من دروس الحج وآثاره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4487 - عددالزوار : 1021491 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4023 - عددالزوار : 539071 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 301 )           »          تأديب الأولاد :المهمة يسيرة والنتائج غزيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الإحسان إلى النفس باللباس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أخطاء الواقفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 242 )           »          مهــارات بنــاءمجمـوعـات العـمـل الدعوي والتربوي وتفـعيـلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 176 )           »          ما نصيبنا بعد تقسيم الأرض والعلوم والأخلاق بين الأمم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          (الهالووين) اليوم المقدس لعبدة الشياطين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المرتكزات الاقتصادية للمشروع الإيراني في المنطقتين العربية والإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2020, 02:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,744
الدولة : Egypt
افتراضي من دروس الحج وآثاره

من دروس الحج وآثاره



حسام بن عبدالعزيز الجبرين




الحمد لله جامع الشَّتات، وباعث الرُّفَات، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبد الله ورسوله، المبعوث بجوامع الكلمات، والآيات البيِّنات، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه.

أمَّا بعدُ:
فأوصيكم ونفسي بتقوى المولَى - جل وعز - ففي مُحكم التنزيل: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾[البقرة: 194].

وكفى بهذه أُنسًا وشَرفًا وفَضْلاً، معاشر الكرام، أدَّى المسلمون اليوم في كل مكان عبادات متنوِّعة؛ مالية وبَدَنيَّة، قَوْليَّة وفِعليَّة.

والآن ركابُ الحجيج مُيمِّمةٌ بيتَ الله العتيق، مُنكسرةً في رِحابه، راجيةً موعودَ الله وجزيلَ نواله، مُؤدية طاعةً من أجَلِّ العبادات، وركيزة من دعائم هذا الدين، تقبَّل الله منهم، ويسَّر لهم إتمامَ نُسكهم.

إخوة الإيمان:
ربُّنا - جل وعلا - شرَع العبادات لحِكَمٍ عظيمة، ومقاصدَ سامية، وسنقفُ في هذا اليوم العظيم - والمسمَّى يوم الحَجِّ الأكبر - مع بعض حِكَم وأسرار تلك الشعيرة العظيمة: عبادة الحجِّ.

فمِن أهمِّ تلك الدروس: تحقيقُ التوحيد لله - سبحانه - فالتلبية رمزُ الحجِّ ومِفتاحه، وهي التي أهلَّ بها سيِّدُ الخَلق؛ كما يقول جابر في وصْفِ حَجَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -: فأهلَّ بالتوحيد: ((لبَّيك اللهمَّ لبَّيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والْمُلك، لا شريك لك))؛ أخرجه مسلم.

فالتلبية مُشتملة على هذا المعنى العظيم، والمدلول الدقيق؛ أقصدُ توحيد الله، الذي هو رُوح الدِّين وأساسُه وأصلُه، ونَبْذ الإشراك به بكلِّ صُوَره وشَتَّى أشكاله، وعند الترمذي مرفوعًا، وحَسَّنه الألباني: ((خَير الدعاء دعاءُ يوم عَرَفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيُّون من قَبْلي: لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الْمُلك وله الحَمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير)).

ومن دروس الحج: اتِّباع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فنبيُّنا كان يقول في حجَّته: ((خذوا عنِّي مناسِكَكم)).

ويقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: "حجُّوا كما حجَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقولوا: هذا سُنَّة وهذا فرض"؛ انتهى.

فالتزامُ هَدْي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولزوم طريقه في هذه الحياة، هُدى؛ قال الله - تعالى-: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].

ومن دروس الحج: ظهور الأخوَّة الإسلاميَّة؛ فهم بجِنسيَّاتهم ولُغَاتهم وألوانهم مشتركون جميعًا في النُّسك، فليس للغِنَى ولا للنَّسَب، ولا للرِّياسَة فضلٌ أو استثناء، فالوقوف بعَرَفَة واحدٌ، والْمَبِيت بالمزدلفةِ واحد، والجمرةُ تُرْمَى بسبع حَصَيَات لكلِّ واحد، والطواف واحِد، والسعيُ واحد، فليسَ للغَنيِّ أو الشريف أو الوزير أن ينقصَ جمرةً أو يُسْقِط وقوفًا أو مَبيتًا؛ الناس سواسيَة، لا فرقَ بين عربيّ ولا عَجَميّ، ولا أبيض ولا أسودَ في هذا النُّسك إلا بالتَّقوى.

ومن دروس الحج الإيمانيَّة: تربية المسلم على التضرُّع والدعاء؛ ففي عَرَفة دعاء، وفي مُزْدلفة دعاء، وكذلك بعد رَمْي الجَمْرتين؛ الوسطى والصغرى، وكذلك على الصفا والمروة حال السعي، وكم من الخيرات الدنيويَّة والأُخرَوِيَّة تحصل بالدعاء.

ومن الدروس أيضًا: تربية المسلم على التحلِّي بالصبر، وحُسن الخُلق؛﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197].

ووعد النبي - صلى الله عليه وسلم - برجوع الحاج سالِمًا من الذنوب، بهذا القيد: ((مَن حجَّ فلم يرفثْ ولم يفسق، رجَع كيومَ ولدتْه أُمُّه))؛ متفق عليه.

اللهم تقبَّلْ من عبادك قُرباتهم، واحفظْ حُجاج بيتك واغفر لنا ولَهم؛ إنك أنت العفو الغفور.

الخطبة الثانية


الحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكْرة وأصيلاً، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين، وعلى آله وصَحبه أجمعين.

أمَّا بعدُ:
فإنَّ الحجَّ خيرٌ للأفراد ولأُمَّة الإسلام؛ قال المولَى - جل وعلا -: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 28]، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير هذه الآية: "منافع الدنيا والآخرة؛ أمَّا منافع الآخرة، فرضوان الله - جل وعلا - وأمَّا منافعُ الدنيا، فما يُصيبون من منافع البَدَن، والذبائح والتجارات".

ومِن آثار الحج ودروسه النافعة: يُسْر الدِّين الإسلامي؛ فالحج يجبُ مرَّة في العُمر، ومع الاستطاعة، وفي البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص: "رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الجمرة وهو يُسأل، فقال رجل: يا رسول الله، نحرتُ قبل أنْ أرمي، قال: ((ارْمِ ولا حرَجَ))، قال آخر: يا رسول الله، حَلَقتُ قبل أن أنْحَر، قال: ((انْحَر ولا حَرَج))، فما سُئِل عن شيءٍ قُدِّم ولا أُخِّر إلاَّ قال: ((افْعَل ولا حرَجَ)).

ومن دروس الحج وآثاره: الوعظ الصامت، فالحاج يتجرَّد من ثيابه، ويغتسل ويلبس ملابس الإحرام البيضاء، والمرءُ عندما يُفارِق دنياه مشابه لذلك، وقد خُتِمتْ آيات الحجِّ في سورة البقرة بذِكْر الحَشْر، وافْتُتحتْ سورة الحج بزلزلة الساعة.

ومن منافع الحج وآثاره: زيادة وَحْدة المسلمين وتلاحمهم، وتعارُفهم وتشاورهم في شؤونهم؛ الدينية والدنيويَّة، فالمسلمون مَن يأتون من كلِّ فجٍّ عميق في هذه الأرض.

ومن دروس هذه الفريضة وآثارها: تربية المسلم على كَثرة ذِكْر الله؛ ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 198]، وقال: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]، وأيَّام التشريق أيَّام أكْلٍ وشُربٍ وذِكْرٍ لله.

ومن منافع الحج: زيادة الإيمان، وتعظيم شعائر الله - جل وعلا -: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].

وهذا بعضٌ من منافع الحج وآثاره - عباد الله - وإلاَّ ففي الحج الشيء الكثير من المنافع والدروس؛ لعمومُ قول الحقِّ - جل وعلا -: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: 28].

هذا وصلوا وسلِّموا على خير البَرِيَّة، وأزْكَى البشريَّة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]