المسائل العقدية في الإسراء والمعراج - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858804 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393192 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215599 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2021, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي المسائل العقدية في الإسراء والمعراج

المسائل العقدية في الإسراء والمعراج











السيد مراد سلامة




الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله العلي الأعلى، الذي أنعم علينا بنعم لا تُحصى، ودفع عنا من النقم ما لا يُعَدُّ ولا يُستقصى، سبحانه من إله عظيم، أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به بصحبة جبريل الأمين إلى السماوات العلى، وأراه من آياته العظمى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا؛ قال وقوله الحق: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نبي الهدى وخير الورى، والشفيع يوم القيامة في كل من وحَّد الله واهتدى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرماء، وعلى التابعين لهم بإحسان ما دامت الأرض والسماء، وسلم تسليمًا.







أما بعد:



أيها الإخوة الأحباب، هذه هي بعض المسائل العقدية التي جاءت في قصة الإسراء والمعراج، يستلهمها المسلم ليزداد إيمانًا مع إيمانه، ويقينًا على يقينه؛ فأعيروني القلوب والأسماع:



أولًا:وجوب الإيمان بوقع الإسراء والمعراج؛ إذ منكرِهما منكرٌ لمعجزة ثابتة بالكتاب والسنة:



اعلم - بارك الله فيك - أن الإيمان بالإسراء والمعراج جزء من الإيمان بالله تعالى؛ إذ إن الله تعالى قد أخبرنا بقصة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم، وعلى لسان نبيه الأمين؛ فلا ينكر الإسراء والمعراج إلا جاحد لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.







إن من أنكر الإسراء والمعراج، فإنه ينكر شيئًا ثابتًا في القرآن، وهناك قاعدة معروفة صحيحة يجب أن نعرفها جميعًا، وهي أن من أنكر شيئًا ثبت في القُرْآن، فإنه كافر، وكذلك في السنة.







وأما دلالات الآيات التي في القُرْآن فقد تختلف، وأعظم دليل عَلَى الاختلاف اختلاف أصحاب النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القُرْآن، وهم أفضل النَّاس عقلًا وفهمًا؛ فقوله سبحانه: ﴿ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، هذه آية واضحة وجلية لا نقاش فيها ولا خلاف، ﴿ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ [آل عمران: 7]، فمذهب أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ ما عليه السلف: هو الإيمان والتصديق بالمحكم، والإيمان بالمتشابه وردُّه إِلَى المحكم، ما الذي ذكره الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في القُرْآن صريحًا؟ وما الذي ذكره ضمنًا؟ فالإسراء ذُكِرَ صريحًا: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1]؛ إذًا لو أن أحدًا أنكر الإسراء فإنه يكفر رأسًا، لأنه بمجرد أن يقرأ الآية أو يسمعها يفهم دلالتها، فيكون منكر الإسراء كافرًا.







وإنما حصل الخلاف والإشكال فيمن ينكر المعراج؛ لأن الدلالة ليست جلية، وهذا يستلزم منا أن نجلِّيَها وأن نوضحها من خلال سورة النجم، فمنها نستطيع أن نبين هذه الحقيقة، فتصبح أيضًا يدل عليها القُرْآن دلالة لا شك فيها ولا شبهة؛ فقوله سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ﴾ [النجم: 13]، أين رآه؟ ﴿ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 14 - 17].







فجملة ﴿ مَا زَاغَ الْبَصرُ ﴾ تبين أن العروج ليست بمجرد الروح كما يقولون، بل هي حقيقة واضحة ببصره صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى تلك الآية الكبرى التي أراه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في ذلك الموضع، فنستطيع أن نجلي دلالة القُرْآن فتكون دلالته صريحة، ثُمَّ نؤيد ذلك بالأحاديث الكثيرة المتواترة التي تُثبِتُ الإسراء والمعراج، فنقول: إن من أنكر المعراج فهو أيضًا كافر بعد بيان الحجة عليه.







وأجمعوا على الإيمان بالإسراء والمعراج، وأنه حق وصدق، والحق عند أهل السنة - إن اعتبرنا بعض الخلاف - أنه كان بروحه وجسده، وأنه كان يقظة لا منامًا، وأنه كان مرة واحدة [1].







والمعراج حقٌّ، وقد أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا، وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى، ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11]، فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى [2].







ثانيًا: إثبات صفة العلو للعلي جل جلاله:



كان الهدف الأسمى والجائزة الكبرى من قصة المعراج إلى السماء هو لقاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بربِّ العزة جل جلاله؛ فأسعد اللحظات إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، حينما تشرَّف بلقاء الله، والوقوف بين يديه ومناجاته، لتتصاغر أمام عينيه كل الأهوال التي عايشها، وكل المصاعب التي مرَّت به، وهناك أوحى الله إلى عبده ما أوحى، وكان مما أعطاه خواتيم سورة البقرة، وغفران كبائر الذنوب لأهل التوحيد الذين لم يخلطوا إيمانهم بشرك، ثم فَرَض عليه وعلى أمَّتِه خمسين صلاة في اليوم والليلة.







وهناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة تدل على هذه الصفة؛ نذكر منها:



1- الأسماء الحسنى الدالة على جميع معاني العلو له سبحانه؛ مثل: (الأعلى، والعلي، والمتعالي، والظاهر، والقاهر):



اسم الأعلى: قال تعالى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1].



اسم العلي: قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، و﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].



اسم المتعال: قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9].



اسم القاهر: قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18].



اسم الظاهر: قال تعالى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [الحديد: 3].







2- الدليل على اسم الظاهر من السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: ((وأنت الظاهر فليس فوقك شيء)) [3].







وهذه الأسماء تدل على معاني العلو جميعها (ذاتًا وقهرًا وشأنًا).







ومن ذلك التصريح بالفوقية لله عز وجل:



قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18].



وقال تعالى: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل: 50].



وقال تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك: 16].







الدليل على الفوقية من السنة:



عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كانت زينب بنت جحش تفخر على أزواج النبي صلي الله عليه وسلم تقول: زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات)) [4].







وعن معاوية بن الحكم السلمي، قال: ((قلت: يا رسول الله، كانت لي جارية ترعى غُنيمات لي من قِبل أُحُدٍ والجوَّانيَّة، وإني أطلعتها يومًا إطلاعة، فوجدت ذئبًا قد ذهب منها بشاة، وأنا من بني آدم آسَفُ كما يأسفون، فصككتها صَكَّةً، فعظم ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ألا أعتقها؟ فقال: ادْعُها إليَّ، فقال لها: أين الله؟ قالت: الله في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)) [5].







دليل العروج:



قال تعالى: ﴿ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 3، 4].







ثالثًا: إثبات صفة الكلام لرب الأنام:



فقد منَّ الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بالكلام دون حجاب؛ فقد رود ذلك في الأحاديث الصحاح؛ ففي الحديث: ((فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ... فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ)) [6].







قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "هذا من أقوى ما استُدِلَّ به على أن الله سبحانه وتعالى كلَّم نبيَّه محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بغير واسطة" [7].







وقال ابن كثير رحمه الله: "﴿ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 253]؛ يعني: موسى ومحمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وكذلك آدم، كما ورد به الحديث المروي في صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه.







﴿ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ﴾ [البقرة: 253] كما ثبت في حديث الإسراء، حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السماوات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل" [8].







قال الشيخ عبدالرحمن المحمود حفظه الله:



"ولعل العلة – والعلم عند الله سبحانه وتعالى - في تسمية موسى كليم الله، مع أن الله كلَّم محمَّدًا وكلَّم آدم: أن الله كلَّمه على الأرض وهو على طبيعته البشرية، بخلاف تكليم الله لآدم فإنه كلمه وهو في السماء، وتكليم الله لمحمَّد فإنه كلمه وقد عرج بروحه وجسده إلى السماء، أما تكليمه لموسى، فهو على الأرض، وهذا فيه خصوصية لموسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم" [9].







ففي هذا إثبات صفة الكلام لرب الأنام جل جلاله، كما ثبت في القرآن الكريم، وعن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.







تكليم الله تعالى آدم عليه السلام:



عن أبي أمامة أن رجلًا قال: ((يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم؟ قال: نَعَمْ، مُكَلَّمٌ، قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: عَشْرَةُ قُرُون)) [10].







تكليم الله تعالى موسى عليه السلام:



قال تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143]، وقال سبحانه: ﴿ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ﴾ [الأعراف: 144].







رابعًا: إثبات وجود الجنة والنار:



اعلم - بارك الله فيك - أن من المتفق عليه عند الجمهور أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان وهما باقيتان، وأن الله تعالى قد أعدهما وهيأهما ليكونا مستقرًّا لعباده؛ الجنة لأهل الطاعة والإيمان، والنار لأهل الكفر والعصيان.







يقول ابن القيم: "لم يزل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتابعون وتابعوهم، وأهل السنة والحديث قاطبة، وفقهاء الإسلام، وأهل التصوف والزهد - على اعتقاد ذلك وإثباته، مستندين في ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة، وما عُلم بالضرورة من أخبار الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم، فإنهم دعوا الأمم إليها، وأخبروا بها، إلى أن نبغت نابغة من القدرية والمعتزلة، فأنكرت أن تكون مخلوقة الآن، وقالت: بل الله ينشئها يوم القيامة، وحملهم على ذلك أصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة الله فيما يفعله" [11].
يتبع









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-06-2021, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المسائل العقدية في الإسراء والمعراج

ويقول ابن حزم: "ذهبت طائفة من المعتزلة والخوارج إلى أن الجنة والنار لم يخلقها بعدُ، وذهب جمهور المسلمين إلى أنهما قد خُلقتا، وما نعلم لمن قال أنهما لم يخلقا" [12].







ولقد تضافرت نصوص القرآن والسنة على إثبات ما ذهب جمهور المسلمين من كون الجنة والنار مخلوقتين الآن؛ فالله تعالى يقول في شأن الجنة: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، ويقول تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، وغير ذلك من الآيات التي تدل على أن الجنة مخلوقة موجودة الآن، وقد عبر القرآن بصيغة الماضي في قوله (أُعِدَّتْ)، وهذا التعبير يفيد أنها مخلوقة موجودة؛ وفي قصة المعراج يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴾ [النجم: 13 - 16].







مما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى سدرة المنتهى، ورأى عندها جنة المأوى؛ كما في حديث أبي رضي الله عنه في قصة الإسراء؛ حيث يقول في آخره: ((ثم انطلق بي جبريل حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشيَها ألوانٌ لا أدري ما هي، ثم دخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك)) [13].







عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؛ فاقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17])) [14].







ورأى شجرة الزَّقوم التي وصفها الله تعالى بقوله: ﴿ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ﴾ [الإسراء: 60]، وقوله: ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الصافات: 64، 65]، ورأى مالكًا خازن النار؛ يقول الإمام البربهاري: "والإيمان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسريَ به إلى السماء، وصار إلى العرش وسمع كلام الله، ودخل الجنة واطلع في النار، ورأى الملائكة، وسمع كلام الله عز وجل" [15].







خامسًا: إثبات الحياة البرزخية:



ومن الدروس والعِبر المستفادة من قصة الإسراء والمعراج إثبات عذاب القبر، والإيمان به واجب، ومنكره كافر؛ لأن الأدلة عليه كثيرة من القرآن ومن سنة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم مشاهد من الحياة البرزخية، وقبل أن نذكرها أذكركم ببعض الأدلة على إثبات تلك الحياة:



الدليل الأول قوله تعالى: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46]؛ والمعنى المقصود أنهم يعرضون على النار فيصلهم من سمومها وعذابها كل يوم مرتين، وقد دلَّ العطف في قوله: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ﴾ أن عرضهم على النار حاصلٌ قبل يوم القيامة، الأمر الذي يُثبت وجود الحياة البرزخيَّة ومباينتها لعالم الآخرة.







الدليل الثاني قوله تعالى: ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ [التوبة: 101]؛ والمعنى أن الله سبحانه وتعالى كتب على أولئك المنافقين أن يُعذَّبوا مرَّتين؛ إحداهما في الدنيا، والأخرى في القبر، وهذا الذي اختاره الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره؛ حيث قال: "قوله جل ثناؤه: ﴿ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾، دلالة على أن العذاب في المرتين كلتيهما قبل دخولهم النار، والأغلب من إحدى المرتين أنها في القبر"، وقد أورد كلامًا لقتادة ومجاهد والحسن رحمهم الله يدلُّ على هذا المعنى.







الدليل الثالث: قوله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، ودلالته على الحياة البرزخيَّة مأخوذ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم إذا سُئل في القبر، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فذلك قوله: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾))؛ [متفق عليه] [16]، ومعلومٌ أن سؤال الملكين هو أحد مشاهد عالم البرزخ.







الدليل الرابع: قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]، والآية تبيِّن أن جزاء المعرضين عن الدين والغافلين عن الذكر العقوبةُ بضنك العيش، والعطف في قوله تعالى: ﴿ وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ يؤكد أن هذا الضنك حاصلٌ قبل يوم القيامة، والحياة البرزخية داخلةٌ في هذا الإطلاق، ويدل على هذا الدخول أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر هذه الآية بعذاب القبر، وذلك في قوله: ((ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله: ﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾)) [17].







وليس في ذلك حصرٌ لمعنى الآية وقصره على عذاب القبر، فالآية أعم من ذلك.







الدليل الخامس: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذَّبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان، وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة)) ثم دعا بجريدة، فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا أو: إلى أن ييبسا)) [18].







والشاهد أن الحديث يُثبت عذاب القبر الحاصل في الحياة البرزخيَّة.







الدليل السادس: عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يُعذَّبون في قبورهم، فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله، إن عجوزين من عُجُز يهود المدينة دخلتا عليَّ، فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فقال: صدقتا، إنهم يعذبون عذابًا تسمعه البهائم، تقول عائشة رضي الله عنها: فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوَّذ من عذاب القبر)) [19].







الدليل السابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا تشهَّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال)) [20].







