كن عصاميا ولا تكن عظاميا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2020, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي كن عصاميا ولا تكن عظاميا

كن عصاميا ولا تكن عظاميا


مصطفى قاسم عباس








كان أبي... كان جَدِّي... وفي كلِّ مجلس ومَحفلٍ: كان أبي وكان جَدِّي... وإذا ما تفاخَر ذوو الفخر وأُولو المجْد، نراه يتبجَّح بأعلى صوته ويقول دائمًا: كان أبي وكان جَدِّي...




ويبقى السؤال: صحيحٌ أنهما كانا وكانا، ولكنْ مَن أنت؟ وهل تَسير على ذات الدَّرْب الذي سار عليه أبوك وجَدُّك؟ إذا كُنتَ كذلك - وكان الدرْبُ الذي ساروا عليه قبْلك دربَ أخلاقٍ وعِلم ورقيٍّ وسُموٍّ وأدبٍ - فأنت نِعْم الخلفُ لخير سلفٍ، ولكنَّ المُشكلةَ تَكمُن في مَن يَفتخر في كل مَجلس بأبيه وجَدِّه، وهو بعيد كلَّ البعد عن نهْج أبيه ونهْج جدِّه!




وجميعنا نحفظُ بيت ابن الورْدي في لاميّته المشهورة عندما يقول:



لَا تَقُلْ: أَصْلِي وَفَصْلِي أَبَدًا

إِنَّمَا أَصْلُ الْفَتَى مَا قَدْ حَصَلْ [1]








ونحن لا نُنكِر طبعًا أنَّ صلاحَ الآباء فيه صلاحٌ للأبناء؛ لأنَّ المتأمِّل في القرآن الكريم يرى أنَّ الله تعالى حَفظَ الأبناء لصلاح الأب، وذلك عندما قال في سورة الكهف: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 82].




وجميعُنا نَعلم أنَّ أفضلَ شيء يَرثه الولدُ عن أبيه هو الصَّلاحُ والذكْرُ الحسنُ، وأنَّ على الولد الصالح أن يُحيِيَ فِعال أبيه، ويكونُ ذلك بأن يُتمَّ الولدُ بناء صرْح الأخلاق الحميدة الذي بدأ به أبوه؛ كما قال الشاعر:



إِنَّمَا الْمَجْدُ مَا بَنَى وَالِدُ الصِّدْ

قِ وَأَحْيَا فِعَالَهُ الْمَولُودُ








وهُناك مِن الشُّعراء مَن قال في خِلافهِ:



لَئِنْ فَخَرْتَ بآباءٍ ذوِي شرفٍ

لَقْدْ صَدَقْتَ، وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُوا[2]








وقريبٌ منه كذلك قولُ بعضهم:



أَبُوكَ أَبٌ حُرٌّ، وَأُمُّكَ حُرَّةٌ

وَقَدْ يَلِدُ الْحُرَّانِ غَيرَ نَجِيبِ








فالإنسان هو الذي يَختار لنفسِه، فإمَّا أنْ يَكون الأولَ فيتابعُ بناءَ مجد أبيه، وإما أن يكون الثانيَ فلا يَبني لنفسِه مجدًا، بل لعلَّه يَهدِم بسوء فِعاله مجْد أبيه الذي بناه في سنوات وسنواتٍ!




وكثيرًا ما يُطرح التساؤل التالي: أيُّهما أهمُّ: أدبُ الرجل أم حسَبُه؟ وهل الأدب يُغني عن رِفعَة النَّسَب والحسَب؟



أجاب بعضهم بالآتي:

الأدبُ كالحسب، قيل: مَن نَهَض به أدبُه، لم يَقعُد به حسبُهُ.




وقيل: شرفُ الحسَب يَحتاج إلى شرفِ الأدَب، وشرفُ الأدب مُستغنٍ عن شرَف الحسَب.




وقال الأحنف: مَن لم يَكن له عِلمٌ ولا أدبٌ، لم يكن له حسَبٌ ولا نسَبٌ.




وقال شاعرٌ:



مَا ضَرَّ مَنْ حَازَ التَّأَدُّبَ وَالنُّهَى

أَلَّا يَكونَ مِنَ الِ عَبْدِ مَنَافِ؟ [3]








وكذلك قال الشاعِر:



كُنِ ابْنَ مَنْ شِئْتَ وَاتَّخِذْ أَدَبًا

يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ




إِنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ: هَا أَنَا ذَا

لَيْسَ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ: كَانَ أَبِي [4]










والإنسانُ العاقل اللبيب، حتَّى وإن كرُم حسبُهُ وطابت أرُومتُهُ، فإنه لا يتَّكل على أحسابه، ولا يَعتمِد على أنسابه، بل عليه أن يُكَوِّنَ لنفسِه شخصيَّةً فاعِلة مؤثِّرةً في المجتمع، ومِن جميل الشِّعر في هذا المعنى قولُ عبدِ اللّه بن معُاويةَ بنِ عبد اللّه بن جعفر:



لَسْنَا وَإِنْ أَحْسَابُنَا كَرُمَتْ

يَومًا عَلَى الْأَحْسَابِ نَتَّكِلُ




نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا

تَبْنِي ونَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلُوا [5]



يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-08-2020, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كن عصاميا ولا تكن عظاميا




وعلى الإنسان العاقل أيضًا أن يكون عِصاميًّا لا عِظاميًّا، فهناك فرقٌ كبير بين العصاميِّ والعظاميِّ؛ فالعظاميُّ: يَفتخرُ بعظامٍ لآبائه وأجداده ربَّما تكون قد نَخِرت، والعصاميُّ: مَن يُبني نفسَه بنفْسِه.



و(العِصامي: منسوبٌ إلى "عِصام بن شُهير" حاجبِ النُّعمان بنِ المنذر الذي، قال له النابغةُ الذبيانيُّ حين حجبَه عن عيادة النُّعمان مِن قصيدةٍ له:



فَإِنِّي لَا أَلُومُكَ فِي دُخُولٍ

وَلَكِنْ، مَا وَرَاءَكَ يَا عِصَامُ؟








فكبيرُ الهمَّة عِصاميٌّ يَبني مجده بشرف نفسِه، لا اتِّكالاً على حسَبِه ونسَبِه، ولا يَضيرُه أن يكون ذا نسَبٍ، فحسبُه هِمّتُهُ شرفًا ونسبًا) [6]




ولذلك: (كان بعض العلماء إذا سألَ عن أحدٍ قال: أَعِصاميٌّ هو أمْ عِظاميٌّ؟ أيْ: أهو ممَّن يَفخَر بآبائه وسلَفِه وبِمَن قد مضى مِن أهلِه، وهو خالٍ مما كانوا فيه، أم هو بنفْسِه؟ كما قال الشاعر:



نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا

وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالْإِقْدَامَا




وَجَعَلَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا. [7]







فالسُّؤدَدُ والمجدُ لا يكونان بالوراثة، إنما بالفِعال الحميدة، والأخلاق النبيلة، بل إن بعض أصحاب النُّفوس العظيمة يأبَون أن يكون سُموُّهم إرثًا وَرِثوه عن أب أو أم كما قال عامر بن الطُّفَيل الجعْفريُّ:



فَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ ابْنَ سَيِّدِ عَامِرٍ

وَفَارِسِهَا الْمَشْهُورِ فِي كُلِّ مَوكِبِ




فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ وِرَاثَةٍ

أَبَى اللهُ أَنْ أَسْمُو بِأُمٍّ وَلَا أَبِ [8]










وهنا نتذكَّر شخصيَّةَ المتنبِّي فإنها تتميَّز بهذه الْمَيْزة، والمتنبِّي هو المشهور بتفاخُره ونزعتِه إلى السيادة، فهو يأنَف مِن أخيه إذا كان غيرَ كريم وماجد، ولا يَرضى بأن يُنسب الفضلُ إليه إكرامًا لجدِّه؛ لذلك يقول:



وَآنَفُ مِنْ أَخِي لِأَبِي وَأُمِّي

إِذَا مَا لَمْ أَجِدْهُ مِنَ الْكِرَامِ




وَلَسْتُ بِقَانِعٍ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ

بِأَنْ أُعْزَى إِلَى جَدٍّ هُمَامِ [9]








ويقول أيضًا:



أَرَى الْأَجْدَادَ يَغْلِبُهَا كَثِيرًا

عَلَى الْأَوْلَادِ أَخْلَاقُ اللِّئَامِ [10]








وأفضلُ نسَب على الإطلاق، ويحقُّ لصاحِبه أنْ يَفتخِر به ويَعتزَّ: هو النَّسَبُ النبويُّ، ومع ذلك أراد النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يُعلِّم البشريَّة جمعاء أنَّ عمَل المرء هو الأساسُ يوم الحساب، وليست الأنسابُ والألقاب؛ لذلك لَمَّا نَزَلَتْ آيةُ: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214] قام رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - عَلَى الصَّفا فقال: ((يا فاطمةُ بنت محمَّد، يا صفيَّة بنت عبد المطَّلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم مِن الله شيئًا، سَلُوني مِن مالي ما شِئتُم)). [11]




وكذلك يومَ القيامة لا أنسابَ بين الناس إلا نسبُ الإيمان والعمل الصالح؛ كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 101-103].




وختامًا: الإنسانُ بنفسِه وبأخلاقه ومآثره، وليس بآبائه وأجداده؛ فكثيرٌ مِن الناس يعيشون مُترنِّمين بأناشيد الماضي، حالِمين على أطلال أمجاد آبائهم وأجدادِهم، ولكنَّهم ما قدَّموا شيئًا يُذكَرُ.




وفي المقابل فإنَّ كثيرًا مِن الناس يَموتون، ويُفارقون الدنيا بأجسادهم فقط، أما ذكرُهُم فيظلُّ مرفوعًا يُحاكي سماءَ الفَضيلة والسموِّ.




واللبيب مَن يأخُذ بنصيحة "أحمد شوقي" عندما قال في رثاء "مصطفى كامل":



فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مَوتِكَ ذِكْرَهَا

فَالذِّكْرُ لِلْإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ [12]










[1] "الكشكول"، البهاء العاملي (1: 113).




[2] "كتاب الصناعتين": أبو هلال العسكري (1: 32).




[3] "محاضرات الأدباء": الرَّاغب الأصفهاني (1: 8).




[4] "غُرَر الخصائص الواضحة": الوطواط (1: 74).




[5] "آداب العلماء والمتعلمين": الحُسين بن المنصور اليمني (1: 125).




[6]"علوُّ الهمَّة": محمَّد أحمد إسماعيل المقدم، المكتبة التوفيقية، (ص:91).




[7] "الفاضل": المبرِّد (1: 3).




[8] "العُمدة في محاسِن الشِّعر وآدابه": ابن رشيق القيرواني (1: 159).




[9] معجز أحمد: "أبو العلاء المعري" (1: 400).




[10] "الوَساطة بين المتنبِّي وخُصومه": الجرجاني (1: 95)




[11] "صحيح مسلم".




[12] "جَواهِر الأدب"، أحمد الهاشمي (2: 9).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.33 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]