الزهد في الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 177 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2019, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,616
الدولة : Egypt
افتراضي الزهد في الدنيا

الزهد في الدنيا
محمد الصادق مغلّس المراني



الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
(يَا أَيُّهَا ينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [70، 71].
أما بعد: فان خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
روى الإمام مسلم في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خرج ذات يوم فرأى أبا بكر وعمر فقال: ((ما أخرجكما هذه الساعة؟)) فقالا: الجوع يا رسول الله! فقال: ((وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما)) قال: "فقوموا" فقاموا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار فلم يجدوه في البيت، ووجدوا المرأة، فلما رأته -أي: رأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: مرحباً، قال: ((فأين فلان؟)) قالت: ذهب يستعذب لنا الماء، إذْ جاء الأنصاري، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه قال: "ما أحد أكرم مني أضيافاً اليوم، ثم ذهب فأتاه بعذق فيه بسر وتمر ورطب، ثم أخذ المدية فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إياك والحلوب)) فذبح لهم وأكلوا من اللحم ومن ذلك العذق، ثم شربوا، فلما شبعوا ورووا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم)).
هذا الحديث المبارك فيه تصوير لمشهد من مشاهد حياة الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه الكرام -رضوان الله عليهم-، كيف كانوا يعانون؟ لم تكن حياتهم إلا معاناة ومجاهدة، وصبراً على الابتلاء، وكانوا ما بين وقت وآخر قد يجدون قليلاً من الرخاء، ولكن الشدة كانت أكثر، وهذا مصداق حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي في الصحيح: ((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل))؛ لأن الله -تبارك وتعالى- إذا أراد أن يرفع درجة عبده ابتلاه فصبر فارتفعت درجته.
ولقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث أن بعض الناس يظن أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- إنما عانى في مبدأ أمره، فلما فتح الله عليه تغيرت الحال، قال: "ليس الأمر كذلك؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كانت حاله واحدة، قبل أن يفتح عليه وبعد أن فُتح عليه، ولم يشبع من خبز الشعير يومين متتالين، كما في الحديث الصحيح، وكان بعد أن فُتح عليه ينفق المال في كل اتجاه في سبيل الله ولإعطاء المحتاجين، و"مات -عليه الصلاة والسلام- كما في الحديث الصحيح- ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير"، أي: أنه إلى وقت موته - عليه الصلاة والسلام - وهو يحيا تلك الحياة، بدليل أنه مات وهو مقترض، - عليه الصلاة والسلام -.
ولقد أمره الله أن يخير أزواجه فخيرهن: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب: 28، 29]، فلو كان الأمر في حياة الرسول - عليه الصلاة والسلام - رخاءً بعد أن فُتِح عليه لما كان هناك ما يدعو إلى هذا التخيير، ولكن الرسول - عليه الصلاة والسلام - استمر على تلك الوتيرة، بل كان يقول: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)) أي: بقدر القوت الذي يكفيهم، هكذا كان قدوتنا وأسوتنا محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-.
خرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- والذي أخرجه الجوع، وكذلك أخرج صاحبيه، ووزيريه أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فهذا يدل على أنها حياة له ولأصحابه، ثم جاءوا جميعاً إلى بيت رجل من الأنصار فرحبت بهم المرأة، وهذا يدل على جواز أن تُدخِل المرأة إلى البيت من تعلم أن زوجها يرضى بدخولهم في غير خلوة، وسأل الرسول المرأة عن زوجها فقالت: إنه ذهب يستعذب لنا الماء، حتى الماء العذب كان يحتاج إلى طلب وتعب، هكذا كانوا يعيشون، ونحن عندنا اليوم ألوان الطعام وألوان الشراب، فضلاً عن الماء العذب، الذي يوجد عندنا في الأنابيب، يفتح أحدنا الحنفية فيترك الماء ينطلق ويتوضأ بكميات من الماء، ويغتسل بأضعاف ذلك، والذي يذهب إلى المجاري كميات وكميات، وسع الله -تعالى- علينا بالنعم، فلم نستعملها الاستعمال الصحيح، وإنما بذرنا التبذير الواسع، ثم لم نشكر الله -تبارك وتعالى- عليها.
جاء ذلكم الصحابي وهو أبو الهيثم بن التَّيْهَان -رضي الله عنه- فلما رأى الرسول -عليه الصلاة والسلام- مع صاحبيه اشتد فرحه وقال: ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني، وذهب فأتاهم بعذق فيه بسر ورطب وتمر، قدم لهم هذا العذق لكي يتشاغلوا به حتى يأتيهم اللحم، وذهب فذبح لهم، ونهاه الرسول - عليه الصلاة والسلام - عن الحلوب، إما لأن فائدتها مستمرة، وقليل مستمر خير من كثير منقطع، أو لأن هناك ضرراً صحياً في أكل لحم الحلوب، أو للأمرين معاً؛ فذبح لهم وأكلوا من اللحم ومن ذلك العذق ثم شربوا، فلما شبعوا ورووا، قال لهم رسول الله: ((والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة)) جعل هذا من النعيم، وهم إنما أكلوا بعد جوع، والجوع كان مصاحباً لهم في أكثر الأحوال، فجعل هذا من النعيم بالرغم من أنه لحم وتمر ورطب وماء، لم يُذكَر في الحديث حتى الخبز قال: ((والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم)).
لقد كان حال الرسول - عليه الصلاة والسلام - وحال أصحابه الكرام كما ورد لنا في هذا المشهد الذي عرفناه من هذا الحديث، ومع ذلك فقد كانوا يشتغلون ليلاً ونهاراً في نصرة دين الله - جل وعلا -، وفي نشر الإسلام، كان همهم الأكبر أن يبلِّغوا دين الله - جل وعلا - إلى العالمين، رغم قلة الإمكانات، ورغم قلة ذات اليد، ورغم ضعف تغذيتهم، ولكن همتهم كانت عند الثريَّا.
فلذلك بارك الله لهم فيما أعطاهم؛ فاستفادوا منه بأن شكروا الله تبارك وتعالى، واستعملوه في طاعة الله، وكانت الثمرات تشبه الخيال.
لقد عم الإسلام جميع أنحاء أرجاء العالم المعروف في ذلك الزمان، في خلال أقل من ربع قرن، ونحن اليوم إذا جئنا ننظر إلى أوضاعنا وأحوالنا، ما أكثر عددنا! وما أكثر أموالنا وثرواتنا!.
لقد جعل الله- تبارك وتعالى -سبعين في المائة من ثروات العالم في بلاد المسلمين، ومع ذلك فإننا قد نعبث بهذه الإمكانات، ونبذر ونصرف الأموال فيما ينفع، وفيما لا ينفع، قد نصرف الأموال فيما يعود علينا بالضرر.
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت عنده أموال مما أفاء الله عليه من الغنائم، ولكنه ما كان يبخل عن إنفاقها في سبيل الله، وكان يبقى في بعض الأحيان طاوياً، وبإمكانه أن يعيش ملكاً - عليه الصلاة والسلام -، وهو القائل: ((لو كان عندي مثل جبل أحد ذهباً، لسرني ألاَّ تَمرَّ عليه ثلاثة أيام وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدين)) هكذا كان - عليه الصلاة والسلام -، وكان صحابته الكرام - رضي الله عنهم -.
عائشة -رضي الله عنها- بعد وفاته - عليه الصلاة والسلام - جاءها مال من أحد الخلفاء وكان كثيراً، فماذا صنعت به؟ وزّعته وكانت صائمة، فأخبرتها الجارية في آخر اليوم وقالت: لو اشتريت بشيء من هذا المال لحماً تفطرين عليه، فقالت: لو كنتِ ذكَّرْتني.
انظروا فرَّقت كل المال ولم تُبْقِ شيئاً لكي تفطر عليه، لكي تشتري به شيئاً تفطر عليه.
هكذا ربَّى المصطفى أسرته والمجتمع الذي عاش فيه، ونحن اليوم نتقلب في الأموال، الذي يسمى اليوم عندنا فقير ربما يعيش حياة أوسع مما كان يعيش عليه الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم، قد نجد فقيرنا يُخزِّن ويدخِّن ويقول بأنه فقير!.
إننا اليوم نتقلب في النعم الواسعة، البيوت الفارهة، والأثاث الفاخر، والسيارات، ووسائل الاتصال، والأسواق العامرة، وأنواع المطعومات، ومع هذا نفتقد العزة.
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته نالوا شرف الدنيا والآخرة، لا قيمة للماديات -أيها المسلمون- إذا لم تُستعمل فيما يُعِزُّ المسلم، ويُعِزُّ دين الله -تعالى- ويرفعه، ودين الله عزيز، ولكننا نحن الذين نذل بسبب بعدنا عنه: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون: 8].
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.65 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]