قراءةٌ أولى لرواية (عائشة في غرفة التشريح) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855168 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389989 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2021, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي قراءةٌ أولى لرواية (عائشة في غرفة التشريح)

قراءةٌ أولى لرواية (عائشة في غرفة التشريح)

نور سعدون




عائشةُ -لمن لايعرفها- إنسانةٌ عاشت في رواية الدكتور (محمد الحضيف) بجدارة.







تضفي مفرداتُ رواية (عائشة في غرفة التشريح) صخبًا حقيقيًا في نفس قارئها امتدادًا للصخب في أحداثها، التي تعد خطًّا جديدًا يحلق في آفاقه على غير عادته في رواياته ذات النبرة الهادئة مع قوة حبكتها وثبات موقفها..



كذلك فاجأ الكاتب الحضيف قُرّاءَه بعنصر الدعابة الذي خدم الهدف في عدة مواضع.. دبج به أسلوبه الساخر ليغدو الحَرْفُ والبطلةُ أكثر صلابة؛ فمفردات الحزن قد تعطي هشاشة للشخصية الأساسية في الرواية.



هاجمت عائشةُ -مهاجمة صارخة وبقناعة تامة- الخطَّ اللبرالي الذي كثيرًا ما هاجمها وناوأ مجتمعها وعقيدتها..والذي ينظر للمرأة على أنها (مجرد شيء).



بدا أمام عنادها كفقاعة الزَّبَد التي انتفخت.. لتنفجر وتعود إلى أصلها (أخفّ من الهباء)..



غدت عائشة رمزًا عنيدًا من رموز مبارزة اللبرالية العقيمة، فمع محاولات الاضطهاد لم تنكسر.. ومع محاولات الصدود لم تنْزَوِ، ولم تتحطم!..كانت تُثبِت عبر أجزاء حياتها حقيقة "ما لا يقتلني يقويني".




تصدت لها عائشة بما تملك من أبجديات، ثبتت كثيرًا أمام محاولات الصد والثني والسخرية؛ ومع الألم الذي انطوى عليه خافقُها في لحظاتٍ ما.. إلا أنها هي التي ربحت الجولات ((فإنهم يألمون كما تألمون)).



كما آمنت برسالتها كطبيبة [يسلمك روحه.. تحافظ عليها، يأتمنك على جسده.. لا تخونه] ونافحت.



هكذا هي عائشة.. عائشة بطلة حقيقية تستحق العيش في قلب كلّ منافح عن رسالته.. وفي كيان كل فرد في المجتمع؛ لأن عائشة كنقطة الصابون التي تنتشر لتُزيحَ مساحاتٍ شاسعةً من الخبث عن محيطها.



عائشة تضخ في المحيطين قدرًا هائلا من الثبات، يهوِّن أمامهم العيشَ في سبيل الإيمان، ويشد من أزر المكافحة.


عائشة التي لاتنكفئ على نفسها صاغرةً حائرة أمام خطأ يُرتكب!!


عائشة هي حالة الرفض لمرضِ الصمت الخائر لإنسانٍ يُنتهك..



رواية عائشة وضعت مشرطها بمهارة على مواضعَ عدةٍ من جسد المجتمع؛ فعلى سبيل التمثيل:



- تلقي الشائعات بالقبول ونفخها، وقدمت أسلوبًا في تعاطيها، وهو السكوت عن الخطأ باسم (ابعِد عن الشر) حتى يتضخم الخطأ على حساب المجتمع نفسه:


- أنا قلبي يوجعني يا عائشة، الموضوع يكبر، والناس ما لهم إلا الظاهر. المثل يقول: "ابعد عن الشر وغني له"..!



- محاولات تقويض دعائم نجاح إنسان بتهمة (النجاح):



"جارتهم.. وهي امرأة متعلمة، كثيراً ما تفخر بأن زوجها رجل الأعمال، يملك مركزاً طبياً، كل العاملات فيه من النساء. قالت لوالدتها مرّة، على مسمع جمع من نساء، كن مجتمعات عندها.. في إحدى المناسبات: إن آخر شيء كانت تتوقعه، هو أن (تفرط) أم أحمد بأخلاق ابنتها عائشة، وتسمح لها بدخول كلية الطب. كاد كلام المرأة يصيبها بيأس. هل هذا رأيها، أم موقف سببه الغيرة؛ لأنها قبلت في كلية الطب، ولم تقبل ابنتها. كانت تتوقع.. بحكم نشاط زوجها التجاري.. الذي له علاقة بطبيعة دراسة الطب، أن تكون أكثر إدراكاً من غيرها، لحاجة المرأة، لامرأة مثلها، تتولى علاجها. "قليل من الناس من يتخلى عن هواه وحظ نفسه، ويتجرد لذات المبدأ".. همست لنفسها".



