التهيئة والتمهيد وبراعة الاستهلال - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191097 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2653 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 937 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92811 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-07-2020, 11:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي التهيئة والتمهيد وبراعة الاستهلال

إضاءات تربوية من القرآن الكريم والسنة النبوية











الإضاءة الأولى





التهيئة والتمهيد وبراعة الاستهلال





محمد عزت مصطفى




الحمد لله رب العالمين، يفتح بجميل عطائه، ويتفضل بواسع جميله، والصلاة والسلام على إمام الهدى، وخير الورى، وعلى آله وصحبه أولي الأحلام والنُّهى؛ أما بعد:







فعلى قدر تمكن المرء من جميل العبارة وترتيبها، وجودة الفكرة وعمقها، وبراعته في التهيئة واستهلالها - على قدر ذلك كله يتحقق الهدف من الحوار أو الخطاب، ولذلك سُمِّي نبيُّ الله شعيب عليه السلام خطيبَ الأنبياء؛ وما كان ذلك إلا لفصاحته وبراعته في خطاب قومه، ولعل خطابه مع قومه في سورة هود يبهر العقول ويأسر القلوب، وهو يؤسس للعديد من الصور البلاغية، فيقدم التهيئة الرائعة لخطابه، ويثبت القواسم المشتركة والمتفق عليها بينه وبين قومه، ويؤكد على حبه لهم وحرصه عليهم، ورعايته لشؤونهم، كل ذلك وغيره تجده فيه؛ قال الله تعالى: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]؛ فمن حُسْنِ تقديمه وجميل تهيئته أن يوضح لهم الغاية والهدف من خطابه لهم، فهو لم يُرِدْ لهم إلا كل خير؛ ذكر الطبري في تفسيره: "﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ ﴾: ما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه، إلا إصلاحكم وإصلاح أمركم، ﴿ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾: يقول: ما قدرت على إصلاحه؛ لئلا ينالكم من الله عقوبة منكِّلة، بخلافكم أمره - وليس من نهجه ولا من أخلاقه أن يأمر بفعل ويفعل ما يخالفه - ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾: يقول: وما أريد أن أنهاكم عن أمر ثم أفعل خلافه، بل لا أفعل إلا ما آمركم به، ولا أنتهي إلا عما أنهاكم عنه"[1].







وعلى قدر جودة التهيئة والتمهيد وبراعة الاستهلال والبدء يصل المتحدث إلى مبتغاه؛ ولذا وللوهلة الأولى تجد أن الله جل وعلا يفتتح كتابه بفاتحة الكتاب، وهي وإن كانت لم تتجاوز سبع آيات إلا أن فيها من حسن التمهيد، وبراعة الاستهلال، وجمال التقدمة - ما استحقت أن تكون مقدمة لكتاب الله الخالد، وكانت قراءتُها سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة في الصلوات المفروضة.







وأتوقف هنا بعيدًا عن تفسير الفاتحة وتأويل معانيها، وإنما مع حسن التهيئة وجمال التمهيد وبراعة الاستهلال من الناحية البلاغية؛ فقد احتوت السورة على العديد من الإشارات اللطيفة افتتح بها الله تعالى كتابه؛ فالبدء باسم الله الرحمن الرحيم يريح النفس، ويهيئ السامع تهيئة روحية عالية، وهو يسمع (الله)، (الرحمن)، (الرحيم)، وكلها أسماء لا تحمل بين معانيها سوى الجمال الذي يتمثل في الرحمة: عامة أو خاصة، في الدنيا أو في الآخرة، بل ويتكرر هذان الاسمان في السورة، مع البدء بحمده سبحانه وتعالى ربًّا لكل العالمين، وإظهار إحدى مظاهر القوة والقدرة: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، مع التأكيد على استحقاقه للعبودية جل شأنه لاحقًا في قوله سبحانه: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].







ولعلمه سبحانه بحال البشر، واحتياجهم إليه فيما يصلح لهم في معاشهم ومعادهم، ولأن هذا الطريق سلكته أممٌ سبقت فانحرفت، وأخرى لحِقت بهم فضلَّت - لزِم أن يحدد لهم طريق الهدى، ويبين لهم سبيل الإيمان: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، بهذه الآيات القليلة الألفاظ والعبارات، جمة المعاني والإرشادات - افتتح الله كتابه بها، فكانت خير تهيئة، وأجمل تقديم، وأروع استهلال يبدأ به أعظم كتاب.







وحين تطالع كتب الحديث الشريف تجد حديثًا من أصول الأحاديث وجوامعها؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُنيَ الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان))[2]، وهذا الحديث تتجسد فيه براعة الاستهلال، ويتضح فيه حسن التمهيد والتهيئة، فمع أنه مختصر للغاية، فإنه بمثابة خريطة معرفية يندرج فيها الدين كله بأصوله وفروعه، أقسام خمسة يتفرع من كل فرع العديدُ من الأعمال والشُّعَب الكثيرُ والكثيرُ منها، إلا أن رسول الله - ومن جميل بيانه - لم يشأ أن يتناول الفروع والشُّعَب في هذا الحديث، فذكرُها يطول، وتعاقب الأحوال يجمعها، وإنما عمد إلى الأصول والأركان في بساطة لفظه وسهولة كلماته.







والحديث يشتمل على ستة أقسام: الأول: صَدْرُ الحديث، وفيه يلمِّح الرسول صلى الله عليه وسلم بأسلوب بلاغي يسير في لفظ رائع في دلالته، مشبهًا دين الإسلام - على عظمته - ببناء له خمسة أعمدة وأركان يقوم عليها ويرتكز، ثم يعددها واحدًا واحدًا في خمس عبارات أخرى، لا تقل في جمالها وروعتها عن صدر الحديث.







والحديث يبدأ بالفعل الماضي المبني للمجهول؛ ليترك للمتلقي تحديد الفاعل، وليضفيَ له من العظمة ورفعة المنزلة، ويأتي بالعدد بغير تمييز ليترك له أيضًا أن يحدده، وليسبح بخياله حول ماهية هذه الأركان التي تحمل دينًا عظيمًا يمتد عبر آلاف السنين، والألوف من الرسل والأنبياء من لدن آدم وحتى محمد صلى الله عليه وسلم.







ولذا؛ فإن هذا الحديث يلقى انتشارًا واسعًا عند العامة من المسلمين فهمًا وحفظًا، وتمتلئ به كتب العلماء والمحدثين وتتناوله شرحًا وتفسيرًا.







وختامًا فإن الدرس الجيد، والخطبة الرائعة، والحديث الناجح، والحوار الهادف - لا يُغفِل أيًّا من التهيئة الجيدة والتمهيد المناسب، وبراعةُ البدءِ والاستهلالُ الجيد أفضلُ سبيلٍ لإيصال المعنى، وبسط الفكرة، والوصول إلى الهدف، فجميل البيان سحر للجَنان؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((‏إن من البيان لَسِحرًا))[3].







[1] تفسير الطبري.





[2] أخرجه البخاري في صحيحه (8، 4515).




[3] البخاري، صحيح الأدب المفرد.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.90 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]