نوبات الغضب عند الأطفال.. معاناة يمكن تجنبها

[ابوالوليد المسلم]

نوبات الغضب عند الأطفال.. معاناة يمكن تجنبها

إذا لم يغضب طفلك وتعلم كيف يتعامل مع غضبه في مرحلة مبكرة فإنه سيجد صعوبة بالغة في التعبير عن مشاعره، وأن يتصرف بصورة لائقة عندما يكبر.

نوبات الغضب أمر طبيعي ومعظم الأطفال يعانون منها بين السنة الأولى والسنة الرابعة من العمر.

وتختلف علامات نوبة الغضب من طفل الى آخر وتتراوح بين الأنين، والبكاء، والصراخ، والركل والضرب، والتدحرج على الأرض، وحبس التنفس. وتحدث نوبات الغضب عند الصبيان والفتيات جميعا وحتى بين الأطفال ذوي الطباع الهادئة.

يرغب الأطفال الصغار في تنفيذ كل شيء بأنفسهم، يودون ارتداء ملابسهم والأكل وكل ما يفعله الكبار.

يجب علينا تذكر أن الأطفال الصغار ما زالوا في محاولة للسيطرة على عالمهم الصغير وعندما لا يستطيعون أن ينجزوا مهمة فإنهم يحسون بالتوتر؛ مما قد يؤدي إلى نوبة الغضب.
يقول «د. فتش» إخصائي دراسات الأسرة والأستاذ الجامعي في جامعة «كولورادو» الأميركية: «تحدث نوبات الغضب نتيجة وجود طاقة عالية وعدم القدرة على استعمال الكلام للتعبير عن رغبات الطفل واحتياجاته.
ما يحدث عند نوبة الغضب يعتمد على مستوى الطاقة عند الطفل ومدى صبر الوالدين ومهارتهم التربوية».
أسباب الغضب
من الأسباب الأساسية لحدوث نوبة الغضب:
-أن يسعى الطفل إلى جذب انتباه الآخرين.
-أن يكون الطفل جائعاً أو مرهقا.
عندما لا يستجاب لرغبات الطفل أحياناً تكون أسباب نوبات الغضب مؤشرا حقيقيا لمشكلات مثل:
- أسلوب الوالدين المتناقض في تأديب الطفل.
- كثرة انتقاد الطفل من قبل الوالدين أو الإخوة.
- إهمال الوالدين للطفل أو الحماية المفرطة.
- عدم الاستقرار الأسري -المنافسة بين الإخوة.
- وجود صعوبة في النطق.
- أن يكون الطفل متألما ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه.
تشير د. تانيا بايرون إخصائية علم الأمراض العقلية وخبيرة نمو الأطفال البريطانية الشهيرة إلى أن الأطفال بين عامين وأربعة أعوام يتعلمون بالتقليد، فإنهم يحاكون سلوك من حولهم ولاسيما أقرب الناس إليهم، أي أباءهم وأمهاتهم؛ لذا تقترح أن هذه أنسب فترة لتشكيل وتنمية السلوك الذي يرغب الوالدان في رؤيته عند صغارهما.
تجنب نوبات الغضب
لتجنب نوبات الغضب من الضروري أن يجتهد الوالدان في تطوير شخصية الطفل ليتعلم كيف يمكنه ضبط نفسه والاعتداد بها.
ولتطوير مثل هذه الشخصية ينصح الخبراء الوالدين باتباع أسلوب معتدل في التربية، والالتزام بقواعد واضحة، وملاحظة سلوك الطفل ليشجعوه عندما يتصرف تصرفاً جيداً.
وعند اتباع مثل هذه الأساليب، سيجد الوالدان أنهما أصبحا أكثر قدرة في رعاية أطفالهم وتوجيههم وتأديبهم.
نصائح للأمهات لتجنب نوبات الغضب
- تعلمي أن تكوني قدوة لأطفالك، إذا كنت تغضبين لأتفه الأسباب، سيكون من الصعب عليهم تعلم التحكم بمشاعرهم، تذكري قول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

- أكثري من الإطراء والتشجيع عندما يسلك الطفل سلوكا جيدا، ولا تركزي على السلوك غير الصحيح فقط.
- تفادي الأماكن التي تحدث فيها نوبات الغضب، فكثير من الأطفال يتهيجون في الأسواق أو في الأماكن المزدحمة.
- ابحثي عن دلائل، فمعظم الأطفال يعطون إشارات كثيرة عندما يحسون بالضيق، فبمجرد رصد مثل هذه الإشارات، حاولي شغل انتباه الطفل بأشياء أخرى.
- أعطي طفلك فرصة السيطرة على الموقف، واعرضي عليه خيارات؛ فبالرغم من صغر أعمارهم، إلا أن الأطفال يشعرون بالتذمر عندما لا يحسون بأن لهم رأيا أو لا يستطيعون اتخاذ القرارات.
- تعرفي على طباع طفلك، ومن أمثلة ذلك إذا كانت نوبات الغضب ناتجة عن تعب الطفل، حاولي أن ينام الطفل أثناء اليوم.
التعامل مع نوبات الغضب
ليس ثمة شك في أن صراخ طفلك وصياحه سبب للانزعاج، وقد تشعرين بالغضب والحرج أمام الآخرين.
تذكري أنه أثناء أعصف نوبات غضب طفلك، وبغض النظر عن سبب الهياج، أنت بحاجة للاحتفاظ برباطة جأشك وهدوئك.
تجنبي الصياح والتوبيخ أو الضرب كرد فعل على نوبة غضب طفلك، ولا تعقدي الأمر بتوترك، فالأطفال يمكنهم الشعور عندما يصاب والداهم بالتوتر، وهذا قد يزيد في شدة حالتهم.
إذا شعرتِ أن نوبات الغضب ازدادت في حدتها أو أنها أصبحت تتكرر أكثر من المعتاد، فلا تقلقي واستشيري طبيبك الخاص لكي تطمئني.
وأخيراً تذكري أن نوبات الغضب عادة ليست مدعاة للقلق وعموما فإنها مرحلة تختفي من تلقاء نفسها عندما يكبر الأطفال وينضجون، وسيتعلمون ضبط النفس ويزيد فهمهم للعالم من حولهم، مما يقلل من غضبهم وشعورهم بالتوتر.
عندما يقل التوتر وتزيد قدرة الطفل على السيطرة على مشاعره فستتباعد نوبات الغضب وحينها يعم الهدوء والسكينة جو الأسرة.
اقتراحات.. للتعامل مع نوبات الغضب
- الاحتفاظ بالهدوء.
- تعلمي كيفية التعامل عند الغضب مع نفسك ومع الآخرين.
- عند تأديب الطفل، كوني حازمة.
- حاولي أن تشغلي انتباه الطفل بشيء آخر.
- تعلمي أن تتجاهلي نوبات الغضب، فبتجاهل نوبة الغضب سيدرك طفلك أنه لن يحصل على ما يريد من خلال التصرف بهذه الطريقة.
- حاولي أن تكتشفي سبب نوبة الغضب، فنوبات الغضب تعالج بطريقة مختلفة وفقا للسبب.
- لا توبخي طفلك لتعبيره عن مشاعره، ووضحي له أن من الطبيعي أن يشعر بالغضب، وتوصلي معه إلى إيجاد وسيلة ليعبر بها عن غضبه بوسائل أكثر هدوءا.
- إذا حدثت نوبة الغضب في مكان عام، يجب الانزواء بطفلك لتجنب تفاقم الأمر أو الحصول على مزيد من الاهتمام.
- شجعي السلوك الحسن، وأثني على طفلك عندما تخف حدة نوبة الغضب، فمكافأة السلوك الجيد هي حافز لطفلك على البقاء هادئا.
- إذا كان السبب رفض طلب للطفل، لا تتراجعي عن موقفك لتخففي من حدة نوبة غضبه، وإلا فسيتعلم الطفل أن الهياج والصياح هما وسيلة للحصول على ما يريد.
أشياء يجب على الوالدين تذكرها
- واحد من كل خمسة أطفال تحدث له نوبات غضب مرتين في اليوم.
- ضجر الوالدين من تصرف طفلهم، شيء طبيعي، ولكنه يعقد الأمر.
- كوني حاسمةً ولكن حاولي أن تجدي طريقة إيجابية لحل الموقف.

- حاولي التخطيط لتفادي نوبات الغضب ومسبباتها.

اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر