الرسل والإيمان بهم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852440 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387750 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1055 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2019, 03:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي الرسل والإيمان بهم

الرسل والإيمان بهم



الشيخ طه محمد الساكت







الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين. أما بعد:

فقد اقتضت حكمةُ الحكيم جل وعلا أن يغَاير في مخلوقاته، ويُمَيِّز كلَّ صِنفٍ منهم بميزاتٍ خاصة؛ ليُرِيَنا من بديع صُنعه وعظيم قدرته ما نَخْشَعُ له هَيْبَةً، ونقف عنده تسبيحًا وتكبيرًا.



من بين هذه المخلوقات ملائكته الذين جَبَلهم وفَطَرهم على طاعته: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وأمثال هؤلاء لَيْسُوا في حاجة إلى بشير أو نذيرٍ؛ لأنهم لا يُنتَظر منهم أن يزيدوا على طاعتهم، فيُبَشَّروا، أو ينقصوا واجبهم، فيُنذَروا.



وخَلَق الجمادات والحيوانات وهذه لا يُتَصور منها تكليف؛ وإن كانت تُسَبِّح ربها تسبيحًا لا نَفْقَهُه: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44].



وخَلَق الإنسان مُفَكرًا، ومَيَّزه الله تعالى عن سائر المخلوقات بالعقل واللسان، وخَلَقه في أجمل صورة وأَحْسن تقويم، وركَّب فيه قُوَى الخير والشر، وعوامل الشهوة والغضب ... ثم أسكنَه هذه الحياة الدنيا يتمتَّع فيها بما خلَق له من النعم التي لا يعيش إلا بها، ولا تتم سعادته بدونها، ثم أَمَرَه أن يَتدبَّر هذا الكون العظيم وما حَوَاه من شمس طالعة وكواكب ساطعة، وليل ونهار وبحار وأنهار؛ ليهتدي بعقله إلى إله واحد لا شريك له، خلق هذا العالم وأَحْكَم صُنْعَه، فيأخذ بعد ذلك في تعظيمه وعبادته، والقيام بشُكره على ما أَوْلى وأَنْعم!



ولكن من ذا الذي يُعين هذه الروح، ويُرشِدها إلى طريق الفوز والغَلَبة، ويَقِيها شر الاغتيال والهزيمة، ويُبَيِّن لها سبيل النور الذي تهتدي به، ويُحذِّرها طريق الظلام الذي تتردَّى فيه، لا بد أن يكون بصيرًا حازمًا خبيرًا بمواضع الداء، عارفًا بأنواع الأدوية النافعة والمراهم الشافية؛ فالإنسان في أشد الحاجة إلى قانون يُبَيِّن له كيف يعبد ربه حقَّ عبادته، ويَشكُره حقَّ شُكره، ويقف على شيء من صفات جلاله وكماله، هذا القانون هو الدين الذي شرعه الله سبحانه لهداية عباده وإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم دنيا وآخرة، وبهذا أرسل الله الرسل؛ ليكونوا حُجَّة على خَلْقِه؛ كي تَنْقَطِع المعاذير، فلا ينفع امْرَأً إلا ما كسب من خيرٍ، ولا يضره إلا ما اقترف من شر.



العقل لا يكفي في التشريع:

إن الإنسان - وإن خُلِق عاقلًا مفكرًا - لا يستطيع مهما بلغ من الكمال أن يستقل بعقله في عبادة ربه، فقد خُلِق مع العقلِ الهوى، والعقل يدعو إلى الخير والفضيلة، والهوى يسارع إلى الشر والرذيلة، فهما ضدان يتصارعان أبدًا، والغَلبة لمن يقوى على صاحبه، ثم إن العقل يُخطئ ويصيب؛ فقد يظن الخير شرًّا وقد يرى الشر خيرًا، وكفى بالقوانين الوضعية على ذلك شاهدًا، ثم إن الناس يختلفون في نظرتهم إلى الأمور اختلافًا كثيرًا؛ فلو تُرِك أمرُ الدين إليهم لعَمَّت الفوضى واسْتَحَكم الفساد، لهذا أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل عليهم الشرائع والأديان يُبلغونها أمَمَهُم، ويهدونهم إلى الصراط المستقيم.



الرسل:

أرسل الله الرسلَ هادين إليه وداعين إلى توحيده والقيام بطاعته، ومُحذِّرين من مُخَالفته ومُبَيِّنين أن هناك بعثًا وحَشْرًا وجنة ونارًا، إلى غير ذلك من الأصول التي لا تختلف الشرائع فيها، وإن اختلفت في الفروع بحسب الأحوال والأزمان، واستعداد كل أمة، وكان كل رسول يُبعث إلى قوم مخصوصين لا تتعدى رسالتُه غيرَهم، ويكون أكثر من رسول في زمن واحدٍ.



ويجب الإيمان بجميع الأنبياء والرسل إجمالًا، فإنه لا يَعْلَم عَدَدَهم على التعْيِين والتفصيل إلا الله، وقد قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ﴾ [غافر: 78].



وأفضلهم الذين ذُكِروا في القرآن الكريم تفصيلًا وعددهم خمسة وعشرون رسولًا، وهم: "آدم، إدريس، نوح، هود، صالح، إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، لوط، يونس، شعيب، موسى، هارون، داود، سليمان، ذو الكفل، إلياس، اليَسَع، زكريا، يحيى، عيسى، محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين"، وهم في الفضل درجات؛ كما قال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ﴾ [البقرة: 253]، وأفضلهم جميعًا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ختَم به الأنبياء والرسل؛ فمَنْ ادعى نبوة أو رسالة بعده، فقد افترى إثمًا عظيمًا، وجزاؤه القتل في الدنيا والنكال في الآخرة، وجعل شرعه ناسخًا لجميع الشرائع ورسالته للثَّقَلين كافة، وهذا أكبر دليلٍ على أنه أفضل الرسل وإمامهم.



والفرق بين النبيين والمرسلين أن النبي هو من أَوْحَى الله إليه بشَرعٍ يعمل به في خاصة نفسِه، ولم يأمره بتبليغه، وأمَّا الرسول فهو من أَوْحَى الله إليه بشَرعٍ يعمل به ويُبَلِّغه، والنبوة والرسالة منتهى ما تصل إليه درجة البشر من الرِّفعة والمَنْزِلة، وإن كانت الرسالة أَسْمَى من النبوة؛ لأنها رسالة بين الله وبين خَلْقِه، ولأن كل رسول لا بد أن يكون نبيًّا، وليس من المحتوم أن يكون النبي رسولًا، وهما منزلتان لا يصل إليهما أحدٌ بكَسْبِه وحدَه مهما بَلَغ في العبادة، وإنما يَخُصُّ الله بهما من يشاء من عباده.



صفات الرسل:

من القوانين الثابتة أن الرسول عنوان المُرسِل، وفي الحِكَم:

إذا كنتَ في حاجةٍ مُرْسِلًا *** فأرسِلْ حكيمًا ولا تُوصِهِ



ولَمَّا كان الرسل صلوات الله عليهم رسلاً من قِبَل المولى للأمم، وخُلَفَاءَه في تبليغ وَعْدَه ووَعِيده، اختارَهم من جِنْسِ البشر؛ ليَأْنَس الناس بهم، وليكون ذلك أَدْعى إلى اتباعهم، ثم لَمَّا كانت الطبيعة البشرية لا تميل إلا لذوي الصفات العالية خُلُقًا وخَلْقًا، وتَأْنَف ممن كانت صورته قبيحة أو أعماله سيئة؛ فكان من الحكمة العالية أن يَصطفي الله من بين عباده خَلْقًا هم أشْرفهم حَسَبًا ونَسَبًا، وأَحْسَنُهم خُلُقًا وخَلْقًا، وأرفعهم مَقامًا وقَدْرًا، هؤلاء هم الأنبياء والرسل.



من أجل هذا كان الرسل عليهم الصلاة والسلام في أعلى درجات الكمال البشرية، وأسْمَى مَرَاتِب الفضائل الإنسانية؛ وكان الإيمان بذلك واجبًا، وإلْصَاق ما لا يليق بهم من خُلُقٍ أو خَلْقٍ - ولو من طريق التعريض - كُفرًا صراحًا، ومن نَسَب إلى رسل الله نقصًا أو صَدَّق به، فقد ظنَّ بالله سوءًا وهو العزيز الحكيم.



وصفاتٌ أربع هي أهم ما يتَّصف بها الرسل عليهم الصلاة والسلام: "الصدق، والأمانة، والتبليغ والفطانة".



فالصدق هو الإخبار بالواقع، وَبَدَهي أن الكذَّاب لا يصلح لأداء رسالة البشر، فكيف برسالة ملك الملوك؟!

والأمانة هي حفظ ظَوَاهرهم وبَوَاطنهم من المعاصي والآثام على اختلاف أنواعها صغيرة كانت أو كبيرة؛ لأنهم قُدْوَتُنا في القول والعمل، لو خَانوا أو فعلوا معصيةٍ، لكُنَّا مَأْمُورِين بها! لأنه تعالى أَوْجَب علينا اتِّباعَهم قولًا وفعلًا من غير تفصيلٍ! وسبحانه وتعالى لا يأمر بالمعصية!



ومعنى الفَطَانة تَيَقُّظُهم لِما يُلْقَى عليهم، واقْتِدَارهم على دفع الشُّبَه، إذ لو لم يكونوا فُطناءَ، لعَجَزُوا عن إقامة الحُجَّة على خَصْمِهم، وهذا يخالف مَنْصِبَهم الذي أُرسلوا به، وهو هداية الخلق إلى الحق.



ويجب تبليغهم للخَلْقِ جميعَ ما أَمرهم الله بتبليغه؛ بحيث لا يكتمون منه حرفًا واحدًا؛ لأنهم لو كَتَموا شيئًا، لَكُنَّا مَأْمُورين بكتمان العلم، وهذا مُحَال! وقد عَاتَبَهم الله سبحانه في بعض الشؤون، فلو جَاز أن يكتموا شيئًا لكَتَمُوا ما عَاتَبهم الله فيه، وانظر إلى مِثل قوله تعالى: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43]، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التحريم: 1]، يَتَبَّيَن أن كتمان شيء مما أُمِروا بِتَبلِيغه من أقصى أنواع المستحيل.




الجائز في حق الرسل:

يجوز في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام سائرُ الأعراض البشرية التي لا تُؤدي إلى نقصٍ في مَرَاتِبهم العَلِيَّة؛ كالأكل والشرب والزواج والنسيان في غير التبليغ، والمرض الذي لا يُخِل بمَنْصِب الرسالة، ولا يُنَفِّر الخَلْق من الاجتماع بهم، والأَخْذ عنهم، وأما قوله تعالى في حق يعقوب عليه السلام: ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84]، فمعناه أن شدة حُزْنِه وكَثْرة بكائه على يوسف عليه السلام، أحْدَثت غشاوة في عَيْنيه حتى ضَعُف بصرُه، فلم يُدْرِك الأشياء إلا قليلًا، وقد رَجَع إليه بصره كما كان، لَمَّا جاء إليه ابنه يهوذا وطَرَح على وجهه قميصَ يوسف من بعد ما بَشَّره بحياته، وبما فيه من أُبَّهَةِ المُلْك والعَظَمَة؛ كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 96].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.42 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]