نَكَدْ (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215341 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2021, 02:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي نَكَدْ (قصة)


نَكَدْ









(قصة)


مليكة إدزني


قبل تسعة عشر عامًا الْتقى فتى اسمه محمد وفتاة اسمها خديجة، التقَيا بمحض الصُّدفة، وأُعجب كلٌّ منهما بالآخر؛ لأنَّ محمدًا كان يشتغل عند جدَّة خديجة، فكانا يَريان بعضهما كثيرًا، فأعجب بها محمد، وقرَّر أن يفتح معها موضوع الزواج.






كان يَخجل أن يُفاتِحَها في هذا الموضوع، لكنه تشجَّع أخيرًا وصارَحها بالأمر؛ فرحت خديجة بهذا الخبر، لكنَّ فرحتها لم تَكتمِل؛ إذ إن عائلتيهما لَم تكونا راضيتَين بهذا الارتباط، لكن محمَّدًا لَم ييئس مِن رفض عائلته، بل حاوَل كثيرًا، وبعد مُحاولات كثيرة وافقت عائلة محمد على هذه العلاقة، وقرَّر فورًا أن يذهب برفقة أمه ليطلب يد خديجة، كانت عائلة خديجة أيضًا غير مقتنعة بهذا الزواج، وتحجَّجت بظروف عمل محمَّد؛ فهو مجرَّد عامل عادي، لكن خديجة استطاعت أن تُقنعهم بأن المال والمظاهر ليسا كلَّ شيء في الحياة، بل الأفعال والأخلاق؛ فوافقتْ عائلة خديجة على طلب الزواج، وتمَّت الخطبة والزواج في ظروف تملؤها السعادة والفرح.






كانت الأيام الأولى للزَّوجين أيام هناء وسعادة، إلا أنَّ هذه السعادة لَم تَدُم طويلاً؛ لأنَّ أمَّ محمد لَم تحبَّ زوجة ابنِها ولو مرةً واحدةً، بل كان قلبُها لا يكنُّ لها سوى الكُرْهِ والحقد الشديد، حتى إنها كانت تَقوم بأعمال الشعوذة والسحر الأسود لتُبعدها عن ابنها، وكانت تعذِّبها كثيرًا، لكنَّ خديجة لَم تفقدْ أملَها بالله، وصَبَرَتْ على هذه المعامَلة، وكتمتْ حزنها، علَّ أم زوجها تُحبُّها يومًا ما، لكن على ما يَبدو أنَّ هذا الأمر مستحيل بالنسبة لامرأة أعمالها بُغض وحقد، ونيَّتُها أسوأ من نيات الشيطان.






بعد مرور فترة ليست بالقصيرة - ما يُعادل سنةً تقريبًا على الزواج - جاءتْ فرصة العمر لمحمد، وظيفة ميسورة يَستطيع بها أن يُحقِّق حاجاته وحاجيات عائلته، قَبِلَ محمد الوظيفة، وقُدِّم له منزل صغير ليعيش فيه هو وزوجته، لكن الصدمة الكبرى أن والدة محمد لَم تكن راضيةً عن هذا القرار، بل حمَّلت زوجة ابنها ذنب انتقاله، واتَّهمَتْها بأنها السبب في ابتعاد ابنها عنها، لكن محمدًا حاول أن يقنعَ أمه بأن خديجة ليست السبب، إنما ظُروف العمل.






انتقَل الزوجان إلى منزلهما الجديد، وعادت الابتسامة أخيرًا إلى الزوجة التي قضت أيامًا حافلةً بالحزن والأسى، وبعد عدة أعوام رُزق الزوجان بأربع بنات أدخلْنَ البهجة والسرور عليهم، لكن أم محمد لم تكفَّ عن أعمالها، بل حاولت أن تُسمِّم أفكارَ ابنِها، مُتحجِّجة بكون خديجة لم تمنحه الفرصة ليحصلَ على ولد يُسانده في مشاقِّ الحياة، لكنَّ محمدًا لم يَقتنِع بكلام والدته، وأخبرها أنَّ الأطفال من عند الله وحده، وإن كان مقدرًا له فسيُرزَق بولد، فأخبرته أن زوجته قد تُمارس السحر، وأنه تحتَ تأثيره، لهذا لم يعدْ يستمع إلى صوت المنطق الذي هو صوتها، لكنَّه أكَّد لها أنه يحب زوجته كما يُحبُّها، ولا يمكن أن يُسيء الظن بها، فانقطعت زيارة الأم لابنها، لكن أعمالها لم تَنقطِع، بل ظلَّت تفعَل كلَّ ما بوسعها لتفرِّق شمل هذه العائلة.






