مفاسد الذنوب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213760 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2019, 04:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي مفاسد الذنوب

مفاسد الذنوب
الشيخ/ عبد المجيد الريمي

الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
إليكم بعض مفاسد الذنوب وبعض آثارها في النفس والمجتمع لعل الله - سبحانه وتعالى - ينظر إلينا نظرة رحمة ونظرة كرم وفضل فيردنا إليه اللهم ردنا إليك رداً جميلاً. آمين
أيها المسلمون: من شؤم المعاصي وآثارها حرمان العلم فنحن الآن نعيش في جهل عندنا عاطفة إسلامية نعم لا ننكرها عندنا حماس عندنا عاطفة والدليل على ذلك هذه الجموع الغفيرة التي تصلي وتفد في مواسم الخير إلى المساجد إلى بيت الله الحرام فعندنا عاطفة ولكن تفتقد العلم النافع العلم الشرعي قال الله قال رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهذا من شؤم المعاصي لأن المعاصي تسود القلب فلا يستريح الإنسان لذكر الله وإنما يستريح للقيل والقال وإنما يستريح للأغاني وإنما يستريح للتمثيليات الخليعة وإنما يستريح للدنيا وحطامها ويستريح من كل ما يبعده عن الله - تعالى -السبب في ذلك هي المعاصي.
قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعـلــــم بأن العلم نـــــور *** ونور الله لا يهدى لعاصــي
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، هكذا يقول الله - تعالى -في الحديث القدسي، فمن شؤم المعاصي أنها تحرم الإنسان من العلم، كم من إنسان تنظر إليه شكله إسلامي فهو منظر ولكن وتظن أنه في المستوى الذي تريد من العلم من الفهم من فهم على الأقل من فهم ما تمس الحاجة إليه ما تمس الحاجة والضرورية إليه.
أضرب لكم أمثلة مما وصلت إليه الأمة من عدم فهم العلم، وعدم فهم الدين، تسمع اليوم دعاه كبار وعلماء يركزون أو ربما يجعلون معركتهم مع العلمانية هي إباحتها للخمر أو بيعها للخمر ونظن أن هذا هو محط المعترك وكأنه إذا منع الخمر فقد عاد الإسلام وقد عاد إلى كل مؤسسة وإلى كل مكان.
وأتذكر هنا أن بعض الدعاة كانوا يلومون إخوانهم الذين يدعون المسلمين إلى الالتزام يبغض السنن كإعفاء اللحية والسواك، وتقصير الثوب والمحافظة على السترة في الصلاة وجعل اليدين على الصدر فيقولون هذه عبارة عن أوراق في شجرة وهذا عدو يريد أن يقلع الشجرة من أصلها أيعيد التاريخ نفسه الخمر ورقة من شجرة هي شجرة العلمانية المنحرفة ألا ينتبهون لجذور الشجرة وجذوعها وأساسها ألا وهي الديمقراطية والأحزاب وتحكيم غير شرع الله - تعالى -تحكيم القوانين والدساتير فلماذا نجعل معركتنا في هذا لو منع الخمر لو منع الربا لو منع هذا نعم نحن نشجع أي عمل خيري ونقول هذا خير لكن ينبغي أن ننبه الأمة إلى أن هذه ليست مشكلتها ليست هذه معركتها مع العلمنة ليست هذه معركتها مع الأحزاب المنحرفة إن معركتنا هي الحاكمية لله - تعالى -في جميع شؤون الحياة.
من هو مصدر التشريع أهو الله أم الشعب من هو الحاكم أهو الله أم الشعب من هو الذي يحكم الناس أهو الكتاب والسنة أم هي الآراء البشرية إذن لماذا نقع فيما كنا نضحك به على الآخرين الذين لم يحسنوا الدعوة فنقع في مثل هذا لا بد أن نعلم أن المعركة وأن أساس الضلال والانحراف هي الدساتير بل الدستور نفسه هو فرع عن الديمقراطية فمشكلتنا الحقيقية هي الديمقراطية ولهذا لم يكن بعض العلماء صريحين في موقفهم من الديمقراطية يسأل عن الديمقراطية فلا يجب بجواب كافي.
إذن المعركة أيها المسلمون معركة التيار أو الإسلام إنما هو مع المذاهب والأفكار المستوردة الديمقراطية والاشتراكية وغيرها أما كتاب وسنة على منهج السلف الصالح - رضي الله عنهم - وأرضاهم وأما هو الضلال بعينه فانظروا حرمان العلم كيف نعالج الهوامش ونعالج الفروع ولا نعالج الأصل فمن شؤم المعاصي والذنوب حرمان العلم ولهذا قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا" رواه البخاري في كتاب الإيمان وفي كتاب العلم.
