المؤتمر الذي شرعه الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1199 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16921 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2019, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي المؤتمر الذي شرعه الله

المؤتمر الذي شرعه الله
أحمد حسن الزيات


أذن هلال ذي الحجة في المسلمين بالحج فأتوا بيت الله من كل فج عميق، ومن كل قطر سحيق .. رجالاً وعلى كل ضامر، وفوق كل عائم وطائر، ليشهدوا المؤتمر الإسلامي الإلهي الذي فرض الله شهوده على كل مسلم مرة في العمر، ليؤلف القلوب في ذات الله، ويؤاخي الشعوب في نسب الحق، ويستعرض علائق الناس في كل عام فيوشجها بالإحسان، ويوثقها بالتضامن، وينضح من منابعه الأولى على الآمال الذاوية فتنضر، وعلى العزائم الخابية فتذكو، ثم يجمع الشكاوى المختلفة من شفاه المنكوبين بالسياسة المادية والمدنية الآلية والمطامع الاستعمارية، فيؤلف منها دعاء واحداً، تجأر به النفوس المظلومة جوراً تردده الصحراء والسماء.
وما أحوج المسلمين اليوم إلى شهود هذا المؤتمر، لطالما حصرهم المستعمرون في أوطانهم المغصوبة ثم قطعوا بينهم الأسباب، وحرموا عليهم التواصل، وفصلوا حاضرهم عن الماضي الملهم، والمستقبل الواعد بطمس التاريخ، وقتل اللغة، وإطفاء الدين، فلم تكن لهم جمعة إلا في موسم الحج لو خلوا بينهم وبينه، ويسروا لهم اللقاء فيه، ولكن الحوائل كانت تحول في العلن، والحبائل كانت تنصب في السر، فلم يكن للحج تلك الحكمة التي أرادها الله من شرعه، ولا للمسلمين تلك الرادة التي يردها عليهم من نفعه.
كان ذلك والشمل شتيت، والرأي مختلف، والقوة مبعثرة، والوطن محتل، والإرادة أجنبية، فلما خشع الاستعمار، وخضع البغاة، وجلا الدخيل، وأصبح الحكم خالصاً للإسلام في الدول العربية الأربع عشرة، والجاهليات الإسلامية الخمس، لم يعد يفصل بين المسلم وأخيه من المغرب إلى المشرق إلا تخوم جغرافية ورسوم سياسية لا تقطع قلباً عن قلب، ولا تمنع يداً عن يد، ولا تحبس لساناً عن لسان، ولا تحول بين أخوة النسب وإخوان العقيدة أن يتلاقوا في ميقات الله على أم القرى ليذكروا اسمه جل وعز في أيام معلومات على ما أفضل عليهم من نعمته الإسلام، ووحدة الإيمان، وإجابة إبراهيم وتفدية إسماعيل، وبعثه المصطفى خاتم الرسل وفاتح العالم الجديد.
إن الحج والزكاة هما الركنان الاجتماعيان من أركان الدين، يقوم عليهما الأمر بين الفرد والفرد، وبين الفرد والجماعة، كما يقوم على الثلاثة الأركان الأخرى الأمر بين المرء وربه وبين المرء وقلبه، فالزكاة تقيم نظام المجتمع على التعاطف والرحمة، والحج يقيمه على التعارف والألفة، فيحقق الأول معنى الإخاء بنفي العقوق، ويحقق الآخر معنى المساواة بمحو الفروق، والإخاء والمساواة شعار الإسلام، وقاعدة السلام، وملاك الحرية، ومعنى المدنية الحق، وروح الديمقراطية الصحيحة.
كان الحج ولا يزال مطهر الدنيا، يرحض عن جوهرها أوزار الشهوات وأوضار المادة.
وكان الحج ولا يزال ينبوع السلامة تبرد عليه الأكباد الصادية وترفه لديه الأعصاب المرهقة.
وكان الحج ولا يزال مثابة الأمن، تأنس فيه الروح إلى موطن الإلهام، ويسكن الوجدان إلى منشأ العقيدة، وينبسط الشعور بلك الإشراق الإلهي في هذه الأرض السماوية.
وكان الحج ولا يزال موعد المسلمين في أقطار الأرض على عرفات يتصافون على الوداد، ويتآلفون على البعاد، ويقفون سواسية أمام الله حاسري الرؤوس، خاشعي النفوس، يرفعون إليه دعوات واحدة ف كلمات واحدة، تصعد بها الأنفاس المضطرمة المؤمنة تصعد البخور من مجامر الطيب، أو العطور من نوافح الروض، هناك يقف المسلمون في هذا الحشر الدنيوي حيث وقف صاحب الرسالة وحواريو النبوة وخلفاء الدعوة وأمراء العرب وملوك الإسلام وملايين الحجيج من مختلف الأوان والألسن، فيمزجون الذكرى بالذكر، ويصلون النظر بالفكر، ويذكرون في هذه البقعة المحدود وفي تلك الساعة الموعودة، كيف اتصلت هنا السماء بالأرض، ونزل الدين على الدنيا وتجلى الله للإنسان، ونبتت من هذه الصحراء الجديبة جنات الشرق والغرب وثمرات العقل، وبينات الهدى والسكينة.

إن في كل بقعة من بقاع الحجاز أثراً للفداء ورمزاً للبطولة، فالحج إليها إيحاء بالعزة، وحفز إلى السمو، وحث على التحرر، وتذكير بالوحدة، هنا غار حراء مهبط الوحي، وهنا دار الأرقم رمز التضحية، وهنا غار ثور منشأ المجد، وهذا هو البيت الذي احتبى بفنائه أبو بكر وعمر وعلي وعمرو وسعد وخالد، وهذه هو الشعب وذاك بحر أذيال الغطاريف من بني هاشم وبني أمية. وتلك هي البطحاء التي يدرج على رمالها قواد العالم وهداة الخليقة.
قال - تعالى -: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً وشرط الاستطاعة قد تحقق للكثير في هذا العهد لعموم الرخاء وحصول الأمن، فأنت تستطيع بالمال اليسير وفي الزمن القصير أن تحج على الباخرة أو السيارة أو الطائرة دون أن تعرض حياتك للموت، وثروتك للنهب، وصحتك للمرض.
لقد كان الحج لرهقه الشديد وجهاده الجهاد سيكاد يكون مقصوراً على الطبقات الخشنة من الزراع والصناع والعمال، أما الناعمون المترفون من ذوي الرأي وأصحاب الزعامة فما كانوا يقدمون عليه ولا يفكرون فيه، فظل جدواه على المسلمين ضئيلاً لا يتعدى الحدود الخاصة من قضاء المناسك وأداء الزيارة.
فماذا يمنع رؤساء العرب وزعماء المسلمين أن يتوفوا على ميعاد الله في أرض رسوله ليحققوا حكمة الحج بالتشاور في أمور دينهم وشؤون دنياهم على لنية الصادقة والرأي الجامع والغرض المشترك؟
إن في حجهم البيت زمناً بعد زمن إعلاء لشأن الملة، وإغراء بأداء الفريضة، وسعياً لجمع الكلمة، وسبيلاً إلى عموم الوحدة، وإن البيت العتيق الذي انبثق منه النور ونزل من سمائه الفرقان وانتظم عليه الشمل لا يزال مناراً للأمة ومثاراً للهمة، ومشرق الأمل الباسم بالعصر الجديد والمستقبل السعيد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.49 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]