أم الكليم وريح القميص - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59781 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28257 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 795 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 686 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 16036 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2020, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي أم الكليم وريح القميص

أم الكليم وريح القميص


عفاف عبدالوهاب صديق





آيتانِ مؤثِّرتان، صورتان لجمال لقاء أمٍّ بوليدها، وصبرِ أبٍ في انتظار رؤية ابنه بحبيبتيه، هيا لنعشْ معًا لحظتَي التلاقي، لنبدأ بحال الأم التي ذاقتْ قليلاً من الصبر ولم تتحمَّله، تتعجل بشوقٍ وأملٍ لقاءَ وليدها، هي التي جُبلت على الحنان طينتُها، لم تُطق بُعْدَ مولودِها الذي ألقى عليه الله محبَّة منه، أذاقته شراب الأمومة؛ فاستلذ به واستأنس بدقَّات قلبها، وأبى إلا أن تكون هي - ودون من سواها - له ساقية، يبكي ويتألم، يتضوَّر جوعًا، يجافيه النوم، بصراخه ينادي: أريدها، أريد شراب أمي، أريد قلب أمي، أريد أمِّي، لكنها الصابرة، الكتوم، يراسل أنينها عبر أثير حنانِها الرد عليه: اصبر وليدي، اصبر لن ترضعك سواي، إني ألازم يقيني بما هداني ربِّي، خفتُ عليك من جبروت الظلم، ظلم فرعون وجنوده، أطعتُ ربي، وألقيتُك في النهر بيدي، آمنتُ بربي واستسلمت لأمره، وإنَّ وعدَه لحقٌّ، سيردُّك إليَّ وتكون - يا قلبي - رسولاً من رسله، وصار فؤادُها يردِّد ما في خاطرها: ﴿ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7].

قالت لأخته: تتبَّعي أمره، وأخبريني بكل ما سيحدث وقصِّيه عليَّ، رأت أختُه لَوعة قلب أمِّها وشرودَها الدائم على أخيها، كانت الفتاة الذكية الواعية؛ فقد تحرَّت عن أخيها بشوق الأخت والأمومة الفطرية إلى أخيها، حريصةً على أن تذهب لأمِّها بالخبر اليقين؛ لتعود الفرحة لقلبها؛ فتفوز بحضنها الدافئِ وحنانها المعهود، وكان بصرُها دليلَها للتقصِّي عن أخيها دون أن تُشعِر مَنْ حولَها بأنَّ ما تراه يهمها أمرُه أو يَعنيها في شيء، وهي تسمع صُراخ أخيها وبكاءه، ترى حيرة النساء، سارعت تقول لهم بأدبٍ وذكاء - وكأنها تنصحهم -: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]، وقد أزاحت بلباقتِها أيَّ شك يساورهم عما يُسرُّه قلبها، فلا يتشكَّكون في أمرها، ويعلم العدو بأمر الوليد، وشعروا بارتياح لكلامها ومشاركتها معهم ألَمَهم وحسرتَهم على هذا الطفل البكاء، وكان موعدًا للقاء القلوب، لقاء تلامس الأمومة برضيعها وسكينة الوليد بعودة لذَّة الشراب الذي ذاقه.

كانت لحظاتٍ ما أجملَها، هي الحمد والشكر والسعادة والرضا، استكنَّ الوليد وسكن الفؤاد، وقرَّت العين، ودخل السرور في قلوب كلِّ من أحبوه وتألموا له، خاصة رقيقةَ المشاعر، آسية زوجة عدوه، هي المرأة التي حُرمت الأمومة وأحبته بشدة، وانفطر قلبُها له وكأنه وليدها الذي تعِبت في حمله، وأنجبتْه بعد شوق وأمل انتظار، أرأيتم جمال قلب أم موسى - عليه السلام - صمتها وحنانها ولهفتها؟ أرأيتم كليم الله موسى - عليه السلام - كيف حرَّم الله عليه المراضع، وكيف هو الحب الفطري، كيف وعى وفطن لحضن أمه؟ يقول ربِّي: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13]، وكان وعد ربِّي حقًّا.


والآنَ لننظر حال أبٍ شُغف قلبُه بابنه، تحمل الصبر حتى استلذَّ بعلقمه؛ فكان معلِّمًا للصبر لمن فرَّقوا بينه وبين ابنه، صار اليقين ملازمًا أمله ينتظر وعد ربه، متشوقًا أن ترى عيناه جمال وحسن ابنه، وتسمعَ أذناه حديثه، مرَّت سنون، صار شيخًا كبيرًا، دائم الذكر لربه، لا تفارقه صورة وصوت فِلْذة كبده، ورؤية ابنه للشمس والقمر والنجوم له ساجدين.


إنه يعقوب وابنه يوسف الصديق - عليهما السلام - يقول ربي: ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ [يوسف: 4]، كان في رؤيتِه بشرى حمل لواء النبوة؛ ولأنه يعلم ما لا يعلمون، خاف عليه من غيرةِ إخوته، وكذلك غاروا منه على أبيهم، مكروا وأبعدوه عن أبيه، وكانت قصة يوسف التي أجمعوا - ودون هوادة من أحدهم - وألقوه في أعماق الجُبِّ عَنوة، ليس كأمِّ موسى - عليه السلام - حين ألقته في النهر وقلبها معلَّق به، هكذا، وجاء السيَّارة وكانت قصة امرأة العزيز، وثبات أخلاق الصالحين.

كان السجن وتأويل رؤية الفتيَيْنِ اللذين نجا أحدهما، وكانت براءته واعتراف النسوة، وامرأة العزيز، وكيف كان استعصامُه بحبل الله متينًا لم تقطعه حيلة النساء وكيدهن، حتى مكَّنه الله على خزائن الأرض، وجاء إخوته وعرَفهم وهم لم يعرفوه، وأغواهم بحِمل بعير على أن يأتوا بأخٍ لهم، هو أخوه من أمه وهم لا يعلمون، حتى ذهب معهم ولم يعد هو كذلك لأبيه رغم حرص أبيه، وقد آتَوْه مَوْثقًا برعايتهم وحمايتهم له، لكن أخاهم الأكبر كبيرهم النادم ندمًا شديدًا، أخاهم التائب إلى الله بعد ما فعلوه بيوسف.

أتخيَّل حاله، وكأنه افترش الأرض باكيًا، ولا يرغب في العودة إلى أبيه، أدرك أن أباه لن يتحمَّل عذابين؛ عذاب فِراق يوسف وعذاب أخيه، الذي أبى أن يبرح الأرض إلا أن يكون معه أخوه، أو يأذن له أبوه، ويصفح عنه بالرجوع إليه، حتى زاد تشوُّق الأب أكثرَ، موقنًا بقرب اللقاء وعودتهم جميعًا إليه.

مرَّت كل هذه الأحداث أمام عيني يعقوب - عليه السلام - صابرًا لا يملك إلا البكاء؛ حتى ابيضَّت عيناه حزنًا وألَمًا لفِراق ابنيه؛ يقول: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، انظروا لطفه ورحمته بأبنائه، رغم علمه بما أجرموا وقصَّروا في حقِّه وأخويهم!

وكان لقاء الإخوة بيوسف وأخيه، الذي آثره الله عليهم، لم يعاتبهم يوسف - عليه السلام - بل رقَّ قلبه لحالهم مشتاقًا لأبيه وأمه، يتعجَّل لقاءهما، يتأمل: كيف صار أبي؟ ويعلم قدر حبِّه الشديد له، مدركًا ماذا سيفعل أثيرُ هوى عرَقه بأبيه إن مر به؛ إنه عرَق الوفاء والحب والطاعة، إنه عرَق الفضيلة والجهاد والعمل الصالح، إنه عرَق الأنبياء، وحين تحركت العير تحركت رياح اللقاء في قلب يعقوب - عليه السلام - فوجدها وأحسَّ بها وتنسَّم عبيرها، إنها رسالة ربانية، انتظر عمرًا قدومَها، يقول: ﴿ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ﴾ [يوسف: 94]، وكيف يصدِّقونه، وهم الكاذبون؟ حتى جاء البشير، بشَّر وأسعد وأثلج صدر أبيهم، وارتدَّ بقدَر الله وقدرته بصيرًا، تلألأت عيناه فرحًا، يقبِّل قميص يوسف، يقبل أثرَه وأثيرَهُ، واستغل إخوته فرحةَ أبيهم طمعًا في عفو الغفور الرحيم، يقولون له: استغفر لنا ذنوبنا، وهو بعدُ يتلهَّف على لقاء يوسف، ويسوِّف استغفاره لهم؛ فلقاء الحبيب دنا، ورؤية الخليل اقتربت، وها هما التقيا، تتعانق فيهم القلوب قبل الأجسام، والبصيرة قبل البصر، يا لها من لحظات! يقول ربي: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100]، كيف لا، وقد كان وعد ربي حقًّا؟


أحبتي:
آيتانِ عن الأمومة والأبوة، كلاهما الصبر الجميل، كم يؤلمني حال الآباء والأبناء في زماننا، تخلَّوْا عن الصبر، وألِفوا توبيخ الكبير، والكبير آثرَ البعدَ عن طريق الله، لنتمرَّس التراحم من جديد، لنروِّض في دواخلنا الحنان، فالكل عابرُ سبيلٍ، يا عابرَ السبيل، يقينًا ستسافر يومًا، وإن بقِي في دنياك عمر، ارتكنت النجوى، وسامرت الفُرقة، تمشي على الأرض تشتهي فيها الخصام، صل واتصل، وبادر بوصال رحمك، بجارك، وأهلك، بصديقك، تحلَّ بخلُق الكرام، صالِحْ من خاصمك، وارعَ في قلبك الصغير نبت السلامِ.

أرقُّ تحيَّاتي....

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.88 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]