من حدود الإسلام: حد الخمر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 33 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2020, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي من حدود الإسلام: حد الخمر

من حدود الإسلام: حد الخمر




علي القاضي





الإسلام يحترم عقل الإنسان الذي يتميَّز به على سائر مخلوقات الله، وبوساطته يُحقِّق رسالته في هذه الحياة، والمسلم ليس حرًّا في نفسه يفعل بها ما يشاء؛ لأنه ليس ملكًا لنفسه، بل هو ملك للرسالة التي يُؤدِّيها في عمارة الكون باعتباره خليفة في الأرض، على عكس المجتمعات البشرية التي ترى أن الإنسان حرٌّ في نفسه يفعلُ بها ما يشاء، ومن هنا فقد حرَّم الإسلام على المسلم استعمالَ كل ما يُغيِّب العقل من شراب مُسكرٍ، أو مُخدِّرات، أو غير ذلك؛ حتى يحتفظَ بهذه النِّعمة الكبرى، ومن زاوية أخرى فإن الإنسان إذا غاب عقلُه ارتكب أشياء تعودُ بالضرر على الفرد وعلى الأسرة، ثم على المجتمع كله، ولو تصوَّرنا شعبًا من السُّكارى، لأدركنا ما يكون عليه حال هذا الشعب من فقدِ الأمن والسعادة والطمأنينة، إلى جانب الإصابة بالجنون والأمراض العصبية والنفسية والجسمية.

وكثير من الدول أدرك هذه الخطورة، وقامت محاولات شتى لمنع هذا الشراب أو الإقلال من استخدامه، ولكن دون جدوى.

وأمريكا قامت في هذا المجال بتجرِبةٍ تتلخَّص في أنها شرعت قانونًا يحرِّم الخمر عام 1930 - بعد دعايةٍ واسعةٍ عن طريق أجهزة الدعاية والإعلام، مدعومة بالإحصاءات الدقيقة والبحوث العلمية والطبيعية - واشترك في هذه الحملة كثير من الخبراء في جميع المجالات الصحية، والنفسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وأُنفِق على الدعاية 65 مليونًا من الدولارات، وقُتِل في سبيل تنفيذ القانون حتى عام 1933 مائتا شخصٍ، وبلغت الغرامات التي جُمِعت من المخالفين مليونين من الدولارات، كما صُودِرت أموال بسبب المخالفات تُقدَّر بستِّمائة مليون دولار، ومع هذا كله، فقد فشِلت الولايات المتحدة في تنفيذ هذا القانون فشلاً ذريعًا، الأمر الذي جعلها تقوم بإلغائه في أواخر عام 1933.

ولكن التجرِبة الإسلامية نجحت نجاحًا رائعًا بدون إراقة دماء، أو حبس للشاربين، أو تحصيل غرامات؛ ذلك لأنها بدأت بتقويةِ الوازع الديني عند الفرد وعند المجتمع، فأصبح للضمير سلطانٌ كبيرٌ على النفوس، وهم يريدون إرضاء ربهم؛ ولذلك فحين نزلت الآية الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]، كان جوابُ المؤمنين على هذه الآية الكريمة: انتهينا ربَّنا، انتهينا ربنا، ولم يكن الكلامُ باللسان، بل إنهم أراقوا زجاجات الخمر امتثالاً لأمر الله، وكان الواحد منهم إذا كان الكأس في يده وقد شرِب بعضها، نزع الكأس مِن فيه وأفرغها على الأرض.

وبعد ذلك يأتي الحد للمنحرفين حتى يحميَهم من انحرافهم، وحتى يحمي المجتمع أيضًا من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة على الفرد والمجتمع، وفي الحديث الشريف: ((مَن شرِب خمرًا فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه)).

ولكي يسدَّ الإسلام هذا الباب نهائيًّا؛ فإنه لم يُحرِّم شرب الخمر فقط، بل إنه حرَّم كل ما يتصل به من بيع أو شراء أو صناعة أو غير ذلك؛ ولذلك فقد لعن النبي صلوات الله وسلامه عليه في الخمر عشرةً: (عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيَها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له)؛ الترمذي وابن ماجه.