أما أقوال الأئمة في إثبات عذاب القبر فكثيرة جدًّا، وقد اتفقت كلمة فقهاء المذاهب الأربعة على إثبات عذاب القبر أو نعيمه، كما أن لشيخ الإسلام ابن تيمية أقوالًا كثيرة تؤكد هذا الأمر؛ ومن ذلك قوله: "ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه" [21].







رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للمنعمين والمعذبين ليلة الإسراء والمعراج:



عَن أبي هُرَيرة، قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: ((رأيت موسى يصلي في قبره ليلة أسري بي)) [22].







وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما عُرج بي، مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)) [23].







عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَجُلًا يَسْبَحُ فِي نَهَرٍ وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ، فَسَأَلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لِي: آكِلُ الرِّبَا)) [24].







عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مررت ليلة أُسريَ بي برائحة طيبة، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذه ماشطة ابنة فرعون كانت تمشطها، فوقع المُشط من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت ابنة فرعون: أبي؟ فقالت: ربي وربك ورب أبيك، قالت: أقول له؟ قالت: قولي، فقالت، فقال لها: ألكِ من رب غيري؟ قالت: ربي وربك الذي في السماء، قال: فأحمى لها بقرة من نحاس، وقالت له: لي إليك حاجة، قال: وما حاجتكِ؟ قالت: حاجتي أن تجمع بين عظامي وبين عظام ولدي، قال: ذلك لكِ، لِما لكِ علينا من الحق، فألقاها وولدها في البقرة واحدًا واحدًا، وكان لها صبي، فقال: يا أمَّتاه فاصبري، فإنكِ على الحق؛ قال ابن عباس: "أربعة تكلموا وهم صغار: ابن ماشطة فرعون، وصبي جريج، وعيسى ابن مريم، والرابع لا أحفظه)) [25].







وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلامًا على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه الرضا والرضوان من الرحيم الرحمن.







[1] الإجماع العقدي (ص: 51).




[2] العقيدة الطحاوية (ص: 29).




[3] أخرجه أحمد (2/ 381)، والبخاري في الأدب المفرد (1212)، ومسلم (8/ 78، 79).




[4] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التوحيد 13/ 415، باب: وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم، فتح الباري رقم 7420، وأخرجه أحمد 3/ 226، والنسائي 6/ 65، والترمذي 3213، وابن سعد 8/ 106، وأبو نعيم في الحلية 2/ 52، وابن قدامة ص: 108، رقم: 81 في إثبات صفة العلو.




[5] أخرجه مسلم (537)، وأبو داود (930)، والنسائي: (1218)، وأحمد في مسنده: (5/ 447).




[6] رواه البخاري (3674) ومسلم (162).




[7] "فتح الباري" (7/ 216).




[8] "تفسير ابن كثير" (1/ 670).




[9] "تيسير لمعة الاعتقاد" (ص: 152).




[10] رواه ابن حبان في "صحيحه" (14/ 69)، وصححه شعيب الأرنؤوط محقق الكتاب.




[11] حادي الأفراح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم، بتحقيق: الدكتور السيد الجميلي، الباب الأول: في بيان وجود الجنة، ص: 37.




[12] الفصل والملل والأهواء والنحل، لابن حزم، الكلام في خلق الجنة والنار، 4/ 81، دار الفكر، 1400هـ.




[13] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب ذكر إدريس عليه السلام، ص: 556، رقم الحديث: 3342.




[14]البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ص: 541، رقم الحديث: 3244.




[15] شرح السنة، البربهاري (ص: 36).




[16] أخرجه أحمد (4/ 282، رقم 18505)، والبخاري (4/ 1735، رقم 4422)، ومسلم (4/ 2201، رقم 2871).




[17] صحيح ابن حبان محققًا (7/ 382)، وأخرجه عبدالرزاق "6703"، وابن أبي شيبة "3/ 383، 384".




[18] أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 115، رقم 1304)، وأحمد (1/ 225، رقم 1980)، والبخاري (1/ 88، رقم 215)، ومسلم (1/ 240، رقم 292).




[19] أخرجه البخاري في: 80، كتاب الدعوات: 37، باب التعوذ من عذاب القبر.




[20] أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 489، رقم 37462)، وأحمد (2/ 477، رقم 10183)، ومسلم (1/ 412، رقم 588).




[21] مجموع الفتاوى (3/ 145).




[22] مسند البزار (14/ 119).




[23] أخرجه أحمد (3/ 224)، وأخرجه: أبو داود (4878) و(4879).




[24] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 391، رقم 5509)، وأخرجه أيضًا: أحمد (5/ 10، رقم 20113).




[25] أخرجه أحمد (1/ 310)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 389).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.46 كيلو بايت... تم توفير 2.11 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]