الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847666 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384656 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59469 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 591 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2019, 01:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (1)
محمد علي الغباشي







الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
قال الناظم رحمه الله:
1- تَمسَّكْ بحَبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُدَى
ولا تَكُ بِدْعِيًّا لَعلَّكَ تُفْلِحُ
2- وَدِنْ بِكِتَابِ اللهِ والسُّنَنِ التِي
أَتَتْ عَن رَسُولِ اللهِ تَنْجُ وَتَرْبَحُ



( أ ) من الأدلة النقلية الدالة على وجوب التمسك بالكتاب والسنة:
1) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].
2) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الزخرف: 43].
3) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون ﴾ [الجاثية: 18].
4) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 3].

5) وحَدِيثِ العِرْبَاضِ بنِ سَارِيَةَ رضي اللهُ عنه قَالَ: "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ))[1].


6) وحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ، قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ))[2].

7) وحَدِيثِ عبدالله بن عبَّاس رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((تركتُ فيكم أيُّها الناس، ما إنِ اعتصمتم به، فلن تضلُّوا أبدًا: كتاب الله، وسُنَّة نبيِّه))[3].

8) وحَدِيثِ أبي هُرَيرة رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إنِّي قد خَلَّفتُ فيكم اثنين، لن تضلُّوا بعدهما أبدًا: كتاب الله، وسُنتي، ولن يتفرَّقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوض))[4].

9) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: ((تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ))[5].

فائدة: السنة وحي كالقرآن:
1) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 1 - 4].

2) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113].

3) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 34].

4) وحَدِيثِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يَكْرِبَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ، يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ! فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ! وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ))[6].

وفي رواية: ((وَإِنَّ ما حَرَّمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كما حَرَّمَ اللهُ))[7].

فائدة: وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
1) قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

2) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

3) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].

4) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].


5) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].


6) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].


7) وحَدِيثِ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: ((مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى))[8].


8) وحَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))[9].

9) وحَدِيثِ عبدالله بن عمر أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((وجُعِلَ الذُّلُّ والصَّغارُ على من خالفَ أمري، ومَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم))[10].


فائدة: التمسك بالكتاب والسنة طريق الفلاح:
1) قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 174، 175].


2) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155].


3) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].


4) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].


5) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].


6) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38].


7) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123].


8) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54].


( ب ) من الأدلة النقلية الدالة على ذم البدع:
1) قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

2) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159].

3) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 18، 19].

4) وحَدِيثِ جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، إِذَا خَطَب احْمرَّتْ عيْنَاهُ، وعَلا صوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبهُ، حتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: ((صَبَّحَكُمْ ومَسَّاكُمْ))، وَيقُولُ: ((بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعةُ كَهَاتيْن))، وَيَقْرنُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ: السبَابَةِ، وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: ((أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيرَ الْحَديثَ كِتَابُ اللَّه، وخَيْرَ الْهَدْى هدْيُ مُحمِّد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدثَاتُهَا وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ))[11].

5) وحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ))[12]، وَفِي رِوَايَةٍ: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أمرنا، فهو ردٌّ))[13].

6) وحَدِيثِ العِرْبَاضِ بنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ))[14].

7) وحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا))[15].

8) وحَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِن اللهَ حَجَبَ التوْبَةَ عَنْ صَاحِبِ كُلِّ بِدْعَةٍ))[16].

9) وحَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: "كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ))، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: ((نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ))، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: ((قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ))، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ؛ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: ((نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: ((تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ))، فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: ((فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ))[17].

10) وحَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ))[18].

11) وحَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))[19].

12) وحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ))[20].

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك

[1] رواه أبو داود (4607) والترمذي (2676)، وابن ماجه (42)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
[2] رواه مسلم (1715).
[3] صححه الألبانيُّ في ((صحيح الترغيب)) (40).
[4] صححه الألبانيُّ في ((صحيح الجامع)) (3232).
[5] رواه ابن ماجه (43)، وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
[6] صححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (2643).
[7] صححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2664).
[8] رواه البخاري (7280).
[9] رواه البخاري (5063)، ومسلم (1401).
[10] صححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (2831).
[11] رواه مسلم (867).

[12] رواه البخاري (2697)، ومسلم (1718).
[13] رواه مسلم (1718).
[14] رواه أبو داود (4607) والترمذي (2676)، وابن ماجه (42)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
[15] رواه مسلم ( 2674).
[16] كتاب ((السنة))؛ لابن أبي عاصم (ص21)، وقال عنه الألباني: "حديث صحيح".
[17] رواه البخاري (3606)، ومسلم (1847).

[18] رواه البخاري (6212)، ومسلم (2290).
[19] رواه البخاري (5063)، ومسلم (113).
[20] أخرجه مسلم في ((مقدمته (6)، وأحمد (8267) واللفظ له، وصححه الألباني ((صحيح الجامع)) ( 3667).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-09-2019, 01:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (2)
محمد علي الغباشي




الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
في هذا الدرس:
1- بعض الأدلة النقلية الدالة على إثبات صفة الكلام لله عز وجل.
2- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن منزَّل من عند الله عز وجل.
3- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن كلام الله من حروف، وأنه بصوت يسمَع.
4- بعض الأدلة النقلية الدالة على نداء الرب تبارك وتعالى على من يشاء من خلقه.
5- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
(بالإضافة لتوضيح بعض الكلمات، والمعاني الواردة بالنظم)

قال الناظم رحمه الله:
3- وَقُلْ: غَيْرُ مَخْلِوقٍ كَلامُ مَليكِنا
بِذَلكَ دَانَ الأتْقِياءُ وأَفْصحُوا
4- وَلا تَكُ فِي القُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِلًا
كَمَا قَالَ أتْبَاعٌ لِجَهْمٍ وَأَسْجَحُوا
5- ولا تَقُلِ القُرآنُ خَلقًا قِرَاءةً
فإنَّ كَلامَ اللهِ باللفْظِ يُوضَحُ


قوله: ((غَيْرُ مَخْلِوقٍ)): الخلق هو الإبداع والبرء، وهو إيجاد الشيء من عدم، وكلام الله صفته سبحانه، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.

قوله ((كَلامُ مَليكِنا)): إضافة الكلام إلى الله سبحانه وتعالى إضافةَ صفةٍ لموصوف، فالكلام صفة لله تليق به لا تُشبه صفات المخلوقين، فهو سبحانه له الكمال في ذاته وصفاته.

قوله ((بِذَلكَ)): أي بهذا المعتقد الحق بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
قوله (( دَانَ الأتْقِياءُ)): اعتقد الأتقياء.
قوله (( وأَفْصحُوا)): صرَّحوا به، وأظهروه للناس.

قوله (( وَلا تَكُ فِي القُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِلًا )): الواقفة طائفة قالت: لا نقول القرآن مخلوق أو غير مخلوق، بل يجب التوقف فيه.

قوله (( لِجَهْمٍ)): هو جهم بن صفوان، من رؤوس الجهمية.

قوله (( وَأَسْجَحُوا)): أسجح بالشيء؛ أي: لانت به نفسه، فأتباع جهم لانت نفوسهم ومالت قلوبهم إلى هذا المعتقد.

قوله (( ولا تَقُلِ القُرآنُ خَلقًا قِرَاءةً )): أي لا تقل قراءتي بالقرآن مخلوقة.
قوله (( فإنَّ كَلامَ اللهِ باللفْظِ يُوضَحُ)): القرآن كلام الله ألفاظه ومعانيه، واللفظ به يُوضِّح المعنى.


المعنى الإجمالي للأبيات:
أيها المتمسك بالكتاب والسنة قلْ في القرآن: إنه كلام الله، منزل، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود بحروفه ومعانيه جميعًا، كما نص على ذلك أهل السنة والجماعة، ولا تكن كمن شكَّ في كلام الله عز وجل، فوقف شاكًّا فيه يقول: لا أدري مخلوق أو غير مخلوق، كما قال أتباع جهم بن صفوان، ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله، فهو جهمي مبتدع؛ فالقرآن كلام الله ألفاظه ومعانيه، واللفظ به يُوضِّح المعنى.

( 1 ) من الأدلة النقلية الدالة على إثبات صفة الكلام لله عز وجل:
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ï´¾[النساء: 164].

2) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ï´¾ [الأعراف: 143].

3) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ï´¾ [البقرة: 253].

4) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ï´¾ [الأعراف: 144].

5) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ï´¾ [الشورى: 51].

6) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ï´¾ [النساء: 87].

7) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ï´¾ [النساء: 122].

8) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ï´¾ [الأنعام: 115].

9) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ï´¾ [البقرة: 30].

10) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ï´¾ [الفتح: 15].

11) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ï´¾ [النحل: 40].

12) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ï´¾ [يس: 82].

13) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ï´¾ [آل عمران: 59].

14) وحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْقِفِ، فَقَالَ: ((أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي))[1].

15) وحَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ))[2].

16) وحَدِيثِ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ)): يقولُ اللهُ تعالَى: ما لعبدي المؤمنِ عندي جزاءٌ، إذا قبضتُ صفِيَّه من أهلِ الدُّنيا ثمَّ احتسبه، إلَّا الجنَّةَ[3]( .

17) وحَدِيثِ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْض))[4].

18) وحَدِيثِ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوَاكِبُ، وَبِالْكَوَاكِبِ..[5]((.

(2) من الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن منزل من عند الله عز وجل:
1) قَالَ تَعَالَى: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ï´¾ [البقرة: 185].

2) وقَالَ تَعَالَى: ï´؟ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ï´¾ [القدر: 1].

3) وقَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ï´¾ [الإسراء: 106].

4) وقَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ï´¾ [النحل: 101، 102].

5) وقَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون ï´¾ [الأنعام: 155].

6) وقَالَ تَعَالَى: ï´؟ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ï´¾ [الحشر: 21].

(3) من الأدلة النقلية الدالة على أن كلام الله من حروف، وأنه بصوت يُسمع:
1) قَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ï´¾ [طه: 13].

2) وحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟)) [6].

3) وحَدِيثِ جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((يَحشُرُ اللهُ العبادَ أو قال يَحشُرُ اللهُ الناسَ قال: وأوْمَأ بيدِه إلى الشامِ عُراةً غُرْلًا بُهْمًا، قال: قلتُ: ما بُهْمًا؟ قال: ليس معهم شيءٌ، فينادِي بصوتٍ يسمعُه من بَعُدَ كما يسمعُه من قَرُبَ: أنَا الملِكُ أنَا الدَّيَّانُ..))[7].

4) وحَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ، أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ))[8].

5) حَدِيثِ عَبْداللَّهِ بْن مَسْعُودٍ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))[9].

6) وحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ))[10].

7) وقَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَؤُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ))[11].

(4) من الأدلة النقلية الدالة على نداء الرب تبارك وتعالى على من يشاء من خلقه:
(النداء باتفاق أهل اللغة لا يكون إلا صوتًا مسموعًا)
1) قَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ï´¾ [الشعراء: 10].
2) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ï´¾ [مريم: 52].
3) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ï´¾ [القصص: 62].
4) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ï´¾ [القصص: 65].
5) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ï´¾ [النازعات: 15- 16].
6) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ï´¾ [طه: 11، 12].

( 5 ) من الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق [12]:
1) قَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ï´¾ [التوبة: 6].

2) قَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 75].

3) قَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ï´¾ [الفتح: 15].

4) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ï´¾ [الكهف: 27].

5) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ï´¾ [يوسف: 3].

6) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ï´¾ [الأعراف: 54]، ((ففرَّق بين الخلق والأمر((.

7) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ ï´¾ [الرحمن: 1 - 3]، ((ففرَّق تعالى بين علمه وخلقه)).

8) وقَالَ الله تَعَالَى: ï´؟ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ï´¾ [الكهف: 109]، وقَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ï´¾ [لقمان: 27]. ((لو كانت كلمات الله مخلوقة لفنِيت من قبل أن يَفنى بحر من البحور، ولكن الله تعالى إنما كتب الفناء على المخلوق، لا على نفسه وصفته)).

9) وحديث خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ))[13]، (لو كانت كلمات الله مخلوقة، لكانت الاستعاذة بها شركًا؛ لأنها استعاذة بمخلوق).
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك..

[1] رواه أبو داود (4734)، والترمذي (2925)، وابن ماجه (201)، وصححه الألباني ((السلسلة الصحيحة)) (1947).
[2] رواه البخاري (6539)، ومسلم (1016).
[3] رواه البخاري (6424).
[4] رواه البخاري (7485)، مسلم (2637).
[5] رواه مسلم (ظ§ظ¢).
[6] رواه البخاري (4741).
[7] صححه الألبانيُّ في تخريج ((كتاب السنة)) (514).
[8] رواه مسلم ( 1363).
[9] رواه الترمذي (2910)، وصححه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)).
[10] رواه البخاري ( 3047 )، ومسلم ( 819).
[11] رواه البخاري ( 2287 ) ومسلم ( 818).
[12] راجع موقع ((الإسلام سؤال وجواب)) فتوى رقم ( 219613).
[13] رواه مسلم (2708).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-09-2019, 01:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (3)
محمد علي الغباشي





الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
في هذا الدرس:
1- بعض الأدلة النقلية الدالة على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
2- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن الله جل وعلا لا يُرى في الدنيا.
3- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن الكُفَّار لا يرون الله جل وعلا.
4- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن الله ليس بمولود وليس بوالد.
5- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن الله جل وعلا لا مثيل له ولا شبيه له.
(بالإضافة إلى توضيح بعض الكلمات، والمعاني الواردة بالنظم).

قال الناظم رحمه الله:
6- وقل يتجلَّى الله للخَلْق جهرةً
كما البَدْر لا يخفى وربُّكَ أوْضَح
7- وليس بمولودٍ وليس بوالدٍ
وليس له شِبْهٌ تَعالى المُسَبَّح
8- وقد يُنكر الجَهْميُّ هذا وعندنا
بمصداقِ ما قُلنا حديثٌ مُصرِّح
9- رواه جريرٌ عن مَقال محمَّدٍ
فقُلْ مِثْلَ ما قد قال في ذاك تَنْجَحُ



قوله: ((يتجلَّى الله للخَلْق))؛ أي: يظهر ويرى جل وعلا للخَلْق في الآخرة، فيراه المؤمنون، ويحجب عنه الكُفَّار.

قوله: ((جهرةً))؛ أي: عيانًا جهارًا ليس بينهم وبين الله حجاب ولا ساتر.

قوله: ((كما البدر لا يخفى)): الميم في (كما) زائدة، والبدر: هو القمر ليلة الرابع عشر، والمراد رؤية المؤمنين لربهم بسهولة ويُسْر كرؤيتهم للبدر بسهولة ويُسْر، وليس المراد تشبيه الله بالبدر؛ إنما المراد تشبيه الرؤية بالرؤية وليس تشبيه المرئي بالمرئي؛ فإن الله تعالى لا شبيه له ولا نظير.

قوله: ((وربك أوضح))؛ أي: أوضح من رؤية البدر.

قوله: ((وليس بمولود وليس بوالد))؛ أي: لم يتفرَّع عن غيره، ولم يتفرَّع عنه غيره؛ فتعالى ربنا جل وعلا عن الأصول والفروع.

قوله: ((وليس له شبه))؛ أي: إن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له، ولا مثيل له، ولا نظير له، لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله سبحانه وتعالى.

قوله: ((تعالى)): التعالي من العلوِّ والرفعة، وثابت لله سبحانه وتعالى علو الذات وعلو الشأن وعلو القهر.

قوله: ((المسبَّح))؛ أي: المنزه؛ لأن التسبيح في اللغة التنزيه؛ فهو المنزه عن كل نقص وعيبٍ سبحانه وتعالى. قوله: ((وقد يُنكر الجهميهذا))؛ أي: المنتسب لجهم بن صفوان قد يُنكر رؤية الله تعالى في الآخرة، و(قد) هنا للتحقيق والتأكيد.

قوله: ((وعندنا))؛ أي: أهل السنة والجماعة المتَّبِعون للكتاب والسنة.

قوله: ((بمصداق ماقلناحديث مصرح))؛ أي: الذي قلنا من إثبات رؤية المؤمنين لربهم جل وعلا في الآخرة جاء به حديث صريح يُثبت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وفي نسخة: "حديث مصحح".

قوله: ((رواه جرير)): هو جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه.

قوله: ((عن مقال محمد))؛ أي: إنه (حديث قولي) من قول النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: ((فقل مثل ما قد قال))؛ أي: يا صاحب السنة، قل مثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: ((في ذاك))؛ أي: في إثبات الرؤية.

قوله: ((تنجح)): تكون من الناجحين الفائزين؛ لأنك اقتديتَ بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وإجمالًا:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن الله تعالى يُرى يوم القيامة وبعد دخول الجنة رؤية حقيقية عيانًا بالأبصار؛ كما يُرى القمر ليلة البدر، وينظرون إليه كما جاء به الخبر الصحيح الصريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر))، والتشبيه في هذا الخبر وقع للرؤية بالرؤية، لا للمرئي بالمرئي، ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الله ليس بمولودٍ وليس له ولدٌ، وأنه سبحانه وتعالى لا شبيه له، ولا مثيل له، ولا نظير له، لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله سبحانه وتعالى.

ومن أنكر الرؤية فهو جهمي مُكذِّب لما جاء في الكتاب والسنة من إثبات الرؤية لله سبحانه وتعالى يوم القيامة.

1- بعض الأدلة النقلية الدالة على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة:
1) قال الله تعالى: ï´؟ وُجُوهٌ ï»؟يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ï´¾ [القيامة: 22، 23].
2) وقال تعالى: ï´؟ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ï´¾ [يونس: 26].
3) وقال تعالى: ï´؟ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ï´¾ [المطففين: 22، 23].
4) وقال تعالى: ï´؟ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ ï»؟فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ï´¾ [ق: 34، 35].

وآيات اللقاء دليل على الرؤية، ومنها:
5) قول الله تعالى: ï´؟ وَاتَّقُوا اللَّهَ ï»؟وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [البقرة: 223].
6) وقوله تعالى: ï´؟ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ï´¾ [الأحزاب: 44].
7) وقوله تعالى: ï´؟ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ï´¾ [الكهف: 110].
8) وقوله تعالى: ï´؟ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ï´¾ [الرعد: 2].
9) وقوله تعالى: ï´؟ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّï»؟ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ï´¾ [العنكبوت: 5].
10) وقوله تعالى: ï´؟ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ï´¾ [البقرة: 46].

وحجب الكفار عن الله جلا وعلا يدل على رؤية المؤمنين لربهم جل وعلا:
11) قال الله تعالى: ï´؟ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ï»؟لَمَحْجُوبُونَ ï´¾ [المطففين: 15].

ومن السنة:
12) حديث صهيب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة)) قال: ((يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟))، قال: ((فيكشف الحجاب، فما أُعطُوا شيئًا أحَبَّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل وهي الزيادة))، ثم تلا هذه الآية ï´؟ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ï´¾ [يونس: 26][1].

13) وحديث جرير رضي الله عنه، قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال) إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تُضامُون في رؤيته))[2].

14) وفي رواية عن جرير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم عيانًا))[3].

15) وحديث أبي هريرة أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل تُضارُّون في القمر ليلة البدر؟))، قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((فهل تُضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟((، قالوا: لا يا رسول الله، قال)) :فإنكم ترونه كذلك)) [4].

16) وحديث أبي بكر بن عبدالله بن قيس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((جنتان من فضة آنيتهما، وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما، وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن))[5].

17) وفي حديث الشفاعة ((... فيأتوني، فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعتُ ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثم يُقال لي: ارفع رأسك، سلْ تُعطه، وقل يُسمَع، واشفَعْ تُشفَّع))[6].

18) وحديث عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((...ثم ليقفنَّ أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب، ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له...))[7].

19) ولقوله صلى الله عليه وسلم في معرض التحذير من الدجال: ((تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربَّه عز وجل حتى يموت))[8]، وبمفهوم المخالفة إذًا الرؤية ممكنة بعد الموت؛ أي: يوم القيامة.

20) وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأسألك لذَّة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مُضِرَّة، ولا فتنة مُضِلَّة))[9].

2- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن الله جل وعلا لا يُرى في الدنيا:
1) وقال الله تعالى: ï´؟ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الأعراف: 143].

2) ولقوله صلى الله عليه وسلم في معرض التحذير من الدجال: ((تعلموا أنه لن يرى أحدٌ منكم ربَّه عز وجل حتى يموت))[10].

3) ولحديث عائشة رضي الله عنها النكير على مَنْ قال أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربَّه عز وجل بعينه حتى قالت: "من زعم أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربَّه، فقد أعظم على الله الفِرية"[11].


4) وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: ((إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور (وفي رواية: النار) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه[12])).

5) وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((هل رأيت ربَّكَ؟ قال: نور أنى أراه؟[13]

6) وما ورد عن عائشة رضي الله عنها لما سألها مسروق، فقال: "يا أم المؤمنين، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربَّه، قالت: سبحان الله، لقد قَفَّ شَعري لما قلت: أين أنت من ثلاث مَن حدَّثكهنَّ، فقد كذب، مَن حدَّثك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه، فقد كذب"[14].

3- من الأدلة النقلية الدالة على أن الكفار لا يرون الله جل وعلا:
1) قال الله تعالى: ï´؟ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ï´¾ [المطففين: 15].

4- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن الله ليس بمولود ولا والد:
1) قال تعالى: ï´؟ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ï´¾ [الإخلاص: 1 - 3].

2) وقال تعالى: ï´؟ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ï´¾ [مريم: 88 - 93].

3) وقال الله تعالى: ï´؟ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ï´¾ [مريم: 35].

4) وقال تعالى: ï´؟ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ï´¾ [الأنعام: 101].

5) وقال تعالى: ï´؟ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ï´¾ [النحل: 57].

6) وقال تعالى: ï´؟ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ï´¾ [الصافات: 149- 152].

7) وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتَمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفئًا أحد))[15].

