|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ما سبب عدم حصولي على الدرجة الكاملة؟
ما سبب عدم حصولي على الدرجة الكاملة؟ أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم إخواني، راسلتكم قبل الآن كثيرًا، وجزاكم الله خيرًا على ما قدمتموه لي.. مشكلتي الحالية متعلقة بالدراسة، أنا طموحي وهدفي أن أصير معيدة بكلية العلوم، وقدوتي هو العالم فاروق الباز، أعشق تخصصي وهو "علم الحفريات والطبقات"، أحب أن أقرأ عنه، لا أقصر في مذاكرتي، والحمد لله أنا مجتهدة ومتفوقة، حتى الدكاترة يقولون: هذه البنت أمهر واحدة عندنا، من ذلك اليوم الذي قالوا فيه هذه الكلمة وأنا منكبَّة على الكتب، لا أريد أن أخذل أساتذتي، ولا والدَيَّ؛ فهما يضعان فيَّ آمالاً كثيرة، وللأسف أنا أذاكر ولا أنام إلا وقد راجعت المادة مرَّتين على الأقل، ولكن عند الامتحان لا أعلم ما يحدث، لم أكن قط ضعيفة الذَّاكرة، ولكن أنسى أشياء أنقص درجتين في الامتحان... أغلب الامتحانات هكذا، أو يمكن كلها؛ لكن لا أعلم من أين المشكلة؟ فأنا أركز جيدًا جيدًا، وآكل أطعمة صحية والحمد لله، محافظة على صلاتي وحافظة للقرآن، ما المشكلة؛ لأني سأُجَنُّ بِحَقٍّ سأُجَنُّ؟! الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مشكلتك ليست في الدراسة عزيزتي بقدر ما هي بحرصك على الكمال، ولا يصلُ له بشر؛ كلما كان حرصنا على الكمال أكثر، ازداد توتُّرنا، ومن ثَمَّ نبتعد أكثر عن هدفنا بدلاً من أن نقترب منه! ما يحصل معك هو أمر طبيعي جدًّا، وربما تصلك منه رسالة أنه مهما أخذتِ بالأسباب، يبقَ هناك جانب لا تَملكينه بالتطبيق، هذا الجانب هو الذي يَجعلنا نُحسِن التوكُّل على الله، ونلجأ إليه، ونَثِقُ أنه هو مسبب الأسباب القادر عليها، دومًا أتذكر قصة السفينة (تيتانك) التي لا تغرق، والتي اغتَرَّ صاحبها بها، فتحدى الله وحَسِبَ أنه قادر على أن يتحكم بكل الأمور، فكانت عبرة لكل معتبر! وكذلك ستجدين التاريخ والناس لديهم الكثير من القصص المشابهة، التي بذلوا فيها كل جهدهم، وحسبوا أنَّهم يَملكون الأمر، فتفلت من بين أيديهم! هذا الأمر رغم قسوته، فإنه نعمة من الله، تَجعلنا نعود إليه، ونحسن اللجوء والتوكل، ونأخذ بالأسباب كلها مع ذلك، ونحرص على أن نبذل كلَّ جهدنا، ونتيقن بأن التوفيق من الله بعدها. اغترار الإنسان بنفسه وقدرته قد يَجعله يقصر، بينما العكس؛ ثقته ويقينه أنه مهما فعل فسيحتاج للمزيد، يزيده قربًا من الله، وحرصًا على الأخذ بالأسباب. ما يَحصل معك يَحتاج منك استرخاء ويَقينًا؛ فالتوتر يعوقك أيضًا عن التركيز وعن تذكر ما درستِه؛ فالمواد العلمية التي تخزن يعوق التوتر خروجَها من دماغك لورقتك، والعكس؛ استرخاؤك وتوكُّلك على الله يفتح لك ذهنك، ويعينك على التذكر. دومًا من حلول نزعة الكمال التي تدفع للتوتر أن نركز على أننا لا نَملك السيطرة على الأمور مائة بالمائة، وأن نتيقن أن الله بيده الأمر كله، ونحن علينا العمل والتوكل، والتسليم بعده، والحرص على معرفة الثغرات، وما يُمكننا التحكم به في المرات القادمة. حاسبي نفسك دومًا على المسؤولية التي تقومين عليها، فلو أخذت بالأسباب وتوكلت على الله، ورضيت عن تصرفك، فلا تلومي نفسك مهما كانت النتيجة، وثقي أنه قَدَرُ الله وما شاء فعل، ربما مع الوقت تسليمك واسترخاؤك يكون هو الحل الذي يدفعك نحو النجاح. أمر آخر عزيزتي، لا تركّزي كثيرًا على مسألة العلامات؛ فالنجاح لا يقتصر عليها بقدر ما يقتصر على استفادتك من العلم وتوظيفك له، وكونك تزيدين اطلاعك مما تدرسينه وتحرصين على ذلك، فكّري كيف يمكنك توظيف معلوماتك والاستفادة منها؛ فهذا هو الهدف الحقيقي من دراستك، أكثر من مجرد شهادة وعلامات! وفقك الله ونفع بك الأمة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |