|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل أعاني من مرض نفسي؟
هل أعاني من مرض نفسي؟ أ. شريفة السديري السؤال أنا لا أستطيع النوم في الليل إلا بعد عناء؛ فقد كنتُ أُعاني أنِّي لا أستطيع النوم في الليل لمدة 7 سنوات، ومن ثَم بدأَت حالتي في التحسُّن، ولكن حينما أتذكَّر أحزن جدًّا على حالتي. وأيضًا أنا أنظر إلى الحياة باللون الأسود، لا أشعر بالسعادة أبدًا، حتى ولو ذهبت وسافرت، واشتريت، لا أشعر بالفرح! لا أعلم لماذا، وأنا أريد أن أعرف هل أعاني من اكتئابٍ أم لا؟ وهل أستطيع أن أعالِجَ نفسي؛ لأني تعبت جدًّا، أتمنى الرد بسرعة، لكم جزيل الشكر. الجواب أهلاً بك عزيزتي في الألوكة. سطورك القليلة لم تُتِح لنا معرفة تفاصيل أكثر عنك، وعن ظروف حياتك؛ لِتُساعدنا على تشخيصٍ أفضل وأدقَّ لِما تعانين منه، فالأرَقُ عرَض رئيسٌ للقلق والاكتئاب، ولا نستطيع أن نحدِّد أيهما مشكلتك؛ لأنَّ تفاصيل كثيرةً غائبةٌ ومجهولة بالنسبة لنا، ربما بدأ الأمر قلقًا من أمر معيَّن، وخوفًا وتفكيرًا، ثم تحوَّل إلى اكتئاب، وربَّما بدأ اكتئابًا؛ بسبب حدَثٍ حزين، أو صادم تعرَّضتِ له. ولكن في الوقت الحاليِّ، ووفقًا لوضعك الذي ذكرتِه، فالظنُّ الأغلب أن يكون اكتئابًا كما قلتِ، وما يؤيِّد هذا الظنَّ قولُكِ: أنظر إلى الحياة بلونٍ أسود، لا أشعر بالسعادة والفرح حتَّى لو ذهبتُ وسافرت واشتريت، وأحزن جدًّا على حالتي! ويبدو أنَّ نوع الاكتئاب الذي تعانين منه هو اكتئابٌ مزمِن، والأرق هو أحد أعراضه، لكنَّك لم تَذْكري لنا متَى بدأ الأرق معك؟ وكيف، وما هي الأسباب التي جعلته يزداد ويتطوَّر، ثم كيف بدأ الأمر يتحسَّن؟ وما هي الخطوات التي اتَّبعتِها لذلك؟ سألتِ إن كنتِ تستطيعين علاج اكتئابك، وأنا أقول لك: نعم، بالتأكيد يمكنك. فالاكتئابُ مرضٌ شائع ومنتشر على مدًى واسع جدًّا، وتتراوح نسبته ما بين 13% إلى 20%، ويلاحَظُ الاكتئاب على مَن هم في العشرينيات والثلاثينيات وسنِّ اليأس، ويصيب الاكتئابُ الإناثَ أكثر من الذُّكور، وغيْرَ المتزوِّجين أكثر من المتزوجين، وتقريبًا لا يوجد شخص بالِغٌ لَم يمر في فترة من فترات حياته بنوبَةِ اكتئاب، بغضِّ النظر عن شدَّتها وقوتها. ويكون علاج الاكتئاب ذا فاعليَّة أكثر وأكبر إذا بدأ الشخص العلاج في بداية الحالة قبل أن تتعقَّد وتتطور، وكلما كانت أُسْرة المريض مترابطةً متماسكة؛ كانت نسبةُ العلاج أكبر وأكثر نجاحًا. ومن المهم جدًّا أن تعرفي سبب اكتئابك، وما هي الأوقات التي يشتدُّ فيها حزنك، ومتى يزداد أرَقُك ويصعب عليك النَّوم؟ حتَّى نعالج السببَ نفسه، فنَصِل إلى علاجٍ نهائي ناجح وفعَّال. في الوقت الحاليِّ أهمُّ أمرٍ يمكنك فعله هو أن تراجعي طبيبًا أو أخصائيًّا نفسيًّا؛ لأنَّه سيكون قادرًا على متابعتِك عن قُرب، والتحدُّث معك بكل صراحة وشفافية، وبالتالي سيشخِّص حالتك، ويضع لكِ خطَّة علاجيَّة مناسِبة، تُساعدك على التحسُّن وتخفِّف الأعراض، وتأخذ بيدك إلى الراحة والاستقرار النفسيِّ والشخصي. قد يصف لكِ دواءً ليخفِّف من آثار الاكتئاب، ويساعدك على النوم، فلا بأس بأخذه؛ لأنَّه سيحدِّد لك الطريقة والكمية التي ستبدئين بها الدَّواء، ثم تنهيها به، من بداية الجرعة إلى آخر يومٍ فيها. ومن المفيد جدًّا لكِ أن تمارسي الرياضة بانتظام، إمَّا أن تشتركي في نادٍ رياضي، أو تمارسي رياضة المشي في المَمْشى أو الحديقة، أو حتى على آلة المشي لمدة نصف الساعة على الأقل في اليوم؛ لأنَّ الرياضة تساعد على تفريغ الشحنات السالبة والتوتُّر والحزن، وتحفِّز المخَّ على إفراز مادة الأندروفين التي تحسِّن النفسيَّة والمزاج، وتجعل الشخص يشعر بالسعادة والراحة، بالإضافة إلى أنَّها تساعد في رفع تقدير الشخص لذاته، وتحسين صورته عن نفسه؛ من خلال الوصول إلى جسم رشيق ومتناسق وصحِّي. ومن الأمور المريحة والمهدِّئة للأعصاب: الزيوت العطريَّة، فيُمكنك أن تملئي المغطس بالمياه الفاترة، وتضعي عدة نقاط من الزيوت العطرية المخصَّصة للاستحمام، وتستلقي هناك لفترة من الوقت، أو تضعي إناءً به ماء فاتر، وتُذيبِي فيه بضع قطرات، كما يُمكنك استخدام الشُّموع العطريَّة؛ فلها نفس المفعول تقريبًا. وحين يَشعر الشخص بالراحة والسعادة يخفُّ القلق والتوتُّر، ويصبح أكثر هدوءًا واسترخاء، وبالتالي أقدرَ على النوم بسهولة ويُسر، دون أن يُنهِك نفسه بالتفكير المشتّت في أمور مختلفة. أتمنَّى أن تكون إجابتي لكِ قد استوفت كلَّ أسئلتك واستفساراتك. وأسأل الله أن يرزقك السعادة والاطمئنان، إنَّه وليُّ ذلك، والقادر عليه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |