|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا أحمد قوشتي عبد الرحيم هذا المعنى الوارد في بعض أدعية النبي صلى الله عليه وسلم معنى عجيب ، يستحق التأمل ، وطول الوقوف عنده ، لا سيما لكل مكروب أو محزون ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت " وكل إنسان يحب نفسه أشد الحب ، ويحرص على مصلحتها أشد الحرص ، وكل سعيه إنما هو في تحصيل ما يظنه خيرا لنفسه ، ودفع كل ضر عنها ، وشعار غالب الناس : نفسي نفسي ، ولابد من الثقة بالنفس ، والاعتماد عليها ، وفي أهوال القيامة سوف يفر المرء من كل عزيز وحبيب ، أبا كان أو أما ، وزوجا كان أو ولدا ، ولن يفكر إلا في شأنه . ومع ذلك كله :- فلو وكل الإنسان إلى نفسه - ليس سنة أو سنوات ، بل طرفة عين - وتولى تدبير أمره ، دون عون من الله وتوفيق ، لهلك وخاب سعيه ، وأتاه الخذلان من حيث ظن الفلاح ، وحل عليه الخسران من حيث ظن الربح . ولو تفطن ابن آدم ، لعلم أن أمره كله بيد الله ، وناصيته ونفسه بيده سبحانه " وقلبه بين أصبعين من أصابعه ، يقلبه كيف يشاء ، وحياته بيده ، وموته بيده ، وسعادته بيده وشقاوته بيده ، وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله بإذنه ومشيئته ، فلا يتحرك إلا بإذنه ولا يفعل إلا بمشيئته . - إن وكله إلى نفسه ، وكله إلى عجز وضيعة ، وتفريط وذنب وخطيئة . - وإن وكله إلى غيره ، وكله إلى من لا يملك له ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . - وإن تخلى عنه ، استولى عليه عدوه ، وجعله أسيرا له . فهو لا غنى له عنه طرفة عين ، بل هو مضطر إليه على مدى الأنفاس ، في كل ذرة من ذراته باطنا وظاهرا " الفوائد لابن القيم ص 56
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |