سكنى المدينة والخروج منها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853329 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388479 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213904 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2020, 01:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي سكنى المدينة والخروج منها

سكنى المدينة والخروج منها
الشيخ طه محمد الساكت





وحدثني يحيى عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أقلني بيعتي"، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى؛ فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكِير، تَنفي خَبَثَها، وينصَعُ طيِّبُها))؛ الموطأ (جـ 2 ص 886).

أخرجه البخاري في: 93 - كتاب الأحكام، 47 - باب من بايع ثم استقال البيعة ومسلم في: 15 - كتاب الحج، 88 - باب المدينة تنفي شرارها، حديث 489.

ونص رواية البخاري المشار إليها:
حدثنا عبدالله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أقلني بيعتي"، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي" فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع[1] طيبها))؛ صحيح البخاري (جـ 9 ص 79 و 143).

ونص رواية مسلم:
حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالكٍ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أنَّ أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا محمد، أقلني بيعتي"، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه، فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، ثم جاءه، فقال: "أقلني بيعتي" فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها، وَيَنْصَعُ طَيِّبُهَا))؛ صحيح مسلم (ج4، ص120 - ج9، ص155) العامرة المصرية.

ورواه البخاري أيضًا في "45 - باب بيعة الأعراب" من "كتاب الأحكام" ونصها:
حدثنا عبدالله بن مسلمة، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصابه وعك، فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، فخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المدينة كالكير، تنفي خبثها وينصع طيبها[2]))؛ (ج9 ص79 و142).

ورواه في كتاب الاعتصام، وهو الذي يلي كتاب الأحكام، وليس بعده في البخاري إلا كتاب التوحيد، رواه في باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم وما أجمع[3] عليه الحرَمانِ مكة والمدينة، وما كان[4] بها من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم والمنبر والقبر، ونصه:
حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله السلمي [5]: أن أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فجاء الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا رسول الله، أقلني بيعتي"، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها وينصع طيبها))؛ (جـ9 ص 103).

ورواه البخاري أيضًا في باب من نكث بيعته وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 10]، ونصها: (ج9 ص4 و144):
حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابرًا رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "بايعني على الإسلام"، فبايعه على الإسلام، ثم جاءه الغد محمومًا، فقال: "أقلني" فأبى، فلما ولى قال: ((المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)).

وسبق للبخاري أن رواه في فضائل المدينة أواخر كتاب الحج (ج3 ص4)، باب المدينة تنفي الخبث، ونصها:
حدثنا عمرو بن عباس، حدثنا عبدالرحمن، حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه، قال: جاء أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محمومًا، فقال: "أقلني" فأبى، ثلاث مرار، فقال: ((المدينة كالكير، تنفي خبثها وينصع طيبها)).

فرواه البخاري في خمسة مواضع: ثلاثة في الأحكام، وواحد في فضل المدينة، وآخر في الاعتصام.

صحيح الترمذي:
ورواه الترمذي في فضل المدينة من أبواب المناقب، ونصه:
حدثنا الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك بن أنس، وحدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر، عن جابر: أن أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصابه وعك بالمدينة، فجاء الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها، وَتُنَصِّعُ طَيِّبَهَا» قال: وفي الباب عن أبي هريرة، قال: وهذا حديث حسن صحيح؛ (ج13 ص276).



سنن النسائي:
ورواه النسائي في البيعة، ونصه:
أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله: أن أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فجاء الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أقلني بيعتي"، فأبى، ثم جاءه فقال: "أقلني بيعتي"، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها، وتنصَعُ طيبها))؛ استقالة البيعة (ص151 ج7).

مسند الإمام أحمد:
ورواه الإمام أحمد في مسنده في مسند جابر (جـ 3 ص 307)، ونصه:
حدثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، حدثنا ابن المنكدر قال: سمعت جابرًا يقول: جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الأعراب، فأسلم، فبايعه على الهجرة، فلم يلبث أن جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقلني"، فقال: ((لا أقيلك))، ثم أتاه فقال: "أقلني"، فقال: ((لا أقيلك))، ثم أتاه فقال: "أقلني"، فقال: ((لا))، ففرَّ، فقال: ((المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها))، وهو في المسند المرتب للشيخ أحمد الساعاتي جـ 23 مخطوط.

ورواه ابن الأثير في جامع الأصول (ج10 ص200) في فضائل المدينة، مطبعة أنصار السنة، رقم 6920 ونصه:
(خ م ط ت س - جابر رضي الله عنه):
قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محمومًا - وفي رواية: فأصاب الأعرابيَّ وعك بالمدينة - فقال: "أقِلْني بيعتي"، فأبى، فخرج الأعرابيُّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((المدينة كالكير، تنفي خَبَثَها ويَنصَع طَيِّبُها))؛ أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والترمذي والنسائي، ولم يذكر النسائي "وعكه".

ورواه في "جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد" بنحو من رواية "جامع الأصول" السابقة (ص200 ج6) في فضل المدينة.

قطوف من شرح حديث: ((لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفِرْتم فانفروا)):
رواه الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما (انظر ج المحرم عام 1363 م15).

ويتضمن الشرح خلاصة ما قال العلماء في حكم الهجرة مقتبسًا من فتح الباري على شرح الحديث في كتاب الجهاد، باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية (ج6 ص29 طبع عبدالرحمن محمد)، وفي باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة (ج7 ص182).

وفي "زاد المسلم" شرح مسهب لحديث: ((ويحك، إن شأن الهجرة شديد..)).

تضمن تنبيهات تتعلق بالهجرة وأحكامها (ج4 ص97 - 108 مطبعة مصر) وهي تنبيهات مفيدة وإن لم تخل من مآخذ هينة.

مكانة الهجرة:
كانت الهجرة مَنقبة يسمو بها الأولون، وأمنية يتمناها الآخرون، ولكن ما الحاجة إليها بعد أن جاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وأمنوا على دينهم وأنفسهم وأموالهم؟ فلِيَشرح النبي صلى الله عليه وسلم - بحديثه هذا - صدورًا كانت حرجة، ولِيَنتزع وساوس كانت مختلجة، وليبين لمن حزنه أن لم يكن من السابقين بالمهاجرة، ولا من التابعين بالمناصرة - أن الهجرةَ قد ارتفع حكمها، ولكن بقي بدلها، وهو الجهاد والنية...

قالت عائشة رضي الله عنها وقد سألها عبيد بن عمير الليثي عن الهجرة: "إنما كانت الهجرة قبل فتح مكة والنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، أما اليوم فلا هجرة؛ كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم مخافة أن يفتن عليه، فأما اليوم، فقد أظهر الله الإسلام، واليوم يعبد ربه حيث شاء، ولكن جهاد ونية.

حكمها:
نعم، كانت الهجرة فرضًا في أول الإسلام على من أسلم وكان قادرًا عليها؛ ليسلم من أذى الكفار، ويأمن على دينه، وليعاون إخوانه المسلمين ويكثِّرَهم، ثم ليجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، ويتعلم منه شرائع الإسلام وأحكامه.

وقد أعظم الله تعالى شأن هذه الهجرة، حتى قطع الموالاة والنصرة بين من هاجر ومن لم يهاجر، فقال عز شأنه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾ [الأنفال: 72]، أما العاجزون عن الهجرة، مِن أسير ومريض ومن إليهما، فقد قبل الله عذرهم، وعفا عنهم، واستثناهم ممن ظلموا أنفسهم وباؤوا بسخطه؛ لأنهم المستضعفون حقًّا، ﴿ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 98]، على أن أحدًا من هؤلاء الضعفاء إذا كلف نفسه ما لم يكلف فخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله، فقد وقع أجره على الله.

وما زال الأمر كذلك حتى فتحت مكة، فنسخ فرض الهجرة، وبقي فرض الجهاد والنية، وعلى هذا فلا حرج - منذ الفتح إلى أن تقوم الساعة - على من أقام في دار الكفر مسلمًا قادرًا على عبادة ربه سالمًا من الأذى في دينه، بل قال الماوردي: إن إقامة هذا أفضل من رحلته؛ إذ يرجى من وراء إقامته دخول غيره في دين الله، وهو قول حق تؤيده دلائل الشريعة، لكن لمن نوى بإقامته إظهار والحق والدعوة إليه وكان أهلًا لذلك، وإلا فهجرته مستحبة؛ لتكثير المسلمين ومعونتهم، وجهاد الكفار، والأمن من غدرهم، والراحة من رؤية المنكر بينهم، وقصارى القول أنه لا تحق عليه الهجرة ما لم يفتن.

ويذهب ذاهبون إلى وجوب الهجرة من بلاد الشرك على المسلم القادر مطلقًا، مستندين إلى مثل قوله صلوات الله وسلامه عليه: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهُر المشركين))، ((لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها))، ولكن الحق ما قاله صاحب الفتح: إن هذا فيمن خشِيَ الفتنة على دينه، وهذا الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها من قبل.

وكما تنبغي الهجرة من دار الكفر للقادر المتمكن من إقامة دينه، تنبغي كذلك للجهاد، والحج، وطلب العلم، وابتغاء الحلال من الرزق، والنظر في ملكوت السموات والأرض، والعمل على ما يرفع من شأن المسلمين ويُعْلي مكانتهم، وكل هذا من قَبيل الهجرة إلى الله ورسوله، فإذا تعين شيء منه فلا جدال أنه فرض محتوم لا يثَّاقل عنه مؤمن بالله ورسوله.

ومن المؤسف المؤلم أن يسبقنا الأجانب إلى الهجرة، ودرك أسرارها؛ حيث ينشدون الرفعة لبلادهم، والعزة لأممهم، ونحن لا نزيد على أن نَتَفَكَّهَ في النظر إليهم، كأنهم ما غادروا الديار، وكابدوا الأسفار إلا ليستمتعوا مثلنا ويلهوا!

المهاجر الحق:
وبعد، فلئن مضَتْ هذه الهجرة الحسية لأهلها، وذهبت بجلالها وفضلها، فإن الهجرة المعنوية لهي أعلى منها شأنًا، وأجلُّ عند الله قدرًا وأجرًا؛ تلك هي هجرة الروح؛ حيث يزكي المرء نفسه، ويطهر قلبه، باجتناب المآثم، واجتناء المكارم، تلك هي الهجرة كل الهجرة التي بينها الرسول الكريم في جوامع كلمه صلوات الله وسلامه عليه إذ يقول: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))؛ رواه البخاري.

مكانة الجهاد وأقسامه:
أما الجهاد، وما أدراك ما الجهاد؟! فهو حصن الإسلام ومُنته، وعصمة الدِّين وجُنته؛ اختار الله له خاصة أوليائه، وبشرهم بجليل نعمه وعطائه: ﴿ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 95]، وآخران لهما منزلة وفضل، هما جهاد النفس والهوى وجهاد المنافقين والظلمة، والناس درجات مختلفة باختلاف تفاوتهم في جهادهم؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق مرتبة وأرفعهم درجة؛ لأنه استوى على صنوف الجهاد كلها؛ فجاهد في الله حق جهاده، بالقلب والجَنان، والدعوة والبيان، والسيف والسنان، ولم يألُ جهدًا في نصر الله وإعلاء كلمته، وانظر في شمائله تفصيل هذا كله.

مكانة النية من العمل:
وأما النية فهي من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد، وحسبها فضلًا أنها تغني عن العمل، دون أن يغني عنها عمل؛ ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).

طه محمد الساكت
المدرس بالأزهر (سابقًا)
المفتش العام بالأزهر (حاليًّا)


[1] وتنصع طيبها.

[2] وتنصع طيبها.

[3] اجتمع.

[4] بهما.

[5] السَّلَمى: كذا ضبطه بفتح المهملة واللام القسطلاني وابن حجر وصاحب التذهيب، ووقع في بعض الفروع التي بيدنا تبعًا لليونينية ضبط اللام بالفتح والكسر؛ اهـ مصححه.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.63 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]