8) وحديث حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدَّثه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا هو برجل قد قضى صلاته، وهو يتشهد وهو يقول: اللهم إني أسألك يا ألله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال: ((قد غفر له، قد غفَر له)) ثلاثًا[16].

5 - بعض الأدلة النقلية الدالة على أن الله جل وعلا لا مثيل له ولا شبيه له:
1) قال الله تعالى: ï´؟ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ï´¾ [الشورى: 11].
2) وقال تعالى: ï´؟ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ï´¾ [الإخلاص: 4].
3) وقال تعالى: ï´؟ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ï´¾ [مريم: 65].
4) وقال تعالى: ï´؟ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ï´¾ [النحل: 74].
5) وقال تعالى: ï´؟ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 22].

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


[1] رواه مسلم (181)، والترمذي (2552)، وابن ماجه (187).

[2] رواه البخاري (7434)، ومسلم (633).

[3] رواه البخاري (7435).

[4] رواه البخاري (7437)، ومسلم (182).

[5] رواه البخاري (4878)، ومسلم (180).

[6] رواه البخاري (6565) واللفظ له، ومسلم (193).

[7] رواه البخاري (1413) وغيره.

[8] رواه مسلم (7356)، والترمذي (2235).


[9] رواه النسائي (1305)، وأحمد (18325)، وصحَّحه الألباني في صحيح النسائي (1304)، وفي صحيح الجامع (1301).

[10] رواه مسلم (7356)، والترمذي (2235).

[11] رواه البخاري (3062)، ومسلم (439).

[12] رواه مسلم (179).

[13] رواه مسلم (443)، وأحمد (21017).

[14] رواه البخاري ( 3062)، ومسلم ( 177).


[15] البخاري (4974).

[16] رواه أبو داود (985)، والنسائي (1301)، وأحمد (18995)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-09-2019, 01:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (4)
محمد علي الغباشي






الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأُسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

في هذا الدرس:
1- بعض الأدلة النقلية الدالة على إثبات صفة اليد لله جل وعلا.
2- بعض الأدلة النقلية الدالة على إثبات صفة النزول لله جل وعلا.
(بالإضافة إلى توضيح بعض الكلمات والمعاني الواردة بالنَّظْم).

قال الناظم رحمه الله:
10- وَقَـدْ يُنكِـرُ الجَهْمِيُّ أَيضًا يَمِيْنَـهُ ♦♦♦ وَكِلْتا يَدَيْـهِ بالفواضِـلِ تَنْفَـحُ

قوله: ((وَقَـدْ)): للتأكيد والتحقيق.
قوله: ((يُنكِـرُ))؛ أي: يجحد وينفي.
قوله: ((الجَهْمِيُّ))؛ أي: السائر على منهج جهم بن صفوان.
قوله: ((يَمِيْنَـهُ))؛ أي: يمين الله جل وعلا.
قوله: ((وَكِلْتَا يَدَيْـهِ))؛ أي: يد الرب سبحانه.
قوله: ((بالفواضِـلِ)): بالنعم.
قوله: ((تَنْفَـحُ)): من النفح وهو الإعطاء، وفي نسخة: "تنضح" من النضح؛ وهو الرش والصب.

وإجمالًا:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن لله جل وعلا يدًا لا تُشبه أيدي المخلوقين، وأن كلتا يديه يمين؛ كما صحَّت بذلك الأحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فأهل السنة يُثبتون ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له نبيُّه صلى الله عليه وسلم؛ من غير تحريفٍ، ولا تكييف، ولا تعطيلٍ، ولا تشبيهٍ؛ بل نُثبت صفات ربنا على الوجه الذي يليق بجلاله، وعظيم سلطانه سبحانه وتعالى.

(1) بعض الأدلة النقلية الدالة على إثبات صفة اليد لله جل وعلا:
1- قال الله تعالى: ï´؟ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ï´¾ [المائدة: 64].

2- وقال الله تعالى: ï´؟ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ï´¾ [ص: 75].

3- وقال الله تعالى: ï´؟ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ï´¾ [الزمر: 67].

4- وقال الله تعالى: ï´؟ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ï´¾ [الملك: 1].

5- وقال الله تعالى: ï´؟ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ï´¾ [المؤمنون: 88].

6- وقال الله تعالى: ï´؟ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ï´¾ [آل عمران: 26].

7- وقال الله تعالى: ï´؟ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ï´¾ [يس: 71].

8- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يمينُ الرحمنِ ملأى سحَّاءُ، لا يغيضُها اللَّيل والنَّهار، قال: ((أرأيتُم ما أنفقَ منذُ خلقَ السَّماواتِ، فإنَّهُ لم يغِضْ ما في يمينِهِ، وعرشُهُ على الماءِ، وبيدِهِ الأخرى الميزانُ يخفِضُ ويرفعُ))[1].

9- وحديث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيامةِ خُبْزةً واحِدةً يَتَكَفَّؤُها الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ في السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ))[2].

10- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، إلَّا أَخَذَها الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرةً))[3].

11- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((احتجَّ آدمُ وموسى، فقال موسى: يا آدمُ، أنتَ أبونا، خيَّبْتَنا وأخرجْتَنا منَ الجنَّةِ، فقال لَهُ آدمُ: أنتَ موسَى، اصطفاكَ اللهُ بِكَلامِهِ، وخطَّ لَكَ بيدِه))[4].

12- وحديث أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِن اللهَ عَز وَجَل يَبْسُطُ يَدَهُ بِالليْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النهارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنهارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ الليْلِ حَتى تَطْلُعَ الشمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا))[5].

13- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة، قال: ((...فيأتونَ آدمَ فيقولونَ أنتَ أبو البشرِ، خلقَكَ اللَّهُ بيدِهِ، ونفخَ فيكَ من رُوحِهِ، وأمرَ الملائِكةَ فسجدوا لَكَ، اشفع لنا إلى ربِّكَ))[6].

14- وحديث عبدالله رضي الله عنه، قال: جاء حَبْرٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا محمدُ، إنَّ اللهَ يَضَعُ السماءَ على إِصْبَعٍ، والأرضَ على إِصْبَعٍ، والجبالَ على إِصْبَعٍ، والشجرَ والأنهارَ على إِصْبَعٍ، وسائرَ الخَلْقِ على إِصْبَعٍ، ثم يقولُ بيدِه: أنا الملِكُ، فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ((ï´؟ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ï´¾ [الزمر: 67]))[7].

15- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال)): يقبِضُ اللهُ الأرضَ، ويَطوي السَّماواتِ بيَمينِه، ثمَّ يقولُ: أنا الملِكُ، أين مُلوكُ الأرضِ؟))[8].

16- وحديث عمر رضي الله عنه، أن النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال)): إنَّ اللهَ عز وجل خلق آدمَ، ثم مسح ظهرَه بيمينِه، فاستخرج منه ذريةً))[9].

17- وحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلم: ((إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا))[10].

18- وحديث ابن عباس رضي الله عنه، عن رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال: ((إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَمُ، وَأَخَذَهُ بِيَمِينِهِ وَكِلْتا يَدَيْهِ يَمِينٌ))[11].

قال الناظم رحمه الله:
11- وَقُلْ يَنْزِلُ الجَبَّارُ في كُلِّ لَيْلَةٍ
بِلا كَيْف جَلَّ الواحدُ المتَمَدِّحُ
12- إلى طَبَقِ الدُّنيا يَمُنُّ بِفَضْلِهِ
فَتُفْرَجُ أَبْوابُ السَّماءِ وتُفْتحُ
13- يَقولُ ألا مُسْتغفِرٌ يَلْقَ غَافِرًا
ومُسْتَمنِحٌ خَيْرًا ورِزْقًا فأمْنَحُ
14- رَوَى ذَاكَ قَومٌ لا يُرَدُّ حَدِيثُهم
ألا خَابَ قَوْمٌ كذَّبوهُم وقُبِّحُوا



11- قوله: ((وَقُـلْ يَنْـزِلُ))؛ أي: يهبط، والنزول من صفات الله الفعلية المتعلقة بمشيئته سبحانه.
قوله: ((الجَبَّارُ)): اسم من أسماء الله تعالى.
قوله: ((بِلا كَيْف))؛ أي: بلا اعتقاد تكييف؛ فالكيف مجهول.
قوله: ((جَلَّ))؛ أي: عظُم قدرُه.
قوله: ((الواحدُ المتَمَـدِّحُ))؛ أي: الذي يستحق المدح.


12- قوله: ((إلى طَبَـقِ الدُّنيا))؛ أي: إلى السماء الدنيا.
قوله: ((يَمُـنُّ بِفَضْلِــهِ)): من المنِّ؛ وهو العطاء والإحسان، والمانُّ: هو الذي يُعطي قبل السؤال.
قوله: ((فَتُفْـرَجُ))؛ أي: تنشق وتنصدع.


13- قوله: ((يَقولُ ألا)): أداة عرض وتحضيض، يحض السامع أن يستمع لما بعده.
قوله: ((مُسْـتغفِـرٌ))؛ أي: طالب المغفرة.
قوله: ((يَلْـقَ غَافِـرًا)): الغافر من أسماء الله تعالى.
قوله: ((ومُسْـتَمنِحٌ))؛ أي: طالب المنح.
قوله: ((خَـيْرًا ورِزقًا)): الخير: اسم جامع لكل ما ينتفع به، والخير عامٌّ، والرزق خاصٌّ؛ فهو من الخير.

14- قوله: ((رَوَى ذَاكَ))؛ أي: روى نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا.
قوله: ((قَـومٌ)): كثيرٌ من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن تبِعَهم بإحسان.
قوله: ((لا يُـرَدُّ حَــدِيثُهم)): لعدالتهم وحفظهم وكثرتهم؛ فحديث النزول حديث متواتر.
قوله: ((ألا خَابَ قَــوْمٌ كذَّبـوهُم))؛ أي: خاب وخسِر من كذب هؤلاء الثقات الأثبات.
قوله: ((وقُبِّحُوا))؛ أي: نسَبوهم للقبح، وهو ضدُّ الحَسَن.

وإجمالًا:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وذلك في كل ليلة، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ وجاء في إثبات صفة النزول الأحاديث المتواترة التي دلَّتْ بما يقطع الشك أن الله تعالى ينزل للسماء الدنيا في كل ليلة بكيفية لا يعلمها إلا هو سبحان؛ فنزول الرب جل وعلا صفة من صفاته الفعلية التي تتعلق بمشيئته وحكمته، وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وكماله سبحانه، فهو سبحانه ينزل كيف شاء، متى شاء، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأهل السنة يؤمنون بما دلَّتْ عليه النصوص من إثبات صفات الله عز وجل من غير تحريف، ولا تكييف، ومن غير تعطيل، ولا تشبيه.

(2) دليل إثبات صفة النزول لله جل وعلا:
1- حديث أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتعالى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُوني فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُني فأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِرَ لَهُ‏))[12].

2- وقد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نَحْوٌ من ثمانية عشر صحابيًّا ذكرهم الإمام الدارقطني رحمه الله في مصنفه.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


[1] رواه البخاري (4684)، ومسلم (993)،والترمذي (3045)، واللفظ له.

[2] رواه البخاري (6520)، ومسلم (2792).

[3] رواه البخاري (1410)، ومسلم (1014)، واللفظ له.

[4] رواه مسلم (2652).

[5] رواه مسلم (2759).


[6] رواه البخاري (4712)، ومسلم (194).

[7] رواه البخاري (7451) واللفظ له، ومسلم (2786).

[8] رواه البخاري (4812) واللفظ له، ومسلم (2787).

[9] رواه أبو داود (4703)، و(الترمذي (3075)، وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (3076).


[10] رواه مسلم (1827).

[11] رواه الآجري في ((الشريعة)) (542) (947/ 2) بهذا السياق، قال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (3136): "إسناده صحيح ... وله شواهد متفرقة".

[12] رواه البخاري (7494)، ومسلم (758).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-09-2019, 01:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية



الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (5)
محمد علي الغباشي





الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

في هذا الدرس:
(1) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمومًا.
(2) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(3) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(4) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(5) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(بالإضافة لتوضيح بعض الكلمات، والمعاني الواردة بالنظم).
قال الناظم رحمه الله:
وَقُلْ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
وَزِيراهُ قدْمًا ثُمَّ عُثْمَانُ أرْجَحُ

وَرابِعُهُم خَيْرُ البريَّةِ بَعْدَهُم
عَلِيٌّ حَليفُ الخَيرِ بالخَيرِ مُنْجِحُ


قوله: ((وَقُلْ))؛ أي: أيها المتمسِّك بالكتاب والسنة.
قوله: ((إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ)): خير الناس بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء والمرسلين.
قوله: ((وَزِيراهُ))؛ أي: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
قوله: ((قُدْمًا)): المقدمة هي أول الشيء، واجتمعت الأُمَّة على تقديم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
قوله: ((ثُمَّ عُثْمَانُ))؛ أي: عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قوله: ((أرْجَحُ))؛ أي: على الراجح.
قوله: ((خَيْرُ البريَّةِ)): البرية من برأ؛ أي: خلق، والمراد: خير الخلق.
قوله: ((بَعْدَهُم))؛ أي: بعد أبي بكر وعمر وعثمان.
قوله: ((عَلِيٌّ))؛ أي: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قوله: ((حَليفُ الخَيرِ))؛ أي: الملازم للخير.
قوله: ((بالخَيرِ مُنْجِحُ)): منجح من النجاح، وفي نسخة: "ممنح" من المنحة؛ أي: العطاء.

إجمالًا:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن خير هذه الأمة بعد نبيِّها: أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، فيُقدِّمُون هؤلاء الثلاثة كما قدَّمَهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((كنا في زمنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا نعدلُ بأبي بكرٍ أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان))، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة؛ وهم: علي بن أبي طالب، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيدالله، وكلهم يصلح للخلافة، وكلهم إمام رضي الله عنهم أجمعين.

(1) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمومًا:
1) قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

2) وقال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].

3) وقال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُون ﴾ [الحجرات: 7].

4) وحَدِيث أبي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((النجومُ أمَنَةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النجومُ أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتْ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون))[1].

5) وحَدِيث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي على الناسِ زمانٌ يغزو فئامٌ من الناسِ، فيُقالُ لهم: فيكم من رأى رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ فيقولون: نعم، فيُفتحُ لهم، ثم يغزو فئامٌ من الناسِ، فيُقالُ لهم: فيكم مَنْ رأى من صحِبَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ فيقولون: نعم، فيُفتحُ لهم، ثم يغزو فئامٌ من الناسِ، فيُقالُ لهم: هل فيكم مَنْ رأى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ فيقولون: نعم، فيُفتَحُ لهم))[2].

6) وحَدِيث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال: ((قَرْني، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يَلُونهم، ثم يَجيءُ قومٌ: تَسبِقُ شَهادةُ أحدِهم يمينَه ويمينُه شَهادتَه))[3].

(2) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
آيات ذكر المُفسِّرون أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه:
1) قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].

2) وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33].

3) وقال تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾ [التحريم: 4].

4) قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 7].

5) قال الله تعالى: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 17- 21].

من السنة:
6) حَدِيث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قُلْت للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا في الغارِ: لو أن أحَدَهُم نظرَ تحتَ قدَمَيْهِ لأبْصَرَنا، فقال: ((ما ظَنُّكَ يا أبا بكرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثالِثُهُما))[4].

7) وحَدِيث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الناسَ وقال: ((إن اللَّهَ خَيَّرَ عبدًا بينَ الدُّنْيا وبينَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ذلكَ العبدُ ما عِنْدَ اللَّهِ))، قال: فبكَى أبو بكرٍ، فعَجِبْنا لِبُكائِهِ: أنْ يُخْبِرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن عبدٍ خُيِّرَ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو الْمُخَيَّرَ، وكان أبو بكرٍ أعْلَمَنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أمَنِّ الناسِ علَيَّ في صُحْبَتِهِ ومالِهِ أبا بكرٍ، ولو كنتُ مُتَّخِذًا خَليلًا غيرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أبا بكرٍ، ولكِنْ أُخوَّةُ الإسْلامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المسجِدِ بابٌ إلا سُدَّ إلا بابَ أبي بكرٍ))[5].

8) وحَدِيث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، فقلت: من الرجال؟ فقال: ((أبوها))، قلت: ثم من؟ قال: ((ثم عمر بن الخطاب))، فعدَّ رجالًا))[6].

9) وحَدِيثِ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن تبع منكم اليومَ جنازةً؟))، قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن عاد منكم اليومَ مريضًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((ما اجتمَعْنَ في امرئٍ إلَّا دخل الجنَّةَ))[7].

10) وحَدِيثِ أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ أنفق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنَّة: يا عبدالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصَّدَقة دُعي من باب الصَّدَقة، ومَنْ كان من أهل الصيام دُعِي من باب الصيام وباب الريان))، فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يُدعى منها كلها أحدٌ يا رسول الله؟ قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر))[8].

11) وحديث أنسٍ رَضِيَ الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صعِدَ أُحُدًا، وأبو بكرٍ وعُمَرُ وعُثمانُ، فَرَجَفَ بهم، فقال: ((اثبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عليكَ نبيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهيدانِ))[9].


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20-09-2019, 01:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (5)
محمد علي الغباشي



(3) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
1) حَدِيث أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحنُ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ قال: ((بينا أنا نائمٌ رأيتني في الجنةِ، فإذا امرأةٌ تتوضَّأُ إلى جانب قصرٍ، فقلتُ: لمن هذا القصرُ؟ فقالوا: لعمرَ بنِ الخطابِ، فذكرتُ غَيْرَتَهُ، فولَّيْتُ مُدْبرًا))، فبكى عمرُ، وقال: أعليكَ أغارُ يا رسولَ اللهِ[10].

2) وحَدِيث عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((بينا أنا نائمٌ، أُتيتُ بقدحِ لبنٍ، فشرِبتُ حتى إني لأرى الرِّيَّ يخرُجُ في أظفاري، ثم أعطَيتُ فضلي عُمَرَ بنَ الخطَّابِ، قالوا: فما أوَّلْتَه يا رسولَ اللهِ؟ قال: العِلْمُ))[11].

3) وحَدِيث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بيْنَا أنا نائِمٌ، رَأَيْتُ الناسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وعَلَيْهِمْ قمُصٌ، فمِنْها ما يَبْلُغُ الثَّدي، وَمِنْها مَا يَبْلُغُ دونَ ذلِكَ، وعُرِضَ عَلَيَّ عمرُ وعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ))، قالُوا: فمَا أَوَّلْتَهُ يَا رسولَ اللهِ؟ قال: ((الدِّينَ))[12].

4) وحَدِيث سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: استأذن عُمَر بن الخطابِ على رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعِندَه نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عُمَر بن الخطابِ قُمْن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخل عمر ورسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سِنَّكَ يا رسولَ اللهِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((عجبت من هؤلاء اللاتي كن عِندي، فلما سمِعْنَ صوتَكَ ابتدرْنَ الحجاب))، فقال عمر: فأنت أحقُّ أن يهبن يا رسولَ اللهِ، ثم قال عمر: يا عدوَّات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبْنَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فقُلْن: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إيهًا يا بن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا قطُّ إلَّا سلك فجًّا غير فجِّكَ))[13].

5) وحَدِيث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أُمَّتي أحد، فإنه عمر))[14].

6) وحَدِيث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان بعدي نبيٌّ لكان عمر بن الخطابِ))[15]

7) وحَدِيث عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه قال: لما تُوفِّي عبدُاللهِ، جاء ابنُهُ عبدُاللهِ بن عبدِاللهِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فسأله أن يعطيَه قميصَه يكفِّنُ فيه أباه فأعطاهُ، ثم سأله أن يصلِّيَ عليه، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليصليَ، فقام عمرُ، فأخذ بثوبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، تصلي عليه، وقد نهاك ربُّكَ أن تصلِّيَ عليه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((إنما خيَّرني اللهُ، فقال: ï´؟ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ï´¾ [التوبة: 80]، وسأزيدُه على السبعينَ))، قال: إنه منافقٌ، قال: فصلَّى عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأنزل اللهُ: ï´؟ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ï´¾ [التوبة: 84] [16].

8) وحَدِيث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دخل حائطًا، وأمرني بحفظِ بابِ الحائطِ، فجاء رجلٌ يستأذنُ، فقال: ((ائذنْ له وبشِّرهُ بالجنةِ))، فإذا أبو بكرٍ، ثم جاء آخرُ يستأذنُ، فقال: ((ائذنْ له وبشِّرهُ بالجنة))، فإذا عمرُ، ثم جاء آخرُ يستأذنُ، فسكت هُنيهةً، ثم قال: ((ائذنْ لهُ وبشِّره بالجنةِ، على بلوى ستُصيبُه))، فإذا عثمانُ بنُ عفانَ[17].

(4) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه:
1) وحَدِيث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنتُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حائطٍ من حيطانِ المدينةِ، فجاء رجلٌ فاستفتَح، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((افتَحْ له وبشِّرْه بالجنةِ))، ففتَحتُ له، فإذا هو أبو بكرٍ، فبشَّرتُه بما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِد اللهَ، ثم جاء رجلٌ فاستفتَح، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((افتَحْ له وبشِّرْه بالجنةِ))، ففتَحتُ له، فإذا هو عُمرُ، فأخبرتُه بما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحَمِد اللهَ، ثم استفتَح رجلٌ، فقال لي: ((افتَحْ له وبشِّرْه بالجنةِ، على بلوَى تصيبُه))، فإذا عثمانُ، فأخبرتُه بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحَمِد اللهَ، ثم قال: اللهُ الْمُستَعانُ [18].

2) وحَدِيث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذَيه أو ساقَيه، فاستأذن أبو بكرٍ، فأذِن له، وهو على تلك الحالِ، فتحدَّث، ثم استأذن عمرُ فأذن له، وهو كذلك، فتحدَّثَ، ثم استأذن عثمانُ، فجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وسوَّى ثيابَه - قال محمدٌ: ولا أقول ذلك في يومٍ واحدٍ - فدخل فتحدَّثَ، فلما خرج قالت عائشةُ: دخل أبو بكرٍ فلم تهتَشَّ له ولم تُبالِه، ثم دخل عمرُ فلم تهتَشَّ له ولم تُبالِه، ثم دخل عثمانُ فجلستَ وسوَّيت ثيابَك! فقال: ((ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكةُ))[19].

3) وحَدِيث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا في زمنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا نعدلُ بأبي بكرٍ أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا نفاضلُ بينهم[20].

4) وحَدِيث أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "أشرفَ عثمانُ رضيَ اللَّهُ عنهُ منَ القصرِ وهو مَحصورٌ، فقالَ: أنشُدُ باللَّهِ مَن شَهِدَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ حراءٍ إذِ اهتزَّ الجبلُ فرَكَلَهُ بقدمِهِ، ثمَّ قالَ: ((اسكُن حراءُ، لَيسَ عليكَ إلَّا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شَهيدٌ)) وأَنا معَهُ؟ فانتَشدَ لَهُ رجالٌ، قالَ: أنشُدُ باللَّهِ من شَهِدَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ بيعةِ الرِّضوانِ إذ بَعثَني إلى المشرِكينَ، إلى أَهْلِ مَكَّةَ، قالَ: ((هذِهِ يدي، وَهَذِهِ يدُ عثمانَ)) رضيَ اللَّهُ عنهُ فبايعَ لي؟ فانتشدَ لَهُ رجالٌ، قالَ: أنشُدُ باللَّهِ من شَهِدَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: ((من يُوسِّعُ لَنا بِهَذا البيتِ في المسجدِ ببيتٍ في الجنَّةِ؟)) فابتعتُهُ من مالي فوسَّعتُ بِهِ المسجدَ؟ فانتَشدَ لَهُ رجالٌ، قالَ: وأنشدُ باللَّهِ مَن شَهِدَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ جيشِ العُسْرةِ، قالَ: ((مَن ينفقُ اليومَ نفقةً متقبَّلةً؟)) فجَهَّزتُ نَصْفَ الجيشِ من مالي؟ قالَ: فانتشَدَ لَهُ رجالٌ، وأنشُدُ باللَّهِ من شَهِدَ رومةَ يباعُ ماؤُها ابنَ السَّبيلِ، فابتعتُها من مالي فأبحتُها لابنِ السَّبيلِ؟ قالَ: فانتشدَ لَهُ رجالٌ"[21].

(5) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
1) حَدِيث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يومَ خيبرَ: ((لأُعطينَّ هذه الرايةَ غدًا رجلًا يفتحُ اللهُ على يديه، يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه))، قال: فبات الناسُ يدُوكون ليلتَهم أيُّهم يُعطاها، فلما أصبحَ الناسُ غدوا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهم يرجو أن يُعطاها، فقال(أين عليُّ بنُ أبي طالبٍ))، فقيل: هو يا رسولَ اللهِ يشتكي عينَيه، قال(فأرْسِلوا إليه))، فأتي به، فبصقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرَأَ حتى كأن لم يكن به وجعٌ، فأعطاه الرايةَ، فقال عليٌّ: يا رسولَ اللهِ، أقاتِلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: ((انْفُذْ على رِسْلِكَ حتى تنزلَ بساحتِهم، ثم ادعُهم إلى الإسلامِ، وأخبرْهم بما يجبُ عليهم من حقِّ اللهِ فيه، فوالله لأَن يهديَ اللهُ بك رجلًا واحدًا، خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمْرُ النَّعَمِ))[22].

2) وحَدِيث علي رضي الله عنه، قال: "والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة، إنَّه لعهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إليَّ ألَّا يُحبَّني إلَّا مؤمنٌ، ولا يُبغضني إلَّا منافق"[23].

3) وحَدِيث، أمر معاويةُ بنُ أبي سفيانَ سعدًا، فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا التُّرابِ؟ فقال: أما ما ذكرتُ ثلاثًا قالهنَّ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلن أَسُبَّه، لأن تكون لي واحدةٌ منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمْرِ النَّعَمِ؛ سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول له، خلَّفه في بعضِ مغازيه، فقال له عليٌّ: يا رسولَ اللهِ، خلَّفتَني مع النساءِ والصِّبيانِ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلةِ هارونَ من موسى، إلا أنه لا نُبُوَّةَ بعدي؟!))، وسمِعتُه يقول يومَ خيبرَ: ((لأُعطينَّ الرايةَ رجلًا يحبُّ اللهَ ورسولَه، ويحبُّه اللهُ ورسولُه))، قال: فتطاولْنا لها، فقال: ((ادعوا لي عليًّا))، فأُتِيَ به أرْمَد، فبصقَ في عينِه ودفع الرايةَ إليه، ففتح اللهُ عليه، ولما نزلت هذه الآيةُ: ï´؟ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ï´¾ [آل عمران: 61]، دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليًّا وفاطمةَ وحَسَنًا وحُسينًا، فقال: ((اللهمَّ هؤلاءِ أهلي)) [24].

4) وحَدِيث سعد الساعدي رضي الله عنه قال: على المدينةِ رجلٌ من آلِ مروانَ، قال فدعا سهلَ بنَ سعدٍ، فأمره أن يشتمَ عليًّا، قال فأبى سهلٌ، فقال له: أما إذا أَبيتَ فقُلْ: لعن اللهُ أبا التُّرابِ، فقال سهلٌ: ما كان لعليٍّ اسمٌ أحبَّ إليه من أبي التُّرابِ، وإن كان ليفرحَ إذا دُعِيَ بها، فقال له: أخبِرْنا عن قصَّتِه؛ لمَ سُمِّيَ أبا التُّرابِ؟ قال: جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيتَ فاطمةَ، فلم يجد عليًّا في البيتِ، فقال: "أين ابنُ عمِّكِ؟"، فقالت: كان بيني وبينه شيءٌ، فغاضبَني فخرج، فلم يَقِلْ عندي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لإنسانٍ: ((انظُرْ أين هو؟))، فجاء فقال: يا رسولَ الله، هو في المسجدِ راقدٌ، فجاءه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مضطجعٌ، قد سقط رِداؤه عن شِقِّه، فأصابه ترابٌ، فجعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يمسحه عنه، ويقول: ((قُمْ أبا التُّرابِ! قُمْ أبا التُّرابِ!))

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


[1] رواه مسلم (2531).
[2] رواه البخاري (3649)، ومسلم (2532).
[3] رواه البخاري (6658)، ومسلم (2533).
[4] رواه البخاري (3653)، ومسلم (2381).
[5] رواه البخاري (3654).
[6] رواه البخاري (3662)، ومسلم 2384
[7] رواه مسلم (1028).
[8] البخاري (3666)، ومسلم (1027).
[9] رواه البخاري (3675).
[10] رواه البخاري (3242).
[11] رواه البخاري (82).
[12] رواه البخاري (3691)، ومسلم (2390).
[13] رواه البخاري (3683).
[14] رواه البخاري (3689)، ومسلم (2398).
[15] رواه الترمذي (3686)، وأحمد (17405(، وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5284).
[16] رواه البخاري (4670)، ومسلم (2774).
[17] رواه البخاري (3695).
[18] رواه البخاري (3693).
[19] رواه مسلم (2401).
[20] رواه البخاري (3697).
[21] رواه أحمد (420) واللفظ له، صحح إسناده أحمد شاكر.

[22] رواه البخاري (4210)، ومسلم (2406).

[23] رواه مسلم (78).
[24] رواه مسلم (2404).
[25] رواه البخاري (3703)، ومسلم (2409) واللفظ له.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20-09-2019, 01:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية


الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (6)
محمد علي الغباشي





الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

في هذا الدرس:
بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل باقي العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم، وهم:
1) طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه.
2) الزبير بن العوام رضي الله عنه.
3) عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه.
4) سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
5) أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
6) سعيد بن زيد رضي الله عنه.

(بالإضافة لتوضيح بعض الكلمات، والمعاني الواردة بالنَّظْم).
قال الناظم رحمه الله:
وإنَّهمُ للرَّهْطُ لا رَيْبَ فِيْهِمُ
عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ بِالنُّورِ تَسْرَحُ
سَعِيدٌ وسَعْدٌ وابنُ عَوْفٍ وطَلْحةٌ
وعَامِرُ فِهْرٍ والزُّبَيْرُ المُمَدَّحُ



قوله: ((وإنَّهمُ للرَّهْطُ)): الرهط: الجماعة دون العشرة، والمراد بهم هنا: العشرة المبشرون بالجنة.
قوله: ((لا رَيْبَ فِيْهِمُ))؛ أي: لا شك أنهم من أهل الجنة؛ للحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: ((عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ)): النجيبة: ناقة كريمة حسنة، الفردوس: مكان بالجنة وهو أعلاها.
قوله: ((بالنُّور تَسْرَحُ))؛ أي: تسرح بهم حيث شاءوا، وفي نسخة "بالخلد تسرح".
قوله: ((سَعِيدٌ)): هو أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، ابن عم عمر بن الخطاب، وزوج أخته رضى الله عنهم جميعًا.
قوله: ((وسَعْدٌ)): هو سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري رضي الله عنه.
قوله: ((وابنُ عَوْفٍ)): هو عبدالرحمن بن عوف القرشي الزهري رضي الله عنه.
قوله: ((وطَلْحةٌ)): هو طلحة بن عبيدالله القرشي الزهري رضي الله عنه.

قوله: ((وعَامِرُ فِهْرٍ)): هو أبو عبيدة عامر بن الجراح الهذلي رضي الله عنه، أمين هذه الأُمَّة، وذكر فهر هنا؛ لأنه يلتقي مع النبي في فهر، فهو: هو أبو عبيدة عامر بن عبيدالله بن الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، وفهر أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: ((والزُّبَيْرُ)): هو الزبير بن العوام القرشي الأسدي رضي الله عنه، حواريُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: ((الْمُمَدَّحُ))؛ أي: الذي وُصِف بأوصاف يستحقُّ المدح عليها والحمد بها.

إجمالًا:
عقيدة أهل السنة والجماعة هي تقديم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ فهو أفضل الخلق وأخيرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ونُثنِّي بعده بالفاروق؛ وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهما وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضجيعاه في قبره، وجليساه في الجنة، ونُثلِّث بذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم بذي الفضل والتقى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ثم الباقين من العشرة الذين أوجب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة، ونخلص لكل رجل منهم من المحبة بقدر الذي أوجب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفضيل، ثم لسائر أصحابه من بعدهم رضي الله عنهم أجمعين.


بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل باقي العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم:
1) طلحة بن عبيدالله:
1) حَدِيث سَعِيد بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَعَبْدُالرَّحْمَنِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ))، قَالَ: فَعَدَّ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ، وَسَكَتَ عَنِ العَاشِرِ، فَقَالَ القَوْمُ: نَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا الأَعْوَرِ مَنِ العَاشِرُ؟ قَالَ: نَشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ، أَبُو الأَعْوَرِ فِي الجنة"[1].

