عرب لا يعرفهم العرب

[قذائف الحق]

عرب لا يعرفهم العرب

بالرغم من الهزائم المتتالية التي حلت ببلادنا العربية الواحدة تلو الأخرى والتي أوصلتنا إلى مؤخرة الأمم ,
إلا أن هناك وجوه مشرقة قد سمت في جنبات الدنيا فأضاءت لها الطريق وأصبحت دليلا على أن العقل العربي لازال قادرا على العطاء والإبداع إذا سنحت له الفرصة بذلك .

ولكن بكل أسف هذه الوجوه المشرقة في سماء العرب المظلمة نجهل حتى سيرتها ولا نسمع عنها إلا إذا عرفنا بها غيرنا وذلك بعد أن يكونوا قد حصلوا على عصارة فكرهم و كل ما ينفعهم من تلك العقول المستنيرة . فنفاجأ بأحدهم يكرم في محفل دولي وآخر يحصل على جائزة تقديرية , هذا في مجال الطب وذاك في الكيمياء .

ونحمد الله أن حكوماتنا لم تنتبه لهؤلاء العباقرة حتى أثبتو وجودهم فلو انتبهوا لهم لقتلوهم . ولذلك فقد فروا بعلمهم إلى من يقدره ويعرف قيمته . وعليه فقد أدرك الغرب قيمتهم فهيئوا لهم بيئة تعينهم على الإبداع فأبدعوا .

أردت فقط أن اعرف نفسي وإخواني ببعض تلك الشخصيات التي أفادت الدنيا كلها إلا نحن . بالطبع هذا ليس عيب فيهم أو فيمن استفاد منهم ولكنه غباء منا .

حسن فتحي

واليوم أبدا بشخصية علمية عالمية هي قريبة إلى قلبي لأنه عترة وطني - وان كانت كل بلاد العُرب أوطاني . فقد أعاد للإنسان دوره وحقه في صياغة المكانة الخاصة للبيت الذي يمثل المرآة لساكنه ولسكينة ساكنه. فقد كان معماريا بل انه من خيرة من أنجبتهم البشرية في علم العمارة. فالعمارة بالنسبة له ليست قواعد للبناء بقدر ما هي منبر للتعبير عن القيم التراثية وجزء من الوجدان القومي للامه والمجابهة لهدر الشخصية المحلية الدائم من قبل اجتياح الطٌرز الغربية والأشكال المستوردة العشوائية .فهو يرى البيت على انه الخلية الأولى لما نسميه الوطن.

عرف فلاحو الصعيد حسن فتحي قبل سواهم من أبناء الشعب المصري، وعرفه أساتذة المعمارالأوروبيون قبل الكثيرين ممَّن كان عليهم أن يعرفوه في الوطن العربي.

كان يكره الحواجز التي لا تحصى لان الذين أوجدوها كان على خلاف معهم فهم أعداء الفقراء وبالتالي فهم أعداء مهندس الفقراء .ولنسمع ما قاله عندما نال جائزة أحسن مهندس معماري في العالم عام 1987م والتي منحها إياه الاتحاد الدولي للبناء يقول وهو يتسلم جائزته :
" إنني سعيد بهذه الجائزة فانا اشعر بان العالم بدأ يدرك أهمية الفكر الذي ناديت به طوال حياتي في أن يكون الإنسان سيد الاله التي باعدت بينه وبين بيئته خاصة وان هذا التكريم يأتي من رائدة التكنولوجيا أمريكا " .
ورغم انتشار مشاريعه المعمارية في العالم وكونه أستاذا بقسم العمارة في جامعة القاهرة وعضوا في معهد "ادلي ستيفنس " للشئون الدولية بشيكاغو وعضوا فخريا في معهد المعماريين الأمريكيين وقد نال الجائزة الوطنية للفنون والآداب ( القاهرة 1969 م ) وكان عضوا في العديد من لجان التحكيم في العالم .......... رغم هذا كله من الطريف انه لم يكن معروفا إلا من فلاحي الصعيد وكبار المعماريين في العالم العربي

وكانت قد قدمته مؤسسة " أغا خان " بمناسبة منحه جائزته المعمارية لعام 1980م , بهذه الكلمات المختصرة والبليغة :
" حسن فتحي معماري مصري , فنان وشاعر واكبر داعية للعمارة المحلية , كرس حياته بكاملها في خدمة العمارة في العالم الإسلامي " ونوه اندريه بيوت آنذاك إلى " انه بتعدد معارفه يقترب من أمثلة عظماء عصر النهضة , فهو عالم اجتماع وعالم نفسي وتقني واقتصادي وفنان تندر أمثلته في العالم الثالث "

أقام معهد العالم العربي في باريس، منذ فترة، معرضا استعاديًّا للمهندس المعماريالمصري حسن فتحي. تضمن المعرض رسومًا ومخططاتٍ وصورًا فوتوغرافية تغطي مفاصل رئيسيةفي مسيرته الإبداعية الغنية والفريدة من نوعها.
وتكمن عبقرية الفنان المعماري حسن فتحي في استخدامه للطبيعة ومحتواها في تشييد المدن التي قام بإنشائها في جميع أنحاء العالم حيث كان يستخدم طين الأرض والتربة ويستغل كل ما حوله من الطبيعة لتشييد عمارته ويبتعد عن منتجات التكنولوجيا مستعينا في ذلك بما حباه الله من فطرة سليمة وعبقرية لم يشهد علم العمارة لها مثيل حتى الآن .ولقد قال في هذا الشأن : "انظروا إلى الأرض التي تحت أقدامكم ثم ابنوا." وما كتابه البناء مع الشعب سوىقصيدة فريدة لمهندس من نوع خاص.

إن عمارة حسن فتحي كانت غالبيتها فقط من الطوب اللبن، وكانت على قدر عال من الجمالوالتصميم المعماري الذي يشبه النحت، والأسقف المتينة، والفناءات الأنيقة، والنوافذذات القضبان التي تسمح بدخول أشعة الشمس. وقد أعطى الأبنية نوعا من الحيوية من خلالالنوافذ الزجاجية أو الخشبية التي تتحكم في الضوء الداخل إلى الباحات والفناءات،كما في المدارس والجوامع والمسارح والأسواق والمصانع.

عمارة الفقراء

نُشِرَ الكتاب، في الأصل، في العام 1969 بعنوان القرنة: قصةقريتين، في طبعة محدودة (بإشراف وزارة الثقافة المصرية)؛ وصدرت ترجمته الفرنسية فيالعام 1970 بعنوان البناء مع الشعب؛ كما نُشِرَ في العام 1973 بواسطة جامعة شيكاغوفي الولايات المتحدة الأمريكية؛ وصدرت الطبعة المصرية سنة 1989 بواسطة الجامعةالأمريكية في القاهرة؛ أما الترجمة العربية، شبه الكاملة، فقد ظهرت في العام 1991بعنوان عمارة الفقراء.

يقول فتحي في مقدمة كتابه: "أهدي كتابي هذا للفلاحين،وأودُّ لو كان من المستطاع أن أتوجَّه إليهم مباشرة، كي يتمكنوا من قراءته والحكمعليه [كان معظم الفلاحين المصريين إن لم يكن كلهم، في منتصف القرن العشرين، منالأميين]. على أنه ينبغي، في الوقت الحالي، أن أتوجَّه إلى أولئك الذين يقرِّرونمصائرهم، ويعملون على رفع مستوى معيشتهم، وهم المهندسون المعماريون والمخططون،وعلماء الاجتماع ، والرسميون المحليون والقوميون والدوليون الذين يهتمون بالإسكان وبرفاهية الريف. كما أتوجَّه إلى السياسيين والحكومات في كلِّ مكان، وإلىكلِّ من يعمل على تحديد السياسة الرسمية تجاه الريف."

أن الحديث عن هذه العبقرية العربية المسلمة لا ينتهي ولكن لا أريد أن يملني إخواني فسأسرد لهم باختصار انجازاته خلال فترة حياته علما بأنه مات فقيرا فقد كان ينفق من حسابه الخاص لبناء قرية الفلاحين القرنه بصعيد مصر .
واليكم سرد سريع لسيرة هذا العملاق العربي :

- ولد عام 1900 بالإسكندرية وتخرج في المهندس خانه – جامعة الملك فؤاد الأول.
- مهندس بالمجالس البلدية من عام 1926 إلى عام 1930 م .
- قام بالتدريس بكلية الفنون الجميلة من 1930 إلى 1946 م .
- صمم ونفذ قرية القرنة الجديدة 1946 – 1953 م .
- خبير بمنظمة الأمم المتحدة 1950 م .
- صمم ونفذ قرية لؤلؤة الصحراء لحافظ عفيفي باشا 1950 م
- أستاذ بكلية الفنون الجميلة بقسم العمارة 1953 – 1957
- صمم ونفذ مدرسة فارس بصعيد مصر 1957 .
- خبير بمؤسسة دوكسياديس بأثينا وحاضر بمعهد أثينا الفني .
- صمم ونفذ مركز التدريب بالواحات الخارجية 1962 .
- خبير للتنمية الريفية بمشروع الأمم المتحدة للتنمية بالمملكة العربية السعودية .
- أستاذ زائر في قسم تخطيط المدن والعمارة بكلية الهندسة جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1966 – 1967 م .
- صمم ونفذ قرية باريز بالواحات الخارجه 1967 م.
- صمم ونفذ مسكنا خاصا بالأمير صدر الدين اغاخان على الضفة الغربية للنيل بالسودان 1980 م .
- عضو لجنة التحكيم لجائزة الاغاخان للعمارة 1976 – 1980 م.
- صمم قرية دار إسلام بابيكو بنيو مكسيكو بالولايات المتحدة ونفذ المسجد والمدرسة بالطوب اللبن 1980م .
- مؤسس ورئيس المعهد الدولي للتكنولوجيا المتوافقة منذ عام 1977 م .
- رئيس شرف للمؤتمر الدائم للمعماريين المصريين لأعوام 1985- 1986- 1987- 1988 .

الجوائز التي حصل عليها

- جائزة الدولة التقديرية للفنون الجميلة – مصر 1967 .
- جائزة الرئيس - منظمة جائزة الاعاخان للعمارة – 1984 .
- الميداليا الذهبية الأولى- الاتحاد الدولي للمعماريين – باريس – 1984 .
- جائزة لويس سوليفان للعمارة ( ميداليا ذهبية خاصة ) – الاتحاد الدولي للبناء والحرف التقليدية ز

من باب الامانة العلمية فقد استعنت في معلوماتي عن المهندس حسن فتحي بكتاب للمهندس محمد ماجد خلوصي اسمه : حسن فتحي " واستعنت ايضا ببغض المواقع على الانترنت واهمها هذا الرابط http://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=110587

[ريحانة دار الشفاء]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
بارك الله فيك اخى الكريم
قذائف الحق
على المعلومات القيمه عن علماؤنا العرب
وفقكم الله ودمتم فى حقظ الرحمن