#1
|
||||
|
||||
مذهب القراء في الرَّوْم والإشمام
مذهب القراء في الرَّوْم والإشمام حامد شاكر العاني تقدم أن القراء لهم في الوقف حالات ثلاث: الوقف والرَّوْم والإشمام، وقد تمت الإفاضة في ذكرها فيما سبق. واليوم فإن أغلب القراء المعاصرين يقفون على ساكن[1] إلاَّ ما جاء في باب الرواية. وأما مذاهب القراء السلف فقد روي الرَّوْم والإشمام عن حمزة والكسائي (ت 189 هـ)، وهشام (ت 245 هـ)، وروي عن أبي عمرو البصري (ت 154 هـ)، وعاصم (ت 127 هـ)، ونافع (ت 169 هـ)، والقراء يختارون أن يؤخذ لجميع الروايات بالرَّوْم والإشمام، لأن فيه بيان الإعراب[2]. فقد روي عن الكسائي الرَّوْم في المخفوض، ومن أوجب الحركة في الحرف لازماً فالرَّوْم والإشمام جائزان فيه. قال الشاطبي في حرز الأماني: وَعِنْدَ أَبِي عَمْرو وَكُوفِيهِمْ[3] بِهِ مِنَ الرَّوْمِ وَالإِشْمَامِ سمت تَجَمُّلا وَأَكْثَرُ أَعْلامِ الْقُرَانِ يرَاهُمَا لِسَائِرِهِمْ أَوْلَى الْعَلائِقِ مُطولا الفرق بين الرَّوْم والإشمام: يتبين لنا من خلال ما تقدم من تعريف الرَّوْم والإشمام بأن هناك عدة فروق بينهما تتلخص بما يأتي[4]: 1- الرَّوْم تحريك الشفة بصويت، فيشترك فيها العضو والصويت، والإشمام يتعلق فقط بتحريك العضو بلا صويت. 2- الرَّوْم يكون في المرفوع والمضموم، والمجرور والمكسور، والخلاف في النصب والفتح، بينما الإشمام يكون في الضم والرفع[5]. 3- الرَّوْم يكون في وسط وآخر الكلم، والإشمام يكون في المواضع كلها، فمثال الإشمام في أول الكلمة ﴿ سِيئَتْ ﴾[6] فقد قرأ الشامي والكسائي ونافع ورويس وأبو جعفر بإشمام السين الضمة، وفي وسط الكلمة: كما في قوله تعالى من سورة الكهف الآية (2) ﴿ مِنْ لَدُنْهُ ﴾ فقد قرأها شعبة (ت 193 هـ) بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء ووصلها بياء في اللفظ[7]، وقرأ حفص (ت 180 هـ) ﴿ تَأْمَنَّا ﴾ من سورة يوسف الآية (11) بالرَّوم والإشمام في نونها مابين الميم والنون، ومثال آخر الكلمة كما في قوله تعالى من سورة البقرة من الآية (35) ﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ فقد قرأها السوسي (ت 261 هـ) بإدغام الثاء في الشين وإبدال الهمزة ياءً وفيها سبعة أوجه ثلاثة مد بالإسكان المحض، وثلاثة المد بالإسكان المحض مع الإشمام ووجه الرَّوْم على القصر بعد فك الإدغام قليلاً[8]. 4- الرَّوْم لا يكون إلاَّ في الساكن فقط وهذا هو مذهب البصريين، أما الإشمام فيكون في الساكن والمتحرك، لكنه يُسمع في المتحرك لأنه كالإمالة كما في قوله تعالى: ﴿ سِيئَتْ ﴾[9] فيشمم الكسرة ضمة، ولا يسمع في الساكن[10]. 5- الرَّوْم يدركه السامع المصغي القريب غير البعيد، لأن الرَّوْم حركته ضعيفة، بينما الإشمام لا يدركه إلاَّ الناظر إلى شفتي القارئ، فالأعمى مثلاً لا يدركه، ولا يمكن أن يوصله إلى أعمى آخر لأنه لم يستطع رؤيته. [1] جاء في الإتحاف: 100 لأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة فأعين بالأخف، وفي النشر مما عزاه لشرح الشافية الابتداء بالمتحرك ضروري والوقف على الساكن استحساني ).. [2] التبصرة: 106. [3] الكوفيون هم: عاصم وحمزة والكسائي. [4] ينظر: معجم الصوتيات: 99. [5] وقد روي عن الكسائي الإشمام في المخفوض، قال طالب بن أبي مكي: وأراه يريد به الرَّوْم، لأن الكوفيين يلقبون ما سميناه رَوْماً إشماماً، وما سميناه إشماماً رَوْماً وذلك لعلة ستقف عليها. ينظر: التبصرة: 107. [6] الملك: 27. [7] النشر: 2/232. والنطق بها: هو أن تضم الشفتين عند النطق بالدال تنبيهاً على أن أصلها الضم وسكنت تخفيفاً فتصير لدْنِهِي) فتسكين الدال تخفيفاً فالتقت مع النون الساكنة فكسرت النون وتبعه كسر الهاء ووصلت بياء لأنها بين متحركين والسابق كسر وإشمام الدال للتنبيه على أصلها في الحركة. [8] رواية السوسي من قراءة أبي عمرو البصري: للشيخ إبراهيم طه سليم الداية: 28. [9] الملك: 27. [10] التبصرة: 107.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |