هل فرق القرآن الكريم بين المرأة والزوجة والصاحبة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4577 - عددالزوار : 1279371 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4121 - عددالزوار : 804368 )           »          الإمام الذهبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          إذا اشتكيت امتناعها فأصلح ما بينك وبينها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، الذم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          تعاهد القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          كتاب الأم للإمام الشافعي - الفقه الكامل ---متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 309 - عددالزوار : 106543 )           »          فضائل الاستغفار وآثاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          تكريم الإسلام للمسنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، المديح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2024, 05:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,564
الدولة : Egypt
افتراضي هل فرق القرآن الكريم بين المرأة والزوجة والصاحبة؟

هل فرَّق القرآن الكريم بين المرأة والزوجة والصاحبة؟



ماهر مصطفى عليمات


في كلامٍ انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل تناقلته بعض المواقع والقنوات المشهورة والمؤثِّرة؛ حيث زعم صاحب الكلام ما يلي:
أن المرأة في القرآن أُطلقت على التي لا يوجد بينها وبين زوجها توافق، أو بينهما اختلاف في الدين.
أن الزوجة في القرآن أُطلقت على التي بينها وبين زوجها مودَّةٌ وعلاقة قوية.
أن الصاحبة في القرآن أُطلقت على التي انقطعت علاقتها الفكرية والجسدية مع زوجها.
قلت وبالله التوفيق: إن هذا الكلام غيرُ دقيق؛ فالمتتبِّع لآيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وكلام العرب، يجد أن هذه الفروق مُخترَعة لا دليل عليها؛ فقد قام صاحب هذا الكلام بتوجيه الآيات حسب قواعده التي اخترعها، وتجاهَلَ أو جهِل الآيات الأخرى في القرآن الكريم التي تخالف كلامه، وكذلك الأحاديث الشريفة وكلام العرب من نثرٍ وشعرٍ، وفيها ما يخالف كلامه؛ وبيان ذلك كالآتي:
أولًا: من القرآن الكريم:
فإن الله تعالى سماها امرأةً في الحالين: وجود التوافق في العلاقة والدين، أو عدم وجود ذلك:
ففي حالة التوافق؛ قال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ[1] عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [آل عمران: 35]؛ فقد سمَّاها امرأةً ولم يسمِّها زوجةً، مع وجود انسجام ومحبة بين عمران وزوجته.
وفي حالة عدم التوافق؛ قال الله تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ [التحريم: 10]، وقول الله تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ [التحريم: 11]، وقول الله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ [القصص: 9]؛ فقد سمَّاها الله تعالى امرأةً مع عدم وجود مودة بينها وبين زوجها، كزوجة لوط عليه السلام، وزوجة فرعون.
وكذلك سماها الله تعالى زوجةً في الحالين: وجود المودة والعلاقة القوية، أو عدم وجود ذلك:
ففي حالة وجود المودة والعلاقة القوية مع زوجها؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ [الأحزاب: 28]، وهن أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن جميعًا.
وفي حالة عدم وجود المودة والعلاقة القوية مع زوجها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا [الممتحنة: 11]؛ فقد سمَّاها الله تعالى زوجةً رغم أنها فرَّت من زوجها المؤمن إلى الكافر؛ وكذلك قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن: 14]؛ فقد سمَّاها الله تعالى زوجةً رغم عداوتها لزوجها.
ثانيًا: من السنة النبوية:
فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة والزوجة في الحالين:
جاء ذكر الزوجة في حال وجود المودة والعلاقة القوية؛ فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السعادة: ((الزوجة الصالحة))[2].
وجاء ذكر الزوجة في حال عدم وجود المودة والعلاقة القوية، بل في مجال الاستعاذة منها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوجٍ تُشيِّبني قبل الْمَشيب))[3].
وجاء ذكر المرأة في الحالين: التوافق وعدم التوافق؛ فقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة الصالحة والمرأة السوء في حديث واحد؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شِقوة ابن آدم ثلاثة؛ من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركَب الصالح، ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء))[4].
ثالثًا: في لغة العرب:
قال ابن منظور: "وزوج المرأة بعلُها، وزوج الرجل امرأته، ويُقال للرجل والمرأة: الزوجان"[5]، والعرب تسمي زوجة الرجل جارةً؛ لاصطحابهما ومخالطة كل واحد منهما صاحبه[6]، ولم يذكر أهل اللغة تلك الفروق المخترعة بلا تدقيق ولا استقراء بين المرأة والزوجة والصاحبة.
أما الصاحبة؛ فقد وردت في القرآن الكريم بلفظ: ﴿ صَاحِبَةٌ [الأنعام: 101، الجن: 3]، ولفظ﴿ وَصَاحِبَتِهِ [المعارج: 12، عبس: 36]، وليس في كتاب الله تعالى ما يدل على ما قاله صاحب التفريق المزعوم، وقد جاءت كلها في القرآن الكريم بمعنى: الزوجة، بلا خلاف[7]، والصاحبة أو الصاحب هو المتصف بالصحبة، وهي المعية في غالب الأحوال، ومنه سُمِّيت الزوجة صاحبةً[8]، فالزوجة سميت صاحبةً لملازمتها لزوجها في غالب حياتهما، لا كما يدَّعي أصحاب هذا التفريق المزعوم من أنها التي انقطعت علاقتها البدنية والفكرية بزوجها، بل المعنى خلاف هذا تمامًا.
وقد ذكر العلامة الكفوي هذا بوضوح فقال: "فلا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن وهو الأصلوالأكثر، أو بالعناية والهمة، ولا يُقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته"[9].
وقد جاء في الحديث الشريف ما يدل على أن الصَّاحبة تطلق على الزوجة، سواء انقطعت علاقتها الفكرية والجسدية مع زوجها، أم لم تنقطع.
ففي حالة عدم انقطاع العلاقة مع زوجها؛ جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأكل لحوم نُسُكِنا فوق ثلاث، قال: فخرجت في سفر ثم قدِمت على أهلي وذلك بعد الأضحى بأيام، قال: فأتتني صاحبتي بسلق قد جَعَلَتْ فيه قديدًا...))؛ [الحديث][10]، فقد سمَّى أبو سعيد رضي الله عنه زوجته صاحبةً، والعلاقة لم تنقطع بينهما.
وفي حالة انقطاع العلاقة بينهما بالموت مثلًا، جاء في حديث حنظلة الغسيل، أنه لـمـا استُشهد رضي الله عنه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن صاحبكم تغسِّله الملائكة، فسَأَلُوا صاحبته، فقالت: إنه خرج لـمـا سمع الهائعة وهو جُنُبٌ، فقال صلى الله عليه وسلم: لذلك غسَّلته الملائكة))[11].
فانظروا - يرحمكم الله - إلى الجهل والكسل كيف يفعلان بصاحبهما، فلو كلَّف هؤلاء الناس أنفسهم القليل من الجهد بالبحث[12] عن الآيات الأخرى التي ذُكِرت فيها كلمة الزوجة والمرأة والصاحبة في كتاب الله عز وجل، لعرَفوا مدى جهلهم بكلام الله تعالى الذي يدَّعون فهمه، وأنهم أهل البلاغة فيه، ولَأراحونا واستراحوا.


[1] هكذا جاءت في القرآن مفتوحةً، والسبب: أن كل موضعٍ في القرآن وقع فيه لفظة (امرأة) إذا قرنت باسم زوجها طولت تاؤها، وإلا قصرت، وانظر: [الكفوي، الكليات: 149].
[2] صحيح، الجامع الصحيح: 5942، وانظر: صحيح الجامع: 3629.
[3] صحيح، أخرجه الطبراني في "الدعاء": 1339، وانظر: السلسلة الصحيحة: 3137.
[4] صحيح، رواه أحمد: 1445 ،وانظر: صحيح الترغيب: 1914.
[5] ابن منظور، لسان العرب: 7/76.
[6] ابن الملقن، التوضيح لشرح الجامع الصحيح: 24/620.
[7] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن: 7/45، 18/218، 19/9، 19/168.
[8] ابن عاشور، التحرير والتنوير: 10/203.
[9] الكفوي، الكليات: 474.
[10] صحيح، رواه أحمد: 16214، وانظر: السلسلة الصحيحة: 2969.
[11] صحيح، أخرجه الحاكم: 4917، وانظر: السلسلة الصحيحة: 326.
[12] ولا أقول: بالبحث في السنة الشريفة وكلام العرب؛ فهم لم يبحثوا أصلًا في كتاب الله تعالى مع سهولة البحث في أيامنا هذه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.05 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]