كف ذهب - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215413 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-01-2021, 05:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي كف ذهب

كف ذهب

فاتن فاروق



أمام المِرآة تقف بنت العشرين تُمعن النظر في شبْكتها؛ "كفٌّ مِن الذهب": سوار موصولة بخواتم بعدد أصابعها، يَبرق فوق كفٍّ أبيض بضٍّ يَشي بعُمرها الغض النَّضِر، كأنها يدُ غانية منعَّمة، مُترَفة بينما هي في الشقاء وُلدت!





أمُّها تَفترش الأرض بخضرواتها، ذات وجه مُغضن ممهور بشمس بلادنا الفتيَّة، وصبرِها على مرارة الأيام؛ فهي الأرملة التي تُنفق على بناتها الأربع، جاهدَت حتى تربَّين وتزوَّجَ ثلاثتُها الكبار، وورثْنَ منها الكدَّ وشظَف العيش، بينما صُغراهنَّ شفَعَ لها جمالها الفَتَّان، الذي أدركَت وأمُّها كنهَه مُبكِّرًا فنشأت مُتمرِّدةً، مُدلَّلة، وكثيرًا ما ردَّدت أمُّها: "لن أزوجها إلا مَن سيُقدِّرها"، إنها (القشدة الصابحة)!





فتمدَّد داخلها إفك التميُّز المضلِّل، فباتت تفاضل بين خطَّابها، تَثور لأتفه الأسباب، حتى جاءها مَن تتمنَّى، ذلك المهاجر هجرةً غير شرعية إلى إيطاليا، فلبَّى لها ما طلبَت هي وأمها، فكانت تَرتدي كفَّ الذهب وتسير كعادتها مُستمتِعةً بأنوثتها الفواحة، داخل ثيابها المُكتنزة، مبرزةِ القسمات، مُتقَنة الصُّنع؛ فما بين صدر ناهد، يَليه خصر كاد يَختفي، يليه رِدفاها المتكوِّران، فساقان مقسمة داخل بنطال صُنع ليُظهر أكثر مما يَستر، فيُصاب الناظر إليها بجحوظ العينين، وانفِراج الشفتين، وتصلُّب الوجه، والتوقف عن الحركة حتى تمرَّ، والصغيرة خبرَت هذه المشاهِدَ، فأصبحت تبحث في ملبسها عما يَجعلها تَحتفظ دومًا بهذه الوجوه أينما ذهبَت.





وما بين رغبة الأم في إخفاء كفِّ الذهب مِن الأعين المستديرة، ورغبة الصغيرة في إغاظة مَن يكيدون لها - برَعَت الصغيرة في إظهار مهارتها بنَظْم فنون كيد النساء "لمُجايلاتها".





وإمعانًا في الأخذ النَّهم على الدوام؛ طرقَت بابَهم ظُهرًا سيدةٌ في نهاية العِقد الرابع، تسأل عمَّا إن كان هُنا مَن تستعدُّ للزواج أم لا، فأجابتها الصغيرة بأنها تستعدُّ للزواج عما قريب، فقالت لها: أنتِ مِن المحظوظات؛ فنحن جمعية خيرية نقوم بتجهيز الفتيات المُعسرات، فقالت في صلف: "خطيبي يعمل في إيطاليا، وسيقوم بتجهيزي جهازًا لم يأتِ لبنْتٍ في حيِّنا كلِّه"، فقالت لها: وأنتِ، ألن تَشتركي في التجهيز بأي شيء؟!


فقالت لها: بل سنَشتَرِك بالطبع!


وهنا وجدَت المرأة ضالتها، فقالت لها: إذًا فنحن من سيتكفَّل بالنفقات!





تنظر إليها الصغيرة وتتهلَّل أساريرُها، كأنها غير مصدِّقة، تعود المرأة التي قرأَت الدهشة على وجهِ الصَّغيرة، فتقول: "زميلي يقف أمام البيت بالخارج، أعطِني الشبكةَ كي يَراها فقط، فيتأكَّد أنك تَستعدِّين للزواج، ثم أُعيدها إليكِ حالاً"!





خلعَت الصغيرة كفَّ الذهب وأعطتها إياه، وهرولَت الأخرى غير مصدِّقة لما اغتنمَت.





وانتظرَت الصغيرة عودتها فلم تَعُد! وبعد نصف الساعة أصابها جزعٌ.. فرَكَت يدَيها، وزمَّت شفتَيها، وهروَلت خائفةً من مجهول يَنتظرها تتوجَّس منه، وتُبعد شبحَ وسوستِه داخلها، تنظر هنا وهناك باحثةً مُستقصيَة، مُتسائلة عن السيدة التي أخذَت منها كفَّ الذهب ولم تَهتد!





طوَتِ الأرض بأقدامها متفحِّصةً الوجوه التي تَمرُق هنا وهناك حتى تبلغ درجة اليأس، تَنقلب إلى أمها باكيةً مُنهارة، فتخبط صدرَها بيدها غير مصدِّقة، ولم تلبَث في التخبُّط كثيرًا، وإنما حسمت أمرها مُسرعة إلى الشرطة لعمل محضر.





تمرُّ الأيام بطيئة دون عودة كفِّ الذهب، فبلغ بها اليأس مبلغَه، فانكسرت نفسُها المُنتشية، وتوارت أنوثتها المتورِّمة، وتبلَّدت خطواتها الوثَّابة، وبقيَت يدُها دون كفِّ الذهب، وبقيت رتوقٌ داخلها دون الْتئام، لاكَتِ الألسنُ خطبَها؛ من الشامتات والمُشفقات، بينما توارت الحسناء من أعينهنَّ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.45 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]