كن صرحي (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-04-2021, 02:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي كن صرحي (قصة قصيرة)

كن صرحي (قصة قصيرة)


أمل عبدربه




المساء ينثُرُ أنفاسَه الباردة المعطَّرة برائحة المطر القادم، وهو يلملم أوراقه ببرودٍ، وعيناه الغائبتان بالكاد تُرى خلفَ سحابة الدُّخان التي تَصدرُ عن سيجارة معلَّقة في فمه منذ زمن!

أما هي، فتراقبُه في صمتٍ، وتتحيَّن الفرصة لطرح سؤالها الأبدي:
هل ما زلتَ تُحبُّني؟

لتقلع به الذاكرة إلى ساحة حطام، وصبيَّة سقطت ضمن ركام انفجارٍ، أحدَثَه انتحاريٌّ قرب المركز العلمي الذي يعمل به، وضع يدَه على مِعصمها؛ يتحسَّس نبضًا، فصرخ فيه أحدهم:
إنها ميتة! ألا ترى عينَيْها الجاحظتَيْن إلى السماء؟

مدَّ يده ثانية، أمسكتْ يده بقوة فصرخ هلعًا:
أنتِ حيَّة؟

أجابت وهي تنفض ترابًا عن رأسها وثوبها، وتنهض:
نعم.

مضَتْ، ومضى خلفَها، وكانت تعلم أنه في إثرها شيءٌ ما منعها من مراوغة الطريق..

ومضى عام وهي ترى ظلَّه في الزوايا المحيطة بها، وتنشده اقترابًا، لكنه أتمَّ العام قبل أن يقترب ويأويها إلى حِماه!

ليلة الإبحار الأولى أرادت أن تُحدِّثَ روحَه، فأمسكت بكفِّه، وقالت:
لا أودُّ للمادة أن تلتقي فينا قبل أن تتعرَّف إلى روحي، وتلمسَ حرير نقائي... لا أريدُك أن تخوض فيما يجعلُني أنثى، قبل أن تشاركني معضلات كينونتي!

إني الأنثى، هشاشتي تجلبُ لي ما لا يُرضيني أحيانًا؛ لذا تراني أُلَمْلِمُ وأُرمِّمُ؛ لأقف ثانيةً!

هل تسمعُني؟
لا، لم يكن يستمعُ لما يوحى في حديثها، كان توقُه إلى الإبحار أقوى من الأسى المُوقَد في أنفاسها، وأعلى من هديرِ الاستنجاد في كلماتها، لم يكن يسمعُ أو يشعر حتى أبحَر، وتبيَّن له أن هناك مَن خاض مياهَها قبلَه.. ترجَّل عنها منزعجًا، وانزوى مشمئزًّا؛ فبكتْ، ورجته سترًا!

قالت:
كان منزلُنا في ذلك الحي العريق .. نوافذُه القريبة إن فُتحت جَلَبت ما لا يسرُّ.. وردَتْني الحمى ذلك المساء وكان هو مطاردًا.. قفز إلى نافذتي؛ ليكمل بشاعة ليلتِه بانتهاكي، ثم نام على سريري غيرَ عابئٍ بمن قتل أو انتهك في تلك الليلة، حتى إذا لاح النهار، لبس حزامَه، وانطلق، فركضتُ خلفه أسأله عن شأني..

لكني لم أكن أَسرعَ من إصبعِه إلى الزِّناد! ولم أكن أحرَصَ على الحياة أكثر من حرصه على الموت، بصق روحه على أعتاب المركز الذي تعمل به.

ثم سكَتَتْ..
وأطرق هو.. أطرق أيامًا وشهورًا زاهدًا في وجودها..

لم يكن نفورُه كافيًا لترحل..
ولم يكن ضعفُها ولا حزنها كافيًا ليرحم..
كانت تردِّدُ على مسامعه كلما سَنَحت لها الفرصة: كن صرحي..
لكنه كان مُمزَّقًا بين شهامة الرجل وعنجهيَّته..

فظلَّت مركبُ الحياة تترنَّح بهما زمنًا قبل أن يستقيم لهما الوُدُّ الذي ينبغي أن يكون بين الشريكين؛ لتصبح حياتُهما فيما بعدُ كجنة بربوةٍ أصابها وابلٌ، فآتت أُكُلَها ضِعفين..

ولكن، ولأنها الأنثى التي ينعشها الإعراب عن المشاعر، فقد كانت تطمئن بطرحِ السؤال كلما لمست انحسارًا في روافد وده:
أما زلتَ تحبُّني؟

فيجيب: كما تَعشَقُ السماءُ شمسَها، ويعشق الليلُ قمرَه، أحبُّك..

إن كنتُ أنا صرحَك، فأنت أرضي التي أقفُ عليها!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.15 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]