التنويم المغناطيسي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213608 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2020, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي التنويم المغناطيسي

التنويم المغناطيسي


محمود علي أحمد



تجلَّت قُدرة اللهِ تَعالى في كل شيء خلَقه فأبدعه، ونطقت آثاره بالعظمة والكمال، وسبحان مَن ركَّب الإنسان من جسم وروح، وإن كان نظام البدن قد أدهش العلماء الباحثين، ونظام الدورة الدموية قد حيَّرَ الأطباءَ المختصين، فإن مظاهرَ الرُّوح أغرب، وصِلَتها بالبدن وقتَ الصَّحْو ووقت النَّوم أعجب، وبقاءُ الحياة ما بقيَت الروح بجسدها، وموت الإنسان بخروج الروح ورجوعها لربِّها، كل ذلك يدعو للتفكر وطول التأمل، ويوصِّل إلى الوحدانية، وتوحيد الصانع القادِر؛ قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53].

كان بعض الناس يُنكِر البعثَ ويقول: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [الجاثية: 24]، ونسَبوا الموت إلى تحلُّل المواد في الإنسان، وضعف الخلايا عن العمل، وضعف الغُدَد عن الإفراز، وأنكَروا الرُّوحَ، وجحَدوا وجودها، وجعلوا حياة المرء عبارة عن خلايا تجمَّعت فأوجَدتْ قوة، وغير ذلك من الآراء التي وقفت بأصحابها عند المادة لا تتعداها، ووقَفَ المذهب المادي في سبيل الروحانيات يصدُّ عنها، حتى إذا ما صُدم الماديُّون بآثار النفس، وأعمال الروح، ورأوا تجارب عِلمية في التنويم المغناطيسي، ومُحاولات كثيرة لمناجاة الأرواح، رجع أكثرُهم عن تعصُّبِه للمذاهب المادية، وبدأت تَجذِبه المُدهِشات الروحية، وعلموا من أبحاثهم أن الروح باقية، وأنَّ الموت انتقال بالروح من حياة ضيقة مَحدودة، إلى حياة باقية ممدودة، وهكذا يَخدم العلم الصحيح الدينَ فيُؤيِّده، ويقرِّب إلى الأذهان حقائق الإسلام فيَنصُره؛ ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴾ [الطارق: 5 - 10]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الروم: 27].

لكن التنويم المغناطيسي لا يُمكِّننا مِن معرفة الغيبِ المُطلَق، ولا يوصِّلنا إلى العلم بالمستقبل، فعِلم الغيب اختصَّ به الله نفسه، فلن يتوصَّل إليه غيره، والتنويم المغناطيسي تأثير روح عظيمة على روح أضعف منها، تسلُّط إرادة قوية على إرادة ضعيفة، جاذبية بين روحين إحداهما أشد من الأخرى؛ مثل الجاذبية الموجودة في المغناطيس بقدرة الله.

التنويم المغناطيسي: تَخليص روح النائم الوسيط مِن الحواسِّ والقيود المادية، لتَنطلِقَ رُوحه لا تتقيد بزمان محدَّود لقضاء الحاجات، ولا يمنعها حجاب مادي أن تبصر الموجود وراءه، فالإنسان في يقظته يرى الأشياء بعينه ويسمع الأصوات بأذنه، ويستعمل حواسَّه لإدراك الأمور، فإذا نام نومًا طبيعيًّا، خرَجت الروح من حكم الحواسِّ، وخلعَت ثوبَ المادَّة وسبَحت في عالم آخرَ، فترى الأحلام، وتَنظر إلى المبصَرات والعين في النَّوم مُغمضة، ونسمَع في الحلم أصواتًا وغُرفة النوم علينا مغلقة، ونرى أننا سافرنا وأكلنا ورجعنا وتزوَّجنا، ونحن في سرير النوم لم نتحرك فهل هذه الأحلام ورؤية الأشياء مِن قَبيل علم الغيب؟ كلا؛ هو غيب بمعنى أمر غائب عنا، لكنه موجود في الواقع له ظلٌّ وحُدود، غائب عنا لبُعدنا، وهو مُشاهَد لغيرنا لقربه منه، فرؤية النائم لبلدان أوروبا أو لحادثة قتْل ظهَر أنها حصلت حقيقة أو غير ذلك ليس كشفًا للغيب بمعنى المستقبل أو بمعنى الغيب المطلق، والتنويم المغناطيسي في ذلك كالنوم الطبيعي الذي ننامه كلنا، يُنوَّم الوسيط الضعيف النفس والإرادة بتحديد النظر إلى عينيه ممَّن ينومه، أو بإشارات يرسمها على صدغه أو جبهته، أو بتسليط نظره على شيء لامع كالمرآة، حتى إذا نام هذا النوم الصناعي تجردت روحه من الخضوع لجسمه، فيأمرها المنوم بما شاء، فيخبر النائم عن الماضي، وعن الحاضر البعيد عنا بعد مكان، ويستحيل عليه أن يخبر عن المستقبل مطلقًا، ولقد شاهدت المرحوم محمود أفندي مراد - مدرِّس المدرسة الخديوية - يُجري تجاربَه في التنويم المغناطيسي بنادي التجارة العليا، فأمكن الوسيط أن يقرأ أوراقًا مكتوبة وهي في جيوب أصحابها، وهو لم يَنزل عن مكانه من المنصَّة، وأمكنه أن يصف أماكن وبلادًا لم يزرْها، وطابق وصفُه الحقيقة، ولكنه ارتبك عندما سُئل عن المُستقبل ولم يستطع جوابًا، وإن أجاب بشيء فهو متهجِّم، عُرضة للكذب في قوله، وكذبُه في الغيب محقَّق، فإن أصاب في الإخبار بالمستقبل فهذه مصادفة لا دخلَ لعلم التنويم فيها، فكل مَن يَزعُم أنه يكشف للناس مستقبلهم ويُطلِعهم على الغيب المطلق بواسطة التنويم المغناطيسي، فهو دجَّال يَعبُد المال، ويحب السيطرة على العقول، ويُرضيه الْتِجاء الناس إليه راغبين راهبين.


مُناجاة الأرواح:
أما مناجاة الأرواح أو استحضارها، فهو علم جديد، ورغم كل محاولة لا يزال وليدًا ضعيفًا لا يقوى على السير، ولم تَستبن له خلقة ولا تقاسيم، وليد نسمَع صراخه المُبهم ولا نُميِّز له كلمةً واضِحة، وإن قالُوا: إنَّنا نُحضِّر أرواح الموتى ونخاطبها، فقد كذَبوا واجترؤوا على الله وافتروا عليه؛ فأرواح المَوتى في قبضة الله وحيازته، مقرونة إلى نعيم أو مقيدة بعذاب، كل روح متى خرجت من جسدها أخذها ملَكُ الموت فقدمها لربنا، فأرسلها لسعادة أو لشقاء، حسب عملها في الدنيا، وينقطع اتصال روح الميت بالناس وبالدنيا، فهي مشغولة بنعيمها إن كانت صالحة، لا تتَّصل بحياتنا الدنيا وقد تخلَّصت من شُرورها، ووجَدت في نعيم الأخرى لذَّتَها وهناءَها، وإن كانت روحَ ميت آثم، شغَلها حزنُها وتحسُّرها وهول العذاب الذي ينتظرها عن الاتصال بالأحياء أو مناجاتهم، وكل ما يُسمع في مجالس استحضار الأرواح إنما هو أرواح الشياطين تُضلُّ الناس عن الصراط المستقيم.

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42]، وأيُّ دليل لهم على أنها روح ميت بعينِه؟ هل يرون روحه فيقولون: إنها هي؟ هل رأوها في الدنيا؛ حتى يعرفوها بعد موت صاحبها؟ يقولون: إنَّ الروح أخبرت بشيء خاص حصل لصاحبها لم يطَّلع عليه أحد، لقد اطَّلعت عليه الشياطين؛ لأنه أمر حصل ووقع ومضى فأخبرَت به، ولقد كانت العرب تسمع أصواتًا صادرة من بعض أوثانهم، تُزيِّن لهم الشرك والضلال، وتَصرِفهم عن التوحيد والهداية، وقرَّر كثير من علماء الإسلام السابقين أن هذه أرواح الأبالسة والشياطين.

وإن قالوا: إننا نحضِّر أرواح الأحياء نُناجيها وتناجينا، ونخاطبها وتُخاطبنا، وتنبِّهنا إلى خطر وقع، فنجدُ إخبارها حقًّا، فهذا من قبيل التيارات النفسية أو اللاسلكية بين الأرواح أو الإحساس الداخلي، وليس هذا بغيب بمعنى مُستقبَل لم يقع؛ وإنما هو غيب بمعنى غائب عن النظر، ولكنه حصل ووقع، إن الإنسان لم يعلم الغيب ولن يعلمه، ولسْنا نَقصد أن الغيب محال على جسده، ممكن لروحه، حتى يُقال: إنَّ مُناجاة الأرواح تَكشف غيبًا، أو تُظهر أمرًا مُستَقبلاً؛ وإنَّما الغيب مُحال على الإنسان جسمًا ونفسًا وروحًا، فليُناجوا وليحضِّروا، فلن يعرف أمهرُهم ما سيقع له في غده، ومتى ينتهي أجله، وها هو أكبر عالم نفساني متفرِّغ لهذه الأبحاث هو (المستر أوليفرلودج الإنجليزي) يقرر صراحة أن الأرواح لا تُخبر عن الغيب المطلق، ولا تعرف ما سيأتي به الغد، وها هي دول العالم وقضاة المحاكم والجهات العلمية، لا تَعتمِد على تنويم مغناطيسي أو مناجاة أرواح، ولا تقبل المحاكم هذه العلوم من أدلَّة النفي أو الاثبات، حتى ولا استئناسًا أو تعزيزًا لدليل أو وسيلة لاطمئنان القاضي؛ هذا لأنَّ غاية هذه العلوم ظنية، وتجاربها في الغيب ليست يقينية، وإن صحَّت مرة مصادفة أخطأت مرَّات، وتخبَّطت كثيرًا، قال تعالى: ﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾ [يونس: 36].

لكلِّ جديد لذة، ولكل غامض رهبة، والتنويم والمناجاة جديدان غامضان، فأُعجب بهما الناس، وأغرم البعض ببَحثِهما، واحترَفَهما آخرون، فلم يُوجِّهوا بحثهم للعلم يتذوَّقونه، أو لغامض يَكشفون عنه، أو لمُقارَنات بين النفوس، أو إجراء تجارب بين روحين، كما يفعل علماء الغرب أمثال أوليفرلودج وأضرابه، ولكنَّ أهل الخبث فينا جعلوا التنويم وسيلةَ الربح وجمع المال، واستغلوا سذاجة الجماهير، واستعانوا بغموض عِلمهم على إيهام الناس وإرهابهم، وزعَموا أنَّ عمَلهم طلاسم لا يحلُّها غيرُهم، ورموز لا يفهمها سواهم، وساعَدَهم معرفةُ الغيب الواقع البعيد عن نظرنا، على التهجم على الغيب الآتي المحجوب عن مداركنا، بل عن رسلنا وأنبيائنا، والشعوب لها ظواهر الأمور، وروح الجماعات ميالة للغريب، مُنقادة للمدهش العجيب، تَنسُب ما خفي عنها، وما سَما على مداركها، إلى عمل الأرواح، وإلى علم الأسرار، وإلى القدرة والكشف، ولقد بلغ من جرأة دجال مصري أن دعا لنفسه في الجرائد والمجلات وعلى جدران المنازل بالخطِّ العريض، ووزَّع نشرات، ونسَب لنفسِه ما لا يُنسَب إلا لله، ونسي أنه بذلك يستجدي الأكفَّ، ويَجتذب زبائن، يَعنيه منهم مالُهم، لا حالهم ومآلهم، فهو شحاذ متسول، لا يعيش إلا بالدعاية الكاذبة والتضليل.

ولستُ أدري، لمَ لا يَدفع عن نفسه ذلَّ الفاقة، ويستكثر من الأموال تأتيه بها الأرواح، ما دام يدَّعي علم الغيب؟ ولقد قال من هو خير منه ومني: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188].

مُشاهدات عامة:
أيها القارئ الكريم، ألم تَشعُرْ مرةً بانقِباضٍ مُفاجئ، واضطِراب طارئ، ثمَّ جالَ بخاطرِك أنَّ أمرًا وقع لصديق لك، أو خطر أحدق بقريب، فيأتيك خطاب من الصديق أو القريب بأنه حصل له ذلك الخطر؟ ألم تتعجبْ يومًا من أنك تذكَّرتَ شخصًا عزيزًا غائبًا، فإذا هو داخِل عليك دارك، أو ملاقيك في الطريق؟ ويقول لك: إني ذكرتُك وقتَ أن ذكرتَني، ونقول نحن: إن هذا هو الهاتف هتَف بنا، إنَّ هذا من شعور النفوس بعضها ببعض، وإحساس الأرواح.

إنَّ هذا وغيره من تنويم مغناطيسي ومُحاوَلة إحضار الأرواح، كله إظهار لبعض خواصِّ الروح وآثارها، إنه قليل من كثير يعلمه الله، إنه لن يقلب أبدًا إلى معرفة كُنهِ الرُّوحِ وجوهرها وحقيقتها، وحدود وظيفتها وطبيعة عملها، وستظل هذه الآية صادقة قوية، تسجِّل عجز البشر وجهل الخلق، وهي قوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

إنَّ خير الأنام هادي البشر، الذي علمه ربه وآتاه الحكمة، وقال له: ﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [الطور: 48]، إنَّ معلِّم الإنسانية صلى الله عليه وسلم يقول له ربه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، فيا ويلَ الحمقى أهل الغرور، ويا ويل المضلِّلين أهل الباطل والزور، وما أجدر المؤمن بالتسليم لله خصوصًا في مستقبله، وما أحراه بالأدب مع علام الغيوب؛ حتى لا يَصدق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن صدَّق كاهنًا أو عرَّافًا، فقد كفَر بما أُنزِلَ على مُحمَّد))؛ وذلك أنَّ الله ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ [الجن: 26، 27].

وهناك أنواع أخرى مِن الدجل، ظاهرة البطلان، مفضوحة لأقلِّ إنسان، ومِن ضَياع الوقت، ومِن لَغوِ القول، ومن الاستخفاف بالعقول: الكتابة فيها أو الرد عليها؛ فإن كان من الناس من يعتقد أن مستقبله يعرفه ضارب الرمل أو لاعب الودع أو فاتح الكتشينة، فقل: رحم الله عهد الوثنية؛ فقد كان أحسن من ذلك حالاً.

ومن بحث عن مستقبله في فنجان القهوة أو منديل أو طاقية يُسمونها (الأتر)، فقلْ على العقول السلام، ويا ضيعة الإسلام بين الأنام.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.74 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]