|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#81
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1234 الفرقان الصلاةُ سبيل سعادتك اعلموا يا شباب، أن الصلاة هي سبيل سعادتكم وفلاحكم في الدنيا والآخرة، وهي مِن أعظم الوسائل للحصول على الرزق وقضاء الحوائج، قال -تعالى-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طه:132)، قال ابن كثير -رحمه الله-: قولُه: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ}؛ يعني: إذا أقمتَ الصلاة، أتاك الرزقُ مِن حيث لا تحتسب. نصائح لأبنائنا الطلاب مع عودة المدارس
من آداب طلب العلم
الوقت هو الحياة المسلم إذا أدرك قيمة وقته وأهميته، كان أكثر حرصًا على حفظه واغتنامه فيما يُقَرِّبه مِن ربِّه -سبحانه وتعالى- والاستفادة منه بما يعود عليه بالنفع، فيُسَارِع إلى استغلال الفراغ قبلَ الشغل، والصحَّة قبل السقم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَتانِ مغبونٌ فيهمَا كثيرٌ منَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ». طرائق إدارة الوقت وتنظيمه فيما يأتي أبرز الطرائق التي يمكن اتباعها لتنظيم الوقت من أجل الدراسة: (1) إعداد الجداول الدراسية تُساعد الجداول الدراسيّة على تنظيم وقت الدراسة، وإنجاز جميع المتطلبات الدراسيّة؛ لذا يُنصح بجدولة المهمات المطلوب إنجازها في جداول أسبوعية لكل يوم من أيام الأسبوع، ثمّ عمل جداول يومية توزع فيها المهام على ساعات اليوم المتاحة. (2) تحديد وقت لإنجاز المهام يُفضّل عندَ تحديد المهام الدراسيّة اليوميّة وضع فترة زمنيّة محدّدة لكلّ مهمّة؛ إذ إن تقييد الوقت اللازم لإنجاز مهمّة ما من أفضل تقنيات إدارة الوقت؛ إذ يزيد ذلك من تركيز الطالب في أثناء إنجاز المهمة، فيكون أكثر التزامًا وإنتاجيّة. (3) تحديد أهداف واقعيّة على الطالب ألا يبالغ فيما يُمكن إنجازه؛ فينبغي وضع أهداف واقعيّة صغيرة يسهل تحقيقها؛ فالمضي ببطء أفضل من عدم التقدّم مطلقًا. (4) تقسيم المهام الكبيرة يُنصح بتقسيم المهمّات الكبيرة إلى مهام أصغر منها قابلة للتنفيذ خلال وقتٍ قصيرٍ؛ إذ يُساعد ذلك على تسهيل إنجاز الطالب للمهمّةِ، كما تُساعد على التخلّصِ من التأجيل بسبب الشعور بصعوبة المهمّة وحاجتها لوقتٍ طويل. (5) التركيز على مهمّة واحدة يفضل في أثناء الدراسة التركيز على مهمّة واحدة في الوقت الواحد؛ فالقيام بأكثر من مهمّة معًا أو الذهاب والإياب بين المهام المطلوبة، يؤدّي إلى ضياع كثير من الوقت، وتقليل التركيز، ومضاعفة المجهود اللازم لإنجاز المهمّة. الرجوع إلى الإيمان والعقيدة قال الشيخ ابن العثيمين -رحمه الله-: كلما قوي إيمان العبد كان أقرب إلى إصابة الحق، لقوله -تعالى-: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ}؛ لأن الله علق الهداية على وصف الإيمان، وما علق على وصف فإنه يقوى بقوته، ويضعف بضعفه. {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: أي ليخصوه -سبحانه- بالعبادة، ويفردوه -جل وعلا- بها، ولم يخلقوا عبثا ولا سدى، ولا ليأكلوا ويشربوا، ولا ليعمروا القصور ونحوها، ولا لشق الأنهار، وغرس الأشجار، ولا لغير هذا من مهمات الدنيا، ولكنهم خلقوا ليعبدوا ربهم، وليعظموه، وليتمسكوا بأوامره، وينهوا عن نواهيه، ويقفوا عند حدوده، وليوجهوا العباد إليه، ويرشدوهم إلى حقه، وخلق لهم ما خلق من النعم ليستعينوا بها على طاعته. من طلب العلم ليحيي به الإسلام
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 09-10-2024 الساعة 06:57 PM. |
#82
