تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 12-02-2021, 02:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ...)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31] آية واحدة: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31] يا لها من بشرى! هذه الآية تزن الدنيا وما فيها: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31] ألا وهو الجنة، من المخاطب؟ الله، من المخاطبون؟ نحن؛ لأنه نادانا بـ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء:29] ثم قال هنا: إِنْ تَجْتَنِبُوا [النساء:31] اسمعوا. والاجتناب: الابتعاد، نترك القضية المنهي عنها إلى جانباً، ما نقبل عليها ليفعلها، نتركها جانباً: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ [النساء:31] الكبائر: واحدها كبيرة، ما تطاق، ما تحمل، والجمع كبائر. إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ [النساء:31] من الذي ينهانا؟ الله ورسوله هما اللذان ينهيانا عن الكبائر، لماذا ينهانا الله عن الكبيرة؟ حتى لا نهلك، والله العظيم! لا حاجة إلينا هو أبداً، وإنما ينهانا عن أكل السم حتى لا نموت، كذا أم لا؟ ينهانا عن شرب الحشيش حتى لا نفقد عقولنا، ينهانا عن عقوق والدينا لتمزيق الصلة بيننا ونصبح أعداء.
نهي الله عن المحرمات لتطيب النفوس المؤمنة
والله ما ينهانا الله ولا رسوله عن شيء إلا من أجل صالحنا فقط؛ لأن المنهيات المعبرة عنها بالمحرمات معناها كالسم، والحديد والنار وما إلى ذلك.فالله ولينا ومولانا ما يرضى لنا أن نهلك أبداً أنفسنا، فما حرم الله من عقيدة أو كلمة أو عمل أو صفة إلا لأنها ضارة بنا: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ [النساء:31] الجزاء: نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31] وإذا كفر عنا سيئاتنا طبنا وطهرنا أم لا؟ لأن الجنة دار السلام لا تدخلها النفس الخبيثة، اقسم بالله وأحلف، الجنة دار السلام ومواكب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين نزلوا بها وحلوا فيها، لا يدخلها إلا ذو روح طيبة طاهرة، الروح الخبيثة المنتنة هيهات هيهات أن تدخل دار السلام، حتى الذين يكون لهم إيمان وصالح أعمال واستوجبوا النار يحترقون ويصبحون كالفحم، ثم يخرجون فيغسلون في نهر خاص يقال له: الحياة عند باب الجنة، فينبتون كما ينبت العشب والنبات من جديد، أما روح خبيثة بالشرك والآثام والمعاصي تدخل الجنة؟ هيهات هيهات! أهل الحلقة يذكرون أن الحكم لله قد صدر في هذه القضية، وأحكام الله لا تعقب، هل هناك محكمة تراجع الله؟ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ [الرعد:41] ما هذا الحكم؟ خل الزوار الليلة يأخذونه، والله خير لهم من العودة بمليون جنيه مصري، ما هذا؟ اسمع هذا الحكم. واسأل أهل العلم إذا لم تفهم معناه. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] من يراجع؟ قد أفلح من زكى نفسه، وقد خاب من دسا نفسه، إذاً: احلف بالله ولا تتردد، ( أَفْلَحَ ) ما معنى أفلح؟ شق طريقه إلى الجنة، (وقد خاب) خسر حتى نفسه.إذاً: هذا الحكم حلف الله عليه لتطمئن نفوسنا، وتستقر هذه الأحكام في قلوبنا، حلف عليه بأيمان ما حلفها على شيء في القرآن بكامله: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا [الشمس:1]، هذه يمين أم لا؟ هذه واو القسم، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:1-8].لم يحلف ربنا؟ من أجلنا؛ لأننا فطرنا على طبيعة، وهي أننا إذا ألقي إلينا الخبر ما نثق ولا تطمئن نفوسنا حتى يحلف لنا عليه، فهو يحلف لصالحنا، ما رأينا لله أقساماً كهذه، هو حلف بالتين والزيتون، وطور سنين، والسماء والطارق، لكن سبعة أيمان أو ثمانية لقضية واحدة، هذا الحكم من أراد الجنة ودار السلام من الآن يعزم على تزكية نفسه، يتعرف إلى الأدوات المزكية، ويتعرف إلى كيفية استعمالها في أوقاتها بكمياتها، ويأخذ في تزكية نفسه، هذا الذي يزكو.ومن قال: إيش فيه؟ ما نستطيع هذا، دعنا من هذا، الله غفور رحيم، سوف تدق الساعة ويذهب هذا الظن كله، إذا وقف ملك الموت وشاهده ورآه في الغرغرة فات الأوان، يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يعرف ما تزكو به النفس وتطيب، ويعرف كيف يستعمله، ويستعمله إيماناً أيضاً واحتساباً، وبذلك يزكي نفسه، كما يعرف ما يخبثها ويدسيها؛ ليجتنبه ويبتعد عنه طول حياته، هذا الذي يريد الجنة ومواكبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.في الحقيقة دروسنا هذه ما هي ذات قيمة، لم؟ نذكر مسائل كثيرة، ولا نحفظ كل شيء، لو كنا جادين فالطريق إلى دار السلام مسألة واحدة فقط نحفظها نفهمها، نعزم ونصمم على تطبيقها والعمل بها، نقضي الساعة والساعتين وهي هم من همومنا، وبذلك نترقى في العلم والعمل، والآن مسائل كثيرة، فهمتم هذه البربرية وإلا لا؟إني لعلى علم مما أقول.
الكبائر التي يجب اجتنابها
ما هي الكبائر التي يجب أن نتجنبها؟ من سأل هذا السؤال؟ ولا أحد، ولو مشينا ما في من يسأل، إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ [النساء:31]، الجزاء: نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31]، أولاً، وندخلكم الجنة ثانياً، ما الكبائر يا شيخ؟ ما أنتم في حاجة إلى معرفتها، صحيح أم لا؟قلنا: الكبائر: جمع كبيرة، وتسمى بالموبقة، أي: المهلكة، والرسول في أحاديثه المختلفة المتنوعة بحسب أحوال الحاضرين ومن يأتي ومن يغيب من ساعة إلى ساعة يعطيهم بعض الكبائر، حتى قيل لـابن عباس : الكبائر سبع؟ قال: (هي إلى السبعين أقرب)، ومرة أخرى قال لهم: (هي إلى السبعمائة أقرب من سبعين).أولاً: الرسول الكريم يقول: ( اجتنبوا السبع الموبقات )، أي: الكبائر السبع المهلكات، قالوا: ما هي يا رسول الله؟ قال: ( الشرك بالله، وقتل النفس، والزنا، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ).مرة قال: ( ألا )، ألو ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ). لماذا الشيخ يقول: ألو؟ لأنكم ألفتموها، الأطفال الصغار تأخذ الهاتف: ألو ألو، ما معنى ألو يا بنيتي؟ ما ندري، ما معنى ألو؟ قالوا: هكذا خلقت، ما عرفنا معناها، فلما كانت تحركنا أكثر من ألا، نقول: ألو انتبهوا أنتم تسمعون؟( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الشرك بالله )، ما معنى الشرك بالله يا شيخ؟ أن تدعو غير الله؛ ليعطيك حاجتك، أن تستعين بالله؛ ليحفظك ويقيك من خوفك، أن تنحني راكعاً أو ساجداً؛ تعظيماً وإجلالاً لغير الله، هذا الشرك أكبر الكبائر.ثم قال: ( وعقوق الوالدين )، عق والديه: قطع الصلة بهما، وآذاهما وقصّر في حقوقهما، وكان متكئاً؛ لتعب وكبر السن، ثم لما جاءت الثالثة جلس ثم قال: ( ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور )، حتى تمنوا أن لو سكت رسول الله؛ خافوا أن تنزل صواعق أو يحصل بلاء، قول الزور شهادة الزور.أيام هبطنا يوجد في المحكمة في بلاد المسلمين صعاليك مثلي جالسين، يأتي الرجل له حاجة بالشهادة يقول: تشهدون معنا؟ إذا فيه شيء .. عشرة ريالات وإلا لن نشهد، يقول: تفضل، يشهد فلان قال فلانة كذا كذا كأنك حاضر، ويعود يتسكع في الظل كما كان، عرفتم؟ حادثة ثبتت شهد عليها سبعون رجلاً من القبيلة بالكذب، لا لوم ولا عتاب؛ لأنهم ما عرفوا، والله ما عرفوا، لو علموا وعرفوا لو يقتّلون ويصلّبون ويحرّقون ما يشهدون شهادة زور، وهل المسلمون اليوم علموا؟ أين العلم، ما دامت مظاهر الضلال والفسق والباطل والشرك متجلية كالشمس أين العلم؟ ما علموا.تريدون أن نعلم وإلا لا؟ والله لو كنا صادقين نريد أن نعلم؛ لنعبد الله ونتقرب إليه لكان هذا المسجد كله يمتلئ كل ليلة وما يجد النساء أين يجلسن إلا عند باب المسجد، وإن شئتم حلفت بالله، لو كنا نريد أن نعلم لنترقى في العلم والصلاح والتقوى لكان من المغرب إلى العشاء لا يبقى رجل في السوق ولا في الدكان ولا في البيت ولا في الشارع كل الأمة في بيت ربها؛ تتلقى الكتاب والحكمة وتزكي أنفسها، هل هذا موجود في العالم؟ إذاً: كيف يتعلمون؟ وإذا لم يتعلموا كيف يستقيمون على منهج الحق وما عرفوه؟! الكبائر تعرف بالعد أو بالحد؟قال الحكماء: تعرف بالحد لا بالعد؛ العد كثيرة.فما هو حدها؟كل قول أو اعتقاد أو عمل أو صفة لعن الله أو رسوله صاحبها فهي كبيرة، كل ما ورد فيه لعن عن الله أو عن رسوله فقط فهو كبيرة، هيا: ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال )، فتشبه الرجل بالمرأة كبيرة.. يحلق وجهه؛ لحيته .. شاربه يعمل الأحمر والأكحل وكذا، والحناء في يديه، ماذا تقولون فيه؟ تشبه وإلا لا؟ ملعون أم لا؟ ما معنى ملعون؟ مطرود من رحمة الله، ما هو أهل للجنة دار السلام.المتشبهات من النساء بالرجال ماذا تصنع؟ تحلق رأسها وتجعله كشعر الرجل، وتلبس الكرفتة وتلبس البدلة، وتعمل -إن استطاعت- بعض الشعرات في وجهها؛ لتكون كالرجل، ملعونة وإلا لا؟ ملعونة.( لعن الله السارق يسرق البيضة )، السرقة كبيرة وإلا لا أو ما هي كبيرة؟ ولو بيضة دجاجة، كبيرة صاحبها ملعون أم لا؟ كبيرة.( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه )، كم واحد ملعون؟ خمسة، إذاً: أكل الربا كبيرة، وكتابته كبيرة، والشهادة له كبيرة، يا ويحنا! الحمد لله.. الحمد لله، لا نأكل الربا ولا نجري وراءه، ألستم كلكم كذلك؟ ومن عنده دريهمات في البنك من الغد يسحبها سمعت؟ وإذا خاف عليها تضيع يتركها، وإذا جاء يأخذ قال له: خذ هذه الفائدة يقول: لا لا، الفائدة حرام لا تحل لي، بأي شيء آخذها أنا ما عرقت عليها ولا عملت شيئاً، أنا أودعتكم هذا المال محفوظ عندكم.ثانياً: كل ما ورد فيه وعيد بالعذاب في الدنيا أو الآخرة فهو كبيرة، والقرآن فيه الوعيد؛ ما يتوعد الله به عباده من عذاب يوم القيامة، مثال ذلك: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء:10]. لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً ... [النساء:29]..كذلك: الويل وعيد بالعذاب: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين:1]، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ [المرسلات:15]، كل ما ورد فيه وعيد فهو كبيرة من كبائر الذنوب، الذي يطفف عندما يبيع أو يشتري نقّص في الكيل والوزن هذا وعيد له. وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الجاثية:7]، كل من يكذب ويزور الكذب ويحسنها؛ لتقبل فهو ملعون كبيرة من كبائر الذنوب.كل ما ورد فيه حد يقام عليه كالزنا، الزاني إذا كان بكراً يجلد مائة جلدة: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]، والمحصن يرجم ويقتل، السارق تقطع يده، القاتل يقتل.إذاً: كل ما ورد فيه حد من حدود الشرع فهو كبيرة من كبائر الذنوب، ولا بد من معرفة ذلك من طريق الكتاب والسنة، قال الله وقال رسوله.الكذب كبيرة وإلا لا؟ ألا لعنة الله على الكاذبين، الكذب كبيرة؟ نعم، بل المؤمن لا يكذب أبداً، والرسول قرر هذا: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ [النساء:31]، من الناهي؟ الله ورسوله، الجزاء: يكفر عنا سيئاتنا، ما هي السيئات؟ هنا دون الكبائر، لفظ السيئة: يطلق على كل اعتقاد أو قول أو عمل يسوء إلى الإنسان ويفسد قلبه وروحه، لكن فيه كبير وفيه صغير، وهذه الحقيقة تعرف كالتالي:مثلاً: انتهرت مؤمناً بصوت عال هذه سيئة، بالنسبة إلى ضربه على خده ماذا تعتبر؟ صغيرة وإلا لا؟فأنت لما اجتنبت ضربه خفت من الله وأبيت واكتفيت بالنهر والصوت العالي هذا الذي جعلك ترجع إلى الوراء وما تضرب أخاك تنازلك عن هذا يكفر سيئتك.مثال هذا: نظر إلى امرأة وأراد أن يمسها ويجسها بيديه، ثم خاف من الله وارتعدت فرائصه وعاد وما رجع، النظرة الأولى تكفر، تركه للمسها أو جسها بيده؛ خوفاً من الله يكفر عنه السيئة الأولى سيئة النظر.مثلاً: الذي خلا بامرأة الخلوة بها حرام، وأراد أن يفجر بها فخاف من الله، خوفه من الله حسنة وإلا لا؟ هذا الخوف الذي علا وغشّا قلبه يمحو سيئة الخلوة. نجا، أو ما فهمتم؟ كل الذنوب فيها صغائر وكبائر؛ فالذي يجتنب الكبيرة خوفاً من الله، وحباً فيه ورغبة فيما عنده، هذا الخوف من الله يمحو ذلك الأثر السيئ ما يبقيه، إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31]، ألا وهو الجنة دار الأبرار.إن شاء الله غداً نعيد أيضاً بيان هذه الآية ومعها آيات أخرى.وصل اللهم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 1,206.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,205.02 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (0.16%)]