بل أكثر من هذا، فقد حرَّم بيع العنب لمن يُعرَف أنه سيعصره خمرًا، كما حرم مجالس الخمر، وفي ذلك روَى عمر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر، فلا يقعد على مائدة تُدار عليها الخمر))؛ رواه أحمد.

ولا تزال الاكتشافات الحديثة تُظهِر لنا أضرار تعاطي الخمر، ومن ذلك أن أستاذًا فَرنسيًّا حاضر طلبةَ كلية طب الدار البيضاء بالمغرب عن مرضِ تشمع الكَبِد، وهو مرض خطير يعتبر الخمر من أسبابه القوية، وكان مما قاله: "إنكم أيها المسلمون سعداء الحظ لنهي دينكم عن شرب الخمر، بينما أصبح شربها في بلدي مأساة وطنية تتكلَّف الدولة نحوها مليارات الفرنكات سنويًّا لمعالجة عواقبها الوخيمة من صحية واجتماعية واقتصادية، وليكن مسك الختام أن أقول لكم: ابتعدوا عنها ما استطعتم".

وقد أوردت الوزارة الأمريكية تقريرًا اقتصاديًّا يشير إلى أن تناول الشعب الأمريكي للخمور يُسبِّب خسائر باهظة للاقتصاد الأمريكي قيمتها 76 بليون دولار سنويًّا بين خسائر مادية، ونقص في الإنتاج، وقيمة علاج الأمراض التي تنتج عن تعاطي الخمور، وأكد التقرير أن الخمور تُسهِم بشكل أو بآخر في الإصابة بالسرطان واضطراب وأمراض القلب.

والعلم الحديث يُبيِّن لنا أن مضارَّ الخمر تأتي من أنه عقب شربِها مباشرةً تمتصها الأمعاء الدقيقة بسرعة كبيرة، وترفعها إلى مستويات عالية بالدم في وقت قصير جدًّا، وعن طريق الدم يتم توزيع مادة الكحول على جميع أجزاء الجسم بما فيها المخ والرئتان، ويبقى الكحول بعد ذلك لمدة ثماني عشرة ساعةً بعد شرب الخمر، وبذلك يتأثَّر جسم شارب الخمر وعقله دفعة واحدة في آن واحد.

فمن الناحية البدنية تتغير خلايا الجسم لتكيِّف نفسها مع الكحول، وتُصبِح عاملة بأقل من طاقتها الطبيعية، كما يُصاب الشارب بعسر الهضم، وضعف الأعصاب وألمها، وبخاصة أعصاب الساقين، والكبد يعاني من التغيُّرات الكثيرة، ويبدأ به مرض التليُّف الكَبِدي الذي يُؤدِّي إلى الإغماء والموت.

ويصاب شارب الخمر بصداع قاسٍ، ودوار وغثيان وقيء، وتتأثَّر الأذن الوسطى، فيفقد الجسم اتزانه، ثم يعتاد شرب الخمر فتزداد الجرعات إلى أن يصل إلى فقد كامل للذاكرة، وفي الصباح ينسى كل ما قاله أو فعله، وقد ينتهي به الحال إلى أن يتلف عقله، ويهمل نفسه وأسرته، فلا يشعر بمسؤولياته الاجتماعية، ثم يصبح غير خجل من أي فعل يرتكبه، وهذه أعراض مرض التسمُّم الكحولي الذي يعتبر أخطرَ ما يتعرض له شارب الخمر، وهذه الأمراض غير مرتبطة بالانتظام، فقد يصاب بها مَن يشربها لأول مرة في حياته، ومرض التسمم الكحولي من الأمراض غير القابلة للشفاء، وقد وصلت نسبة الإصابة به في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 4% من السكان، وتليها فرنسا، والسويد، وسويسرا، والدانمرك، وكندا، والنرويج، وفنلندا، وأستراليا، وإنجلترا، وإيطاليا.

وشربُ الخمر ينشر الفساد والاعتداء على الأموال والأنفس والأعراض، ولم ينجُ من ذلك أمهات وأخوات المخمورين؛ ولذلك فإن الإسلام لا يرفع المسؤولية عن شارب الخمر عند ارتكابه لأية جريمة وهو تحت تأثير الخمر كما تفعل التشريعات الحديثة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.63 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]