استخدام ابن كثير لوسائل الدعوة وأساليبها - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858791 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393177 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215591 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-06-2021, 07:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي استخدام ابن كثير لوسائل الدعوة وأساليبها

استخدام ابن كثير لوسائل الدعوة وأساليبها












مبارك بن حمد الحامد الشريف




توطئة:



تأتي أهمية دراسة الوسائل والأساليب؛ لأنها أحد أركان الدعوة إلى الله، فنجاح أي دعوة متوقِّفٌ على كمال المنهج، وصحة الأساليب، وقوة الوسائل، كما أن الداعية لا بد له في تحقيق أهدافه والوصول إلى غاياته مِن استخدام الوسائل والأساليب التي تُعينه على ذلك.







وابن كثير رحمه الله استخدم في دعوته للناس إلى الله وتعليمهم الخير، ونصحِهم وإرشادهم وتوجيههم، أقول: استخدم عدة طرق وأساليب؛ مثل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والحوار والمناظرة، والتدريس والإفتاء، والقدوة الحسنة، والترغيب والترهيب، وغيرها من الأساليب.







كما أنه استخدم عدة وسائل؛ منها الكتب والرسائل، والاتصالات الشخصية، والصلات والخطب، وإيراد القصص، وغيرها من الوسائل الأخرى.







وسنتناول هنا نماذجَ لبعض الوسائل والأساليب التي استخدمها ابن كثير في سبيل دعوته، سواء من خلال تفسير القرآن العظيم، أو من خلال جهوده العلمية والعملية في الدعوة إلى الله؛ فمن الأساليب التي سنتحدث عنها:



1- الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.



2- المجادلة بالتي هي أحسن، والحوار والمناظرة.




3- التدريس والافتاء.



4- الاستدراكات والتعقيبات على غيره من العلماء.







ومن الوسائل:



1- الاتصال الشخصي.



2- الرسائل الشخصية.



3- الكتب والمؤلَّفات.



4- الرحلات.







تعريف الوسيلة والأسلوب والفرق بينهما



أولًا: تعريف الوسائل:




معنى الوسيلة لغة: الوسيلة ما يُتقرَّبُ به إلى الغير[1].







وقال الرازي: الوسيلة ما يُتقرَّب به إلى الغير، وتوسَّلَ إليه بوسيلة؛ إذا تَقرَّب إليه بعمل[2].







معنى الوسيلة في الاصطلاح: "هي كل ما يستخدمه الداعية لإيصال ما يريد إيصاله إلى المدعوِّين، سواء ما كان منها قديمًا أو حديثًا"[3].







وقيل: "هي ما يتوصَّل به الداعية إلى دعوة الناس بطريق شرعيٍّ صحيح"[4].







وقيل: "هي القناة الموصِّلة للغاية، أو الأداة المستخدمة في نقل المعاني والأفكار للناس"[5].







وقيل: هي "كل شيء مادي - في الغالب - يستخدمه الداعي لتحقيق أهدافه وغاياته الدعوية؛ للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة"[6]، ولو أُضيفَ: (بطريق شرعي صحيح)؛ لأصبح هذا التعريف شاملًا لما ورد في التعاريف السابقة، التي ركز بعضها على وصف الوسيلة، والآخر على نوع الوسائل، وثالث على تطبيق مناهج الدعوة.







أمَّا ابن كثير، فقد عرَّف الوسيلة بأنها "هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود، والوسيلة أيضًا عَلَمٌ على أعلى منزلة في الجنة، وهي منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وداره في الجنة"[7]، ومن المعاني التي ذكرها ابن كثير للوسيلة القُربةُ، فقال: "الوسيلة هي القربة"[8].







ثانيًا: تعريف الأساليب:




معنى الأسلوب لغة: الطريق، والوجه، والمذهب، ويجمع: أساليب، "وكلُّ طريق ممتد فهو أسلوب، والأسلوب: الطريق تأخذ فيه، والأسلوب: الفن؛ يقال: أخذ فلان في أساليب من القول؛ أي: أفانين منه"[9].







أما في الاصطلاح: "فهي الطرق التي يسلكها الداعي في دعوته، أو كيفية تطبيق مناهج الدعوة".







وقيل: إن الأساليب "هي الكيفية أو الطريقة المرنة غير المادية التي يؤدي بها الداعي عملًا ما عبر الوسيلة، سواء كان فكريًّا أو ماديًّا؛ للوصول إلى أفضل النتائج"[10].







وهذا التعريف هو المختار؛ لشموله الطريقة والأداة، والمحتوى والنتائج.







ثالثًا: الفرق بين الوسائل والأساليب:




هناك علاقة وثيقة، وصلة قوية بين الوسيلة والأسلوب في الدعوة إلى الله؛ فالوسيلة هي الشيء الحسي الذي يتمكن الداعية بواسطته استخدام الأسلوب المعين لتبليغ الدعوة، فالأسلوب داخل في الوسيلة، أو هو طريقةُ تفعيلها والاستفادة منها في الدعوة والبيان والبلاغ، كما أن هناك تلازمًا في العمل الدعوي بين الوسائل والأساليب والمناهج، من حيث قيام العملية التربوية والدعوية التي يشترك فيها الجميع.







ولكن من حيث الصفات والخصائص، فلا بد أن يفرَّق بين الوسائل والأساليب؛ فالوسائل غالبًا ما تكون من أشياء مادية محسوسة، فهي أوعية للأساليب التي تمثِّل الأفكار والخطط والتصورات، فالأشياء التي تُباشَر وتُنفَّذ في الواقع المشاهَد هي الوسائل، وما يراد عرضُه وإيصاله من معانٍ وأفكار ورؤى وتصوُّرات وخُططٍ ونحو ذلك هي الأساليب، فهناك فرق بين الوسائل والأساليب من ناحية الصفات والسمات.







أما من حيث العملية الدعوية، فهناك - كما قلت - تلازمٌ في العمل الدعوي بين الأساليب والوسائل والمناهج؛ فالعمل الدعوي لا يتم إلا بالوسيلة والأسلوب، وهما مندمجان ومنسكبان؛ لذلك قد يكون الشيء الواحد وسيلة من وجه، ومن وجه آخر أسلوبًا، وهذا عائدٌ إلى أن الوسائل أوعية للأساليب وحاملة لها؛ فمثلًا المسجد أو المدرسة، فإن المكان والأبنية إذا استُخدما في الدعوة فهي وسيلة من وسائلها، وأما ما يُلقى فيها من الدروس والمحاضرات والندوات ونحو ذلك، فهو أسلوب من أساليب الدعوة والتربية[11].







رابعًا: ضوابط استخدام الوسائل والأساليب الدعوية:




لما كانت الدعوة الإسلامية دعوةً إلى توحيد الله سبحانه وعبادته، واقتداء بسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله، كان لزامًا على الدعاة أن تكون أساليبهم ووسائلهم منطلقةً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه سلف الأمَّة الصالحُ، ومنضبطةً بأحكام الإسلام وتعاليمه، فالإسلام لا يَفصِلُ بين الغايات والمناهج وبين الوسائل والأساليب المحقِّقة لها؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة، كما في المبادئ والنُّظُم البشرية الأخرى، فالوسائل لها أحكامُ المقاصد.







وحيث إن بعض الدعاة قد غفل عن هذا الجانب، وحصل تساهلٌ من بعضهم الآخر، كما أن آخرين ظنُّوا استثناء الوسائل والأساليب من هذه الأحكام، وتَصوَّروا أن لهم الحقَّ في التصرف في هذه الوسائل والأساليب واستخدامها دون قيود، بينما اعتقد آخرون بأن هذه الوسائل والأساليب توقيفية لا اجتهاد فيها[12]؛ لذلك لابد من معرفة الضوابط والقواعد التي تحكم هذه الوسائل والأساليب؛ حتى تكون - بإذن الله - موافقة للحق، وبعيدة عن الإفراط والتفريط[13]، فمن هذه الضوابط:



1- أن تكون الوسائل والأساليب مستمَدةً من نصوص الكتاب والسُّنة، فلا يجوز للداعية استخدام الوسائل والأساليب الممنوعة والمحرَّمة؛ كالكذب والخداع، واستعمال الأغاني والمعازف وآلات الطرب المحرَّمة[14].







2- ألا يؤدي استخدام الوسائل والأساليب من أجل تحقيق مصلحة إلى الوقوع في مفسدة أعظَمَ من المصلحة، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 108]، يقول ابن سعدي في تفسير هذه الآية: "ففي هذه الآية الكريمة دليلٌ للقاعدة الشرعية، وهي أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها"[15].







3- أن يراعي الداعية في استخدام الوسائل والأساليب الأولويات؛ فيقدِّم الأهم فالمهم من أمور الدعوة ومسائل الدين، ومراتبُ الوسائل والأساليب تابعة لمراتب مصالحها "فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل، ثم تترتَّب الوسائلُ بترتُّب المصالح والمفاسد، فمن وفَّقه الله للوقوف على ترتيب المصالح عرَف فاضلها من مفضولها، ومقدَّمَها ومؤخَّرَها"[16].







4- مناسبة الوسائل والأساليب للمدعوِّين؛ فأهل البادية والقرى لهم أساليبُ ووسائل تناسِب حالهم ووضعهم وظروفهم، وفهمَهم وعاداتِهم وأسلوب حياتهم، كما أن لأهل المدن الكبيرة وحواضرها أساليبَ ووسائل تناسب حياتهم الاجتماعية، وظروفهم المعيشية، وتقدُّمَهم العلمي والمعرفي، فإذا استُخدمتْ معهم غيرها لا تأتي بثمرات يرجى نفعها، أو تكون بطيئة التأثير، وكذلك هناك وسائل وأساليب تناسب ذوي الاختصاص من المهن المختلفة، حيث إنها تنبثق من مهنهم وتخصصاتهم، فتكون جاذبة لهم، وهم ميالون لها، فتأتي بنتائجَ سريعة وطيِّبة، وهكذا فكل عمل دعوي له نوع يناسبه من الوسائل والأساليب قد لا يتلائم مع النوع الآخر[17].







5- أن يلتزم الداعية في وسائل دعوته وأساليبها وطرقها بالصدق والحق، وألا يخالف قولُهُ فعلَه، ولا ظاهرُه باطنَه؛ حتى يوثَق في شخصه، وحتى تُثمِر دعوته، وأن يكون قدوته في ذلك كله نبيَّه ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم[18].







[1] لسان العرب، لابن منظور، مادة وسل 11 /724 وما بعدها.




[2] مختار الصحاح، الرازي 721.




[3] قواعد الدعوة الإسلامية، الدكتور حمدان الهجاري ص 478، مطابع ابن تيمية القاهرة، ط1، 1415هـ.




[4] وسائل الدعوة، د. عبدالرحيم المغزوي ص 16، طبعة دار إشبيليا بالرياض، الطبعة الأولى 1420هـ.




[5] ركائز الدعوة في دعوة إبراهيم عليه السلام، د. سيد ساداتي ص 43.




[6] الدعوة الإسلامية، الاستيعاب والشمول، للأستاذ الدكتور محمد زين الهادي ص 250 مرجع سابق.




[7] انظر تفسير القرآن العظيم 2 /69.




[8] المرجع السابق 3/62.




[9] لسان العرب، لابن منظور 1 /473 مادة سلب.




[10] الدعوة الإسلامية، للدكتور محمد زين الهادي ص 251، مرجع سابق.




[11] انظر الدعوة والأسلوب، الاستيعاب والشمول، للدكتور محمد زين الهادي ص 252 -253، مرجع سابق.




[12] جميع وسائل الدعوة وأساليبها لا تخرُج عن ثلاث حالات:

الأولى: النص على مشروعية الوسيلة والأسلوب في الكتاب والسنة، فحكم الوسيلة والأسلوب فيها توقيفي لا يجوز لأحد منعُها أو النهي عن استخدامها.

الثانية: النص على منع الوسيلة والأسلوب في الكتاب والسنة، فالحكم فيها توقيفي بمنع استخدامها.

والثالثة: عدم النص على الوسيلة أو الأسلوب بمشروعية أو منع في الكتاب والسنة، فهذا النوع من الوسائل والأساليب يدخل في دائرة المباح؛ بناء على أن الأصل في الأشياء الإباحة.




[13] المرجع نفسه ص 185.




[14] انظر وسائل الدعوة. د. عبدالرحيم المقذوي ص 20 طبعة دار إشبيليا بالرياض، الطبعة الأولى 1420هـ.




[15] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ عبدالرحمن السعدي، تحقيق عبدالرحمن اللويحق ص 269، وانظر وسائل الدعوة وأساليبها، للدكتور حسين محمد عبدالمطلب ص 61-62، طبعة دار الوطن للنشر بالرياض الطبعة الأولى 1424هـ.




[16] قواعد الأحكام في مصالح الأنام، للعز بن عبدالسلام ص 43، طبعة مؤسسة الريان بيروت 1410هـ. وانظر المرجع السابق ص 62.





[17] انظر الدعوة الإسلامية الشمول والاستيعاب، للدكتور محمد زين الهادي ص 254، مرجع سابق.




[18] انظر وسائل الدعوة، للدكتور عبدالرحيم المغذوي ص 21 مرجع سابق.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.22 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]