الوصية بتقوى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 11:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي الوصية بتقوى الله

الوصية بتقوى الله


د. أمين الدميري







كان الأمر بالتقوى هو أول الوصايا في سورة الأنفال الكريمة، وقد تكرر ذكر التقوى أيضًا في السورة ستَّ مراتٍ.. فما هي التقوى؟
التقوى لغة: من (وقى)؛ يقال: وقاه الله وقيا ووقاية: صانه، ووقاه السوء، ووقاه: حماه منه، (وقَّاه) توقية: حفظه وصانه، و"اتّقى" بالشيء: جعله وقاية له من شيء آخر، و"اتقى" الله: خاف عقابه فتجنب ما يكره، "اتقى" الشيء: حذره وتجنبه، و"التقاة": الخشية والخوف، و"تقوى الله": خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، و"التقى": من يتق الله تعالى، والجمع: اتقياء[1]، ويقول القرطبي: ويقال: التقوى: مأخوذ من اتقاء المكروه بما تجعله حاجزًا بينك وبينه، ويقول: التقوى: جماع الخير كله وهي وصية الله في الأولين والآخرين، وهي خير ما يستفيده الإنسان، والأصل في التقوى: وقوى على وزن فعلى فقلبت الواو تاء من وقيته أقيه: أي منعته، ورجل تقي أي خائف، أصله وقي.. [2]، ومما سبق يمكن القول بأن التقوى هي: "إفراد الله تعالى بالحب والخشية مع الحذر والنظر في العواقب". ويشتمل هذا التعريف على المفاهيم الآتية:
1- توحيد الله تعالى؛ وهو إفراده سبحانه بالطاعة، وهو الأصل في الدين.
2- حب الله تعالى: فالتقي محب لله صلى الله عليه وسلم منقاد له.
3- خشية الله عز وجل، فالتقي يخشى الله عز وجل، فهو العالم بربه.
4- الحذر: وهو التحرج، وجهاد النفس واليقظة الدائمة كي لا يقع في معصية.
5- النظر في العواقب: وهو اليقين بالحساب والجزاء، وأن الأمور بيد الله وحده.

والتقوى هي ثمرة العبادات إذا أداها العبد كما أمر الله عز وجل وكما أمر وفعل النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُم لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [3]؛ فمن عَبَد الله تعالى حق العبادة وأحسنها، نال درجة التقوى، ووقاه الله تعالى عواقب السوء؛ فعلى الداعي أن يكون تقيًا نقيًا بأن يكون عابدًا ناسكًا صوامًا قوامًا وقافًا عند حدود الله تعالى وأوامره ونواهيه، فعند ذلك حينما يأمر الناس بالتقوى ويدعوهم إليها فإن دعوته تصل إلى قلوب الناس. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقى الناس وأعبد الناس، وكان يأمر أصحابه بالتقوى؛ فعن أبي ذر[4] ومعاذ بن جبل[5] رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) [6]. وهذا يعني دوام المراقبة والخشية من الله عز وجل في كل الأحوال والأماكن والأزمان، وأهمية التخلق بأخلاق الإسلام والتأدب مع الله وحسن معاملة الناس، كما يتجلى مفهوم التقوى واضحًا في تعامل العبد مع الشبهات؛ فإن اجتنابها وعدم الوقوع فيها دليل على التقوى، فقد روى النعمان بن البشير[7] رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) [8]، ولعل الدافع لسؤال الصحابة رضي الله عنهم عن الأنفال أنه لم يكن نزل في شأن الأنفال حكم لبيان حلها وأنصبتها؛ فكان الأمر مشتبهًا عليهم، وقد تصورت كل جماعة من المقاتلين أنها هي الأحق بها، ولهذا كان السؤال، وهذا دليل على تقوى الصحابة وورعهم، فإنهم أرادوا أن يكون الأمر واضحًا بحكم جلي من الله عز وجل ، وبعد أن نزل الحكم (مجملًا في أول السورة ثم مفصلًا بعد أربعين آية) رضى الصحابة رضي الله عنهم بحكم الله وزال الخلاف.

فعلى الداعي أن يكون تقيًا وأن يأمر الناس ويوصيهم بالتقوى؛ فهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين؛ قال تعالى ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًا حَمِيدًا[9]، ذلك لأن هدف الدعوة هو تكوين المؤمن التقي وإقامة المجتمع العفيف النظيف، الذي تسوده التقوى ويعمه الإيمان بالله عز وجل، ولقد كان السلف الصالح يحرصون على تحقيق التقوى لا مجرد كلام يرددونه، ولكنها كانت واقعًا في نفوسهم وحياتهم؛ فهذا أبو الدرداء[10] رضي الله عنه يقول: (تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حرامًا حجابًا بينه وبين الحرام) [11]، وقال الحسن[12]: (مازالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام) [13]، وقال الثوري[14]: (إنما سموا المتقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى) [15].


وعن ابن عمر رضي الله عنهما[16]: (أني لأحب أن ادع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها) [17].
وقال ميمون بن مهران[18]: (لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزًا من الحلال، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه) [19]. قال ابن رجب الحنبلي[20] في شرح حديث النعمان[21]: (ويستدل بهذا الحديث من يذهب إلى سد الذرائع إلى المحرمات وتحريم الوسائل إليها) [22].

لقد خرج الصحابة رضي الله عنهم ساعة أن خرجوا طالبين العير، وها هي الغنائم التي غنموها من قريش تحت أيديهم، وهم في أمس الحاجة إليها، ولكنهم يسألون، ثم تأتي الإجابة صارفة أنظارهم إلى ما هو أسمى وأعلى، وهي الأمر بالتقوى؛ إنها التربية الربانية التي يربى الله تعالى بها عباده وخيرة خلقه بطريقة عملية، لأن التقوى لا تظهر في أداء الصلوات أو في الصيام وفقط، إنما تتجلى في المعاملات وفي أداء حقوق الخلق، وفي ترك ما في يد العبد ليؤثر به أخاه، فالأنصار رضي الله عنهم قد آووا وأعطوا إخوانهم المهاجرين بعض ما يملكون من متاع الدنيا.. والمهاجرون تركوا ديارهم وأموالهم، ولقد تغيرت الأحوال، ومنّ الله عليهم بالنصر وغنموا الأموال، وقد اشتركوا جميعًا في المعركة وهنا تتدخل عناية الله تعالى بدرس جديد، ليتعلموا منه أمورًا منها:
1- عدم التعلق بماديات الحياة حتى ولو كانت الغنائم وهي أشرف الكسب.
2- الاعتراف لله تعالى بالفضل، فهو الذي نصرهم وأيدهم.
3- الرجوع إلى الله تعالى في كل الأمور والرضى بحكمه.
4- السماحة في التعامل فيما بينهم.

إنها التربية الربانية: جاء في (في ظلال القرآن): (لقد كان الهتاف لهذه القلوب التي "سألت" عن الأنفال، هو الهتاف بتقوى الله.. وسبحان خالق القلوب العليم بأسرار القلوب.. إنه لا يرد القلب البشري عن الشعور بأعراض الحياة الدنيا، والنزاع عليها- وإن كان هذا النزاع ملبسًا هنا بمعنى الشهادة بحسن البلاء- إلا استجاشة الشعور بتقوى الله وخوفه وتلمس رضاه في الدنيا والآخرة.. إن التقوى هي زمام القلوب الذي يمكن أن تقاد منه طائعة ذلولة في يسر وفي هوادة.. وبهذا الزمام يقود القرآن هذه القلوب إلى إصلاح ذات بينها..) [23].

ولقد كان الأمر بالتقوى- خصوصًا في هذه المرحلة من مراحل الدعوة- له أهمية كبرى، وله أيضًا دلالات كثيرة؛ منها أن المسلمين أصبحوا في مواجهة مسلحة مع المشركين، وصاروا في حالة دفاع عن أنفسهم، وقد أذن لهم برد العدوان، وفي هذه المرحلة لابد أن يقف المسلمون صفًا واحدًا وقوة متماسكة متسلحين بسلاح الإيمان متزودين بزاد التقوى، فهي خير زاد لتحمل مشاق المواجهة وخوض غمارها.. ولهذا أمر الله تعالى المسلمين قبل غزوة بدر برد العدوان الواقع والمنتظر لأن المشركين يبغونها فتنة، وسيواصلون القتال حتى يردوا المسلمين عن دينهم (إن استطاعوا)؛ فهي مواجهة شرسة مع عدو كافر معاند؛ فما أحوج المسلمين إلى تقوى الله عز وجل لاستنزال نصره وتأييده؛ قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[24].

وقال تعالى: ﴿ الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ[25]، فمع الأمر برد الاعتداء، والمعاملة بالمثل كان الأمر بالتقوى، لأنه في مثل هذه المواقف قد يغلب الحماس والرغبة في الانتقام، والتشفي خصوصًا مع القدرة والغلبة، فيبرز هنا أهمية الأمر بالتقوى، والتخلق بأخلاق المتقين وصفات المؤمنين، وهكذا كانت وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه عند الغزو، فقد روى سليمان بن بريرة[26] عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرًا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا وقال: "اغزوا باسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا؛ فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال- أو خلال- أيتها أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام والتحول من دارهم إلى دار المهاجرين، واخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فإن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا أن يتحولوا فأخبرهم أنهم يكونوا كأعراب المسلمين يجري عليهم ما يجري على الأعراب، ليس لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا، فإن أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم..) [27].

