فقه الصيام - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858797 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393184 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215593 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2024, 03:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي فقه الصيام

فقه الصيام (1) التعريف - الأركان - الأنواع
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

الخطبةالأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]،أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذني الله وإياكم من النار.

عبادالله، قبل حلول رمضان لا بد من معرفة أحكام الصيام، حتى نعبد الله عز وجل عن علم وبينة، وسنشرع بحول الله في تبسيط فقه الصيام عن طريق السؤال والجواب، مقتصرين على الأجوبة التي تدعو الحاجة إليها كثيرًا، أو يكثر السؤال عنها، ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتب التي تتناول أحكام الصيام- إن كان يحسن القراءة والفهم- وإلَّا فعليه سؤال أهل العلم، قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 7]، ونشرع بحول الله في المقصود.

السؤال الأول: ما معنى الصيام؟
الصوم إمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، مع اقتران النيات به [1].
فهمنا من هذا التعريف أمرين:
الأول: أنه لابد من الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجرإلى غروب الشمس.


والثاني: لا بد من النية، وهذه النية لا يُتلفَّظ بها؛ فهي عزم القلب على الصوم، فأنت حينما تستحضر في ذهنك أنك تريد الصوم فهذه نية، أو حينما تقوم ببعض الأفعال الدالَّة على ذلك؛ كإعداد مائدة السحور من الليل، أو ضبط المنبه ليوقظك للسحور فهذه نية وقصد للصوم، والأمران السابقان: النية والإمساك؛ هما ركناالصوم، فلا يُتصوَّر صوم بدونهما، قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].


السؤال الثاني: هل تكفي نية واحدة في رمضان أم لا بُدَّ من تجديد النية لكل ليلة؟ من جدَّد كل ليلة فحسن، ومن لم يجدد فلا بأس؛ فقد ورد هذا وهذا عند المالكية؛ لكن المشهور عندهم أنهم لا يشترطون تجديد نية الصيام كل ليلة خلافًا للجمهور، وعليه تكفي نية واحدة من أول رمضان، ودليلهم أن رمضان كله كيوم واحد، وأنالصوم كالصلاة، فكما أن المصلي لا يجدد النية عند كل ركن منها؛ بل تكفي النية أول الصلاة، فكذلك تكفي أول الصوم [2].


السؤال الثالث: ما هي أنواع الصيام؟


الصوم أربعة أقسام: واجب، ومستحب، وحرام، ومكروه.


القسم الأول: الواجب أو المفروض؛ كصيام رمضان، وهو فرض عيني لمن تحققت فيه الشروط وانتفت الموانع، ودليل وجوبه قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 183، 184]، وقال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان"[3]، وصيام النذر، مثلًا شخص قال: لله عليَّ إن شفاني الله، أو نجحت في الامتحان، سأصوم ثلاثة أيام، فهذا يسمى نذر يجب عليه متى تحقق الطلب أن يصوم، ومن الصوم الواجب صوم القضاء؛ كمن سافر أو كان مريضًا فأفطر أيامًا في رمضان، فإنه يجب عليه بعد رمضان وحصول الشفاء قضاء الأيام التي أفطرها، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184]، والمرأة كذلك إذا حاضت أو كانت نفساء فإنها لا تصوم، وتقضي ما أفطرته من أيام دون الصلاة فإنها لا تقضيها، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كنا نحيض عند النبي صلى الله عليه وسلم، فيأمرنا بقضاء الصوم"[4]، ومن الصوم الواجب صوم الكفَّارات؛كمن تعمد وطء زوجته في رمضان فإنه يصوم شهرين متتابعين؛ لأنه يكفر عن انتهاك حرمة الصيام، أو صوم كفارة القتل الخطأ، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 92]،فهذه أمثلة الصوم الواجب الذي يُثاب فاعله ويُعاقَب تاركه.

القسم الثاني: المستحب أو صوم التطوع؛وهو الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، كالإكثار من الصوم في شعبان، وصوم الاثنين والخميس، وصوم يوم عرفة وعاشوراء، وصوم ستة أيام من شوال، وصيام الأيام البيضوهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، وما ذكرناه له أدلته من سنة رسول اللهصلى الله عليه وسلم في الحث على التطوع بالصوم فيها، لتحصيل الأجر وزيادة الحسنات. ومنها قول أبي هريرة رضي الله عنه: "أوصاني خليلي‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد"[5].

فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى، وآله وصحبه، ومن اقتفى، أما بعد:
القسم الثالث: الصوم المحرم؛ كصوم يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى أو أيام التشريق؛ لأنها أيام عيد وأكل وشرب، قالصلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب"[6]، فمن صامها يأثم.

القسم الرابع: الصوم المكروه؛ كإفراد يوم الجمعة أو السبت أو الأحد بالصوم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا يوم الجمعة؛ فإنه يوم عيد، إلا أن تصلوه بأيام"[7]، ولإزالة الكراهة صم الخميس والجمعة أو الجمعة والسبت، أو السبت والأحد، أو الأحد والاثنين، والعلة في المنع أن الجمعة يوم عيد، والسبت والأحد أعياد لغير المسلمين، وسدًّا لذريعة التشبه بهم؛ لكن إن صادف أحد الأيام السابقة ما عهد صيامه؛ كصيام يوم عرفة أو يوم عاشوراء، فلا يكره صيامه. ويكره صيام الوصال؛ وهو أن يستمر الفرد في صومه مكملًا له إلى ما بعد غروب الشمس، ويوصله باليوم الذي بعده، بمعنى يصوم يومين متتابعين بدون أكل، وهذا منهي عنه؛ لأنه يضعف الإنسان، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان، فواصل الناس، فنهاهم، قيل له: أنت تواصل؟ قالصلى الله عليه وسلم: "إني لست مثلكم؛ إني أطعم وأسقى"[8]، ويكره صيام الدهر؛ ويقصد به أن يصوم الفرد دائمًا وأبدًا ولا يقطع، وهذا تشدد في الدين ومخالفة لوسطية الإسلام، فقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر، وهو القائل: "لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد"[9].

فاللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، آمين. (تتمة الدعاء).

[1] المقدمات الممهدات، ابن رشد: 1/ 237.

[2] انظر: المقدمات الممهدات، ابن رشد:1/ 246. روضة المستبين في شرح كتاب التلقين، ابن بزيزة: 1/ 510.

[3] رواه مسلم، برقم: 16.

[4] رواه ابن ماجه، رقم: 1670.

[5] رواه الترمذي برقم: 747.

[6] رواه مسلم، رقم:1141.

[7] رواه ابن حبان، رقم: 3610.

[8] رواه مسلم، رقم: 1102.

[9] رواه مسلم، رقم: 1159.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-03-2024, 02:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فقه الصيام

فقه الصيام (2)

(شروط: الوجوب - الصحة - الوجوب والصحة)

عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت


الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله: تحدثنا في الخطبة الماضية عن معنى الصيام وأركانه وأنواعه، ورأينا أن هناك الصوم المفروض كرمضان، والمستحب والمحرم والمكروه، ويستمر بنا الحديث في هذه الخطبة لعرض بعض الأسئلة الأخرى وأجوبتها، جعلني الله وإياكم من المتفقهين في دينه، ومن الذين يعبدونه بعلم.

السؤال الرابع: ما هي شروط وجوب الصوم؟ أي ما هي الشروط التي ينبغي أن تتوفر حتى يكون الصوم واجبًا علينا؟
الشرط الأول: البلوغ، ويُعرَف البلوغ بعلاماته أو بوصول سن البلوغ – وإن لم تظهر العلامات - فمن بلغ يجب عليه الصوم، وبهذا الشرط يخرج الأطفال فالصوم لا يجب عليهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((رُفِعَ القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبَر، وعن المجنون حتى يعقِل أو يُفيق))[1]، لكن ماذا على ولي أمر الطفل وإن لم يبلغ؟ عليه تدريب ابنه على الصيام وتشجيعه عليه؛ قياسًا على الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))[2]، والصحابة رضوان الله عليهم يفعلون هذا؛ روى الإمام مسلم في صحيحه عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: ((من كان أصبح صائمًا، فلْيُتِمَّ صومه، ومن كان أصبح مُفْطِرًا، فليتم بقية يومه، فكنا، بعد ذلك نصومه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العِهْن – الصوف - فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناها إياه عند الإفطار))[3]، ولا تلتفتوا إلى دعاة العواطف والرحمة بالطفل، الذين يدعون إلى عدم تدريبه على الصوم بدعوى مصلحته وعدم الإضرار به، فهي دعوة كاذبة، فليس هناك أرحم من شريعة رب العالمين، ومن شبَّ على شيء شاب عليه.

الشرط الثاني: القدرة على الصيام واستطاعته، وبهذا الشرط خرج العاجز بسبب الكِبَرِ أو المرض، مما يدلكم على رحمة الإسلام؛ قال تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وهؤلاء يُعطُون الفِدية؛ أي: يطعمون مسكينًا عن كل يوم؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]، فيستطيع العاجز أن يخرج طعامًا لمسكين أو فقير، أو عابر سبيل، أو طالب علم، فيُطعمه، أو يخرج مُدًّا من الطعام (= 700 غ)، فيتصدق به على المساكين، والكثير من الناس يجدون صعوبةً في هذا الإطعام ويسألون: ما حكم دفع القيمة؟ جماهير أهل العلم على منع القيمة؛ ومنهم: المالكية والشافعية والحنابلة، لكن ضرورة التيسير على الناس جعلت الكثير من العلماء قديمًا وحديثًا، يفتون بجواز إخراجها بالقيمة، وعلى القول بالجواز، ما مقدارها؟ الأمر في ذلك يرجع إلى عرف كل بلد في تحديد القيمة، فأنت تقدر كم مقدار من النقود يستطيع أن يطعم مسكينًا، فتعطيه إياه، وإن زدتَ عليه فهو خير؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ﴾ [البقرة: 184].


والذين تحدثنا عنهم هم أصحاب العجز الدائم كأصحاب الأمراض المزمنة - عافانا الله وإياكم - أو الشيخ الكبير والمرأة العجوز الطاعنين في السن، أما الذين عندهم عجز مؤقت، كالمرض الذي يُرجى الشفاء منه، فهؤلاء ليست عليهم الفدية، بل عليهم القضاء بعد رمضان؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184].


الشرط الثالث: الإقامة؛ أي: أن يجدك رمضان وأنت مقيم ببلدك، فأخرجنا بهذا الشرط المسافرَ، فإن له رخصةً في الفطر - إن أحب الأخذ بها - وتوفرت فيه الشروط؛ كأن يخرج قبل الفجر، وأن يكون السفر طويلًا (حوالي 84 كلم)، وألَّا يكون سفر معصية، فإياك - أخي الكريم - التنقيص ممن أخذ بهذه الرخصة في السفر، فتكون من المستهزئين بشرع الله، حتى وإن كان السفر مريحًا وغير شاق؛ لأن العلة في السفر، وليس في المشقة؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: ((كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فمنا الصائم ومنا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، يَرَون أن من وجد قوةً فصام، فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفًا فأفطر، فإن ذلك حسن))[4]، لكن يستحسن إخفاء الفطر احترامًا لحرمة الشهر، وتجنبًا لألسنة العوام من الناس، فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى؛ أما بعد:
فالسؤال الخامس: ما هي شروط صحة الصوم؟ أي ما هي الشروط التي لا يصح الصوم بدونها حتى وإن كان واجبًا علينا؟
الشرط الأول: النية، وقد سبق الحديث عنها في الخطبة الأولى؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من لم يُبيِّتِ الصيام من الليل، فلا صيام له))[5]، واحرص أن تكون نيتك خالصةً لوجهه تعالى.

الشرط الثاني: التمييز، فلا يصح من الصبي غير المميز، ولا من المجنون، وقد سبق معنا حديث: ((رُفِعَ القلم عن ثلاث:...)).

