شرح حديث: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عاشوراء.. مدرسة الولاء والبراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 79 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 755 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 120 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 16145 )           »          ولا ذبابة . .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خذوا ما آتيناكم بقوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لا تشغلنكم مصيبة عن دينكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2020, 09:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,549
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين

شرح حديث:

من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين

الشيخ عبدالرحمن الخاني

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولم تزل هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» (رواه البخاري ومسلم).

الدين الإسلامي مجموعة أحكام وضعها الله لعباده، مشتملة على جميع ما تصلح به حياتهم الدنيوية والأخروية، صالحة لكل زمان ومكان، على لسان النبي العالمي العربي سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، المؤيد من ربه العلي الكبير بالمعجزات الباهرات والآيات البينات.

شرع سبحانه وتعالى هذا الدين بكتاب أنزله على رسوله الكريم، وأمره بتبليغ الرسالة فبلغها خير تبليغ، وأدى أمانة الله تعالى كما حمل، لذلك صار كلامه مفسراً لكلام الله، ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7] فأخبر هذا النبي الكريم أمته أن علامة إرادة الله تعالى الخير لعباده أن يتفقهوا في الدين، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يهب عبده من الفطنة والذكاء ما يوصله إلى معرفة حقيقة هذا الدين وأحقيته، وإلى الاطلاع على ما فيه من الأسرار والحكم البالغة، ويرشده جل وعز إلى العلم بأن هذا الدين هو الوسيلة العظمى إلى نيل السعادة الكاملة في الدارين فمن كان متفقهاً في الإسلام هذا التفقه، فهو ممن أراد الله به خيراً كثيراً، ومن لم يكن كذلك فهو من الذين ذكروا بآيات ربهم فأعرضوا عنها مستكبرين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ثم أرشدنا صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنما أنا قاسم) أوزع ما أمرني الله به من أحكام هذا الدين على جميع أفراد هذه الأمة، وأوصلها إليهم مع التسوية بينهم في تبليغها لهم لا أخص فريقاً دون فريق، ولا تأثير لي في تعيين مقدار نصيب كل واحد منهم! بل إنما ذلك التعيين لله وحده فهو الذي يعطي من يشاء ما شاء؛ وإنما أنا سفير بين الله وبين عباده.

هذا هو الصراط المستقيم الذي سار عليه الصحابة رضي الله عنهم ثم اقتدى بهم في ذلك خلفهم الصالحون من التابعين وتابعيهم، ثم جاء من بعدهم الأئمة المجتهدون فاهتدوا بهديهم واستنوا بسنتهم، إمامهم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الذي جمع كل صلاح الدين والدنيا، ولم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها وفصلها تفصيلاً (ما فرطنا في الكتاب من شيء). وكذلك كانت قدوتهم الحسنة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفسر لهم كتاب الله تعالى، وترشدهم كيف يتعلمون ويعلمون.

﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]

لعل الذين اجترؤوا على الإسلام فاتهموه عمداً أو جهلاً بأنه كغيره من الأديان إن صلح فإنما يصلح للأرواح، أما الحياة الدنيوية الزمنية، فإنه لا صلة بينه وبينها، لأنه خلو مما يصلحها ويقومها، وإن ما يدعيه له أنصاره فإنما هو أشياء جافة جمدوا عليها، على أنها وإن ناسبت كما زعموها له فإنما هي أمور قدم عهدها كانت لزمن سالف، وأمة قد خلت، فلو أنصف أولئك الزاعمون لكان لهم مما شرحناه من حقيقة هذا الدين تبياناً، وأنهم في اتهامهم له بذلك كانوا مغرضين أو حائدين عن صراط الحق: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].


ولقد اعترف كثيرون من المنصفين من علماء الغرب خاصة أن الإسلام هو دين الله الوحيد الذي يؤمن للبشر السعادة في الحياتين وأجمع العقلاء من كل أمة على أن الإسلام (دين المساواة والحرية والمدنية والرقي) صالح لكل عصر، موافق لكل أمة، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ [آل عمران: 85].

ثم أوضح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العاقبة الحسنى لمن اعتصم بهذا الدين الحنيف وأطاعه، والعاقبة السيئة لمن أعرض عنه وعصاه؛ فأخبر أن هذه الأمة المحمدية ستستمر قائمة على أمر الله سائرة على تعاليم دينه، ممتثلة أوامره، مجتنبة نواهيه، منفذة أحكامه، وحينئذ يكافئها ذو الفضل العظيم في الدنيا، بأن يحفظها ممن يخالف دينها، فيرد عنها كيد أعدائها، ويدفع شرهم ولا يسلطهم عليها، ولن يجعل الله لهم عليها سبيلاً، بل يجعلها مهابة ملء قلوبهم، وأعينهم، ويجعل الفوز والنصر العزيز، ونفاذ الكلمة، وعزة السلطان، وقوة الجانب لها عليهم.

أما إذا نبذوه وراءهم ظهرياً، وعصوا أوامره، ارتكبوا محارمه فإذ ذاك يأتي أمر الله، وهو حكمه على من يعرضون عن دينه، ويعصون أوامره، وينتهكون حرماته، بالذلة والصغار، والفقر والحاجة، وتسليط عدوهم عليهم، فيستعمرهم ويستعبدهم! ذلك جزاءً وفاقاً. ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117]. ﴿ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59]. فلينظر المسلمون بعد ذلك، ليعلموا من أي شطري هذا الحديث المبشر المنذر - (هم) - فإن كانوا من شطره الأول قائمين على أمر الله شكروه سبحانه أن هداهم للإيمان، ووفقهم لما يرضيه عنهم ويرضيهم عنه، وسألوه زيادة من فضله. ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].

وإن كانوا من شطره الثاني: الذين نسوا الله فنسيهم، واستهدفوا لأمر الله يأتيهم بغتة وهم في خوضهم يلعبون.

فخير لهم أن يتقوا الله وينظروا إلى ما قدموا من الأعمال فثمة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، فيجزون بهذه الأعمال: إن خيراً فخير.. ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.69 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]