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1235 الفرقان «كن عالي الهمة» علو الهمة أدب نفسي نفيس، من امتلكه فقد امتلك مفاتيح النجاح كلها؛ إذ هو خلق مركب من كل المعاني التي تفضي بالإنسان إلى الرقي والسمو والرفعة والمكانة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يحبُّ مَعالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَها، و يَكْرَهُ سَفْسافَها». حاجة الطالب إلى علو الهمة الطالب في دراسته أشد حاجة إلى همة تقوي عزيمته، وتشحن طاقته، وتجمع شتات فكره؛ إذ بالهمة العالية يمكنه استسهال الصعب، والتجلد والصبر لأجل خوض الصعاب وتخطيها في كل مراحل الدراسة. وحينما يضع الطالب نصب عينيه هدفًا عاليًا ساميًا محددًا، ويضع بين عينيه تصورًا دقيقًا لكل المراحل التي عليه تجاوزها؛ لتحقيق ذلك الهدف، وأيضًا ما يحتاجه من جهد وصبر ومكابدة في طول الطريق، حينئذ يوصف هذا الطالب بأنه عالي الهمة، فتذكر يا بني أن علو همتك وبعد نظرك في الدراسة مفخرة للدين والأمة كلها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ وفي كلٍ خيرٌ»، وفي تاريخنا الإسلامي عظماء كثر، ضربوا أروع الأمثلة في علو الهمة في طلب العلم وتعليمه، قال الشافعي -رحمه الله-: «حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين، ولم يكن عند أمي ما تعطيني لأشتري به قراطيس فكنت إذا رأيت عظمًا يلوح آخذه فأكتب فيه»، إن صاحب الهمة العالية يا بني لا تتوقف آماله ولا تنتهي طموحاته؛ فهو كالطائر الذي اعتاد أن يُحلق في فضاء رحب فسيح فهو لا يرضى بالدون مها كانت العقبات ومهما تكاثرت الملمات ومهما غلت التضحيات. السبيل إلى علو الهمة في الدراسة إن من أهم التحديات التي تواجهنا في حياتنا العملية هي: القدرة على تحويل «القيم» إلى «إجراءات» عملية، فـ«علو الهمة» تبقى قيمة نظرية ما لم نحوّلها إلى إجراءات عملية ومن تلك الإجراءات ما يلي:
إنّ لي نفسا تواقة قال عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -: « إنّ لي نفسا تواقة، وما حققت شيئًا إلا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن تاقت نفسي إلى الجنة، فأرجو أن أكون من أهلها». أهمية الاجتهاد في الدراسة قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: المسلمون بحاجةٍ إلى العلوم الدنيوية حتى يستعينوا بها على طاعة الله، وعلى الاستغناء عمَّا في أيدي الناس، قال -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال:60)، ومع كون المسلمين يتعلَّمون العلوم الدنيوية وغير ذلك مما يُعينهم، فالاشتغال بالعلوم الدينية مهم جدا بل أهم، فلنأخذ منها بنصيبٍ، ولنجتهد في تعلم دين الله -عزوجل-، والتَّفقه فيه، وإذا جمع بين الأمرين فهو خيرٌ إلى خيرٍ، يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَن يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين»، فإذا تفقَّه في دينه واستفاد مع ذلك في دنياه طبًّا أو صنعةً أخرى تنفعه أو أشياء مما ينفع العبدَ في هذه الدنيا؛ فذلك خيرٌ إلى خيرٍ. نماذج من عُلوّ الهمة ذكر لنا التاريخ الإسلامي نماذج من علو الهمة صعب أن يجود الزمان بمثلها:
كن صاحب طموح عال وهمة كبيرة قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: «إنَّ الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه ما قام دينٌ ولا دنيا»؛ ولذا ينبغي للمرء أن تكون طموحاته عالية وهمته كبيرة، مجافيًا للتواني والكسل، قوي الثقة بالله في أن يبلغه ما يرجو وخيرًا مما يرجو. صفات عالي الهمة
معاملة الناس باللطف قال ابن القيم -رحمه الله-: «فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك: إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومحبته، وإما عدو ومبغض، فتطفئ بلطفك جمرته، وتستكفي شره، ويكون احتمالك لمضض لطفك به دون احتمالك لضرر ما ينالك من الغلظة عليه والعنف به».
__________________
|
#83
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1236 الفرقان الشاب صاحب الخلق الحسن الشاب المسلم صاحب الخلق الحسن لا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ؛ لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منَّا مَن لم يوَقِّرْ كبيرَنا، ويرحَمْ صغيرَنا». من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التي يجب أن يتخلق بها الشباب قال الله -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (الأحزاب: 21)، الشابُّ المسلم هو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقد كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في التفضيل بين الصحابة: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ - أي: أفضلكم - أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»، فالشابُّ المتدَّيِّن يجب أن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لكي يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا»، فالشابُّ رحيمٌ بكلامه، مُهذَّبٌ بأقواله، حليمٌ بأفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر؛ لقول الله -عزوجل- لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران: 159)، و»لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا»، ولا يغضب؛ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِي، قَالَ: «لَا تَغْضَب - فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ-: لَا تَغْضَبْ»، وإذا غضب لا يغضب إلَّا لدين الله -تعالى-، ويتواضَع لأنه يعلم أن التواضُع من شِيَم الكِبار، وما تواضَعَ عبدٌ إلَّا رَفَعَه الله؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»، وإذا تكلَّم لا يتكلم إلا بالحقِّ والصِّدْق؛ لقول الله -عز وجل-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. من أهم أسباب النجاح إن أهمَّ الأسباب التي تُساعِدُ الطالبَ على النجاح والتفوق تعتمدُ -بعد توفيق الله تعالى له- عليه هو شخصيًّا، متمثِّلة في أمور عدَّة ، لعل أهمَّها تركيزُه الكامل مع المعلم أو المدرس الذي يتولَّى عملية الشرح، حتى يتمكَّن من توصيل المعلومة إليه بطريقة سليمة، وأن يكون مستمعًا جيدًا لكل ما يقوله معلِّمه، وإذا لم يفهم مسألةً شُرحت، لا يجعلها تفوت عليه دون أن يفهمها، وأن يطلب من مدرِّسه إعادتها مرة أخرى، هذا إلى جانب أن يكون الطالب متمتعًا بالنشاط بعيدًا عن الكسل، وأن يتفاعل باستمرار مع ما يشرحه المدرس ، فضلاً عن الحضور باستمرار، والحرص على استقبال كل ما يُشرح، وأن يكون مهيَّأً لذلك من خلال عدم انفصاله عن الأجهزة والأدوات التي يحتاج إليها في أثناء العملية التعليمية، التي تسهل عليه عملية الفهم. المؤمن ليس بالسباب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء»؛ لذلك فالشاب المؤمن لابد أن يكون بعيدا كل البعد عن السب والشتم، ولا يستخدم الألفاظ البذيئة في جدٍّ ولا هزل، ولا في رضًا أو غضب، ليس (بالطعان)؛ أي: ليس عيابًا للناس، (ولا اللعان)؛ أي: أنه لا يلعن أحدًا، ولا يدعو عليه باللعنة؛ إذ اللعنة معناها الطرد من رحمة الله -تعالى-، (ولا الفاحش)؛ أي: لا يفعل الفحش ولا يقوله، والمراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره، (ولا البذيء)؛ وهو الذي لا حياء له. أدب التعامل مع وسائل التواصل السعادة قرينة الهداية قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: الهداية والسَّعادة أمران متلازمان وقرينان لا ينفكَّان، والشَّقاء قرين الضَّلال الذي لا ينفكُّ عنه، فمتى وُجدت الهداية وُجدت السَّعادة، ومتى وُجِدَ الضَّلال وُجِدَ الشَّقاء، ومن كان في بُعدٍ عن الله وطاعته ثم استقام يجد في قلبه لذَّةً كانت مفتقدة، وحلاوةً كانت معدومة وطعمًا كان لا يشعر به، وصدق الله: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}. لماذا يتجرأ هؤلاء على الله؟ قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: الإنسان إذا جهل عظمة الله -جل وعلا- فإنه يتجرأ عليه -سبحانه-؛ فالمشرك حينما دعا غير الله وعبد غير الله هذا لم يقدر الله حق قدره {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (الزمر: من الآية 67)؛ ولذلك عبد غيره معه -سبحانه-، وكذلك كالذي يجحد أسماء الله وصفاته وينكرها، هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وتجرؤوا على الله وتنقصوه -سبحانه وتعالى-، وقد حذر الله -جل وعلا- من الإلحاد في أسمائه {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأعراف: 180). من أهم عوامل النجاح من أهم عوامل النجاح وضوح الهدف؛ لأن النجاح يعني تحقيق ما عزم الإنسان عليه، فلابد أن يكون ذلك واضحًا في ذهنه، لذلك لابد للشباب أن يضعوا حدا لهذه العشوائية وهذا الإهمال العجيب الذي يعيشه بعضهم. من أخطاء الشباب التساهل في مصاحبة أصدقاء السوء بعض الشباب قد يصاحب أصدقاء لا دين لهم ولا أخلاق، فيترتَّب على ذلك كثير مِن المفاسد؛ فالصديق السُّوء له أثرٌ سيِّئ على صاحبه؛ حيث يجعله يكذب ويسرق، ويشرب الدُّخَان والمُخدِّرات والخمور، ويهرُب من المدرسة، ولا يذهب إلى الجامعة، فيضيع مستقبله، إن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم هي خيرُ وسيلةٍ للاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم؛ فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على أقرانهم؛ فالصديق الصالح له أثر طيب على صاحبه.
