القلب الورع (3) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854876 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389751 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-09-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي القلب الورع (3)

القلب الورع (3)


د. محمد ويلالي




سلسلة أنواع القلوب (29)





الخطبة الأولى

تناولنا في الجمعة الماضية الحديث عن "ورع البطن" ضمن القسم الثاني من أقسام "القلب الورع"، المندرج تحت الجزء الثامن والعشرين من "سلسلة أنواع القلوب"، وعرفنا أن مدار المشاكل الكبرى التي تعتري الناس اليوم، مأتاها مما يُدخِلون بطونَهم من مأكولات ومشروبات، التي تحتاج إلى تحر وتحرز شديدين. فالمسلم يعلم أن آكل الحرام لا يستجاب له دعاء، ولا تستقيم له عبادة، ولا يقبل له عمل، بل ينتظره الشقاء والنكد في الدنيا، ويتربص به العذاب الشديد يوم القيامة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام" صحيح الترغيب، ولذلك يبلغ به التحري حتى يدع - أحيانا - ما لا بأس به، خوفا مما به بأس. وعرجنا على أنواع معاصرة من أكل الحرام، لا يتورع عنها أصحابها، بفعل الحرص الذي غشى قلوبهم، وحب الدنيا الذي أعشى أبصارهم.



وموعدنا - اليوم إن شاء الله تعالى - مع نوع آخر من أنواع "القلب الورع"، وهو "ورع الجوارح"، لأن القلب ملك، والأعضاء جنوده، وهم - كما قال ابن رجب -: "جنودٌ طائعون له، منبعثون في طاعته وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيءٍ من ذلك، فإنْ كان الملكُ صالحاً، كانت هذه الجنود صالحةً، وإنْ كان فاسداً، كانت جنودُه - بهذه المثابَةِ - فاسدةً".



والقلب الورع لا يكف عن بعث رسائله إلى الجوارح، بأن تعرف قدرها، ومَهَمتها التي خلقت من أجلها، فلا تظلم ولا تتعدى، بل تَعِف بعفته، وتُحجم عن الموبقات بإحجامه، فينصلح الجسد برمته، ويؤدي واجب العبادة التي خلق من أجلها على وجهه.



وسنخصص الكلام بضرورة عفة أخطر عضو من أعضاء الجسد، وأحوجها إلى الورع الشديد، وأحقها بطول كظم وسجن، وهو اللسان.



قال الحسن بن حي: "فتشت عن الورع، فلم أجده في شيءٍ أقل منه في اللسان". وقال الفضيل بن عياض: "أشدُّ الورع في اللسان".



وعن يونس بن عبيد قال: "إنك لتعرف ورع الرجل في كلامه".



وسئل عبد الله بن المبارك: أيُّ الورع أشد؟ قال: "اللسان".



ولا ريب، ففساد اللسان يتعدى خطره إلى باقي جنود القلب، التي تشكو قساوته وطيشه إلى الله - تعالى -، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم ـ: "ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته" الصحيحة. ويقول - عليه الصلاة والسلام ـ: "إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ (تذل وتخضع له) فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا" صحيح سنن الترمذي.



ولا عجب، فهو الذي يوردها الموارد عند زيغه وعدم استقامته. قال - صلى الله عليه وسلم -:"أكثر خطايا ابن آدم في لسانه" صحيح الجامع.



وأوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - بأن يكف عليه لسانه، فهو مِلاك الأعمال الصالحة، وجِماع العبادات النافعة. فلما سأل معاذ متعجبا: "وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟" قال له النبي - صلى الله عليه وسلم ـ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ قال: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ" صحيح سنن ابن ماجة.



وإنما كان موضوع اللسان بهذه الدرجة من الخطورة، لأن الإنسان - كما قال شيخ الإسلام: "يهون عليه التحفظ من أكل الحرام، والظلم، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً.. وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول".



ومدخل الشيطان إلى ابن آدم من جهة اللسان يسير، فهو يزين له الكلام، ويجعله يستمتع بالاسترسال في ما لا يعنيه من عيوب الناس، وتناولهم بالطعن والتهم. قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]. ولذلك أمرنا - عز وجل - أن نتحرى القول السديد، الذي لا اعتداء فيه ولا ميل، فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [الأحزاب: 70، 71]



ويقصد بورع اللسان كفه عن أذية الناس، فلا ينطق إلا بالخير، ولا يلهج إلا بما يرضي الله تعالى. فقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أي المسلمين أفضل؟ قال: "من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده" متفق عليه.



صاحب اللسان الورع يكون محبوبا عند الناس، له عندهم حسن قبول، وجميل معاشرة، وحب مؤانسة. ومؤذيهم بلسانه له منهم نفور وازورار، وتباعد واشمئزاز. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:"إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة، من وَدَعَه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه" متفق عليه.



بل إن مؤذي الناس بتتبع عوراتهم، والتجسس عليهم، ونقل مثالبهم، وتعييرهم بما ليس فيهم، يجازيه الله بنقيض عمله، فتدور الدائرة عليه، ويرتد تدبيره إليه، فتنيخ الفضيحة ببابه، ويَعَضه مكره بنابه. يرجو الفَكاك ولا فَكاك، بعد أن حاك في الصدر ما حاك، إلا أن يبادر بالتوبة، ويعتذر للمظلومين بالأوبة. فالكلمة - كما قال الأصمعي - "أسيرة في وثاق الرجل، فإذا تكلم بها، كان أسيراً في وثاقها". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ" صحيح سنن الترمذي.



والمسلم يعلم أن الله تعالى جعل له مَلَكا رقيبا على كل ما يتكلم به، ممل سيجده في كتابه يوم تعرض الأعمال. قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]



وقد اطلع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوما على أبي بكر - رضي الله عنه - وهو يمدُّ لسانه، فقال له: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ قال: "هذا أوردني الموارد".



وقال رجل لعمرو بن عبيد: إن الأَسْواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ. فقال له عمرو: يا هذا، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يَعُمنا، والقبرَ يضمنا، والقيامةَ تجمعنا، والله - تعالى - يحكم بيننا وهو خير الحاكمين".



وأورد ابن سعد في الطبقات أنهم دخلوا على بعض الصحابة في مرضه ووجهه يتهلل، فسألوه عن سبب تهلل وجهه، فقال: "ما من عمل أوثق عندي من خصلتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي سليمًا للمسلمين".



إذا شئت أن تحيا سليمًا من الأذى

وحظك موفور وعرضك صَيِّنُ



فلا ينطقن منك اللسان بسوأة

فكلك سوآت وللناس ألسنُ



وعينك إن أبدت إليك معايبًا

فصُنها وقل يا عين للناس أعينُ



وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

ودافع ولكن بالتي هي أحسنُ






الخطبة الثانية

ومن أعظم ما تساهل الناس فيه هذه الأيام، إطلاق العنان للسان يتحدث بكل ما سمع، وبخاصة عبر وسائل التواصل الحديثة، فكثير منا ما إن تقف المعلومة بباب هاتفه، حتى يضغط على زر الإرسال، فيبعث بها إلى أصحابه، فتنتشر المعلومة بسرعة البرق، وقد تكون كلاما غير صحيح يحتاج إلى تثبت، أو معلومة علمية غير دقيقة، أو خبرا كاذبا من طرف المغرضين، قصد به التشويش على الناس، وزرع البلبلة بينهم، أو كلاما منسوبا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو الصحابة أو العلماء، وهو مزيف لا يصح، أو كذبة بمناسبة هذا الشهر الذي نحن فيه - شهر أبريل ـ، واعتبار ذلك مزاحا يقصد به الترويح. ويعلم الله إلى كم أدى هذا الكلام من المصائب والمشاكل، من طلاق بين الأزواج، وتفريق بين الإخوة والأصدقاء، وقطع للرحم بين الأقرباء، وتدابر بين الجيران. ولقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه رجلا يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فأخبر أنهُ "الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ" البخاري. والله - تعالى - قال في الذين تكلموا في حادثة الإفك: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15].



فيا صاحب القلب الورع، كف لسانك عن الولغ في عورات الناس، واحفظه من الإرسال في مراتع الأعراض، والتلمض بالاقتراض والاعتراض، فكم قارض للأعراض، وعرضه بين شقي المقراض، وأعمله في طاعة الله، واللهج بذكره بالأدعية المأثورة في الصباح والمساء، فأنت في شغل عن الناس. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي كثرت عليه شرائع الإسلام، ويريد شيئا يتشبث به: " لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -" صحيح ابن ماجة.




الصمت زين والسكوت شجاعة

فإذا نطقت فلا تكن مكثاراً



فإذا ندمت على سكوتك مرة

فلتندمنَّ على الكلام مراراً

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.10 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]