الشرط الثالث: الزمن القابل للصوم؛ وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

السؤال السادس: ما هي شروط وجوب وصحة معًا؟ أي ما هي الشروط التي لا يجب ولا يصح الصوم بدونها؟
الشرط الأول: الإسلام، لو قال غير المسلم: أعجبني صيامكم - أيها المسلمون - أريد أن أصوم معكم؟ نقول له: لا يجب عليك، وإن صمت لا يصح منك، يجب عليك أن تدخل في الإسلام أولًا؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 65، 66]، فالشرك مُبطِل للأعمال كلها.

الشرط الثاني: العقل؛ فلا يصح من الصبي غير المميِّز، ولا المجنون، وقد سبق معنا حديث: ((رُفِعَ القلم عن ثلاث...)).

الشرط الثالث: الطهارة من دم الحيض والنِّفاس؛ فالحائض والنُّفَساء لا تصومان ولا يصح منهما، فإذا فات رمضان تقضيان الصوم دون الصلاة، وقد سبق معنا حديث عائشة رضي الله عنها في صوم القضاء، لكن أنبِّه إلى أن بعض الفتيات بفرط الحياء تصوم رغم أنها حائض، حتى لا يعرف أمرها، وهذا لا يجوز لها، فهذا شيء كتبه الله على بنات بني آدم، لا ينبغي الخجل منه.

فاللهم أرِنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، آمين.

(تتمة الدعاء).

[1] رواه النسائي، برقم: 3432.
[2] رواه أحمد، برقم: 6756.
[3] رواه مسلم، برقم: 1136.
[4] رواه مسلم، برقم:1116.
[5] رواه النسائي، رقم: 2334.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-03-2024, 05:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فقه الصيام

فقه الصيام (3): مسائل متفرقة (خطبة)

عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
الخطبةالأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله لا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عبادالله:
تحدثنا في الخطبة الماضية عن شروط الصيام عمومًا؛ ومنها: الإسلام، والنية، والبلوغ، والتمييز، والقدرة، والإقامة، والزمن القابل للصوم، والطهارة من دم الحيض والنِّفاس، ويستمر بنا الحديث في هذه الخطبة لعرض بعض المسائل الأخرى التي يكثر السؤال عنها، جعلني الله وإياكم من المتفقهين في دينه، ومن الذين يعبدونه بعِلْمٍ.

السؤال السابع:
ماذا يجب على من أكل أو شرب ناسيًا؟ عليه أن يكمل صومه، وأن يلفظ ما في فمه بمجرد التذكر، وسواء أكَلَ مرةً واحدةً أو تعددت المرات، فصومه صحيح؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من أكل ناسيًا، وهو صائم، فلْيُتِمَّ صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))[1]، لكن مالكًا رحمه الله فرَّق بين صوم رمضان وصوم النافلة، فمن نسِيَ فأكل في رمضان فإنه يقضي، دون النافلة[2].

السؤال الثامن:
ماذا يجب على من أكل أو شرب خطأً؟ مثلًا شخص أكل أو شرب وهو يظن بقاء الليل فتسحر، أو ظن غروب الشمس فأفطر، ثم بان خطؤه، وهو لم يتعمد ذلك، الجواب: جمهور أهل العلم ألزموه بالقضاء، ومعنى هذا أن الخطأ يفارق النسيان في بعض المسائل، وهذه المسألة أشبه بمن ظنَّ دخول وقت الصلاة فصلَّاها، ثم تبيَّن أنه لم يدخل، فعليه الإعادة.

السؤال التاسع:
ماذا يجب على من تعمَّد انتهاك حرمة رمضان بأكل أو جماع؟ الأكل والإفضاء إلى النساء إنما يحل بالليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر؛ قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [البقرة: 187]، فإذا تعمَّد الإنسان الأكلَ في نهار رمضان، أو تعمَّد الزوج الجماع في نهار رمضان وطاوعته الزوجة، فإنهما إلى جانب القضاء تجب عليهم الكفارة، وهي: عتق رقبة، وهي اليوم متعذرة، فيصومان شهرين متتابعين، فإن لم يستطيعا أطعما ستين مسكينًا لكل واحد منهما، ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل، فقال: يا رسول الله هَلَكْتُ، قال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبةً تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟ قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيها تمر - والعرق المكتل - قال: أين السائل؟ فقال: أنا، قال: خذها، فتصدق به، فقال الرجل: أعَلَى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لَابَتَيها - يريد الحَرَّتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال:أطعِمْهُ أهْلَك))[3].

السؤال العاشر:
هل يصح صومي وأنا على جنابة؟ هذا السؤال متعلق بسابقه، إذ قد يفضي الزوج إلى زوجته، فيدركهما الفجر على جنابة، فهل يصح صومهما؟ صومهما صحيح حتى ولو أدركهما جزء من النهار على جنابة، فهذا رجل جاء إلى أم سلمة رضي الله عنها يسأل عن الرجل يصبح جنبًا، أيَصُوم؟ فقالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جُنُبًا من جماع، لا من حُلُمٍ، ثم لا يُفطر ولا يقضي))[4].

فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى.

أما بعد:
السؤال الحادي عشر:
ما هي الأمور التي لا تُفطِر؟ هناك أمور كثيرة لا تفطر - وإن اختلف في بعضها أهل العلم - وجب العلم بها، ومنها مخرجات الندوة الفقهية الطبية التاسعة المنعقدة بالدار البيضاء في موضوع المفطرات الطبية، وخلصت إلى ما يلي:
1- قطرة العين، وبخاخ الأنف، وبخاخ الرَّبو.
2- الإبر غير المغذية.
3- العمليات الجراحية بالتخدير العام، إذا كان المريض قد بيَّت الصيام من الليل.
4- الحقن المستعملة في علاج الفشل الكلوي، حقنًا في الصفاق أو بالكلية الصناعية.
5- منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل أو مواد أخرى.

ومنها: حفر السن، أو قلع الضرس، أو تنظيف الأسنان، أو السواك أو فرشاة الأسنان - إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق - ومنها: تذوق الطعام، وقص الأظافر، وبلع الريق، واستنشاق غبار الطريق، وأما الحجامة فمكروهة عند مالك حال الصيام[5]، لكن الأولى - لمن لا ضرورة عنده - تأخير ذلك إلى الليل، خروجًا من الخلاف في بعض المسائل.

السؤال الثاني عشر:
ما هي الأمور التي تفطر؟ هناك أمور معروفة تفطر؛ قال الإمام ابن رشد رحمه الله: "وأجمعوا على أنه يجب على الصائم الإمساك زمان الصوم عن المطعوم والمشروب والجماع؛ لقوله تعالى: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة: 187][6]، والقيء، من غلبه فلا يفطر، ومن تعمده يفطر لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من ذَرَعَه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقضِ))[7]، فاجتهدوا – إخواني - في معرفة أمور دينكم، وتجنبوا ما يفسد ويبطل صومكم من أكل وشرب وجماع أو استمناء، أو ما كان في معنى الأكل والشرب كحقن الدم في الصائم، فإنه يفطر لأن الدم هو غاية الغذاء بالطعام والشراب، والإبر (الحقن) المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب؛ لأنها بمنزلة الأكل والشرب، وتجنبوا المبالغة في الاستنشاق والمضمضة حال صومكم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا))[8].

فاللهم أرِنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، آمين.

(تتمة الدعاء).

[1] رواه البخاري، برقم: 6669.

[2] انظر: الكافي في فقه أهل المدينة، ابن عبدالبر: 1/ 343.

[3] رواه البخاري، برقم: 1936.

[4] رواه مسلم، برقم: 1109.

[5] نفسه: 2/ 53.

[6] بداية المجتهد ونهاية المقتصد، ابن رشد: 2/ 52.

[7] رواه الترمذي، رقم: 720.

[8] رواه الترمذي، رقم: 788.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.22 كيلو بايت... تم توفير 2.58 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]