الزكاة فضائل وأحكام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849962 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386164 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2021, 09:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الزكاة فضائل وأحكام

الزكاة فضائل وأحكام
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري





الحمدُ للهِ الذي جعلَ الزكاةَ أحدَ أركانِ الإسلام، ووعدَ من أخرجَها كاملةً موفورةً خالصةً الخلَفَ العاجلَ والنعيمَ المُقيمَ في دار السلام، وأوعدَ من منعَهَا أو منعَ بعضَها بعُقوبةِ الدنيا والآخرة والعذاب الأليم في دار الآلام، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الْمُلكُ وله الحمد، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أمَرَهُ اللهُ بأن يُقاتِلَ الناسَ حتى يَشهدُوا أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، ويُقِيمُوا الصلاةَ، ويُؤتُوا الزكاةَ، فإذا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا دِماءَهُمْ وأموالَهُم إلا بحقِّ الإسلامِ، وحِسابُهُم على اللهِ، اللهُمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وسلِّم تسليماً.


أما بعد:
فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى، وتذكَّرُوا أن الزكاةَ من أفرضِ الفرائضِ وأوجبِ الواجباتِ، ومن أهمِّ أركانِ الإسلام، ولا تَصلُحُ حياةُ المسلمينَ إلا بها، فبالزكاةِ تَسُودُ المحبَّةُ والإخاءُ، وبالزكاةِ تختفي الشحناءُ والبغضاءُ، وعدمُ إخراجها طريق الفسادِ، وهلاكُ العبادِ، وخرابُ البلادِ، وسَخَطُ ربِّ العبادِ، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ آتاهُ اللهُ مالاً فلمْ يُؤَدِّ زكاتَهُ، مُثِّلَ لهُ مالُهُ شُجاعاً أَقْرَعَ، لهُ زَبيبَتانِ يُطَوَّقُهُ يومَ القيامةِ، يَأخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعني بشدْقَيْهِ - يقولُ: أنا مالُكَ أنا كنزُكَ، ثمَّ تلا هذهِ الآيةَ ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: (يَكونُ كَنزُ أحَدِكُم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ، يَفرُّ منهُ صاحبُهُ، فَيَطْلُبُهُ ويقولُ: أنا كنزُكَ، قالَ: واللهِ لَن يَزالَ يَطْلُبُهُ، حتى يَبْسُطَ يَدَهُ فيُلْقِمَها فاهُ) رواه البخاري.


عبادَ الله: لأداءِ الزكاةِ فضائل كثيرة، منها:
أولاً: أنك تؤدِّي ركناً من أركانِ الإسلام الخمسة.
ثانياً: أن اللهَ أنزلَ المالَ عليكَ لتؤدِّي الزكاة، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ قالَ: إنَّا أَنزَلنا الْمالَ لإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، ولَو كانَ لابنِ آدَمَ وادٍ، لأحَبَّ أن يكونَ إليهِ ثانٍ، ولو كانَ لهُ وادِيَانِ، لأَحبَّ أن يكونَ إليهما ثالثٌ، ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابنِ آدمَ إلا التُّرابُ، ثمَّ يَتُوبُ اللهُ على مَن تابَ) رواه الإمام أحمد وصححه العراقي والألباني.


ثالثاً: أن المؤتون للزكاة هم المتقون المفلحون، قال تعالى: ﴿ الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾،قال ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَقالَ: يُؤْتُونَ الزكاةَ احْتِساباً بها) رواه ابن جرير.


رابعاً: تكفيرُ السيئاتِ ودُخول الجنة، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ.


خامساً: أنهم المهتدون، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ .

سادساً: أنهم أهل البرِّ والصدقِ والتقوى، قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ .


سابعاً: أنهم أهل البَرَكَةِ والْخَلَفِ، قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ.


ثامناً: لا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون، قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .

تاسعاً: أنهم يُطهِّرون أنفسهم وأموالهم: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا .

عاشراً: أن الله سيُؤتيهم أجراً عظيماً، قال تعالى: ﴿ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا .

الحاديَ عشر: أنهم المرحومون، قال تعالى:﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، وقال تعالى: ﴿ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ.


