|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فتح عكا والسلطان خليل بن قلاوون
فتح عكا والسلطان خليل بن قلاوون د. محمد منير الجنباز قائد المسلمين:السلطان الملك الأشرف خليل بن قلاوون. سببها: أن المسلمين دأبوا في جهاد الصليبيين لإخراجهم من الشام؛ فقد جمع السلطان الأشرف خليل جيشَه، وتوجَّه نحو عكا من مصر والشام، وأحضر معه أدوات الحصار من المجانيق العظيمة، وجعل حول عكا من آلات الحصار ما لم يجمَعه على مدينةٍ أخرى، فقد كان هذا السلطان مُغرَمًا بفتح الحصون والقِلاع. فكانت بداية الحصار في أوائل جُمادى الأولى، وحاول الإفرنج فك الحصار من جهة البحر، فمراكبهم كانت ما تزال تجوبُ في البحر وترمي الأحجار والنشاب على المسلمين، وكذلك فَعَل أهل عكا من فوق الأسوار. وكان أقوى ما شاهده الجيش الإسلامي سفينةٌ عظيمة ترمي عليهم بالمنجنيق من بعيد، فكانوا في شدةٍ منها كبيرةٍ، فكفاهم الله شرَّها بالرياح العاتية، فكسرت المنجنيق ولم يَعُد يعمل. وخرج الإفرنج ليلًا بغارات على عسكر المسلمين، ووصلوا في بعض غاراتهم إلى خيام المسلمين، لكن المسلمين صدوهم وقتلوا كثيرًا منهم. وشدَّد المسلمون في الحصار والرمي على عكا، وكان الزحف العظيم في 17 جمادى الأولى، وطلع المسلمون على الأسوار مع طلوع الشمس، وركَزوا الأعلام عليها، وقاتَلوا الفرنج من مكان إلى مكان حتى قتلوا أعدادًا كبيرة منهم، ولما رأَوا أن مقاومتهم انهارت ولم تَعُد تُجدي، ركِبوا سفن التجار وهرَبوا، فدخل المسلمون عكا وحازوا ما فيها، وكان نصرًا عظيمًا؛ لأنها آخر أكبر مَعقِل للصليبيين بالشام. يقول "أبو الفداء" صاحب "المختصر في تاريخ البشر" - وكان حاضرًا المعركة مع جيش حماة -: "ومن عجائب الاتفاق أن الإفرنج استولوا على عكا وأخذوها من صلاح الدين ظهر يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وخمسمائة (587هـ)، واستولوا على من بها من المسلمين وقتلوهم، فقدَّر الله عز وجل في سابق علمِه أنها تفتح في هذه السنة في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة (690هـ). بينما مرَّ معنا رواية ابن كثير في البداية والنهاية أنها فُتِحت في سابع عشر جمادى الأولى، فرواية صاحب المختصر أثبت؛ لحضورِه الموقعة والمشاركة فيها، أما ابن كثير، فكانت ولادته بعد الموقعة. قال: "فاستوثق الساحل للمسلمين، وتنظَّف من الكافرين، وقطع الله دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين". وبعد فتح عكا، هرب الصليبيون من صيدا وبيروت وصور وطرطوس، وتسلَّمها السلطان بغير قتال، وهكذا أُسدِل الستار على الحروب الصليبية على يد هذا السلطان سنة 690هـ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |