تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213687 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 12-01-2021, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

معنى الإسلام
ما هو الإسلام؟ الإسلام: أن تسلم وجهك وقلبك لله، فلا تلتفت إلا إليه، ولا تأمل إلا فيه، ولا ترجو إلا إياه، ولا تطرح بين يدي مخلوق وإنما بين يديه سبحانه، فكلك لله، وعندئذ تكون أنت المسلم الحق! كيف يكون العبد كله لله؟ إي نعم! يجامع امرأته لله، يطعم دابته من أجل الله، يطلق امرأته من أجل الله، كل عمله لله، لأننا عبيده، موقوفون عليه، فأنت تطلق ظلماً وعدواناً وأنت فاسق وفاجر وحرام عليك أن تؤذي أمة الله، لكن إذا ارتكبت ما يستوجب الطلاق طلقت، وعرفت أنها لا تسعد إلا بطلاقها؛ طلقها، فطلاقك هذا عبادة تعبدت الله تعالى بها.وعندنا آية من ستة آلاف آية ومائتين، وهي آية الوقفية على الله، لتعرف أنك وقف على الله، فكل غلالك ودخلك لله عز وجل، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].لو نادى الآن مناد: من يسلم؟ فكل واحد يريد أن يكون أول من يقول: أنا أسلمت لله، فهل عرفتم أننا وقف لله أم لا؟!لما تزرع ازرع لله، ولما تحصد احصد من أجل الله، ولما تأكل الخبز واللحم كل من أجل الله؛ لأنك أنت عبد الله.ورضي الله عن أبي هريرة السدوسي اليمني إذ قال: إني أحتسب نومتي وقومتي لله.أي: أنام من أجل الله، وأستيقظ من أجل الله فضلاً عن باقي حياتي، فالنوم واليقظة لله عز وجل، يريد أن ينام حتى يقوم آخر الليل أو يشهد صلاة الجماعة، فينام لله، ولما يستيقظ يستيقظ لله ليجيب منادي الله يناديني أن حي على الصلاة. هل عرف المسلمون هذا؟ ما عرفوا.كيف يعرفونه؟ من أين يأتيهم وقد هجروا مصدر العلم والمعرفة؟ من أين يأتيهم وقد تركوا آيات الله وأبعدوا رسول الله؟ ما دام هذا حالهم فلا بد وأن يقع هذا الظلام.إذاً: ينبغي أن لا ننسى: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ [آل عمران:101] فلا يفارقنا كلام الله أبداً، يتلى علينا يومياً، ورسول الله لا يفارقنا، وإن فارقنا بذاته فهو لا يفارقنا بأنوار هدايته، نأكل كما يأكل، نلبس كما يلبس، نشرب كما يشرب، نجاهد كما يجاهد.. كل حياتنا مستمدة من تلك الأنوار المحمدية؛ وبذلك تكون العصمة، أما أن نهجر الكتاب والسنة ونريد أن نبقى مؤمنين فهذا ليس بمعقول. يقول الله: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19] فمن أراد أن يعبد الله فليعبده بشرائع الإسلام، بها يدين لله ويذل ويخضع، يفعل الأمر، ويترك النهي خوفاً من الله عز وجل، وحباً فيه، وشوقاً إلى لقائه.ومن يعبد الله بدون الإسلام بأية عبادة أو بدعة فوالله إنه لفي ضلال.
قواعد الإسلام التي بني عليها
هل تعرفون أن الإسلام مبني على قواعد أم لا؟ الجواب: نعم قواعد الإسلام خمس، علمنا إياها جبريل سيد الملائكة، السفير بين الله وبين رسله. من جبريل هذا؟ وما هي الصورة التي تجلى فيها لرسولنا؟.أولاً: دخل عليه في غار حراء -غار حراء موجود في جبال مكة- والرسول منقطع يتبتل إلى ربه وقد توخمت البلاد واتخمت بالباطل والكفر والشرك، فمل النظر إليهم والجلوس معهم، فأخذ ينقطع الشهر والشهرين في ذلك الغار، ففاجأه جبريل في صورة عظيمة وأول نور بدأ في كلمة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق:1].وقد أخبرتنا بذلك خديجة رضي الله عنها كما أخبرها صلى الله عليه وسلم، لما عاد ترجف بوادره قال: ( أجلسني بين يديه، وقال: محمد! اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ ) يعني: لا أعرف القراءة، ماذا أقرأ. قال: ( فيضمني أو يغطني ثم يرسلني ويقول: اقرأ، أقول: ما أنا بقارئ، ثلاث مرات يضمني إلى صدره كما تضم الأم الحنون الرءوم طفلها؛ لينشرح صدره ويتسع لما يلقى إليه، ثم قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:1-5] وفارقه ) .فجأة وهو في جياد -المستشفى المعروف باسم: مستشفى جياد- جنوب المسجد الحرام، وإذا به يناديه: يا محمد! أنا جبريل وأنت رسول الله! ينظر وإذا بجبريل قد سد الأفق كله، إذ له ستمائة جناح، فلا إله إلا الله، ستمائة جناح؟ نعم، وهل للملائكة أجنحة؟ إي نعم، أخبر خالقهم بذلك: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ [فاطر:1] فجبريل ذو ستمائة جناح. ثانياً: في أمسية والرسول صلى الله عليه وسلم جالس وأمامه أصحابه يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، وإذا بجبريل يدخل في صورة دحية بن خليفة الكلبي ، وكان من أجمل الأنصار ويشق الحلقة، ويجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسة من لم يجلسها بين يدي عالم لن يتعلم!جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فخذيه، ليتلقى بجامع قواه، عجب! ثم قال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بإلهام بوحي من الله: ( الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت! ) فعجب الأصحاب. قالوا: ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) كيف يقول: صدقت؟ إذاً: هو عالم قبل الآن. وسأله عن الإيمان فأبان أركانه، وسأله عن الإحسان فصححه، وسأله عن الساعة متى تقوم فقال: ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: أخبرني عن أماراتها ) فأعطاه أمارة قائمة الآن. ما هذه الأمارة؟ الأمارة: العلامة ما هي الإمارة، حيث الأمير بالكسر والعامة يقولون: الأمارة، الإمارة التي فيها الأمير يأمر وينهى، أما الأمارة فهي العلامة ( أخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان )، أيهم عمارته تتجاوز الأخرى، هذا ما كان لا في أوروبا ولا في غيرها، فقد كانوا في الأكواخ في أوروبا، ما كان الناس إلا رعاة بقر أو غنم وإبل، وإذا بهم يتطاولون في البنيان، هذه العمارة عشرين طابقاً ، فيزيد هو طابقاً ليجعلها واحداً وعشرين حتى تكون أعلى، وصدق رسول الله.إذاً: الساعة قريبة؟ والله لقريبة، وهذه أماراتها لاحت في الأفق من زمان أكثر من مائة سنة أو مائة وخمسين ( أن ترى الحفاة العراة ) العالة الفقراء ( رعاء الشاة يتطاولون في البنيان )، أيهم بنايتهم أطول وأعلى.عرفه بالإسلام فقال: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام إن استطعت إلى ذلك سبيلاً. قال: صدقت ).إذاً: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ [آل عمران:19] ماذا؟ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، الإسلام هذا مبني على كم خمس قواعد لو سقطت قاعدة سقط البناء، فمن هنا من ترك قاعدة من هذه القواعد وهو قادر على إتيانها كفر وخرج من الإسلام وما أصبح بمسلم. وتبقى أمور أخرى كالطلاء والزخرفة فهذا شيء آخر، أما هذه فقواعد، ترك الصلاة كفر، منع الزكاة كفر، ومن قال: لا أصوم وسخر من الصيام كفر، ومن قال: لا أحج البيت ولا ألعب هذه الألاعيب التي تأتونها كفر.. وهكذا إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19].
سبب اختلاف الذين أوتوا الكتاب
ثم قال تعالى: وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [آل عمران:19]، وهذه حقيقة تاريخية.. حقيقة علمية.. حقيقة قل ما شئت فيها فهي ثابتة ثبوت الليل والنهار، وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ [آل عمران:19] وسبب تفرقتهم هو البغي والحسد بينهم! والحروب التي دارت بين اليهود يقشعر لهولها الجلد، من أجل اختلافهم في دينهم! ولو تعرفون عن اختلاف النصارى وما دار بينهم من حروب أحرقوا فيها بيوت بعضهم بعض وفعلوا الأعاجيب لاندهشتم. والمسلمون تفرقوا وإلا لا؟ اختلفوا وإلا لا؟ فهذه سنة الله عز وجل في البشرية، كانت أمة واحدة على لا إله إلا الله لا تعبد إلا الله، فأنشأ العدو الشيطان إبليس مبدأ الشرك بالله عز وجل وزينه للناس، والقضية عندنا معلومة من الضرورات إذ جاءت في كتاب الله وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قبل نوح عليه السلام ما كانت أمة الإسلام إلا أمة واحدة، ثم كان بينهم رجال صالحون من خيرة الرجال يعبدون الله معهم، فلما ماتوا بنوا على قبورهم أضرحة من أجل التبرك والزيارة، ومضت فترة من الزمان وضعوا لهم تماثيل، كل واحد له تمثال من أجل التبرك بهم والانتفاع برؤيتهم ليزدادوا حباً في الله ورغبة فيما عند الله، فجاء جيل فعبدوهم مع الله، واسمعوا ما قالوه لنبيهم نوح عليه السلام: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ [نوح:23]، هذا زعيمهم يقول، لا تتركن آلهتكم التي يقول نوح اتركوها ولا تعبدوها وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [نوح:23]، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا رجالاً صالحين، ولما ماتوا بنوا على قبورهم مرحلة أولى من أجل التبرك بهم وزيارتهم وضعوا لهم تماثيل: هذا يعوق، هذا نسر، هذا سواع، هذا ود، من أجل رؤيتهم وليزدادوا حباً في الله ورغبة في عبادته، وجاء جيل آخر فقال: هؤلاء آلهة فعبدوهم، فلما عبدوهم وجاء العلم اختلفوا، لما جاء العلم يحمله رسول الله زال ذلك الاتفاق واختلفوا، فمنهم الكافر ومنهم المؤمن، منهم الموحد ومنهم المشرك. هذه قاعدة.إذاً: العلم الرباني حامل الهداية يجب على البشرية حيثما كانت ألا تخرج عنه ولا تعادي أهله ولا تناوئهم وتحاربهم فتتفرق الأمة وتختلف. هذه قاعدة ربانية.يكون أهل قرية أمرهم واحد -مثلاً- على خرافة وضلالة، فلما جاء العلم قال الله وقال رسوله يختلفون وإلا والمفروض أننا لا نختلف أبداً بل نتفق على عبادة الله وعلى شرعه ودينه، لكن الذي يحملهم على الخلاف هو حب الذات.. حب الرئاسة.. المنصب.. المال، وهذا الذي حدث في بني إسرائيل، والآن الآيات في اليهود والنصارى إذ هم أهل الكتاب.أيضاً: وفد نجران الذي جاء عرفوا يقيناً أن محمداً رسول الله، وما منعهم أن يقبلوا هذا إلا الحفاظ على مناصبهم في الكنيسة، فأبوا أن يفوتوا فرصة سعادتهم في دنياهم فرفضوا، واليهود على علم يقيني بصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وعندنا مثل واضح كالشمس:كان غلام صغير يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، يأتيه بماء وضوئه ويحمل نعله، فمرض هذا الولد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعوده ويزوره، فدخل عليه فوجده على فراش الموت ووالده إلى جنبه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يا غلام! قل لا إله إلا الله ) فنظر الغلام إلى أبيه يريد أن يقولها فيكفهر وجه أبيه ويغضب ويسكت، يا فلان قل لا إله إلا الله، وفي المرة الثالثة قال اليهودي لولده: أطع أبا القاسم، فقال الولد: لا إله إلا الله محمد رسول الله وفاضت روحه فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الدار وهو يقول: ( الحمد لله الذي أخرجه بي من النار ). ( الحمد لله الذي أخرجه بي ) أي: بسببي ( من النار ) وإلا كان من أهلها. هذا اليهودي الذي قال: أطع أبا القاسم كان على علم، والآن خمسة وسبعين في المائة من رجالات الكنيسة بعد هذا التفتح وهذه المواصلات وهذه العلوم وهذه الصحف وهذه الكتب يعرفون أن الإسلام هو دين الله، ولكن الحفاظ على مراكزهم ووجودهم بين أممهم جعلهم لا يعترفون به، ولا عجب إذ من المسلمين من يعرف الحق معرفة يقينية ويرفضه ولا يقبله؛ حفاظاً على حاله وموقعه، ولا عجب.إذاً: وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ [آل عمران:19] من اليهود والنصارى وغيرهم إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ [آل عمران:19] بسبب بالبغي.. العدوان.. الحسد.. الظلم، كم وكم، الآن تدخل قرية تريد أن تنشئ فيها جماعة ربانية صالحة في المسجد فتجد من يناهضك ويأتي بكلام غير كلامك، ولا تتفقون ولا تجتمعون؛ لأن البغي والحسد من فطر الإنسان، فإذا لم يذب في ذات الله ويتخلى عن أوساخ هذه الحياة فلا بد وأن يحسدك وأن يبغضك لأجل الدنيا.
جزاء من يكفر بآيات الله
قال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ [آل عمران:19] سواء كان عالماً أو جاهلاً، ومن يكفر بآيات الله الحاملة لشرائعه وأحكامه وهدايته، وقد تكون الآيات معجزات أيضاً، من يكفر بآيات الله التنزيلية الحاملة للشرائع والأحكام أو المعجزات المقررة لنبوة النبي ورسالة الرسول فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران:19] فسوف ينزل بهم نقمه ويجزيهم بأسوأ الجزاء وأقبحه، ولا يطول ذلك، فإنه تعالى سريع الحساب، وهذه جملة معللة للجملة المحذوفة، والمحذوفة فوق ما تتصور، يكفر بآيات الله، الجواب: يمزق.. يحرق، ماذا؟ ما تتصور، لكن قوله: فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران:19] يدل على هذا المعنى.(يكفر بآيات الله) ينكرها.. يجحدها.. يعرض عنها، لا يسمع.. لا يقرأ.. لا يعمل، هذا هو الكفران، الجحود والإعراض، وهذا هو الجزاء، سواء كان أبيض أو أسود، من أية جهة كان في العالمو(من) من ألفاظ العموم، من يكفر بآيات الله التي حواها كتابه وشاهدها الناس من رسوله، فإن العقاب عظيم وشديد لا يقادر قدره، وسوف ينزل أيضاً والله سريع الحساب.
تفسير قوله تعالى: (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله...)
قال تعالى: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران:20]. فَإِنْ حَاجُّوكَ أي: يا رسولنا. من الذين يحاجونه؟ وفد نجران، ونجران بلدة في المملكة وراء مكة جنوباً تسمى نجران، كانت فيها النصرانية واليهودية أيضاً. إذاً: جاء وفدهم المكون من ستين فارساً، جاء ليحاج الرسول في شأن عيسى، يريدون أن يثبتوا بنوة عيسى لله. خرافة! ستون راكباً يأتون على الخيل وهم يعيشون على هذه الخرافة، من أجل أن يأكلوا ويشربوا ويسودوا العوام ويتحكمون بهم!هل هناك عاقل يقول: الله عنده ولد؟ من امرأته إذاً؟ الله الذي يخلق كل شيء يحتاج إلى زوجة؟! كيف هذا؟ هؤلاء يعلمون يقنياً أن الله منزه عن الصاحبة والولد، ولكنهم يريدون أن يأكلوا ويشربوا ويضحكوا على عوامهم، فجاءوا يجادلون حتى لا تبطل مناصبهم، فهزمهم الله شر هزيمة.قال الله لرسوله: اتركهم فإن حاجوك لا تحاجهم أنت: فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ [آل عمران:20] واتركهم يتخبطون، فليسوا أهلاً لأن يحاجوا، ولما دعوا للمباهلة فشلوا وهربوا.إذاً: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ [آل عمران:20] أنت أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [آل عمران:20] كذلك، واتركهم. إذ كنت تعرف أن هذا الشخص عالم وعارف ولكن منعه الاعتراف بالعلم والمعرفة أغراضه الدنيوية الهابطة، فهذا ما يجادل ولا يحاج، بل يحاج الذي ما عرف، فتبين له الطريق، أما شخص يعرف أنك رسول الله ولا يريد فلم تقض معه الساعة والساعات؟ ليس هناك حاجة إلى هذا.إذاً: أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [آل عمران:20] أيضاً أسلموا وجوههم لله، وأنتم افعلوا ما شئتم، كونوا ما شئتم أن تكونوا. فَإِنْ حَاجُّوكَ [آل عمران:20] في ماذا؟ في الله.. في التوحيد.. في الإسلام.. في الرسالة.. في كل شئون الدين، فلا تجادلهم؛ لأنهم على علم ليسوا جهالاً، والله إنهم ليعرفون أنه رسول الله، وأن الإسلام هو دين الله، وأن المسيحية والنصرانية عبث بها، وأن الله نسخها وأبطلها، ولكن البغي والحسد والمنافع التي يعيشون عليها تمنعهم من الاعتراف. وهذا وللأسف إلى الآن موجود حتى بين المسلمين، فكم من صاحب بدعة يعرف أنها بدعة، لكنها خولته تكريماً بين رجاله واحتراماً لهم أو مكنته من وظيفة مرموقة فلا يتنازل عن بدعته. فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [آل عمران:20] إن شاء الله نحن منهم، إي والله، نسلم وجوهنا لله، لا نعرف إلا الله عز وجل، لا هم لنا ولا هدف ولا غاية إلا أن يرضى الله عنا ويحبنا، فإذا قال: صوموا صمنا، وإذا قال: أفطروا أفطرنا، وإذا قال: أنصتوا أنصتنا، وإذا قال: تكلموا تكلمنا، فوالله ما نتحرك حركة إلا بإذنه، وهذا يتطلب منا معرفة، لا بد من معرفة أوامر الله ورسوله ونواهيهما.قال: وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ [آل عمران:20]العرب، الذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى والصابئة، والأميون هم: المشركون. قل لهم ماذا يا رسولنا؟ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ [آل عمران:20] اسألهم: أَأَسْلَمْتُمْ [آل عمران:20]أم لا؟ هذا هو الحد الفاصل، وبعد هذا ما بقي شيء. أأسلمتم أم لا، فأنا ومن تبعني قد أسلمنا وجوهنا لله، وأنتم اكشفوا النقاب عن وجوهكم. أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا [آل عمران:20] إلى طريق السعادة وسبل الكمال في الدارين وَإِنْ تَوَلَّوْا [آل عمران:20] ورجعوا إلى الوراء معرضين عنك وعن كلامك ودعوتك فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ [آل عمران:20] وقد بلغت، فهنيئاً لك رسول الله! لا تحزن ولا تكرب أبداً ولو ما أسلم ولا واحد، إذ عليك البلاغ، فهذه مهمتك التي تجزى بها وتؤاخذ عليها إن قصرت فيها، وقد بلغت فلا شيء عليك وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران:20] سوف يجزيهم الجزاء العادل إما فقراً وهواناً وذلاً في الدنيا، وإما تمزقاً واحتراقاً وتلاشياً في الدار الآخرة، وبذلك استراحت نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب النجرانيون إلى بيوتهم في كرب وحزن.وصلى الله على نبينا محمد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 1,203.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,201.88 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (0.16%)]