كيف لي الانتصار؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         علاقة القرآن بشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ماهية الاعتصام بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد مختصرة منتقاة من المجلد الأول من الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سحر صلاة العشاء في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          من أقوال السلف في السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أساليب التعذيب النفسي في السجون الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حق اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          آل عمران.. المرابطون ببيت المقدس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 25024 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2021, 04:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,367
الدولة : Egypt
افتراضي كيف لي الانتصار؟

كيف لي الانتصار؟


أ. شروق الجبوري




السؤال
لا أعرف من أين أبدأ رسالتي، ولكن ما أعرفه هو أنِّي فشلت في التفوُّق على نفسي، وكذلك في دراستي، القصَّة بدَأتْ بوسواسٍ قبل دُخولي المرحلةَ الثانويَّة؛ حيث كان يُخيَّل إليَّ أنَّني سوف أفشلُ في الدِّراسة، وأنَّني لن أستطيعَ تحقيقَ أحلامي، وفي مَرَّةٍ من المرَّات كنتُ في زيارةٍ للمدرسة التي سأدرسُ فيها المرحلة الثانويَّة؛ حيث كنت أتخيَّلُ في تلك اللحظة أنَّني سأبكي في هذا الممرِّ، وفي هذا الصفِّ سوف أكون حزينةً، وعندما دخَلتُ المرحلة الثانويَّة تحقَّقتْ كلُّ وَساوِسي؛ فقد بكيت في نفس الممرِّ الذي تخيَّلت أنَّني سأبكي فيه بسبب فشَلِي في امتحانٍ من الامتحانات، وكنتُ حزينةً في نفس الصف الذي تخيَّلت يومًا أني حزينة فيه.
فشلت، لم أُحقِّق حلمي الذي حلمتُ به كثيرًا؛ وهو أنْ أصبح من الأُولَيات على المدرسة، مع العلم بأنَّني في الصُّفوف الماضية كنت من الأُولَيات، ومع أنَّني بذلت كلَّ ما في وسعي إلا أنِّي فشلت.
أنا أشعُر بالحزن الشديد حِيال هذا الأمر، لا أريدُ أنْ أُوَسوَس وأتخيَّل أمورًا سلبيَّة وتتحقَّق لي، خُصوصًا وأنِّي في مرحلةٍ حسَّاسة من حياتي؛ فالسنة القادمة هي آخِر سنةٍ لي على مقاعد المدرسة، ولا أريدُ أنْ أدخُلَها وأنا محطَّمة نفسيًّا، أريدُ عِلاجًا لزيادة الثِّقة بالنفس، أريد أنْ أَثِقَ بقُدراتي، ولا أريدُ أنْ أقارنَ نفسي بغيري.
أشعُر الآن بالإحباط وعجزي عن فعْل شيء حِيالَ هذا الأمر، كما أنَّني يَئِستُ من نفسي، شعورٌ مؤلِمٌ حقًّا! أصبحتُ فتاةً غير مبتسمةٍ إطلاقًا، وأشعر بتأنيب الضمير؛ لأنَّ والديَّ يتعبان ويجتهدان في أعمالهما من أجْلني، ومن أجْل إخوتي، وكانا ينتَظِران منِّي النتائج الباهرة، ولكنِّي خذَلتُهم، لا أطيقُ النظَر الآن في وجه أبي، مع أنَّه لا يُذكِّرني بنتيجتي إطلاقًا، يَنتابُني شعورٌ بأنِّي غبيَّة، وغير قادرةٍ على فعل شيءٍ.
كما أنَّني أمرُّ بمرحلةٍ متعبة قبل الاختِبارات؛ حيث أُصاب بالدوار والغثيان وأبكي كثيرًا وأرتجفُ بمجرَّد التفكير في الفشل، وكذلك دائمًا ما أتوقَّع الأسوأ، وأتخيَّل الأمور السيِّئة؛ حيث إنَّني الآن أتخيَّل أنِّي لن أنجحَ السنة القادمة، هذا الشعور يقودُني إلى الجنون، أشعُر أحيانًا بالغيرة من زميلتي؛ لأنها حصلت على مرتبةٍ متقدِّمة على المدرسة، وأنا أريدُ أنْ أشعُرَ بالسعادة حيالَ هذا الأمر؛ لأنها صديقتي، أريد أنْ أشعُر بالسعادة كما كنتُ أشعُرُ بها سابقًا.

أرجوكُم ساعِدوني؛ فأنا أفتقدُ لذَّةَ الحياة.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أودُّ أنْ أبدأ بالتَّرحيب بكِ في (شبكة الألوكة)، سائلين المولى القدير أنْ يُسدِّدَنا في تقديم ما ينفَعُك، وينفعُ جميعَ المستشِيرين.

كما أودُّ أنْ أشيدَ بما لمستُه فيكِ من سماتٍ أثارَتْ - حقيقةً - إعجابي بشخصيَّتك وأسلوبِك الفكري، الذي يفتقدُه كثيرٌ ممَّن هم أكبر منكِ سنًّا.
وأبدأ من اختيارك لعنوان رسالتك (كيف لي الانتصار؟) الذي يشيرُ إلى دلالاتٍ عديدة؛ منها: قُدرتك على تحديد هدفك، ورغبتك في التغلُّب على المعوِّقات النفسيَّة التي تُواجِهين، وحِرصك على ذلك، وهو ما أشارَ إليه سِياقُ رسالتك أيضًا.
ورغم ما بيَّنتِه في رسالتك من مَشاعِر الحزن والألم لديكِ، إلا أنَّك لم تختاري عُنوانًا تختَصِرين فيه مشكلتَكِ يُركِّز على هذا الجانب، فيكون مثلاً: (يائسة من حَياتي)، أو (حزينة على نفسي)، أو (ليس لدي أمل بالمستقبل)، وما إلى ذلك من تعبيراتٍ تبعدُ صاحبها عن حقيقة مشكلتِه، وتُعزِّز المشاعر السلبيَّة في نفسه حتى تصبحَ مُعتَقدًا له.
كما أُحيِّي اتِّزان سمةِ لوم النفس لديكِ، وعدَم انجِرارك إلى ما يُسمَّى (جلْد الذات)، وتقديرك لمجهود والدَيْكِ واستِشعارك بما يقومان به، وكذلك قُدرتك على التعبير عن أفكارِكِ بأسلوبٍ منتظِم وواضحٍ لم يتخلَّله الإسهاب أو الاختصار، ووضوحك وصَراحتك مع ذاتك ومع الآخَرين، وهي جميعًا سماتٌ إيجابيَّة يقلُّ اجتماعُها في إنسانٍ واحد، لكنَّها قد اجتمعت لدَيْكِ - بفضل الله تعالى - ثم لوالديك، كما استشففتُه من مضمون رسالتِك؛ ولذلك فإنِّي أرجو منكِ يا عزيزتي أنْ تُعزِّزي تلك السِّمات في نفسك، وتَحرِصي على إبقائها لتَزرَعِيها في نفوس أبنائك فيما بعدُ - بمشيئة الله تعالى.
عزيزتي، إنَّ مُعاناتك في الخوف من المحافظة على مستوى النَّجاح الذي اعتدت عليه سابقًا، يعدُّ من المشاعر الشائعة بين الطَّلبة المتفوِّقين، بحسَب ما أشارت إليه عددٌ من الدِّراسات العربيَّة في المجال التربوي، ولا سيَّما في المراحل المتوسِّطة والثانويَّة، وربما بداية المرحلة الجامعيَّة، فصحيحٌ أنَّ النجاح والتفوُّق يُعطِيان لصاحبهما مشاعرَ السعادة والنَّشوة، لكنَّهما يتسبَّبان بعد فترةٍ في قلَقِه عبر الأسئلة الذاتيَّة عن قُدرته على الاستِمرار في هذا المستوى أو لا.
ويبقى الأمر (طبعيًّا) لدى جميع المتفوِّقين، وليس الطلبة وحدَهم، ما دام المتفوِّق (يستثمرُ) قلقَه في تقديم المزيد من الجهد والاجتِهاد في السُّلوك، ويدعمُ فكره ونفسه بالأفكار الإيجابيَّة التي تُؤكِّدُ له قُدرتَه على اجتياز أيٍّ من الصُّعوبات التي قد تُواجِهُه.
لكنِّي أجدُ أنَّكِ قد استَسلمتِ يا عزيزتي لمشاعرِ القلق هذه، ولم تُواجِهيها بذلك الاستثمار، فتركتِها تتحكَّم بمخيّلتك التي انعكسَتْ بكلِّ تأكيدٍ على أدائك المدرسي والاجتماعي؛ فحرَمَتْك التبسُّم والاستِمتاع بكلِّ ما لديك من نِعَمٍ، ولكون مشاعر القلق بشأن التفوُّق تزدادُ مع كلِّ تغييرٍ في البيئة الحياتيَّة، فقد زادَتْ عليك، أو بَدَتْ أكثر وُضوحًا حين شرعت في الانتقال إلى مدرسةٍ جديدة، ومرحلة تعليميَّة مختلفة، بمناهجها، ومُدرِّسيها، وأسلوب وطريقة التدريس فيها، وغير ذلك.
وإنِّي يا عزيزتي أُقدِّمُ لك هذا التحليل لكي تكوني على بيِّنة واطِّلاع بالأسباب الحقيقيَّة لحالتك؛ للتعامُل معها وتجاوُزِها، ولتُبعِدي نفسَك عن تفسير وضعِك بأنَّه فقدانٌ للثقة بالنفس، أو قلَّة قُدرات، أو غير ذلك.
فبما أنَّك قد تمكَّنت من النَّجاح ولو لمرَّةٍ واحدة في حَياتك، فهذا يعني أنَّ الخلل لا يَكمُن في قُدراتك وقابليَّتك الشخصيَّة، وأنَّ النجاح متاحٌ لك في كلِّ مرَّة، إنْ تفهَّمت متطلبات كلِّ مرحلةٍ بهدوءٍ، وملأت نفسك بالدافعيَّة؛ لتحقيق تلك المتطلبات، من خلال تذكير نفسك دومًا بقُدراتك الحقيقيَّة التي أثبتت سابقًا قوَّتها وفاعليَّتها.
ولذلك؛ فإنِّي أرجو منكِ عدمَ الوقوف أبدًا عند إخفاقك الدِّراسي هذا العام، واعمدي إلى قيامك بجلساتٍ تنفردين بها مع نفسك لتتأمَّلي مَكامِن تقصيرك، من خِلال تذكُّرك المواقف التي آلمَتْك في هذا العام - كأنْ يكون عدم حُصولك على درجةٍ مُرضيةٍ في امتحانٍ ما - وتخيُّلك قيامَك بالردِّ الأنسب لمواجهتِها - كأنْ تكون طريقة أفضل في دراسة تلك المادَّة، أو زمن مُراجَعتها، أو توقيته - لتتبيَّني في فِكرك ذلك الأسلوب الناجع؛ فيكون تبنِّيك إيَّاه مُنطلِقًا من خِبراتك الشخصيَّة، كما أنَّ ذلك سيكونُ تدريبًا لك على مُواجهة وحلِّ مشكلاتك جميعًا وليست الدراسيَّة فقط بأساليب فكريَّة سليمة.
وبعد تلك الجلسات ستخرُجين - بإذن الله تعالى - بدافعيَّةٍ للسَّنة القادمة، وبتخطيطٍ مُسبق لتلبية مُتطلباتها، كما أرجو منك أنْ تتفكَّري في أهميَّة الفهم والاستفادة من العُلوم التي تتعلَّمينها، وكيفيَّة استثمار ما تعلَّمتِه في خِدمة الآخَرين فيما بعدُ أكثر من اهتمامك بالتميُّز على أقرانِك؛ فالتميُّز بين الطلبة إنما ابتُكِر (كوسيلةٍ) لتشجيعِهم على بذْل المزيد من الاجتِهاد، وليس (كهدفٍ) بحدِّ ذاته، فما فائدة طالبٍ مُتفوِّق بدرجاته لأنَّه (حفظ) المادَّة دون فَهمِها؟! وكيف سيكونُ حال الطبيب الذي يتخرَّج وَفْق هذا المنظور؟! وكذلك الأمر مع باقي التخصُّصات!
ولأنِّي قد وجدت فيكِ المقومات الشخصيَّة التي تُؤهِّلك لنفع الأمَّة والإنسانيَّة، فإنِّي أرجو منكِ أن تتأمَّلي في كلِّ ما ورَد بهذه الإجابة، والسَّعي بحرصٍ على تطبيق ما فيها.

وأخيرًا:
أختمُ بالدعاء إلى الله تعالى أنْ يشرَحَ صدرَك، ويفتَحَ لك أبوابَ الخير، وينفَعَ بك، وسأسعدُ بسَماع أخبارك الطيِّبة مُجدَّدًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.71 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]