ويقول - عليه الصلاة والسلام -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسؤلوا فأتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))، فمن شؤم المعاصي والذنوب رفع العلم ولهذا إذا وقعت الذنوب والمعاصي وقلت وحل محلها التقوى والورع يعود العلم إلى ما كان عليه في الزمن السالف زمن الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم -.
ومن شؤم المعاصي أيها المسلمون حرمان الرزق ومحق البركة من العمر قال - تعالى -: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (سورة الأعراف:96)، يقول جل جلاله: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) (سورة البقرة:204-205)، ليس معنى أنه يسعى يقطع الزراعة أو يقتل الذرية وإنما المعنى أنه يسعى بالمعاصي والذنوب التي هي سبب لهلاك الزروع والثمار (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (سورة الروم:41)، والمعاصي أيضاً سبب لحرمان الزرق وكما أنها سبب لحرمان الأمن والله حرمان الأمن.
قال - تعالى -في كتابه الكريم: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (سورة الأنعام82).
وبالإيمان والعقيدة أكثر ما يأتيك الأمن في حالة الخوف وهذا هو بيت القصيد وكم من الناس يكون بطلاً شجاعاً ولكن عندما تأتي الفتن والمصائب إذا هو جبان ذليل حقير لا يساوي شيئاً.
الإيمان يكون سبباً للثبات ويكون سبباً للأمن والسكينة عند اشتداد الأمور بالذات (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (سورة الأحزاب:22)، بل يقول - سبحانه - في كتابه الكريم: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) (سورة الأنفال:11) في المعركة في وقت تطاير الرؤوس وسفك الدماء والنعاس يرسله الله على المؤمنين (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ) وكأنه ليس هناك موت ولا فزغ ولا قتل ولا قتال (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ).
وفي الوقت الذي فيه المنافقون كما قال الله - تعالى -: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (سورة الأنفال:49)، وفي سورة الأحزاب يقول - تعالى -: (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) (سورة الأحزاب:11)، (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) (سورة الأحزاب:12)، هكذا كفروا وكذبوا على الله كفروا كذبوا وعده في وقت الأزمة والشدة فالإيمان والسكينة والطاعة سب للأمن ورغد العيش (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (سورة النحل:97).
المعاصي أيضاً سبب للوحشة بين الإنسان وبين الله، فتراه متضايق في وحشة، إن سمع كلامه مد يده لا يعرف كلامه لا يريد أن يسمع كلامه، إن سمع مذكراً به يذكر به واعظ وعالم تضايق إن رأى قوم يتلون كتاب الله - تعالى -ويتدارسونه بينهم عدهم سخفاء، وعدهم متخلفين، وإن رأى مظهراً إسلامياً من مظاهر الإسلام ربما يمد يده لإزالته، لا يحب أن يسمع حتى أن بعضهم وصل به الحال إلى أنه لا يحب أن يسمع بسم الله الرحمن الرحيم، لا يحب أن يسمعها في خطاب أو في ورقة، وحشة تكون بين العبد وربه، إذا رأى شخصاً ملتزماً تشاءم به، وإذا رأى شخصاً فاسداً تبسم له، فسبحان الله!! وحشة تكون بين الإنسان وبين الله، فيكره حينئذ كل ما له اتصال بالله حتى بيوت الله، حتى يكره البيت الحرام، ويكره كل ما له صلة بالله - تعالى -، هذه وحشة تكون سبب ماذا سبب الذنوب والمعاصي.
ولكن العكس من تعلق بالله واستأنس به وأطاع الله - تعالى -فإنه ولو كان مفرداً إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي
فليتك تحلو والحيـاة مريــرة *** وليتك ترضى والأنام عضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
هذا شعاره الله أو الموت أو الدمار، والعكس أهل الإلحاد والزندقة يقولون: تصميم على مبادئهم أو الدمار، نسأل الله العافية والسلامة وهما خطان لا يلتقيان إطلاقاً.
كذلك من شؤم المعاصي والذنوب تعسير الأمور، فكلما أراد أن يدخل هذا تعسرت عليه، وكلما أراد أن يفعل شيء تعسرت عليه، وبعضهم يزداد بهذا التعسير عمى، وربما يكون هذا التعسير سبباً للمراجعة ومحاسبة النفس فكم من أناس عسر الله عليهم بعض الأمور وقالوا هذا بشؤم ذنوبنا ومعاصينا ورجعوا إلى الله - تعالى -لكن بعض الناس لا يزداد إلا عتواً ونفوراً فيسب القدر والعمر والحياة ويزداد معصية إلى معاصيه وشؤماً إلى شؤمه نسأل الله العافية والسلامة قال - تعالى -: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) (سورة الطلاق:2) وقال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (سورة الطلاق:2-3)، وقال: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (سورة الأنفال:29) فلا يجد ضيق ولا ضلال لا في الوسائل المعيشية ولا في المسائل الفكرية لا في زاده الجسدي ولا في زاده الروحي في زاده الجسدي ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب وفي زاده الروحي (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (سورة البقرة:282)، (إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً)، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) مخرجاً في الرزق ومخرجاً في الفكر عندما تضطرب الشبهات أو الشهوات شبهات أو شهوات (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا).
ومن شؤم المعاصي تعسير الأمور ومن شؤم المعاصي أيضاً ظلمات القبر في القلب ظلمة وضيق وظنك في القلب والعكس راحة المؤمن وطمأنينته وسكينته في قلبه عندما يذكر الله - تعالى -يأتيه الموت وهل بقي مصيبة أعظم من الموت يأتيه الموت وتنزع أو تسل روحه من بين جسده وهو راض مطمئن يعلم أنه ملاق الله: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) (سورة فصلت:30-32).
هكذا يهون الله عليه الموت ويرى مقعده ويسمع الملائكة تبشره ويبشر بلقاء الله فيفرح كما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه))، فقالت عائشة: يا رسول الله: كلنا نخاف من الموت أو نكره الموت فقال لها - عليه الصلاة والسلام -: ((إن المؤمن يبشر بلقاء الله فيفرح))، أو كما قال - عليه الصلاة والسلام - وإذا وضعت الجنازة على الأكتاف تقول قدموني قدموني وإذا كانت غير ذلك تقول يا ويلها أين تذهبون بها هكذا.
ومن شؤم المعاصي الظلمة التي تكون في القلب، نسأل الله العافية والسلامة.
ومن شؤم المعاصي أيها الأخوة الحرمان من الطاعة، فكر ما سبب أنك لا تقوم الليل، ما سبب أنك لا تقرأ القرآن إلا في رمضان، ما سبب أنك لا تحافظ على الصلوات في أوقاتها، ما السبب في أنك لا تطيع والديك، ما السبب في أنك لا تؤذي جيرانك، فكر ما السبب، ما السبب في أنك تأكل الحرام، ما سبب كذا؟ كل هذا سبب المعاصي والذنوب تحرم من الطاعات لأنك بمعاصيك وذنوبك تنحط إلى أسفل وبالطاعات والأعمال الصالحة تعلو إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة فالأعمال الصالحة ترفعك والأعمال السيئة تحفظك إلى أسفل وكيف تطلب مكاناً علياً وأنت في أسفل سافلين.
فحينئذ المعاصي الذنوب تحرم الإنسان من الطاعة لئلا يصل إلى درجة معينة في العلو ويسمو الروح كما أنها أيضاً تحرم الإنسان من القرب من الله يوم القيامة حتى قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: ((ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله وأنهم من أهل الجنة))، أو كما قال - عليه الصلاة والسلام -.
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن قرب العبد من الله يحسب قربة من الإمام يوم الجمعة...إلخ))، كلما سارعت وتقربت إلى الله - تعالى -تقربت في نفس الوقت من الله - تعالى -يوم القيامة (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (سورة الواقعة:10-11)، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن أهل الجنة ليتراءون الفرق كما يراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء))، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -، يعني أن أهل الجنة ينظرون إلى بعض منازل أهل الجنة في الجنة كما ينظر أهل الدنيا إلى بعض الكواكب في السحيق في العمق بعيده وهذا كله سبب قربهم من الله - تعالى -بسبب ما كانوا يتقربون به من الأعمال الصالحة في الدنيا. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد:
أيها الأخوة: ومن شؤم المعاصي أن المعصية تولد مثلها، فشارب الخمر المدمن على الخمر لا يستريح إلا بشربها، والزاني لا يستريح إلا عند كل يوم على ما يقضي شهوته وآكل الرشوة والحرام لا يقر له قرار، أي يوم إلا إذا أكل حراماً أي يوم يمر عليه ولم يأكل حراماً فهو يم شؤم ولكنه في ميزان الله في الحقيقة هو يوم خير في حقه لكن هكذا انعكست الموازين، أي يوم لا يأكل الرشوة أو السحت فهو يوم ليس طيباً عنده، فمن شؤم المعاصي أنها تولد معاصي مثلها والذي ينظر إلى النساء الكاسيات العاريات والتمثيليات الخليعة لا يستقر بقراءة القرآن ولا يقرأ الحديث ولا بسماع المواعظ ولكنه لا يستقر ولا يرتاح ولا يحس بالطمأنينة إلا إذا شاهد المسلسل أو التمثيلية وما أشبه ذلك ولكل له شربه ولكل له هدفه في الحياة نسأل الله العافية والسلامة مصائب قوم عند قوم فوائد.
وكذلك من شؤم المعاصي أنها تضعف إرادة التوبة، إن نجاح الإنسان وفلاحه في التوبة فإذا تاب؛ تاب الله عليه، لكن من شؤم المعاصي أنها تضعف إرادة التوبة فإذا تراكمت تسمع الإنسان يقول: وماذا تغني عني التوبة وماذا تنفعني وكيف تنفعني التوبة وأنا أعصي ثم أرجع ثم أعصي ثم أرجع فيضعف إرادة التوبة عنده فيتحقق هلاكه والعياذ بالله؛ لأن الناس مهما بلغوا في الذنوب والمعاصي فإن لهم مخرجاً عند الله - تعالى -ألا وهو التوبة والاستغفار. قال الله - تعالى -: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (سورة المائدة:72-73)، فإذا حرم الإنسان من التوبة -نسأل الله العافية والسلامة- فقد حق عليه الهلاك والخسار، وأبلغ من ذلك أن من شؤم المعصية أنها لا تزال بالإنسان حتى يصير مستحسناً للمعصية مستقبحاً للطاعة. وهذه درجة أعلى يصبح مستحسن للمعصية فيراها حسنة والطاعة يراها فعلاً سيئاً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه فيستحسن المعاصي ويستقبح الطاعات وللمنافقين حظ كبير من هذا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ) (سورة البقرة:11-12).
ومن شؤم المعاصي أنها تورث الذل، وهذا واقعنا أيها المسلمون، واقع العالم الإسلامي بالرغم من معداته العسكرية، وطائراته، ودباباته، دولة واحدة مثلاً من دول المواجهة تملك أكثر من أربعة آلاف دبابة، إضافة إلى ما عندها من الصواريخ والطائرات و و و إلخ، ثم انظر حجم كل ما عند دول من دول من الدول الأخرى، ثم هم يعيشون في ذل لم يسبق له مثيل، إنه والله ذلك المعاصي، إنه والله ذل المعاصي قال الحسن البصري - رحمه الله -: إنهم وإن هملجة بهم البغال وحركتهم البراجين أو بهذا المعنى فلا يزال ذل المعصية في وجوههم، وفي قلوبهم والله - تعالى -لا ينصر المسلمين إلا بما عندهم من الإيمان والحكمة والاستقامة (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (سورة محمد:7)، وإلا فالقدر والعدد هذه ليست هي السبب الرئيس في النصر أو الهزيمة وإنا السبب في الحقيقة بالنسبة للمسلمين هو طاعة الله - تعالى -فهذا الذل الذي تعيشه الأمة ذل الشعوب من الحكام أذلوها تحكموا في أرزاقها تحكموا في معاشها في حرياتها تحكموا في كل شيء والغلاء شيئاً فشيئاً يزداد وهم خاضعون للأمر الواقع لا يحركون ساكناً إنه ذلك المعصية إنه ذل الذنوب.
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها
فترك الذنوب حياة القلـوب *** فخير لنفسك عصيانهــا
فترك الذنوب حياة القلوب ورفع للذل، ولهذا كان الإسلام يخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد؛ لأن فيه طاعة لله - تعالى -.
ومن شؤم المعصية أنها تفسد العقل، العقل الصحيح، العقل الزاكي، العقل الكامل هو العقل الذي يسعى لخلاص نفسه من غضب الله، من لعنه الله، من نار الله من عقاب الله، ولكنك تنظر إلى كثير من الناس لم تغن عنهم عقولهم شيئاً كما قال الله - تعالى -: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون) (سورة الأحقاف:26)، ويعدون أنفسهم عقلاء: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (سورة الكهف:103-104)، إلى أن يأتي يوم يقولون فيه (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (سورة الملك:10)، (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) (سورة الفرقان:44)، فالمعاصي تفسد العقل والذهن والفكر، فيعيش الإنسان بليد لا يهمه إلا شهواته، شهوة بطنه وفرجه، ليس عنده من الثقافة، ولا من الوعي، ولا من الفهم، إن أعظم شيء يتلذذ به الإنسان في الحقيقة هو روح المعاني فقوت الروح هو أرواح المعاني، وليس بأن أكلت أو شربت، هكذا يقول علماء المسلمين، فقوت الروح أرواح المعاني وليس بأن أكلت وأن شربت.
أقبل على النفس واستكمل محاسنها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
فتجد أنه ليس له هم إلا كيف يأكل أكلاً جيداً كيف يشرب شرباً جيداً كيف تكون له زوجة حسنة كيف يكون له مسكن طيب كيف يكون له مركب فارِه، هذا هدفه عقله هذا انتهى التفكير، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا غاية رغبتنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
والحمد لله رب العالمين


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.44 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]