بدأت صديقات خديجة يزُرنَها في بيتها ويمدحنه؛ إنه زوج وأب مثالي لأطفاله، لكن كل هذا المديح كان وراءه حسد لخديجة وعائلتها.






كانت الأم وصديقاتها يفعلْنَ كل ما بوسعهنَّ ليُفَرِّقْنَ بينهما، وقد نجحْن في هذا العمل؛ إذ بدأت تصرفات الزوج تتغير تجاه عائلته؛ أصبح يتعامل مع زوجته بعصبية، يبقى خارج المنزل معظم وقته إلى أن يحينَ منتصف الليل، وأحيانًا لا يبيت في المنزل، استغربت الزوجةُ مِن تصرُّفات زوجها، وحزنتْ من معاملته هذه التي تغيَّرت بين ليلةٍ وضُحاها، أصبح يَصرخ فيها كل يوم، وكلما حاولتْ أن تنصحَه انفعل من شدة الغضب، وأكبرُ أفعاله أنه كان يَخون خديجة مع امرأة أخرى، فاستغلَّتْه أكثر مِن ذلك، وجعلتْه يَقطع المؤونة عن زوجته وأطفاله الذين يَبيتون جياعًا وفي خوف، وأبوهم بين أحضان امرأة أخرى!






اختفت المحبَّةُ التي كانتْ بينهما، وتلاشتْ كغبار الرِّياح، كسَرها محمد بتصرُّفاته التي لم تجدْ لها زوجته تفسيرًا مُقنعًا؛ فهو لم يَعد ينظُر إلى أولاده نظرةَ شفقة، بل أصبح يُهَدِّدهم ويضربهم، لكن صبر الزوجة لا يجد طريقًا إلى النَّفاد، وكلما حاول أولاده أن يَكرهوه لا تدَع لهم أمُّهم سبيلاً إلى ذلك، بل تقول لهم: إن أباهم يفعل هذا بدون إرادة أو رغبة منه.






وذات ليلة رجع محمد إلى البيت متأخرًا، ووجد أهلَه نائمين، فطرق الباب بصوت عالٍ، لكنَّ زوجته لم تسمعه؛ لأنَّها كانتْ مريضة وغارقة في سبات عميق، فكسر النافدة ودخل منها، وظل يصرُخ فيها، ولم يدَعْ لها مجالاً للدفاع عن نفسها، بل رفع حجرًا كبيرًا وحاول أن يَضربها، لولا أن بناته منعْنَه مِن ارتكاب هذه الجريمة، وذهبت إلى غرفتها تبكي وتتحسَّر على حالتها، ففكرتْ أن تذهب إلى بيت أهلها وتأخذ أطفالها لتجد حلاًّ لمَعيشتِها السوداء، ولما أخبرتْ أهلها نصَحَها أخوها الأكبر بأن تُقاضيه، لكنها عارضَتْ هذه الفكرة، وأخبرتْه بأنه إذا تمَّ حبْسُ زوجها فستتشوَّه سُمعة أسرتها أكثر من ذلك، لا سيَّما أن لديها بنات في عزِّ شبابهنَّ، وهنَّ مُقبِلات على الزواج، ولن يَرضى أحدٌ أن يتزوَّج فتاةً أبوها في السجن! لكنها فكَّرتْ أن تُهدِّده عله يَرضى أن يصلحَ أعماله، ويصبح واعيًا بما يَفعله، فقرَّرت أن ترسلَ إليه شيخ القرية، فذهب إليه ونصحَه، بل أعطاه درسًا في أهمية الاهتمام بشؤون العائلة.






انفعَلَ الزوج في البداية، لكنه بدأ يَقتنع تدريجيًّا بهذا الموضوع، فقرَّر أن يتسامح مع عائلته، وطلَب مِن زوجته أن تُسامحه وتغفر له أفعاله، فسامحتْه وعادتْ إلى عائلتها وبيتها، وبدأت المياه تعود إلى مجاريها تدريجيًّا وتمرُّ الأيام على خير.






بعد سنَة رُزق الزَّوجان بطفل آخر، كان ولدًا، فأُثلج صدره بالفرحة، وجاءتْ أمُّه لزيارتهم فأكملت فرحتَهم، لكن وراء كل زيارة جديدة نوايا خبيثة، كما في هذه المرة أيضًا، فأخذت ابنها إلى مكان بعيدٍ، وحاولت أن تُشعِلَ لهيبَ الصراع من جديد بين الزوجين، فأخبرتْه بأن ذاك الولد ليس ابنَه، وأن زوجته تخونُه، وملأتْ رأسه بتُرَّهات جعلتْه ينقلب من جديد على عائلته، فاختفت الثقةُ والحب، واختفى معهما الأمل، وما بقيَ لهما سوى تصرُّفات عصبية، وتهديدات أكثر من الأول.






أصبحت الأمورُ أسوأ فأسوأ؛ فقد ابتعد محمد عن عائلته، ولم يُكمِل واجبه بتسمية ابنِه، فكان يَغيب عنهم أسابيع وأَشهُرًا بدون أن يتركَ لهم ولو فلسًا واحدًا، وكلما عاد عادتْ معه المشاكل، وبعد تفكير طويل مِن خَديجة قرَّرت أن تحاكمَ زوجها؛ فالصبرُ قد نفد!






سجَّلت شكايتها لدى القاضي، وبعد عدة أشهر جاء موعدُ الجلسة الأولى، لكنَّ محمدًا تغيَّب عن الجلسة ولم يَحضرْ، فأُلغيت الجلسة أسبوعًا إلى الجلسة الثانية، لكنه لَم يحضر أيضًا، فقرَّر القاضي أنه إذا لَم يحضر محمد فسيَحكم لصالح الزوجة، ويُنزل عليه أشد العقوبات، فقرَّر محمد أن يَحضر الجلسة الثالثة.






بدأت الجلسةُ وبدأت معها الأسئلة: لماذا تركتَ عائلتك يا محمد؟ فأنكَرَ هذا الفعل، وقال بأنَّ زوجته هي سبب المشاكل؛ فهي تخونُه، وطلبتْ منه أن يبتعدَ عنهم ففعل، لكن خديجة تشجَّعتْ ودافعتْ عن نفسها أمام ظلم زوجها، وأخبرت القاضي أنه هو الذي تَخلَّى عنها وعن أولاده وتركهم يَبيتون جياعًا، فسأله القاضي عن السبب لكنه أنكرَ هذا أيضًا، وقال له: إنه ينفق على أولاده من عرق جبينِه، فجاء هذا الكلام كالصاعقة على خديجة، وقالت لزوجها: أوصَلَ بك السوء إلى أن تكذبَ أمام العدالة؟






فطلب القاضي أن تؤجَّل الجلسة إلى يوم آخر، وبعد أسبوعٍ حلَّ موعد الجلسة الأخيرة التي سيَحكم فيها القاضي في هذه القضية، فلم يسأل القاضي أيَّ واحد منهما، إنما بادَرَ بإصدار حكمه الذي انتظرتْه خديجة كثيرًا، فأمر القاضي محمدًا أن يدفعَ كل تكاليف الأعوام السابقة التي ترَك فيها أبناءه، وهذا في مُهلة شهر واحد، وإذا لم يدفعْ فسيَدخل السجن.






حاوَل محمد الاعتراض على حكم القاضي، فأخبره أنه بإمكانه أن يَعترض على قراره من خلال الاستئناف بالمحكمة، لكن نتائجه ستُكلِّفه غاليًا.






فرحتْ خديجة بقرار القاضي؛ لأنها ستَجِد سبيلاً لتُنفق منه على أطفالها بدون أن ينقصهم شيء، لكنَّ محمدًا كان قلقًا في نفس الوقت، مِن أين سيجلب مبلغ تسعة ملايين في غضون شهر واحد، صحيح أنه شيء صعب، لكن يجب أن يتحمَّل نتيجة أفعاله!






مرتْ أيام وأيام لكن محمدًا لم يَعرف طعم النوم، فكَّر وفكَّر، وقرر أن يطلب السماح من خديجة وتتنازل عن الدعوى القضائية، لكنها لم ترضَ أن تُسامحه خوفًا مِن أن يُكرِّر أفعاله، فظلَّ يُحاول ويحاول معها، وأخبرها أنه إذا دخل السجن سيذهب راتبه هباءً ولن تستفيد شيئًا، فكانت في حيرة مِن أَمرِها، ماذا ستفعل؟ ظلَّت تفكر وتفكِّر، ماذا ستفعل؟ فقرَّرت أن تسامحه! ماذا نتوقع من قلب طيب حنون سوى هذا التصرف؟! تنازلت عن الدعوى، ورجع محمد إلى عائلته يصرف عليهم ويُعاملهم جيدًا، مرَّتْ أشهر قصيرة وتغيَّر محمدٌ مِن جديد، عاد إلى أفعاله الشنيعة من جديد، يُعذبهم أكثر من الأول، يضربها ويَصرخ.






يئست خديجة وقالت: إن هذا قدرها المحتوم، حتى الدعوى لن تستطيع رفعها من جديد حتى يمرَّ عامان على الأقل، فمتى ستتخلَّص خديجة من معاناتها هاته وتحقِّق السعادة لأولادها؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.60 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]