تفسير آية: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح... ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215347 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29181 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2021, 07:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير آية: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح... )

تفسير آية: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح... )
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد



قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 35].



الغَرَض الذي سِيقَتْ له الآية: بيان كمال النظام الإسلامي وقوة وضوحه، والإرشاد إلى أن من رسخ الإيمان في قلبه فقد هُدي إلى الصراط المستقيم.



ومناسبتها لما قبلها: لما أتم الكلام على الأحكام العظيمة التي ذكرها في هذه السورة، ضرب مثلًا يقرر كمال النظام الإسلامي وأنه نور على نور.



و(النور) قد يضاف إلى الله تعالى إضافة الصفة إلى الموصوف؛ فيكون من أوصاف الذات المقدسة، وقد يضاف إلى الله تعالى إضافة المفعول إلى فاعله.



ومن الأول: قوله عليه السلام: ((أعوذ بنور وجهك الكريم أن تضلني، لا إله إلا أنت))، وقوله عليه السلام: ((أعوذ بنور وجهك الذي أشْرَقَتْ له الظلُمات))، وقوله تعالى: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ [الزمر: 69]؛ يعني: إذا جاء لفصل القضاء يوم القيامة.



ومن الثاني: قوله عليه السلام في حديث أبي موسى: ((حجابه النور، لو كشفه لأحرقتْ سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره مِن خلقه))، وفي معناه أيضًا ما فسر به بعض السلف قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر عند مسلم، لما قال له أبو ذر: هل رأيتَ ربَّك؟ قال: ((نورٌ أنَّى أراه؟!))، قال شيخ الإسلام: معناه كان ثَمَّ نور، أو حال دون رؤيته نور، وأنى أراه؟ قال: ويدل عليه أن في بعض الألفاظ الصحيحة: هل رأيت ربك؟ قال: رأيت نورًا.



وقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ يحتمل أنه مِن الأول؛ كما روى الطبراني والدارمي وغيرهما عن ابن مسعود: (ليس عند ربكم ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه).



ويحتمل أنه من الثاني؛ كما يدل له قراءة علي بن أبي طالب، وأبي جعفر، وعبدالعزيز المكي، وزيد بن علي، وثابت بن أبي حفصة، ومسلمة بن عبدالملك، وأبي عبد الرحمن السلمي، وعبدالله بن عياش بن أبي ربيعة: ﴿ نَوَّرَ ﴾ على أنه فعل ماضٍ، فهو تعالى الذي جعل فيها النورَ الحسي بالشمس والقمر والنجوم ونحوها، كما جعل فيها النور المعنوي الذي يَهدي إلى الصراط المستقيم، فجعل كتابه نورًا، ورسوله نورًا، ودينه نورًا؛ كما قال: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122].



كما أن قوله: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ ﴾ يؤيد ذلك، فإنه لا يجوز أن يكون المراد نور الذات بالإجماع؛ لأنه ليس كمثله شيء فلا يمكن تمثيله.



كما أن ضربه بعد ذلك مثل الكافر بأنه في ظلمات بعضها فوق بعض، ثم ذيل بقوله: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40] يرشد إلى ذلك.



ولا نزاع عند أهل العلم في أن النور الذي نبصره - وهو الضوء الذي يدرك بالبصر - لا يجوز أن يكون وصفًا لله تعالى.



وقد اختلف في الضمير في قوله: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ :

فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هو عائد إلى الله عز وجل؛ أي: مثل هداه في قلب المؤمن.

وقال أبي بن كعب: الضمير للمؤمن؛ بدلالة السياق، والتقدير: مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة... إلخ.

و(المشكاة): الكوة غير نافذة في الجدار، وهي عربية، ومن مادتها الشكوة، وهي وعاء من أدم للماء واللبن.

و(المصباح): السراج.

(والزجاجة): واحدة الزجاج، وهو جسم شفاف معروف.

و(الكوكب): النجم.

ومعنى (دُرِّي): أي مضيء متوقد متلألئ، ونائب الفاعل في يوقد: هو المصباح.

ومعنى ﴿ يُوقَدُ ﴾: يسرج.

وقوله: ﴿ مِنْ شَجَرَةٍ ﴾؛ يعني: من زيت شجرة.

و(مباركة): صفة لشجرة.



ومعنى (مباركة): كثيرة المنافع؛ إذ يسرج بزيتها، وهو إدام ودهان، ودباغ، ووقود يوقد بحطبه وتفله، ولا شيء فيها إلا وبه منفعة، حتى الرماد يغسل به الإبريسم.



وقوله: ﴿ زَيْتُونَةٍ ﴾: بدل من شجرة، وجوز الكوفيون وأبو علي الفارسي أن تكون عطف بيان؛ لأنهم يجوزونه في النكرات، أما البصريون، فلا يجوزون عطف البيان إلا في المعارف.



و(الزيتونة) واحدة أشجار الزيتون.



وقوله: ﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ ﴾: نعت لزيتونة؛ إذ لا تحول كلمة لا بين النعت والمنعوت.



وقوله: ﴿ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾ عطف على قوله ﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ ﴾.



ومعنى ﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾ أنها في مكان منكشف من الأرض، لا يواريها عن الشمس شيء طول النهار.



والشجرة الشرقية هي التي تصيبها الشمس إذا شرقت، ولا تصيبها إذا غربت؛ بسبب ساتر يحول بينها وبين الشمس عند الغروب.



والشجرة الغربية هي التي تصيبها الشمس إذا غربت، ولا تصيبها إذا شرقت؛ بسبب ساتر يحول بينها وبين الشمس عند الشروق.



فالشجرة المشار إليها ليست خالصة للشرق فتسمى شرقية وليست خالصة للغرب فتسمى غربية، وإما هي شرقية غربية معًا، وإنما وصفت بهذا الوصف؛ لأنه يكون أجود لزيتها، فأصفى ما يكون من زيت الزيتون هو ما تعرضت شجرته للشمس طول النهار.



وقوله: ﴿ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ﴾ تقرير لصفاء هذا الزيت الذي يوقد منه المصباح، وأنه لإشراقه وجودته يكاد يضيء من غير نار، فما بالك لو مسَّته النار؟!



ومعنى قوله تعالى: ﴿ نُورٌ عَلَى نُورٍ ﴾؛ أي: ضياء فوق ضياء، وهكذا صفاء الشريعة الإسلامية، فإنها كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: ((تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها)).



وقوله تعالى: ﴿ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ... ﴾؛ أي: يرشد الله تعالى لهذا الهدى مَن يريد توفيقه من أهل طاعته، أما مَن يريد خذلانه - نعوذ بالله - فإنه لا تنفعه هذه الأنوار الساطعة، ﴿ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يونس: 101].



وقوله تعالى: ﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ﴾؛ أي: ويجعل الله تعالى هذه الأمثلة المحسوسة للناس ليقرب لهم المعاني المعقولة.



والتذييل بقوله: ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾؛ لإفادة أن المثل الذي ضربه لا بد وأنه يكون الغاية القصوى في بابه؛ لأنه المحيط بحقائق الأشياء.





الأحكام:

1- يستحب ضرب الأمثال المحسوسة لتقريب المعاني المعقولة.

2- يجب الإيمان بالقدر.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.74 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]