الثانيَ عشر: أداءُ الزكاةِ سببٌ للنجاةِ من عذابِ القبرِ، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الْميِّتَ إذا وُضِعَ في قبرِهِ إنهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نعالهم حينَ يُولُّونَ عنهُ، فإنْ كانَ مُؤمناً كانتِ الصلاةُ عندَ رَأْسِهِ، وكانَ الصيامُ عَن يَمينِهِ، وكانتِ الزكاةُ عن شِمالِهِ، وكانَ فعلُ الخيراتِ منَ الصدقَةِ والصِّلَةِ والمعرُوفِ والإحسانِ إلى الناسِ عندَ رجليهِ، فيُؤْتَى من قِبَلِ رأسِهِ، فتَقُولُ الصلاةُ: ما قِبَلِي مَدخَلٌ، ثمَّ يُؤتى عن يَمينهِ، فيقولُ الصيامُ: ما قِبَلِي مَدخَلٌ، ثمَّ يُؤتى عن يَسارهِ، فتقولُ الزكاةُ: ما قِبَلِي مَدخَلٌ، ثم يُؤتى من قِبَلِ رِجلَيْهِ، فتقُولُ فعلُ الخيراتِ من الصدقَةِ والصِّلَةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى الناسِ: ما قِبَلِي مَدخَلٌ) الحديث رواه ابن حبان وحسنه الألباني.


الثالثَ عشر: المؤدُّون للزكاةِ هم أهلُ التمكينِ في الأرض، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ .


الرابعَ عشر: هُم أهلُ الشهادةِ على الناسِ يومَ القيامةِ، قال تعالى:﴿ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ .


الخامسَ عشر: هم أهل الْمُضاعفةِ عندَ اللهِ، قال تعالى: ﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ، قال ابنُ كثير: (أي: الذينَ يُضاعِفُ اللهُ لهمُ الثوابَ والجزاءَ)ا.هـ.


السادسَ عشر: المؤدُّون للزكاة هُم أهلُ القُرْبِ من الجنةِ، فعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: (جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: دُلَّني على عَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدنيني من الجنَّةِ ويُباعِدُني من النارِ، قالَ: «تَعْبُدُ اللهَ لا تُشرِكُ بهِ شيئاً، وتُقِيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتَصِلُ ذا رَحِمَكَ»، فلَمَّا أَدْبَرَ، قالَ رسولُ اللهَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «إنْ تَمَسَّكَ بما أُمِرَ بهِ دَخَلَ الجنةَ) رواه مسلم.

السابعَ عشر: هُم من خيرِ أحوالِ الناس عَيْشاً، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مِن خَيْرِ مَعاشِ الناسِ لَهُمْ، رَجُلٌ مُمسِكٌ عِنانَ فرَسِهِ في سبيلِ اللهِ، يَطيرُ على مَتْنِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أو فَزْعَةً طارَ عليهِ، يَبتغي القَتْلَ والموتَ مظانَّهُ، أو رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ في رأسِ شَعَفَةٍ من هذهِ الشَّعَفِ، أو بَطْنِ وادٍ من هذهِ الأوديةِ، يُقيمُ الصلاةَ، ويُؤتي الزكاةَ، ويَعبُدُ ربَّهُ حتى يَأتيَهُ اليقينُ، ليسَ منَ الناسِ إلا في خَيْرٍ) رواه مسلم.

فاتقوا الله عباد الله، وأدُّوا زكاة أموالكم كاملةً موفورةً، فقد أعطاكم ربُّكم الخيرَ الكثير، وطلبَ منكم إخراج الشيءَ اليسير، وهو العُشْرُ أو نِصفُ العُشْرِ من الثمارِ، ورُبعُ العُشْرِ من الذهبِ والفضة والأموال الْمُعدَّة للرِّبح والاتِّجار، فمن أدَّاها مُحتسباً تَمَّ إيمانُه ونَمَا مالُه وزكَتْ أخلاقُه وحَصَّلَ الفوزَ بدارِ القَرَارِ، ومَن بَخِلَ بها فقد كَفَرَ بنعمةِ الله وباءَ بسخطٍ من اللهِ ومأواه جهنمُ وبئسَ القرارِ.
مَنَّ الله علينا ووالدينا وأهلينا بالقيام بشعائرِ الدين، وهدانا لسلوك مسالك أهل الصبرِ واليقين، وأجارنا بكرمه من العذابِ المهين، آمين.

الخطبة الثانية:
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً صلى الله عليه وسلم عبدُه ورسولُه.
أمَّا بعدُ: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرُ الهُدَى هُدَى مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وشرُّ الأُمُورِ مُحدَثاتُها، وكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ.

أيها المسلمون:
اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الزكاةَ لا تبرأُ بها الذمَّةُ حتى تُصرفَ فيمن فَرَضَ الله تعالى صَرْفَها فيهم، ولم يَكِلْهُ إلى أحدٍ، فقال تعالى:﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، قمن صَرَفَها في غير هذه الأصنافِ الثمانيةِ لم تُقبل منه، ولم تبرأ ذِمَّتُه من فريضةِ الزكاة.

قالت اللجنة الدائمةُ للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله في تفسير أصناف الزكاة الثمانية: (الفقير: الذي يجد بعضَ ما يكفيه، والمسكين: الذي لا شيء له، وقال بعض العلماء بالعكس، وهو الراجح، والمرادُ بالعاملين عليها: السُّعاة الذين يَبعثهم إمام المسلمين أو نائبُه لجبايتها، ويَدخلُ في ذلك كاتبُها وقاسِمُها، والمراد بالمؤلفة قلوبهم: مَن دخل في الإسلام وكان في حاجةٍ إلى تأليفِ قلبه لضعفِ إيمانه، والمراد بقوله تعالى: ﴿ وَفِي الرِّقَابِعتقُ المسلم من مالِ الزكاةِ، عبداً كان أو أَمَةً، ومِن ذلك فكُّ الأسارى ومُساعدة الْمُكاتَبين، والمراد بالغارمين: مَن استدان في غيرِ معصيةٍ، وليس عنده سدادٌ لدينه، ومَن غَرِمَ في صُلحٍ مشروعٍ، والمراد بقوله تعالى: ﴿ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ إعطاءُ الغُزاة والمرابطين في الثغور من الزكاة ما يُنفقونه في غزوهم ورباطهم، والمراد بابن السبيل: المسافر الذي انقطعت به الأسباب عن بلده وماله، فيُعطى ما يحتاجه من الزكاة حتى يصلَ إلى بلده ولو كان غنياً في بلده) انتهى.


ومن المسائلِ المهمَّة:
أنه لا يجوزُ أن تَخْصُمَ الضريبة التي فُرضتْ عليكَ من الزكاةِ الواجبةِ عليكَ؛قالت اللجنةُ الدائمةُ للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله: (لا يجوزُ خصمُ الضريبةِ من الزكاةِ؛لأن الزكاةَ عبادةٌ ورُكنٌ من أركانِ الإسلامِ، ولها مصارفُ مُحدَّدةٌ شرعاً، لا بُدَّ من التقيُّدِ بها، والضريبةُ غرامةٌ ماليةٌ لا تُراعى فيها مصارفُ الزكاةِ في الغالبِ) انتهى.

فاحتسبوا رحمني الله وإياكم ووالدينا في إخراجها، سواءٌ أخرجتموها بأنفسكم أو أخَذَها منكم وُلاةُ الأُمورِ، ومَن كانت عنده أموالٌ مُتنوِّعةٌ قد أعدَّها للبيعِ والشراءِ فعليه إذا حالَ الحول ألا يستقصي في تقويمها، ولا يَعتبر ما اشتراها به، بل يَنظر إلى قيمتها وقتَ إخراجه للزكاةِ، ومن كانت عنده ديونٌ عند الناسِ أو مُضارباتٌ فعليه أن يُخرج عن أصلها ومكسبها وفائدتها، فإن جهل مقدار ما كسبت فعليه أن يحتاط حتى يعلم براءة ذِمَّته، وذلك ولله الحمد على ما أعطاك ربُّك شيءٌ يسيرٌ، وما في ذلك من الأجر والثواب والثمرات النافعة خيرٌ كثيرٌ.
اللهمَّ اعصمنا من الحرام، وهيِّء لنا الرزقَ الحلالَ الذي تُغنينا به عمَّن سواكَ، وهَبْ لنا من لَدُنكَ رحمةً إنك أنتَ الوهاب، آمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.58 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]