- البطء في حلّ مشكلة الاختلاط في المجال الطبي مع أن ذلك ممكن:



"أمها الرافضة الخائفة، خصصت لها غرفة خاصة في البيت. الوالد المتردد، صار يطوف على المكتبات، يوفر لها الكتب والمراجع. أما شقيقها أحمد، الذي كان كلُّ ما تفعله وتحلم به أختُه، محلَّ استهزاء وسخرية منه.. أصبح مصدراً رئيساً لدعمٍ لم تكن تتوقعُه.


أحمد صار متابعاً منتظماً لمنتديات الإنترنت. لا يمر يوم أو يومان، إلا ويزود عائشة بأوراق، طبعها من بعض منتديات الإنترنت، بعضها يتكلم عن أهمية دعم عمل المرأة في القطاع الصحي، لتخدم بنات جنسها، وأخرى عن وجوب توفير بيئة مناسبة للطالبات في الكليات الطبية، والعاملات في القطاع الصحي.."



أشارت الرواية إلى بعض الأخطاء التي تحدث في المرافق الطبية؛ يتضح جانب منه حين يناقش ناصر -والد عائشة- الطبيب:



"- دكتور.. هذا مستشفى حكومي، ومن حق المواطن أن يلقى احتراماً، وخدمة صحيحة. التخلف.. ليس التزام الإنسان بما يؤمن به، بل معاملة الناس بهذه الطريقة".



إنّه هنا يقف صادعًا مستخدمًا أدوات المشاعر النفسية لبني البشر، متوصلاً بالقارئ إلى قناعته الذاتية، ولعلّ الرواية هذه نقطة تحول في (مدرسته)! بما يخدم المرحلة؛ إذ سيضخ (فيما أتمناه) في أقلام كثير من الأدباء حبرًا من النوع (الجريء في الحق)..يعتلي به جبل الرماة ليرمي.. نكاية وانتصارًا للحق فقط!




لا شك أن الكاتب سيُتهم بالمباشرة والأسلوب الوعظي، ولكن البينة على من ادعى، فما دُوِّن في الرواية مواقفُ وقناعاتٌ لشخوصها، فلقد سلكت الرواية مسلكَ الأديب في رسالته إذ تتسلل لقناعاته وتقدم معالجتها بشكل مفرط في الذكاء، وهذا ما حدث هنا؛ نسيج متقن من عناصر الزمان والمكان والحالة النفسية والتوجه والخلفية الثقافية أدت دورها بشكل فني ذكي.




ولم تكن البطلة شخصية أسطورية مفرطة في المثالية، وإنما يعتريها النقص؛ حينما تعلقت بأمل خافت -ومصائب قوم عن قوم فوائد- فمصابُ عائشة جلّى أمام القارئ حقيقةَ المفارقة الاجتماعية التي تمثلت في خطأ (شهاب الدين) الذي خان نضالُه نضالها.. وكذّب في لحظة الصفر براءتها وكفاحها واللجج التي خاضتها (حقيقةً لا ادعاء)



فلقد كان نضالها حقيقيًا في الميدان.. في حين كان نضالُه خلفَ شاشة الحاسوب.. وحسب!



شهاب الدين رسب في الامتحان، فكشف عن خللٍ عند من يقول بلا فعل، أرسل من خلاله الكاتبُ رسالةَ عتاب لمجتمع ناضلت فيه (الطبيبةُ عائشة) ولأجل صالحه.. فتبرأ منها!




عائشة الطبيبة.. وعائشة الهيئة، وعائشة المستقيمة، وهي الرسالة والهم.




عائشة التي وقفت بكل احترام في مجال عملها لتبعث من هناك رسالةَ وفاء لدينٍ كرّمها، وكذلك لوطنٍ عاش فيها.. لا لتجرّح، ولكن لتشرّح؛ بمشرط الصدق، وبمنطق الحق واقعًا لم يُنصَف لتأخذ الجائزة مع مرتبة الشرف الأولى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.18 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]