1996), New
Scientist, Vol. 153, March, 1 1997, p. 44
[2] A. Feduccia, The Origin and Evolution of Birds, New Haven, CT: Yale University Press, 1996, p. 130 cited in Jonathan D. Sarfati, Refuting Evolution.
[3] University Press, 1996, p. 130 cited in Jonathan D. Sarfati, Refuting Evolution. Charles Darwin to Asa Gray, April 3rd, 1860
[4] Hakan Durmus, "Bir Tüyün Gelismesi" (The Development of a Feather), Bilim ve Teknik (Journal of Science and Technology), November 1991, p. 34
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 242.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 236.26 كيلو بايت... تم توفير 5.83 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]