ومما كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي به أصحابه النهي عن قتل الصبيان والنساء في الحرب؛ فقد روى البخاري[28] أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان) [29].

ومن هنا يتبين أهمية البدء بالأمر بالتقوى في مطلع السورة الكريمة التي نزلت في أعقاب غزوة بدر، والتي تمثل أول قتال ومواجهة بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفر لإرساء قواعد وآداب القتال، وهذا الارتباط الوثيق بين التقوى والقتال؛ فإن القتال في الإسلام إنما هو للدفاع عن الدعوة ولرد العدوان، والأخذ على يد الصادين عن الدعوة والفاتنين للمسلمين لإزالتهم عن طريق الدعوة، وتمهيد الطريق كي لا يفتن إنسان بسبب دينه، ومع فرض القتال لابد من الالتزام بالتقوى في السلم والحرب ومع العدو والصديق.


[1] جامع العلوم والحكم، ص 408.

[2] تفسير القرطبي، ج1، ص140.

[3] سورة البقرة (21).

[4] أبو ذر: اسمه جندب بن جناده، أسلم بمكة، مات بالرّبذَهَ سنة اثنين وثلاثين وصلى عليه عبد الله بن مسعود منصرفة من الكوفة.

[5] معاذ بن جبل بن عمر بن أوس، يكنى أبا عبد الرحمن، أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، وشهد العقبة مع السبعين وبدراً والمشاهد كلها، قبض وهو ابن أربع وثلاثين سنة.

[6] سنن الترمذي، باب ما جاء في معاشرة الناس وقال حديث حسن صحيح، حديث رقم 1987.

[7] النعمان بن البشير: الأنصاري الخزرجي، وأمه أخت عبد الله بن رواحة، وهو أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة، المقتول سنة خمس وستين من الهجرة وله في البخاري ستة أحاديث رضي الله عنه.

[8] صحيح مسلم، المجلد الرابع، ص 110، شرح النووي، والحديث كما ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم أصل من أصول الإسلام، وأحد الأحاديث التي يدور عليها الدين. أما الشبهة فهي منزلة بين الحلال (المحض) والحرام (المحض). وقيل هي اختلاط الحلال والحرام، وانظر جامع العلوم والحكم، ص 12، ص82، ويقول القرطبي: الشبهة: ما فيه لبس، ما يحتمل وجوها، المنسوخات، ما لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد، وقيل: ما فيه أشكال وتردد، وما اختلف فيه العلماء.

[9] سورة النساء (131).

[10] أبو الدرداء: هو عويمر بن زيد، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة، وولاه عمر رضي الله عنه القضاء بدمشق، وتوفى بها سنة32هـ.

[11] جامع العلوم والحكم، ص 91.

[12] الحسن: هو الحسن بن أبي الحسن البصري، يكنى أبا سعيد، ولد في خلافة عمر رضي الله عنه، وحنكه بيده، وتوفى سنة 120 هـ، كان فقيهاً، ثقة كثير العلم غزير المعرفة.

[13] المرجع السابق.

[14] الثوري: هو سفيان بن سعيد الثوري، ولد سنة 97هـ، وتوفى 161هـ.

[15] المرجع السابق.

[16] ابن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، يكنى أبا عبد الرحمن، مات بمكة سنة 74هـ، وهو ابن 84 سنة في زمن الحجاج وصلى عليه.

[17] المرجع السابق.

[18] ميمون بن مهران: يكنى أبا أيوب ولد سنة 40هـ، وتوفى 117هـ.

[19] المرجع السابق.

[20] سبق التعريف به.

[21] سبق التعريف به.

[22] المرجع السابق.

[23] في ظلال القرآن، أ. سيد قطب، مطبعة دار الشروق، ط1، 1972، لمجلد الثالث، ص 1473، وأ. سيد قطب هو سيد بن قطب بن إبراهيم من مواليد قرية "موشا" بأسيوط عام 1906، تخرج من كلية دار العلوم بالقاهرة وأوفد في بعثة لأمريكا ثم عاد وانضم إلى الإخوان المسلمين، وسجن ثم صدر حكم بإعدامه عام 1966، كتبه مطبوعة ومتداولة ومنها "معالم في الطريق".

[24] سورة البقرة (217)، وقد ورد في سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن جحش رضي الله عنه في جمادي الآخرة قبل قتال بدر بشهرين، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين، وكتب له كتاباً وقال: (سر على اسم الله ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين، فإذا نزلت منزلين فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك، ثم امض لما أمرتك، ولا تستكرهن أحداً على المسير معك)، فسار عبد الله يومين، ثم نزل وفتح الكتاب فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فسر على بركة الله بمن معك من أصحابك حتى تنزل بطن نخله فترصد بها عير قريش لعلك أن تأتينا بخير). فما نظر عبد الله في الكتاب قال: سمعاً وطاعة وسار حتى وصل بطن نخلة بين مكة والطائف، فبينما هم كذلك إذا مرت بهم عير لقريش تحمل زبيباً وادماً (طعام) وتجارة فيهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ونوفل بن عبد الله المخزوميان، فلما رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هابوهم، فقال عبد الله بن جحش: إن القوم قد ذعروا منكم فأحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم فإذا رأوه محلوق أمنوا وقال قوم عمار، فحلقوا رأس عكاشة بن محض الأسدي ثم أشرف عليهم فقال: قوم عمار لا بأس عليكم فأمنوهم.. فتشاور القوم فيهم، وقالوا: لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فيمتنعن منكم فأجمعوا أمرهم في مواقعة القوم فرمى واقد بن عبد الله السهمي (رجل من المسلمين) عمرو الحضرمي بسهم فقتله، وكان أول قتيل من المشركين، واستأسر الحكم وعثمان فكانا أول أسيرين في الإسلام.. واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام شهراً يأمن فيه الخائف.. فسفك فيه الدماء وأخذ منه الحرائب (السلب)، وعير بذلك أهل مكة من كان بها من المسلمين فقالوا يا معشر الصباة استحللتم الشهر الحالم فقاتلتم فيه وتفاءلت اليهود بذلك وقالوا قد وقدت الحرب نارها.. وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لابن جحش وأصحابه: "ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام" ووقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً فعظم ذلك على أصحاب السرية وظنوا أنهم قد هلكوا وسقط في أيديهم، فأنزل الله تعالى (﴿ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ﴾.. الآية) فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير فعزل منها الخمس، فكان أول خمس في الإسلام وقسم الباقي بين أصحاب السرية، فكان أول غنيمة في الإسلام) وانظر أساب النزول للواحدي- المكتبة التوفيقية تحقيق خيري سعيد، ص 55، والحديث صحيح أخرجه الترمذي 3049، وانظر أيضاً تفسير ابن كثير، ج1، ص 252، طبعة الحلبي، ويعلق الشيخ محمد الغزالي على سرية عبد الله بن جحش وما قاله المشركون: (إن الضجة التي افتعلها المشركون لإثارة الريبة في سيرة المقاتلين المسلمين لا مساغ لها، فإن الحرمات المقدسة قد انتهكت كلها في محاربة الإسلام واضطهاد أهله.. وقد أوضح الله عز وجل أن المشركين لن يحجزهم شهر حرام أو بلد حرام عن المضي في خطتهم الأصلية، وهي سحق المسلمين حتى لا تقوم للدين قائمة، فقال: ﴿ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ﴾، ثم حذر المسلمين من الهزيمة أمام هذه القوى الباغية والتفريط في الإيمان الذي شرفهم الله به، وناط سعاتهم في الدنيا والآخرة بالبقاء عليه، فقال ﴿ ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبط أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحابا لنار هم فيها خالدون ﴾ وزكى القرآن عمل "عبد الله" وصحبه. فقد نفذوا أوامر الرسول بأمانة وشجاعة..)، انظر فقه السيرة الشيخ محمد الغزالي، دار الكتب الحديث، تحقيق: العلامة ناصر الدين الألباني، ط7، 1976، ص 231.

[25] سورة البقرة (194).

[26] سليمان بن بريرة، كان ابن عيينه يفضله على أخيه عبد الله بن بريدة، روى عن أبيه وعائشة وعمران بن حصين وعن علقمة بن مرثد ومحارب بن دثار وجماعة. ثقة مات سنة خمس ومائة وله تسعون عاماً (سير أعلام النبلاء).

[27] سنن الترمذي، باب ما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم في القتال رقم 1617، ص434، وقال حديث حسن صحيح.

[28] البخاري: هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، ألهم حفظ الحديث وهو ابن عشر سنين طلب الحديث بمكة وصنف في قضايا الصحابة وهو ابن ثمان عشرة سنة وصنف كتاب التاريخ عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليالي المعمرة، أخرج الصحيح بن زهاء ستمائة ألف حديث، ولد يوم الجمعة 13 شوال 194هـ، وتوفى ليلة السبت ليلة الفطر 1 شوال 256هـ، وقبره بخزتنك.

[29] فتح الباري، ج6، باب قتل الصبيان في الحرب، ص 111.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.09 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]