__________________
|
#84
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1237 الفرقان أثر العبادة في إصلاح الفرد والمجتمع إنَّ أداءَ الشباب للعبادات التي شَرَعها اللهُ على وجهها، وطاعة الله فيما أَمر به، له آثارٌ حسنةٌ وطيِّبةٌ على سلوك الفرد والمجتمع، فالصَّلاة مثلًا - وهي عِمادُ الدِّين - تنهى عنِ الفحشاءِ والمنكر، وتُزكِّي النفس، وتُقوِّمُ السلوك، فعن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه -: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَرَأَيْتُمْ لو أَنَّ نَهْرًا بِبابِ أَحَدِكم، يَغْتَسلُ منه كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟»، قَالُوا: لا يَبْقى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قال: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطايا». ثمرات العبادة اعلموا يا شباب أنَّ العبادة الحقة لابد أن يكون لها أثر في نفس صاحبها وأخلاقه وسلوكه، فالصــلاة التي هــم أهــم أركــان الإســلام بعد التوحيد التي لها منزلتها الخاصة في الإسلام. بيّن الله -عزوجل- شيئا من الحكم التي من أجلها شرعت، فكان من هذه الحكم: أنها تنهى أهلها عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله -عزوجل-: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45)، ولما أُخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن امرأة تقوم الليل ولكنها إذا أصبحت آذت جيرانها قال: «هي في النار». فكأن حقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة، فمن لم ينتفع بصلاته في هذا الجانب، لم يستفد أعظم ثمرات الصلاة، أما الصيام فإنه كذلك تهذيب للنفوس وحرمان لها من شهواتها المحظورة ونزواتها، قبل أن يكون حرمانا لهذه النفوس من الأطعمة والأشربة والشهوات المباحة، ولأجل هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». سلامة العقيدة وحسن الخلق لا شك أنَّ هناك ارتباطا وثيقا بين الأخلاق والإيمان؛ فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق من صدق، وكرم، وحلم، وشجاعة، ونحو ذلك، وهذه العقيدة الصحيحة تمنعه من كثير من مساوئ الأخلاق من الطغيان والكذب والكبر والجهل والظلم، وغيرها. أهمية جدول المذاكرة يؤكد علماء التربية أن استغلال الوقت بكفاءة من العوامل المهمة للتحصيل، والجدول المكتوب يساعد على تنظيم العمل وترتيب المذاكرة، فتخصيص وقت ومكان محددين من شأنهما أن يخلصا الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول يساعد على تكوين استعداد نفسي وعقلي للمذاكرة، ويتعين على كل طالب أن يعلم كيف يوازن بين الاستذكار والترويح عن النفس، مع مراعاة ألا يمتد هذا الجدول إلى وقت متأخر من الليل، ولا ينبغي أن يترتب على هذا الجدول تمسك حرفي بنمط يومي أو أسبوعي، لكن أن يمثل الجدول خطة منظمة لألوان مختلفة من النشاط، تدفعك لأن تبدأ مذاكرتك في وقت محدد لزمن معلوم بعده تنتقل لنشاط آخر، مع أهمية مراعاة أوقات الصلاة وضرورة الحفاظ عليها وجعلها أساس في كتابة هذا الجدول. الهدية النافعة عادة كثير من الناس، إن قيل له: «ألا أهدي لك هدية؟» ينظر إلى يد المتحدث هل يحمل شيئًا؟ أو ينتظر أن يدخل يده في جيبه، ويُغفل عن نوع من التهادي يعد أشرف أنواع التهادي وأحسنه وأجمله، ألا وهو تهادي مسائل العلم، ولا يعرف قدر هذه الهدية إلا من عرف قدر العلم. قال ابن القيم: «وإنما الهدية النافعة كلمة يهديها الرجل الى أخيه المسلم». تتلخص ثمرات العبادة في ثلاثة جوانب - الجانب الأوّل: ثمرات للعبادة تتعلّق بصلة العبد بالله -تعالى-، كحبّ الله -تعالى- وخشيته، وخوفه ورجائه، والتوكّل عليه، والإنابة إليه، وذكره -تعالى- وشكره، والإخلاص لوجهه الكريم، وكمال توحيده وتعْظيمه.. - الجانب الثاني: ثمرات للعبادة تتعلّق بشخصيّة الإنسان، وتكوينه وبنائه، كقوّة الإرادة، وسموّ الهِمّةِ، وتزكية النفس، والتحلي بالصدق والأمانة، والتمسّك بمكارم الأخلاق، والبعد عن مساوئها. - الجانب الثالث: ثمرات للعبادة تتعلّق بصلة الإنسان بالآخرين، وعلاقتهم به، كحفظ الذمم، وأداء الحقوق، وكفّ الأذى، والتسامح، وحسن التعامل مع الناس، وحسن الظنّ وسلامة الصدر. من طلب العلم ليحيي به الإسلام قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: صلاح النية في طلب العلم، أن ينويَ به طالبُه رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، فإن علت همته فطلبه ليحيي به الإسلام كان بأرفع المنازل، قال ابن القيم في (مفتاح دار السعادة): «فمن طلب العلم ليحيي به الاسلام فهو من الصديقين ودرجته بعد درجة النبوة». من الأخطاء التي يتساهل فيها الشباب الكذب في المزاح واستخدام ألفاظ غير لائقة بعض الشباب إذا أراد أن يمزَحَ مع صاحبه، فإنه يستخدم ألفاظًا غير لائقة، تخدش الحياءَ! روى الترمذي عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء»، وبعضُ الشباب اعتاد الكذب في مُزاحه لكي يُرضِي الناس، وهذه صفةٌ سيئة، حذرنا منها نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -: فقال: «مَن التمس رضا الله بسَخَط الناس، كفاه الله مُؤْنَة (أي: شر) الناس، ومَن التمس رضا الناس بسخط الله، وكَلَه (أي: تركه) الله إلى الناس». ضعف القلوب مِن الشباب مَن يستطيع رفع الأثقال لقوة بدنه، لكنه لا يستطيع رفع اللحاف الخفيف لينهض لصلاة الفجر لضعف دينه، ومنهم من يستطيع قطع المسافة الطويلة ركضًا، ولا يستطيع قطع المسافة القصيرة إلى المسجد مشيًا، ألا ما أضرَّ وهن القلوب وضعفها، فانتبهوا أيها الشباب! إياك والكبر! قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في قول الله -تعالى-: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} (لقمان: 18): يعني لا تمش تبخترًا وتعاظمًا وتكبرًا {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لقمان: 18)، المختال في هيئته، والفخور بلسانه وقوله، فهو بهيئته مختال، في ثيابه، في ملابسه، في مظهره، في مشيته، فخور بقوله ولسانه، والله -تعالى- لا يحبُّ هذا، إنما يحب المتواضع الغنيَّ الخفيَّ التقي، هذا هو الذي يحبه الله -عز وجل. يا شباب كونوا من الصادقين أمرنا الله -تعالى- بأن نكون من الصادقين فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، والصدق يكون في القول، ويكون في الفعل، فإذا وعدت إنسانا فيجب أن تكون صادقا فيما وعدت، قاصدا الوفاء عاملا له، ولا يصح أن يكون الوعد بقصد التخلف من موقف أو دفع إلحاح، أو إرضاء لخاطر أحد من الناس، وإذا تحدثت بشيء فلا تتحدث بما يتنافى مع الحقيقة التي تعلمها وتعتقدها، وإذا استنصحك أحد فاصدق في نصحه، ولا تجعل نصحك مشوبا بالهوى أو الغرض وإلا كنت غاشا مخادعا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |