ترك المرء ما لا يعنيه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         { الـذي أطعمهـم مـن جـوع وآمنهم من خوف} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 77 - عددالزوار : 17929 )           »          أإله مع الله؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تحرر من عبودية الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حماية المستهلك بين الأمل والألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حتى لا ترتفع نسبة الكوليسترول.. ماذا نعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          علاج نشاط الغدة الدرقية قبل الحمل وخلاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف نخطط لعلاقة الغرب مع الكيان اليهودي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم- حائط البراق.. يزعمون أن اسمه: حائط المبكى وأنه الجزء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          السلوك العدواني عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2021, 08:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,395
الدولة : Egypt
افتراضي ترك المرء ما لا يعنيه

ترك المرء ما لا يعنيه


د. محمد سيد شحاته



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ)) [1].

المفردات:
قوله: ((مِنْ حُسْن)): مِنْ تبعيضية [2]، وأتى بِـ "مِنْ" الدَّالة على التَّبعيض؛ لأن تركَ ما لا يَعْنِي ليسَ هو كُلَّ الإسلام، فإذا فَعَلَ مَا يعنِيهِ، وتَرَكَ مَا لا يعنيه فقد كَمُلَ حُسْنُ إِسلامِهِ [3].

قوله: ((إسلام المرء)): آثر التعبير بالإسلام على الإيمان؛ لأنه الأعمال الظاهرة، والفعل والترك، إنما يتعاقبان عليها، آثره على الإيمان؛ وأما الباطنة الراجعة للإيمان، فهي اضطراريةٌ تابعةٌ لما يخلقه اللَّه تعالى في النفوس ويُوقعه فيها [4].

أي: من جملة محاسن إسلام الإنسان وكمال إيمانه.

قوله: ((تركه ما لا يعنيه)) بفتح أوله، ومعنى يعنيه: أنه يتعلق عنايته به، ويكون من مقصده ومطلوبه[5]، وَالْعِنَايَةُ: شِدَّةُ الِاهْتِمَامِ بِالشَّيْءِ، يُقَالُ عَنَاهُ يَعْنِيهِ: إِذَا اهْتَمَّ بِهِ، وَطَلَبَهُ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ يَتْرُكُ مَا لا عِنَايَةَ لَهُ بِهِ وَلَا إِرَادَةَ بِحُكْمِ الْهَوَى وَطَلَبِ النَّفْسِ؛ بَلْ بِحُكْمِ الشَّرْعِ وَالْإِسلَامِ؛ وَلِهَذَا جَعَلَهُ مِنْ حُسْنِ الْإِسْلامِ [6].

مكانة الحديث:
(1) أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام.
قال الدارقطني: أصول أحاديث الإسلام أربعة: حديث: ((إنما الأعمال بالنيات))، وحديث: ((مِنْ حُسْن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه))، وحديث: ((الحلال بَيِّنٌ، والحرامُ بَيِّنٌ))، وحديث: ((ازْهَدْ في الدنيا يحبَّكَ الله)) [7].

وقد نظم العلامة أبو الحسن الأشبيلي هذه الأربعة، فقال:
عمدةُ الدين عندنا كلماتٌ
أربعٌ قالهُنَّ خيرُ البريَّهْ

اتَّقِ الشُّبهات وازْهَدْ ودَعْ ما
ليس يَعنيك واعْمَلنَّ بنيَّهْ


(2) الحديث من كلام النبوة وحكمتها، وهو جامع لمعانٍ جمَّة من الخير [8].
ترك المرء ما لا يعنيه:
تركُ المحرَّمات والمشتبهات والمكروهات، وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها، فإن هذا كله لا يَعنيه المسلم إذا كمُل إسلامُه.

وقال القارئ في معنى: ((تركه ما لا يعنيه)): "أي ما لا يهمُّه ولا يليق به قولًا وفعلًا ونظرًا وفكرًا، وقال: وحقيقة ما لا يعنيه ما لا يحتاج إليه في ضرورة دينه ودنياه، ولا ينفعه في مرضاة مولاه بأن يكون عيشه بدونه ممكنًا"[9].

وفي إفهامه أن مِن قُبْح إسلام المرء أخذَهُ ما لا يَعنيه؛ لأنه ضياع للوقت النفيس الذي لا يمكن تعويض فائته فيما لم يخلق لأجله، فإن الذي يعنيه الإسلام والإيمان والعمل الصالح، وما تعلَّق بضرورة حياته في معاشه مِن شِبَعٍ ورَوِيٍّ، وستر عورة، وعِفَّة فرجٍ، ونحو ذلك مما يدفع الضرورة دون مزيد النعم، وبهذا يسلَم من جميع الآفات دنيا وآخرة، فمَن عبَد الله على استحضار قُرْبه من ربِّه أو قُرْب ربِّه منه، فقد حَسُن إسلامه [10].

أمثلة لترك المرء لما لا يعنيه:
تعلُّم ما لا يهمُّ من العلوم، وتَرْكُ الأهَمِّ منه، كمن ترك تعلُّم العلم الذي فيه صلاح نفسِه، واشتغل بتعلُّم ما يَصلُحُ به غيرُه؛ كعلم الجَدَل، ويقول في اعتذاره: "نيَّتي نَفْعُ الناس"، ولو كان صادقًا لبدأ باشتغاله بما يُصلِح به نفسَه وقلبه من إخراج الصفات المذمومة؛ من نحو حَسَدٍ ورياءٍ وكِبرٍ وعُجْبٍ، وترؤُّس على الأقران، وتطاولٍ عليهم، ونحوها من المهلكات [11].

ما يستفاد من الحديث:
(1) إن على المسلم أن يدَع ما لا يعنيه من الفضول، سواء كان قولًا أو فعلًا أو تفكيرًا.
(2) على الإنسان الاشتغال بما يعنيه فيما فيه مصلحة له في دينه أو دنياه.
(3) إن المشتغل بما لا يعنيه ناقص الإيمان.
(4) تفاوت الناس في الإسلام.

الآثار المترتبة على امتثال توجيهات الحديث:
في ترك المرء ما لا يعنيه راحةٌ لنفسه، وحفظٌ لوقته، وسلامةٌ لعرضه.


[1] أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب (10)، (4/ 558) رقم (2318)، وقال: غريب، وابن ماجه، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، (2/ 1315)، رقم (3976)، وصحَّحه الألباني.

[2] شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 399).

[3] المعين على تفهم الأربعين (ص: 198).

[4] الفتح المبين بشرح الأربعين (ص: 299).

[5] تحفة الأحوذي (6/ 500).

[6] جامع العلوم والحكم (1/ 288).

[7] وورَد نحوه عن أبي داود، يُنظَر: معالم السنن (4/ 365)، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/ 22).

[8] الاستذكار (8/ 276).

[9] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 3041).

[10] شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 399).

[11] شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 399).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.75 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]