"كل بدعة ضلالة" - ملتقى الشفاء الإسلامي

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859004 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393382 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215691 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2022, 08:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي "كل بدعة ضلالة"

"كل بدعة ضلالة"
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

الحمد لله، الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رضي لنا الإسلام دينًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمر بالتمسك بالسُّنة، وحذَّر من البدعة والضلالة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما مزيدًا إلى يوم القيامة؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، ففي تقواه عز وجل الخير كله، والشر كل الشر في معصيته.

عباد الله، إن نِعَمَ الله على العباد كثيرة، وأعظمها نعمة الإسلام؛ ذلكم الدين الحق الذي يفرِّق بين الحق والباطل، والحلال والحرام، والخير والشر؛ قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122].

وإن أعظم ما يهدم الدين ويهدد كِيانه ظهورُ البدع المضلة، والمحدَثات التي يرى صاحبها أنه مصيب، وهو على ضلال.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من البدع والفتن؛ فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: ((وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجِلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودِّع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبدٌ، فإنه من يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة))؛ [رواه الترمذي، وأبو داود].

والبدعة طريقة مخترَعة في الدين، ليس لها دليل من كتاب أو سُنة، ولم تَرِدْ في الشرع، يقصد مخترعها التقرب بها إلى الله عز وجل.

وكل البدع مردودة؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من عمِل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رد)).

وقد حكم صلى الله عليه وسلم على البدع كلها بأنها ضلالة؛ فقد كان يقول في خُطَبِه: ((إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))؛ [رواه مسلم].

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة"، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "اتبعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كُفيتم، كل بدعة ضلالة".

وقال الإمام أحمد رحمه الله: "أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة".

"فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة"؛ [شرح الأربعين لابن رجب].

وقال الإمام مالك رحمه الله: "من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذٍ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا".

والبدع المحدَثة لها أضرار وأخطار، فالبدع أمرها عظيم، وهي بريد الكفر؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إن أبغض الأمور إلى الله البدع"، وقال سفيان الثوري رحمه الله: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يُتاب منها، والبدعة لا يُتاب منها".

ومن مفاسد البدع أنها تمحو السُّنَّة؛ قال بعض السلف: "ما ابتدع قوم بدعة، إلا نزع الله عنهم من السنة مثلها"، فكلما أحدثت بدعة تركت سُنَّة، وهكذا حتى تكثر البدع، وتضمحلَّ السنن، ويتلاشى الدين شيئًا فشيئًا.

وأصحاب البدع يزهدون في السنن، ويستثقلون العمل بها، بينما ينشطون في البدع، وتنبعث هممهم للقيام بها، فينفقون فيها أموالهم، ويُتْعِبون أبدانهم، ويضيِّعون أوقاتهم في إحياء البدع، وقد يكون بعضهم مقصرًا في أداء الواجبات، وإقامة الصلوات، مع ما يحتف بهذه البدع من المنكرات والمخالفات ونحو ذلك، وذلك من كيد الشيطان بهم، وتزيينه الباطل في أعينهم، والإمام مالك كثيرًا ما يتمثل قول الشاعر:
وخير الأمور السالفات على الهدى
وشر الأمور المحدثات البدائعُ


فالبدع ومضلات الفتن ظلمات بعضها فوق بعض وكبائر كثيرة، لو تدبَّرها المتدبر لَكَفَتْهُ واحدة منها في النفور عنها، ولكنه الجهل وقلة العلم؛ ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ [الأنعام: 111]، واتباع الهوى وإعجاب المرء بنفسه ورأيه؛ ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ [فاطر: 8].

لقد حدثت البدع في أواخر عصر الصحابة رضي الله عنهم؛ تصديقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإنه من يعش منكم، فسيرى اختلافًا كثيرًا))، فتصدى لها الصحابة، ودفعوا في نحورها بالبيان وقوة السلطان، حتى ولَّت مدبرة، وانكشفت ظلماتها، وحذروا أمة الإسلام منها.

ظهرت بدعة الخوارج، وبدعة القدرية، ثم تتابعت البدع، وفي كل زمن يهيئ الله للأمة الإسلامية من الولاة والعلماء مَن يطفئ نار الفتن، ويقمع البدع، فالولاة يقمعون البدع، ويطفئون الفتن، بقوة السلطان، والعلماء بقوة البيان، فينشرون السنن، ويبلغون الأحكام.

ولقد حدثت البدع بعد القرون المفضَّلة، وعلى حين فترة من ضعف الأمة وتفرقها؛ فأول من أحدث الموالد هم العُبَيْدِيُّون الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة موالد؛ المولد النبوي، ومولد علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم، والخليفة الحاضر، وهدفهم من ذلك نشر مذهبهم الباطني الخبيث؛ فأقاموا الموائد والموالد؛ لاستمالة قلوب العوام ونشر المنكرات والبدع.

إن من البدع الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من موالد الأنبياء والأولياء، وما يسمى عيد الميلاد، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وكل هذا إحداث في الدين لم يشرعه الله جل جلاله، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا عمِله أزواجه وأصحابه، ولا خلفاؤه ولا أهل القرون المفضلة.

فاتقوا الله عباد الله؛ وكونوا من الذين قال الله فيهم: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا؛ أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، فإن طاعته أقوم وأقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، والزموا جماعة المسلمين وإمامهم، فإن يد الله على الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية؛ ﴿ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾ [المائدة: 41].

إن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على النبي المصطفى المختار، وعلى المهاجرين والأنصار وعلى جميع الآل والصحب الأخيار.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين يا رب العالمين.

اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى، وخذ بناصيتهما للبر والتقوى.

اللهم انصر جنودنا المرابطين وردهم سالمين ظافرين.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون؛ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.65 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]