الفيمدوم.. الفتنة النائمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190826 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92676 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56885 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26178 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 724 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2019, 11:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي الفيمدوم.. الفتنة النائمة

الفيمدوم.. الفتنة النائمة
د. بلال فيصل البحر



لا ينقضي العجب مِن غفلة أهل الشأن المعتنين بالقضايا الاجتماعية والنفسية، سواء المؤسسات الدينية أو المدنية، عن ورم قد لا يزال صغيرًا، لكنه يَنمو في غضون انشغال أقاليم العرب بالحروب والفتن.

إنه غريزة نائمة أيقظها بعد الثورة الفرنسية نفريت يقال له: (الكونت دي ساد)؛ فنُسب إلى اسمه، حتى غدا خاز باز يفتك بالشباب ذكرانًا وإناثًا!

السادية أعني، وضدُّها المازوخية التي أُخذ اسمها من رواية (فينوس) للكاتب (مازوخ)؛ لأنه نسَج فصولها حول غريزة الشعور باللذَّة الجنسية بواسطة التعرض للذلِّ والتعذيب والإهانة، خلاف السادية التي هي الاستمتاع باللذة بواسطة إيقاع الألم والذلِّ بالمُستمتَع به جنسيًّا، سواء كان ذكرًا أو أُنثى.

وكان (دي ساد) هذا شاذًّا، يَكنز المال بواسطة جمع هؤلاء المرضى في (فيلا) له في باريس، فيُمارسون هذه الطقوس الجنسيَّة الشاذة، التي ترجع أصولها فيما يزعمون إلى خرافة صلب المسيح - حاشاه - بدعوى أنه احتمل صنوف الألم والتعذيب الواقع على جسده في سبيل خلاص أبنائه، فتحوَّل الألم والتعذيب الجسدي إلى لذَّة وغريزة يُستمتَع، بل ويُتعبَّد بها!

ومن هنا اتخذ المتنوِّرون ونظراؤهم من التجمُّعات السرية كالماسونية وفروعها كالتدبيريين والساندمانيين والكويكرز (عبدة الشيطان) وغيرهم - السادية وضدها وما يتصل بها كالفيمدوم والـ(bdms) طقوسًا وشعائر يتقَّربون بها في محافلهم الخاصة.

وفي (أسرار الماسون) أنهم يُقنِّعون مَن يروم الانتماء للأخوية بقناع أسود، ويُقاد لأداء القسَم إلى الرئيس الأعظم وهو عارٍ، بواسطة حبل تجرُّه امرأة حال جَلْدِه وإهانته، تمامًا كالمَشاهد التي صنعها الأمريكيون في سجن (أبو غريب) إبان احتلال العراق.

والواقع أن هذا المرض قد أخذ يَسري وينتشر في مصر والعراق ولبنان والأردن ودول المغرب والخليج وغيرها، وبدأ الشواذ منهم يتَّخذونه مهنةً للكسب المادي، حتى تطوَّر الأمر وأصبح لهم شبكات تُديره وتستثمره كشبكات الدعارة ولا فرْق، في غفلة من الأجهزة الأمنية أو تغافل من بعضها.

والأخطر هو سريان هذا الورم الخبيث في داخل الأسرة، وقد سألتْني عبر الهاتف امرأة ذكرتْ أن زوجها لا يأتيها حتى يَطلُب منها أن تهينه وتشتمه بألفاظ جنسية قبيحة، فضلًا عن جلدها له قبيل الوقاع!

والعجب أني سمعت بعض الدكاترة المشيوخاء يُفتي بجواز هذه الممارسات الشاذة بين الزوجين، ويقرِّر ذلك بقوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34]، وزعم أن معناه أن الرجل يقوم على خدمة المرأة كما يقوم العبد على رأس سيده في خدمته!

وليس العجب من جهْلِه بمعاني كتاب الله، بل الغريب جهله بمفهوم السادية والفيمدوم، فإنها لا تعني مجرد السيطرة الأُنثوية على الرجل، بل المُراد مُطلَق السيطرة من أحد الطرفين عبر إهانة وإذلال الآخر والاستمتاع بذلك جنسيًّا، فهو ضرب من الشذوذ؛ لأنه لا يَشعُر باللذَّة الحاصلة بالجماع إلا بعد أن يتعذَّب أو يُعذِّب! فإن لم يجدها عند امرأته سعى في طلبها ولا بدَّ ولو بالحرام؛ لأنَّه نوع إدمان كإدمان المخدرات والزنا، فالفيمدوم معهما كما قيل:
فإنْ لا يَكُنْها أو تَكُنْهُ فإنه ♦♦♦ أخوها غذَتْهُ أمُّه بلَبانها

وأيضًا فمُجرَّد هيمنة الزوجين أحدهما على الآخر واقعٌ في بعض المجتمعات قديمًا وحديثًا، وهو راجع إلى الشخصية قوةً وضعفًا، كما في حديث الإيلاء الطويل في (الصحيحين) عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: "كنا معشر قريش قومًا نَغلب النِّساء، فلمَّا قدمنا المدينة، وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم.." الخبرَ.

وفي (خطط مصر) للمقريزي عن ابن عبدالحكم قال: وكان نساء أهل مصر حين غرق من غرق منهم مع فرعون ولم يبقَ إلا العبيد والأُجَراء، لم يَصبروا عن الرجال، فطفقت المرأة تعتق عبدها وتتزوَّجه، وتتزوج الأخرى أجيرها، وشرطْنَ على الرجال ألا يفعلوا شيئًا إلا بإذنهنَّ، فأجابوهنَّ إلى ذلك، فكان أمر النساء على الرجال، فحدَّثَني ابنُ لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن نساء القبط على ذلك إلى اليوم اتِّباعًا لمن مضى منهم، لا يَبيع أحدهم ولا يشتري إلا قال: أستأمر امرأتي!


وقد رأيت نظير هذا بنفسي في أهل مأرب باليمن، فأراد صاحبٌ لي استئجار بيت لرجلٍ كأنَّ الله جمع فيه بأس وشدة نصف رجال العالم، فامتنع الرجل وقال: حتى توافق امرأتي، فأخَذَنا إلى موضع من الصحراء، وإذا امرأة في إبل لها فأدخلتْنا في خيمة حتى كلمناها في الأمر! وهو مِصداق قوله تعالى: ﴿ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾ [النمل: 33].

وأول ما يستدلُّ به على تحريم الفيمدوم أن فيه من الذلِّ ما لا يَنبغي إلا لله، فإن الذلَّ عبودية، فصرْفُه لغير الله شِرْك ظاهر.

ولا ريب أن في السادية والفيمدوم من الذرائع إلى الحرام والشرك ما يكون سَدُّه مقصودًا للشارع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا ضرر ولا ضرار))، وذكر أبو عمر بن عبدالبر في "التمهيد": عن ابن حبيب قال: الضرر عند أهل العربية: الاسم، والضرار: الفعل، ومعنى "لا ضرر"؛ أي: لا يُدخَل على أحدٍ ضررٌ لم يُدخله على نفسه، ومعنى "لا ضرار": لا يُضار أحد بأحد.

وقال الخشني: الضرر: الذي لك فيه منفعَة وعلى جارك فيه مضرة، والضرار: الذي ليس لك فيه منفعة وعلى جارك فيه مضرَّة.

قال أبو عمر: وهذا وجه حسن المعنى في الحديث.

والعقلاء يَعلمون ما تشتمل عليه السادية والفيمدوم من الضرر الفاحش الذي يجب على من له الأمر والولاية السعي قدر الطاقة في تداركه وإزالته، فإنه يهدم الأسر، وينتهي بها إلى الطلاق دون ريب، فضلًا عن كونه مظنَّة الزنا والرذائل القولية والفعليَّة، وهو كالأفيون بل أشد ضررًا؛ لأنَّ فيه نوع إدمان يُفسد الشباب ويهدم مستقبلهم، ويُفضي بهم إلى الضياع وسلوك سبيل الجريمة، فتَحريمُه معلوم من نصوص ومقاصد الشارع العامة بالضرورة، ولا يَجهله إلا جاهل أو مفتون، كنَهْيِه عليه الصلاة والسلام عن الضرب في الوجه، وعن الفحش والبذاءة مِن القول، وغير ذلك من العمومات؛ كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21]، ونظير هذا من النصوص.


وأما تَحريمه في غير المُحصن المتزوِّج، فأظهر وأشهر مِن أن يَخفى؛ فإنه يقتضي مباشرة الأجنبية ومخالطتها والخلوة بها، وهو داعية الفاحشة، وهو حرام بالنصِّ والإجماع، فضلًا عما تقدَّم، وكذا المال المُكتَسَب من الفيمدوم حرام بالنصِّ؛ لأنه أجر يحصل في مقابلة عِوَض محرَّم، وهو التلذُّذ بمباشرة ما يَحرم من جسدها أو جسده حال الذلِّ والإهانة بفاحش القول، فأشبه مهرَ البغيِّ.


ومن الأسباب التي تدعو للإصابة بهذا المرض: العنْفُ الأسري؛ حين يشاهد الطفل ضرب الرجل امرأته، ويَدخل عليهم أيضًا مِن رؤية الأفلام والمسلسلات المشتملة على مشاهد مرذولة، أو مُطالعة القصص والروايات الجنسيَّة، وبعضها يَحتوي على ذِكْر مُمارسات الفيمدوم والسادية.

وهذا كان في السابق، وأما اليوم فقد بدأت أفلام وقصص الفيمدوم والسادية تَنتشِر كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، وأخبَرَني بعض المعتنين بالشؤون الاجتماعية والنفسية أن لشبكات الفيمدوم والسادية مواقع على الفيس وتويتر ونحوهما، وأن انزلاق الشباب وولوجهم إلى هذا المهيع يبدأ منها عائذًا بالله.

وليس أنفع في علاج هذا الورم الخبيث من إشغال النفس بكتاب الله والضراعة إليه في شفاء هذا الداء العضال لمن ابتُلي به.

وكثير ممَّن ابتُلي بالمازوخية أو السادية يكون قد وقع له نوع فراغ عاطفيٍّ، أو مرَّ بتجربة عاطفية فاشلة، فإنْ تعرَّف على الفيمدوم بواسطة هذه الوسائل التي مرَّ ذِكرُها، هلك لا محالة، ووقَع في حبائله؛ كي ينسى تجربته العاطفية الفاشِلة.

وقد يقع له نوع من السخط على مجتمعه الذي يرى هو أنه أضاعه بحِرمانه ما يريد، فيَستشعِرُ مظلوميةً تدفعُه إلى سلوك هذا السبيل، كما رُوي في حكاية جار أبي حنيفة الذي وقع في شرك الرذيلة من سخطه على قومه، حتى سمعه أبو حنيفة رضي الله عنه ينشد ليلًا:
أضاعوني وأي فتًى أضاعُوا ♦♦♦ ليوم كَريهَة وسِداد ثغْرِ

فتداركه أبو حنيفة من حيث فطن لعلته، وأنقذه مما هو فيه حتى استشعر قيمته وإنسانيته، فتاب إلى الله ورجع إليه وأناب كما في الحكاية المشهورة.

فمثل هؤلاء علاجهم النِّكاح إن قدر عليه، أو مساعدته على النهوض بنفسه في عمل أو علم نافع له ولمجتمعه؛ بحيث يشعر هو بقيمته وأهميته في بيئته التي يعيشها، فإن السادية والمازوخية إنما هي الشعور باللاإنسانية.

ولا بدَّ مِن تفعيل شرطة الآداب والرقابة المجتمعية لمكافحة شبكات الفيمدوم وتتبع مواقعها على الفيس وغيره، والحد منها والقضاء عليها؛ فليست هي بأقل خُطورة وضررًا من تجارة المخدرات والدعارة، فضلًا عن الرقابة الأسرية.

وأرى لخطورة هذا المرض القادم الآخذ في الانتشار أن يُتَّخذَ صندوق اجتماعي لعلاج حالات السادية والفيمدوم، وليس بكبير أن يُفرَد بمشفًى خاصٍّ كما هو الحال في سائر الأمراض العُضْويَّة والنفسية، فليس هو بأقل خطورة وفتكًا منها.

نسأل الله أن يُزكِّي أنفسنا، ويُطهِّر مجتمعاتنا، ويصلح أحوالنا. آمين.

والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.75 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]