2) وحَدِيثِ الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "كانَ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يومَ أُحُدٍ درعانِ، فنَهَضَ إلى صَّخرةٍ، فلم يستَطِع، فأقعدَ تحتَهُ طلحةَ، فصعِدَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حتَّى استَوى على الصَّخرةِ، قالَ: فسَمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ: ((أَوجبَ طَلحةُ))"[2].

3) وحَدِيث أبي هريرة رضي الله عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان على حراءٍ، هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((اهدأ، فما عليك إلا نبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شهيدٌ))[3].

4) وحَدِيث قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال: "رأيتُ يدَ طلحةَ التي وقى بها النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد شُلَّتْ"[4].

5) وحَدِيث عائشة رضي الله عنها، قالت: "من سرَّه أن ينظُرَ إلى رجلٍ يمشي على الأرضِ وقد قضَى نحبَه فلينظُرْ إلى طلحةَ"[5].

6) وحَدِيث عبدالرحمن النهدي، قال: "لم يبقَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، في بعضِ تلك الأيامِ التي قاتل فيهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، غيرُ طلحةَ وسعدٍ"[6].

2) الزبير بن العوام:
1) حَدِيث سَعِيد بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ... الحديث))[7].

2) وحَدِيث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((إنَّ لكلِّ نبيٍّ حواريًّا، وإنَّ حواريَّ الزبيرُ بنُ العوامِ))[8].

3) وحَدِيث عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: كنتُ يومَ الأحزابِ جعلتُ أنا وعمرُ بنُ أبي سلمةَ في النساءِ، فنظرتُ فإذا أنا بالزبيرِ على فرسهِ يختلف إلى بني قريظةَ مرتينِ أو ثلاثًا، فلما رجعتُ قلتُ: يا أبتِ رأيتُكَ تختلفُ؟ قال: أو هل رأيتَني يا بنيَّ؟ قلتُ: نعمْ، قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: ((من يأتِ بني قريظةَ فيأتيني بخبرِهم))، فانطلقتُ، فلما رجعتُ جمعَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أبويهِ فقال: ((فداكَ أبي وأُمِّي))[9].

4) وحَدِيث عائشةَ رضي الله عنها قالت: ï´؟ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ï´¾ [آل عمران: 172]، قالتْ لِعُروَةَ: يا بنَ أُختي، كانَ أبوكَ منهُم: الزُّبَيْرُ وأبو بكرٍ، لما أصاب رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أصابَ يومَ أُحُدٍ، وانصَرَفَ عنه المشرِكونَ، خافَ أنْ يَرْجِعوا، قال: ((مَن يَذهَبُ في إثْرِهِم))، فانتدَبَ مِنهُم سَبْعونَ رَجلًا، قال: كان فيهم أبو بكرٍ والزُّبَيرُ[10].

5) وحَدِيث عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: إنَّ أصحابَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالوا للزُّبَيرِ يومَ اليرموكِ: ألا تشدُّ فنشدُّ معك، فحمل عليهم، فضربوهُ ضربتَينِ على عاتقهِ، بينهما ضربةٌ ضربها يومَ بدرٍ، قال عروةُ: فكنتُ أُدخِل أصابعي في تلك الضرباتِ ألعبُ وأنا صغيرٌ[11].


6) وحَدِيث أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان على حراءٍ، هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((اهدأ، فما عليك إلا نبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شهيدٌ))[12].

3) عبدالرحمن بن عوف:
1) حَدِيث سَعِيد بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ... الحديث))[13].

2) وحَدِيث المغيرةَ بن ِشعبةَ رضي الله عنه: أنه غزا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تبوكَ... قال المغيرةُ: فأقبلتُ معه حتى نجد الناس قد قدَّمُوا عبدَالرحمنِ بنَ عوفٍ فصلَّى لهم، فأدرك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إحدى الركعتَين، فصلَّى مع الناسِ الركعةَ الآخرةَ، فلما سلَّم عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتم صلاتَه، فأفزع ذلك المسلمِين، فأكثروا التسبيحَ، فلما قضى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلاتَه أقبل عليهم، ثم قال: ((أحسنتُم)) أو قال: ((قد أصبتُم)) يُغبِطُهم أن صلَّوا الصلاةَ لوقتِها[14].

3) وحَدِيث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان بين خالدِ بنِ الوليدِ وبين عبدِالرحمنِ بنِ عوف ٍشيءٌ، فسبَّه خالدٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((لا تسُبُّوا أحدًا من أصحابي، فإنَّ أحدَكم لو أنفق مثلَ أُحُدٍ ذهبًا، ما أدرك مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه))[15].

4) وحَدِيث عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: ((إِنَّ أَمْرَكُنَّ مِمَّا يُهِمُّنِي بَعْدِي وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إِلَّا الصَّابِرُونَ))، قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ عَائِشَةُ: فَسَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ تُرِيدُ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَكَانَ قَدْ وَصَلَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ يُقَالُ: بِيعَتْ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا[16].

4) سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
1) حَدِيث سَعِيد بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ... الحديث))[17].

2) وحَدِيث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: حلفتْ أمُّ سعدٍ ألَّا تكلمَه أبدًا حتى يَكفُرَ بدِينه، ولا تأكلُ ولا تشربُ، قالت: زعمتَ أنَّ اللهَ وصَّاك بوالدَيك، وأنا أُمُّك، وأنا آمرُك بهذا، قال: مكثتْ ثلاثًا حتى غُشيَ عليها من الجَهدِ، فقام ابنٌ لها يقالُ له عمارةُ، فسقاها، فجعلتْ تدعو على سعدٍ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ في القرآنِ هذه الآيةَ: ï´؟ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي ï´¾ [العنكبوت: 8] وفيه: ï´؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ï´¾ [لقمان: 15]، قال: وأصاب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غنيمةً عظيمةً، فإذا فيها سيفٌ فأخذتُه، فأتيتُ به الرسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقلتُ: نفِّلْني هذا السيفَ، فأنا من قد علمتَ حالَه، فقال: ((رُدَّه من حيثُ أخذتَه))، فانطلقتُ حتى إذا أردتُ أن ألقيَه في القبضِ لامَتْني نفسي، فرجعتُ إليه، فقلتُ: أعطِنيه، قال: فشدَّ لي صوتَه: ((رُدَّه من حيثُ أخذتَه))، قال: فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: ï´؟ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ï´¾ [الأنفال: 1]، قال: ومرضتُ فأرسلتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأتاني، فقلتُ: دعْني أقسم مالي حيثُ شئتُ، قال: فأبى، قلتُ: فالنصفُ، قال: فأبى، قلتُ: فالثُّلُثُ، قال: فسكتَ، فكان بعد الثُّلُث جائزًا، قال: وأتيتُ على نفرٍ من الأنصارِ والمهاجرينَ، فقالوا: تعالَ نُطعِمْك ونُسقِيكَ خمرًا، وذلك قبل أن تحرَّمَ الخمرُ، قال فأتيتُهم في حُشٍّ – والحُشُّ: البستانُ - فإذا رأسُ جزورٍ مَشويٍّ عندهم ، وزقٌّ من خمرٍ، قال: فأكلتُ وشربتُ معهم، قال: فذكرتِ الأنصارُ والمهاجرون عندهم، فقلتُ: المهاجرون خيرٌ من الأنصارِ، قال: فأخذ رجلٌ أحدَ لَحْي الرأسِ فضربني به فجُرح أنفي، فأتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبرتُه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ في - يعني نفسَه - شأنِ الخمرِ: ï´؟ إِنَّمَا ï»؟الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ï´¾ [المائدة: 90]، وفي روايةٍ: "أُنزلتْ فيَّ أربعُ آياتٍ" [18].

3) وحَدِيث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ستَّةَ نفرٍ، فقال المشركون للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اطرُدْ هؤلاءِ لا يجترئون علينا، قال: وكنتُ أنا وابنُ مسعودٍ، ورجلٌ من هُذَيلٍ، وبلالٌ، ورجلانِ لستُ أُسمِّيهما، فوقع في نفسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شاء اللهُ أن يقعَ. فحدَّث نفسَه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: ï´؟ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ï´¾ [الأنعام: 52] [19].

4) وحَدِيث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جمعَ أبويهِ لأحدٍ إلا لسعدِ بنِ مالكٍ، فإني سَمِعْتُه يقولُ يومَ أُحُدٍ: ((يا سعدُ، ارمِ، فِداكَ أبي وأمي))[20].

5) وحَدِيث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جمع له أبوَيه يوم أُحُدٍ، قال: كان رجلٌ من المشركين قد أحرقَ المسلمين، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((ارْمِ، فِداك أبي وأمي))، قال: فنزعتُ له بسهمٍ ليس فيه نصلٌ، فأصبتُ جنبَه فسقَط، فانكشفَتْ عورتُه، فضحك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى نظرتُ إلى نواجذِه[21].

6) وحَدِيث عائشة رضي الله عنها قالت: سَهرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم مقدمَهُ المدينةَ ليلةً قالَ: ((ليتَ رجلًا صالحًا يَحرسُني اللَّيلةَ))، قالت: فبينما نحنُ كذلِكَ إذ سمِعنا خَشْخشَةَ السِّلاحِ، فقالَ: ((من هذا؟))، فقالَ سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم: ((ما جاءَ بِكَ؟))، فقالَ سعدٌ: وقعَ في نفسي خوفٌ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم؛ فجئتُ أحرسُه، فدعا لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم ثمَّ نامَ[22].

7) وحَدِيث أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان على حراءٍ، هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ وطلحةُ والزبيرُ وسعدُ بنُ أبي وقاص، فتحركت الصخرةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((اهدأ، فما عليك إلا نبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شهيدٌ))[23].

5) أبو عبيدة بن الجراح:
1) حَدِيث سَعِيد بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ... الحديث))[24].

2) وحَدِيث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأهلِ نجرانَ: ((لأَبَعَثَنَّ عليكم أمينًا، حقَّ أمينٍ))، فأَشَرَفَ أصحابُه، فبعَثَ أبا عبيدةَ رضي الله عنه"[25].

3) وحَدِيث أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ أهلَ اليمنِ قدموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالوا: ابعث معنا رجلًا يُعلِّمُنا السُّنَّةَ والإسلامَ، قال: فأخذ بيدِ أبي عبيدةَ، فقال: ((هذا أمينُ هذه الأُمَّةِ))[26].

4) وحَدِيث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((نِعمَ الرَّجلُ أبو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجلُ عمرُ، نِعْمَ الرَّجلُ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجلُ ثابتُ بنُ قَيسِ بنِ شمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نِعْمَ الرَّجلُ معاذُ بنُ عمرو بنِ الجموحِ))[27].

6) سعيد بن زيد:
1) حَدِيث سَعِيد بْن زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أن النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَعَبْدُالرَّحْمَنِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ)). قَالَ: فَعَدَّ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ وَسَكَتَ عَنِ العَاشِرِ، فَقَالَ القَوْمُ: نَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا الأَعْوَرِ مَنِ العَاشِرُ؟ قَالَ: نَشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ، أَبُو الأَعْوَرِ في الجنة"[28].

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

[1] رواه أبو داود (4648)، والترمذي (3747)، والنسائي في ((الكبرى)) (1630) وابن ماجه (133)، وأحمد (1/188) وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي))، وفي ((صحيح ابن ماجه)).
[2] رواه الترمذي (3738)، وأحمد (1417)، وحسنه الألباني.
[3] رواه مسلم (2417).
[4] رواه البخاري (3724).
[5] رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (3578)، واللفظ له، وأبو يعلى (4898)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (9382)، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (125).
[6] رواه البخاري (3722).
[7] سبق في (فضل طلحة بن عبيدالله).
[8] رواه البخاري (2847)، ومسلم (2415).
[9] رواه البخاري (3720).
[10] رواه البخاري (4077).
[11] رواه البخاري (3721).
[12] رواه مسلم (2417).
[13] سبق في (فضل طلحة بن عبيدالله).
[14] رواه مسلم (274).
[15] رواه البخاري (3673)، ومسلم (2541).
[16] رواه الترمذي (3749)، وحسنه الألباني.
[17] سبق في (فضل طلحة بن عبيدالله).
[18] رواه مسلم (1748).
[19] رواه مسلم (2413).
[20] رواه البخاري (4059) واللفظ له، ومسلم (2411).
[21] رواه مسلم (2412).
[22] رواه البخاري (2885)، ومسلم (2410)، والترمذي (3756) واللفظ له.
[23] رواه مسلم (2417).
[24] سبق في (فضل طلحة بن عبيدالله).
[25] رواه البخاري (3745).

[26] رواه البخاري (4380)، ومسلم (2420).
[27] رواه الترمذي (3795) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8243) وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)).
[28] سبق في (فضل طلحة بن عبيدالله).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20-09-2019, 01:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (7)
محمد علي الغباشي



الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

ففي هذا الدرس نتناول:
1) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
2) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
3) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل المهاجرين رضي الله عنهم.
4) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل الأنصار رضي الله عنهم.
5) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أهل بدر رضي الله عنهم.
6) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أهل أُحد رضي الله عنهم.
7) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم.
8) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمومًا.
9) بعض الأدلة النقلية الدالة على حرمة سبِّ الصحابة وانتقاصهم.
(بالإضافة إلى توضيح بعض الكلمات، والمعاني الواردة بالنظم).

قال الناظم - رحمه الله -:
وَعَائِشُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَخَالُنا
مُعَاوِيَة أَكْرِمْ بِهِ فَهْوَ مُصلحُ

وَأَنْصارُه وَالهَاجِرونَ دِيارَهم
بنصرهُمُ عَنْ ظلمةِ النَّارِ زحزحُوا

وَمَنْ بعدَهُم وَالتابِعُون بِحُسنِ مَا
حَذو حَذوهم قَولًا وَفِعلًا فَأفْلحوا

وَقُلْ خَيْرَ قولٍ في الصَّحَابةِ كُلِّهِمْ
ولا تَكُ طَعَّانًا تَعِيْبُ وَتَجْرَحُ

فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِمْ
وفي الفَتْحِ آيٌ في الصَّحابةِ تَمْدَحُ


قوله ((وَعَائِشُ )): ترخيم عائشة، وهي بنت الصديق رضي الله عنهما، وأحب النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله ((أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ))؛ أي: التي لها من التوقير والتكريم ما للأمهات، ولا يحل لأحد أن يتزوج أمهات المؤمنين، فهن محرمات كالأمِّ.
قوله ((وَخَالُنا مُعَاوِيَة)): هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، أخو أم المؤمنين حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها.
قوله ((وَأَنْصارُه)): هم أهل المدينة الذين نصروا رسول الله وآوَوه.
قوله ((وَالهَاجِرونَ)): هم أهل مكة الذين هاجروا إلى المدينة.
قوله ((عَنْ ظلمةِ النَّارِ زحزحُوا))؛ أي: أنقَذهم الله تعالى من النار؛ لصُحبتهم ونُصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
قوله ((وَالتابِعُون)): التابعي: هو مَن صَحِبَ الصحابي بإحسان.

قوله ((بِحُسنِ مَا حَذو حَذوهم قَولًا وَفِعلًا فَأفْلحوا))؛ أي: لما سار التابعون على طريقة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا، كان سبب فلاحهم.

قوله ((وَقُلْ خَـيْرَ قولٍ في الصَّحَابةِ كُلِّهِـمْ ))؛ أي: قل خيرَ قولٍ في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم، وذلك بذكر محاسنهم، والترضي عنهم جميعًا، والصحابة: جمع صحابي، وهو مَن لَقِيَ النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على الإسلام.

قوله ((ولا تَكُ طَعَّانًا تَعِيْبُ وَتَجْرَحُ)) (طَعَّانًا) صيغة مبالغة، والمراد: لا تقع في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فَتغتابهم، أو تسبُّهم، أو تطعن فيهم، أو تبحث عن عيوبهم.

قوله ((فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِمْ)): المراد بالوحي: القرآن والسُّنة.
قوله ((وفي الفَتْحِ))؛ أي: في سورة الفتح.
قوله (( آيٌ )): جمع آية، والآية في اللغة: العلامة.

قوله ((في الصَّحابةِ تَمْدَحُ )): المدح هو الثناء باللسان على الجميل مطلقًا، سواء كان اختياريًّا كالعلم، أو كان اضطراريًّا كالحُسن والجمال.

وإجمالًا:
أهل السنة والجماعة يحبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويثنون عليهم، ويتأسون بهم، ولا يذكرونهم إلا بكل خير؛ لما جاء في فضلهم بكتاب ربنا وسنَّة نبينا صلى الله عليه وسلم، ويقدِّمون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ثم العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين، ويعترفون بفضل أمنا عائشة رضي الله عنها، وأنها أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث، ويعترفون بفضل الصحابي الجليل خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقدمون أهل بدر، ثم أهل بيعة الرضوان، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، وبعد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفضل يأتي التابعين، ثم مَن يليهم من تابعي التابعين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)).

وأهل السنة لا يخوضون فيما شجر بين الصحابة، ولا يطعنون في أحد منهم، ويتبرؤون ممن يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن سبهم تكذيبٌ لله تعالى الذي زكاهم وأثنى عليهم في كتابه الكريم، ومخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بعدم سب أصحابه في كثير من الأحاديث.

(1) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
1) حَدِيثِ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: ((أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ))[1].

2) وحَدِيثِ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: ((إِنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ))[2].

3) وحَدِيثِ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: ((يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ"، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى، تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))[3].

4) وحَدِيثِ عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السلاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: ((عَائِشَةُ))، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟، فَقَالَ: ((أَبُوهَا))، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (( ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب))، فَعَدَّ رِجَالًا[4].

5) وحَدِيثِ أبي موسى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا: آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ))[5].

6) وحَدِيثِ عروة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (( كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِى إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلْنَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ، فَمُرِى رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ، قَالَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِىِّ قَالَتْ فَأَعْرَضَ عَنِّى، فَلَمَّا عَادَ إِلَىَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّى، فَلَمَّا كَانَ فِى الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِى فِى عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَىَّ الْوَحْىُ وَأَنَا فِى لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا))[6].

7) وحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، يَقُولُ: أَيْنَ أَنَا غَدًا، أَيْنَ أَنَا غَدًا يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي اليَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ، فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي، ثُمَّ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَانِيهِ، فَقَضِمْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَنَّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي))[7].


(2) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
1) حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: ((اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ)) [8].

2) وحَدِيثِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى السَّحُورِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: ((هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ))، ثُمَّ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ))[9].

3) وحَدِيثِ أُمُّ حَرَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا ))، قَالَتْ: أُمُّ حَرَامٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ، قَالَ: ((أَنْتِ فِيهِمْ))[10].

4) وحَدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم: ((اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ))، وَكَانَ كَاتِبَهُ[11].

(3) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل المهاجرين رضي الله عنهم:
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾ [البقرة: 218].

2) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ï´¾ [آل عمران: 195].

3) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ï´¾ [التوبة: 100].

4) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ï´¾ [التوبة: 19، 20].

5) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ï´¾ [النحل: 41].

6) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ï´¾ [الحشر: 8].

7) وحَدِيثِ ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: ((..قَالَ يَهُودِي لرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟»، قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، فَنَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُودٍ مَعَهُ، فَقَالَ: «سَلْ» فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ» قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ قَالَ: «فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ»، قَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ»، قَالَ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا؟ قَالَ: «يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا»، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ))[12].

8) وحَدِيثِ مُجَاشِع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَخِي بَعْدَ الْفَتْحِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، قَالَ: ((ذَهَبَ أَهْلُ الْهِجْرَةِ بِمَا فِيهَا))، فَقُلْتُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُبَايِعُهُ، قَالَ: ((أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَالْإِيمَانِ، وَالْجِهَادِ))[13].

9) وحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: ((وَيْحَكَ إِنَّ شَأْنَهَا شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا))[14].

(4) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل الأنصار رضي الله عنهم:
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ï´¾ [الأنفال: 72].

2) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ï´¾ [الأنفال: 74].

3) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ï´¾ [التوبة: 100].

4) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [الحشر: 9].

5) وحَدِيثِ غَيْلَان بْنُ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: ((أَرَأَيْتَ اسْمَ الْأَنْصَارِ كُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ أَمْ سَمَّاكُمْ اللَّهُ قَالَ بَلْ سَمَّانَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَنَسٍ فَيُحَدِّثُنَا بِمَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ وَمَشَاهِدِهِمْ وَيُقْبِلُ عَلَيَّ أَوْ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَزْدِ فَيَقُولُ فَعَلَ قَوْمُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا)) [15].

6) وحَدِيثِ أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَأَعْطَى قُرَيْشًا وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَاءِ قُرَيْشٍ وَغَنَائِمُنَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا الْأَنْصَارَ، قَالَ فَقَالَ: ((مَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ))، وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ فَقَالُوا هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ قَالَ: ((أَوَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالْغَنَائِمِ إِلَى بُيُوتِهِمْ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بُيُوتِكُمْ لَوْ سَلَكَتْ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ))[16].

7) وحَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، فَخَطَبَهُمْ، فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي))، كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: ((مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟))، قَالَ: كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: ((لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ ؟ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا الْأَنْصَارُ شِعَارٌ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ)) [17].

8) وحَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ -قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ عُرُسٍ - فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْثِلًا، فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَىَّ، قَالَهَا ثَلاَثَ مِرَارٍ))[18].

9) وحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((قَالَتْ الْأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ قَالَ لَا فَقَالُوا تَكْفُونَا الْمَئُونَةَ وَنَشْرَكْكُمْ فِي الثَّمَرَةِ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا))[19].

10) وحَدِيثِ أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ، وَالعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ قَالُوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَّا، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، قَالَ: فَصَعِدَ المِنْبَرَ، وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ اليَوْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ [20].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20-09-2019, 01:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (7)
محمد علي الغباشي


11) وحَدِيثِ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ ثُمَّ بَنُو عَبْدِالْأَشْهَلِ ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ))[21].

12) وحَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَأَصْلِحِ الأَنْصَارَ وَالمُهَاجِرَهْ))[22].

13) وحَدِيثِ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أُوتِيتُمُوهُ، وَلَا أَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانِيهِ))، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: الدُّنْيَا تُرِيدُونَ؟! فَاطْلُبُوا الْآخِرَةَ، فَقَالُوا بِجَمَاعَتِهِمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَغْفِرَ لَنَا، فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلَادِنَا مِنْ غَيْرِنَا، قَالَ: ((وَأَوْلَادِ الْأَنْصَارِ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَوَالِينَا، قَالَ: ((وَمَوَالِي الْأَنْصَارِ))[23].

14) وحَدِيثِ أَنَسِ بْن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ))[24] في رواية: ((لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ))[25].

(5) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أهل بدر رضي الله عنهم:
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ï´¾ [آل عمران: 13].

2) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ï´¾ [الأنفال: 62، 63].

3) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الأنفال: 64].

4) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ï´¾ [الأنفال: 65].

5) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ï´¾ [الأنفال: 17].

6) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ ï´¾ [آل عمران: 124].

7) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ï´¾ [الأنفال: 11].

8) وحَدِيثِ علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ))[26].

9) وحَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ)) [27].

10) وحَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ، قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ المُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ المَلاَئِكَةِ ))[28].

11) وحَدِيثِ ‏أَنَس‏ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏قَالَ: ‏أُصِيبَ ‏حَارِثَةُ ‏يَوْمَ ‏بَدْرٍ ‏‏وَهُوَ غُلَامٌ فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ ‏حَارِثَةَ ‏مِنِّي فَإِنْ يَكُ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى تَرَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ: ((‏‏وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ وَإِنَّهُ لَفِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ))[29].

(6) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أهل أحد رضي الله عنهم.
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ï´¾ [آل عمران: 121].

2) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ï´¾ [آل عمران: 122].

3) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [آل عمران: 152].

4) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ï´¾ [آل عمران: 172، 174].

5) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [آل عمران: 169 - 171].

6) وحَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: قَالَ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((لَمَّا أُصيبَ إخوانُكم بِأُحُدٍ، جَعَل اللهُ أرواحَهم في أجوافِ طيرٍ خُضرٍ، ترِدُ أنهارَ الجنَّة، وتأكُلُ مِن ثمارِها، وتَأوي إلى قَناديلَ مِن ذهبٍ معلَّقٍة في ظلِّ العرشِ، فلمَّا وجَدوا طِيبَ مأكلِهم ومَشرَبِهم وَمَقيلِهم، قالوا: مَن يُبلِّغُ إخوانَنا عنَّا أنَّا في الجنَّةِ نُرزَقُ؛ لئلَّا يَزهَدوا في الجِهَاد، ولا يَنكُلوا في الحربِ؟ فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا أُبلِّغُهم عنكم، فأَنزَلَ اللهُ تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))[30].

7) وحَدِيثِ أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: غاب عِمِّي أنسُ بنُ النضرِ عن قتالِ بدرٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، غبتُ عن أولِ قتالٍ قاتلتَ المشركينَ، لئن اللهُ أشهدني قتالَ المشركينَ ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنعُ، فلما كان يومَ أُحُدٍ، وانكشفَ المسلمونَ، قال: اللهمَّ إني أعتذرُ إليكَ مما صنع هؤلاءِ، يعني أصحابَهُ، وأبرأُ إليكَ مما صنعَ هؤلاءِ، يعني المشركينَ، ثم تقدَّمَ فاستقبلَهُ سعدُ بنُ معاذٍ، فقال: يا سعدُ بنَ معاذٍ الجنةُ وربِّ النضرِ، إني أجدُ ريحها من دونِ أُحُدٍ، قال سعدٌ: فما استطعتُ يا رسولَ اللهِ ما صنع، قال أنسٌ: فوجدنا بهِ بضعًا وثمانينَ: ضربةً بالسيفِ أو طعنةً برمحٍ أو رميةً بسهمٍ، ووجدناهُ قد قُتِلَ وقد مَثَّلَ به المشركونَ، فما عرفَهُ أحدٌ إلا أختُهُ ببنانِهِ، قال أنسٌ: كنا نرى، أو نظنُّ: أنَّ هذهِ الآيةَ نزلت فيهِ وفي أشباهِهِ: ï´؟ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوْا مَا عَاهَدُوْا اللهَ عَلَيْهِ ï´¾، إلى آخرِ الآيةِ، وقال: إنَّ أختَهُ، وهي تُسَمَّى الرُّبَيِّعَ، كسرتْ ثنيَّةَ امرأةٍ فأمرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالقِصَاصِ، فقال أنسٌ: يا رسولَ اللهِ، والذي بعثكَ بالحقِّ، لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتَهَا، فرَضُوا بالأرْشِ وتركوا القِصَاصَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((إنَّ من عبادِ اللهِ من لو أقسمَ على اللهِ لأبَرَّهُ))[31].

(7) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم.
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ï´¾ [الفتح: 26].

2) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ï´¾[الفتح: 10].

3) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ï´¾ [الفتح: 18، 19].

4) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ï´¾ [الفتح: 26].

5) وحَدِيثِ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ((‏أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ))،‏.‏ وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ الْيَوْمَ لأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ الشَّجَرَةِ‏[32].

6) وحَدِيثِ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: ((لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا))[33].

7) وحَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ))[34].

8) و حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ يَصْعَدُ الثَّنِيَّةَ، ثَنِيَّةَ الْمُرَارِ، فَإِنَّهُ يُحَطُّ عَنْهُ مَا حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ)) قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَهَا خَيْلُنَا، خَيْلُ بَنِي الْخَزْرَجِ، ثُمَّ تَتَامَّ النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَكُلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ، إِلَّا صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ))، فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: تَعَالَ، يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَنْ أَجِدَ ضَالَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صَاحِبُكُمْ، قَالَ وَكَانَ رَجُلٌ يَنْشُدُ ضَالَّةً لَهُ [35].

9) وحَدِيثِ أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أمَا إنَّهُ لا يُدرِكُ قَومٌ بَعدَكُمْ صاعَكُمْ ولا مُدَّكُمْ))[36].

(8) بعض الأدلة النقلية الدالة على فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمومًا:
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ï´¾ [التوبة: 100].

2) وقالَ تَعَالَى ï´؟ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ï´¾ [الفتح: 29].

3) وقالَ تَعَالَى: ï´؟ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ï´¾ [الحجرات: 7].

4) وحَدِيثِ أَبِي مُوسَىظ° الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ))[37].

5) و حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ )) [38].

6)وحَدِيثِ عَبْدِاللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ)) [39].

(9) بعض الأدلة النقلية الدالة على حرمة سب الصحابة وانتقاصهم:
1) قالَ الله تَعَالَى: ï´؟ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ï´¾ [التوبة: 100].

2) وقالَ تَعَالَى: ï´؟ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ï´¾ [الأحزاب: 58].

3) وحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ))[40].

4) وحَدِيثِ أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْه، قال: كانَ بينَ خالِدِ بنِ الوليدِ وعبدِالرَّحمنِ بنِ عوفٍ كلامٌ فقالَ خالِدٌ لعبدِالرَّحمنِ تستطيلونَ علينا بأيَّامٍ سبقتُمونا بها، فبلغَنا أنَّ ذلكَ ذُكِرَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: ((دَعوا لي أصحابي فوالَّذي نفسي بيدِهِ لو أنفقتُم مثلَ أُحُدٍ أو مثلَ الجبالِ ذهَبًا ما بلغتُم أعمالَهم))[41].

5) حَدِيثِ عبدالله بن عمر وأنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لعَنَ اللهُ مَنْ سبَّ أصحابِي))[42].

6) وحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَال: ((أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ)) [43].

7) وحَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا))[44].

8) وحَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا نُسَبُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: (( مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا))[45].

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك

[1] رواه البخاري (3895)، ومسلم (2438).
[2] رواه الترمذي (3880)، وصححه الألباني في ((المشكاة)) (6142).
[3] رواه البخاري (3768)، ومسلم (2447).
[4] رواه البخاري (3462)، (4100)، ومسلم (2384)، والترمذي (3885)، وابن ماجه (101).
[5] رواه البخاري (3769)، ومسلم (2431).
[6] رواه البخاري (3775).
[7] رواه البخاري (890)، ومسلم (2443).
[8] رواه الترمذي ( 3842 )، وأحمد (17926) باختلاف يسير، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) ( 1969 ).
[9] رواه أبو داود (2344)، والنسائي (2163) مختصراً، وأحمد (17152) باختلاف يسير، وصححه الألباني بشواهده في ((السلسلة الصحيحة )).
[10] رواه البخاري ( 2924 ).
[11] رواه أحمد ( 2651 )، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) ( 1 / 164 ).
[12] رواه مسلم (315).
[13] رواه البخاري (4305)، ومسلم (1863).
[14] رواه البخاري (1452).
[15] رواه البخاري (3776).
[16] رواه البخاري (3778)، ومسلم (1059).
[17] رواه البخاري (4330).
[18] رواه البخاري (3785)، ومسلم (2508).
[19] رواه البخاري ( 2325).
[20] رواه البخاري (3799)، ومسلم (2510).
[21] رواه البخاري (3790)، ومسلم (2511).
[22] رواه البخاري (6413)، ومسلم (1805).
[23] رواه أحمد (13291)، وحسَّنه الوادعي.
[24] رواه البخاري (17).
[25] رواه البخاري (3499)، ومسلم (110).
[26] رواه البخاري (3983)، ومسلم (2494).
[27] رواه مسلم (2495).
[28] رواه البخاري (3992).
[29] رواه البخاري (6550).
[30] رواه أبو داود (2520)، وأحمد (2388)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (4 /123)، وحسَّنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2520).
[31] رواه البخاري (2805)، ومسلم (1903)
[32] رواه البخاري (4154).
[33] رواه مسلم (2496).
[34] رواه مسلم (2495).
[35] رواه مسلم (2780).
[36] رواه أحمد (3/ 26)، والنسائي في ((الكبرى)) (5/ 268)، والحاكم في ((المستدرك)) (3/ 38)، وصححه الألباني في (( صحيح الجامع)) ( 1325).
[37] رواه مسلم (2531).
[38] رواه البخاري ( 3649)، ومسلم (2532).
[39] رواه البخاري ( 6658)، ومسلم (2533).
[40] رواه البخاري (3673)، ومسلم (222) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ومسلم (221) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[41] رواه أحمد (13812)، وقال الألباني إسناده صحيح في ((السلسلة الصحيحة)) (41 /556).
[42] رواه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (7 /114)، وحسنه الألباني في(( صحيح الجامع)) (5111).
[43] رواه الترمذي (2165)، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (430).
[44] رواه الطبراني (10 /198) (10470). قال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (1 /50): إسناده حسن، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (545).

[45] رواه الطبراني (12 /142) (12740)، وحسنه الألباني بمجموع طرقه في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2340).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 280.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 275.20 كيلو بايت... تم توفير 5.57 كيلو بايت...بمعدل (1.98%)]