|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المنصور قلاوون وموقعة حمص سنة 680هـ
المنصور قلاوون وموقعة حمص سنة 680هـ د. محمد منير الجنباز قائد جيش المسلمين: السلطان المنصور قلاون، وعدد جيشه ما بين 50 - 60 ألف جندي. قائد جيش المغول: منكوتمر بن هولاكو، وعدد جيشه أكثر من مائة ألف. تُعَد هذه المعركة من المعارك الحاسمة، وتُبيِّن طمع التتار المستمر ببلاد الشام، خصوصًا بعد وفاة الظاهر بيبرس، فقد تفرَّقت كلمة المسلمين إلى حد ظاهر، ولم تعد الصلة القوية قائمة بين مصر والشام، كما كانت منذ صلاح الدين. والسبب المباشر لهذه المعركة: أن الأمير سنقر الأشقر، وكان من المقدمين في عهد بيبرس، قام بالاستيلاء على دمشق ومعظم بلاد الشام وفصلها عن مصر، فأرسل السلطان المنصور قلاون جيشًا لحربه واستردادها، وبعد معارك دامية هرب سنقر الأشقر والتجأ إلى إحدى القلاع عند الساحل، ويقال: إنه كاتب ملك المغول وأطمعه في بلاد الشام، فجهَّز "منكوتمر" هذا الجيش الضخم، وأتى به لاحتلال بلاد الشام، وانضمَّ إليه أخوه "أبغا"، وتقدَّموا إلى حلب فقتلوا ونهبوا ما شاء لهم فعله، ثم تقدَّم نحو حماة ثم حمص. وفي هذه الأثناء جمع السلطان قلاون جيشًا وكاتب أمراءه أن يوافوه، كما كاتب سنقر الأشقر ورغَّبه في الجهاد والتوبة، وتوافت الجيوش فاجتمعت في حمص، والتقى الجمعان شمال حمص ما بين قبر خالد بن الوليد وقرية الرستن، وقد يكون الموقع بالضبط قرية "تلبيسة". وعند طلوع الشمس دارت معركة حامية بين الجيشين، وحمي الوطيس في معركة لم تشهد الشام مثلها من عصور، وتغلب التتار أول النهار وكسروا ميسرة المسلمين، كما اضطربت الميمنة، لكن القلب الذي فيه السلطان كان ثابتًا؛ وذلك أنه وطَّد نفسه على الشهادة فثبت كالجبال غير وَجِلٍ ولا هيَّابٍ، وقد انهزم كثير من عساكر المسلمين، فتبعهم التتار حتى بحيرة حمص - قطينة - وكاد الجيش يفر، ومع ذلك فالسلطان ثابت وحوله الرايات تبدي صموده، والأعلام مرتفعة لم تهوِ بعد، ولما رأى مَن في الميسرة والميمنة ثبات السلطان، جدوا في القتال وبذلوا أقوى طاقتهم، فتقدَّموا وحملوا على التتار حملات صادقة حملة إثر حملة، حتى كسر الله التتار، وتقدَّم أحد الأمراء نحو "منكوتمر"، فطعنه وقُتل دونه فجرح منكوتمر، وشارك عيسى بن مهنا أمير البدو في القتال وقصد بمن معه جيش التتار فزعزعوه، ثم كانت الدائرة آخر النهار على التتار، فولَّوا الأدبار وقُتِل منهم خَلْق عظيم، وتابعتهم الجيوش الإسلامية، فافترقوا في طريقين: الأول شرقًا في البادية، وقد أنهكهم وقضى عليهم التيه والعطش؛ والثاني نحو حلب. لقد كان نصرًا عظيمًا، مات لمَرآه "أبغا" مهمومًا، كما خرج منكوتمر بجراح بليغة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |