مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2023, 09:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان


مواعظ رمضان...
(أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ)
كتبه/ سعيد محمود
(1)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه ثلاثون موعظة يستعين بها الدعاة إلى الله في ليالي رمضان، موزعة ومرتبة بما يتناسب مع أيام وليالي الشهر الفضيل.
الموعظة الأولى: (أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).
أخي الحبيب:
هناك وفي مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي كل عام، كانت تُزف البشرى لأولئك الأطهار مِن أصحابه، فها هو النبي -صلى الله عليه وسلم- يزفها إليهم -وهي إليك أنتَ كذلك في كل عام-: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).
- قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يُغل فيه الشيطان؟!".

أخي... تلك هي البشرى التي عمل لها العاملون، وشمر لها المشمرون، وفرِح بقدومها المؤمنون.
أخي... يا لبشرى مَن أدرك شهر رمضان!
يا لبشرى المدركين لشهر الغفران!
يا لبشرى المدركين لشهر الرحمات!
يا لبشرى المدركين لشهر القرآن!
يا لبشرى المدركين لموسم الطاعات!
يا لبشرى المدركين لأيام كساها رب العباد مهابة وبهاءً وجمالاً!
أخي... هل علمتَ أن السلف كانوا يدعون الله -تعالى- زمانًا طويلاً ليبلغهم أيام "شهر رمضان"؟!
قال معلَّى بن الفضل -رحمه الله-: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم!".

وقال يحيى بن أبي كثير -رحمه الله-: "كان مِن دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً".
أخي... وها أنت قد بلغتَ رمضان، وها أنت سلمك ربك إلى رمضان؛ فماذا أنت فيه فاعل؟!
أخي... ينقسم الناس في رمضان إلى فريقين في استقباله والعمل فيه:
فالفريق الأول: هم الذين اقتدوا بالسلف الصالح، فاتخذوا رمضان موسمًا لطاعة الله ومضاعفة الخيرات؛ صاموا نهاره فأحسنوا الصيام، وقاموا ليله فأحسنوا القيام، أولئك الذين انتفعوا برمضان حق الانتفاع.
والفريق الآخر: لم ينتفعوا برمضان ولم يستفيدوا مما فيه مِن صيام وقيام! لماذا؟!
لأن الله جعل الصيام للقلب والروح؛ فجعلوه للبطن والمعدة!
ولأن الصيام جعله الله للحلم والصبر؛ فجعلوه للغضب والبطش!
ولأن الصيام جعله الله للسكينة والوقار؛ فجعلوه شهر السِباب والشِجار!
ولأن الصيام جعله الله ليغيروا مِن صفات أنفسهم؛ فما غيروا إلا مواعيد أكلهم وشربهم وشهواتهم!
ولأن الصيام جعله الله تهذيبًا للغني الطاعم، ومواساة للبائس المحروم الجائع؛ فجعلوه مَعْرَضًا لفنون الأطعمة والأشربة؛ يزداد الغني فيه تخمة والفقير حسرة!
فقل لي يا أخي بالله عليك...

أي الفريقين أحق بأن تفتح له أبواب الجنان، وتسد عنه أبواب النيران؟!
أي الفريقين قد صفدت شياطينه؟! ومَن منهم أحق بنفحات الرحمن؟!
أي الفريقين يرجى له العتق مِن النار، ويدرك رحمة العزيز الغفار؟!
أخي الحبيب...
في ختام الحديث أهدى إليك بعض الوسائل لاستغلال شهر الخيرات مجملة، وسنفصلها معك في المواعظ القادمة -إن شاء الله-.
1ـ تأكيد التوبة وتعاهدها طوال شهر رمضان.
2ـ الحرص على ختم القرآن في رمضان مرة على الأقل.
3ـ المحافظة على صلاة الجماعة في أول الوقت في الصلوات الخمس.
4ـ المحافظة على جميع سنن الصلوات "الراتبة وغير الراتبة".
5ـ صيانة الجوارح؛ لا سيما اللسان عن الوقوع فيما يتعارض مع الصيام.
6ـ الاشتغال بذكر الله طوال اليوم لتكون مِن الذاكرين الله كثيرًا.
7ـ المكث في المسجد والسعي إليه كلما استطعت إلى ذلك سبيلاً؛ لتضمن منزلاً في الجنة.
8ـ الحرص على التصدق كل يوم وأنت صائم، ولا تحقرن مِن المعروف شيئًا.
9ـ اجتهد في أن تصوم رمضان مرتين بتفطير الصائمين.
10- اعتكف العشر الأواخر لتحري ليلة القدر "سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-".
11ـ اجتهد في تحصيل أسباب رزقك وأولادك مِن أول الشهر؛ لتتفرغ للعبادة في العشر الأواخر.
12ـ انتهِ مِن الأمور الدنيوية المتعلقة بالعيد ونحو ذلك هذه الأيام إن لم تكن قد انتهيت منها.
13ـ مسابقة لأهل بيتك متنوعة، لها جوائز يوم العيد.
14ـ اعتمر في رمضان إن استطعت؛ فإنها تعدل حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وهناك وسائل غيرها يأتي الحديث عنها في المواعظ القادمة -إن شاء الله-.
فاللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك في هذا الشهر الفضيل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-03-2023, 10:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان



مواعظ رمضان... (شهر التوبة والغفران)
كتبه/ سعيد محمود
(2)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أخي الحبيب:
هذا شهر الغفران؛ فاحذر مِن أن تجعله شهر الخسران!
هذا شهر محو الذنوب؛ فاستغث بمولاك مِن العيوب.
هذه أيام الإنابة فيها تفتح أبواب الإجابة.

هذه أيام قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).
- هذه أيام خاب وخسر مَن أدركها، ولم يخرج منها مغفور الذنب!
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكبر أَو أَحدهمَا فَلم يدْخلاهُ الْجنَّة) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- هذه أيام نزل مِن أجلها سيد الملائكة جبريل -عليه السلام- إلى سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-، ليشاركه الدعاء على مَن عاش هذه الأيام وخرج منها غير مغفور الذنب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغفر لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ) (رواه الطبراني وابن حبان، وصححه الألباني).
- أخي... إذا جعلنا الكلام السابق نصب أعيننا وملء قلوبنا؛ استشعرنا الحاجة الشديدة للفوز برمضان، وأن أول ما يجب أن نقدمه لذلك هو "التوبة" نعم... فالتوبة هي بداية الطريق الصحيح للفوز برمضان.
- أخي... يحدِّثنا القرآن الكريم عن التوبة، فيقول ربنا -تبارك وتعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53).
وكم أسرفنا... وكم فرطنا... !

- ويحدِّثنا النبي العدنان -صلى الله عليه وسلم- عن التوبة فيقول: (إِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) (رواه مسلم).
- ويقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إن المؤمن يرى ذنوبه كالجبل يوشك أن يسقط عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابة يهشها بيده هكذا!".
- وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "جلستُ يومًا أحصى ذنوبي؛ فإذا هي آلاف"، فجعل يقول: "يا سفيان، تقف بيْن يدي الله فيسألك عن آلاف الذنوب؟! ماذا ستقول؟! والله ليسقطن لحم وجهك خجلاً وأنت تعرض قبائحك على الله! يا سفيان، هذا ما تذكرته؛ فكيف بما أحصاه الله ونسيته أنتَ؟!".
- فيا أخي... هل حاولت أن تجلس إلى نفسك وتتذكر ذنوبك التي فعلتها؟!
هل حاولت أن تحدِث توبة مِن قبْل أن يأتي يوم قال ربك عنه: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) (آل عمران:30).
- أخي... فلنسارع بالتوبة، وقد تأكدت في شهر التوبة.
- أخي.. هيا قُم إلى التوبة النصوح التي أمر الله بها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) (التحريم:8).
- ثم اعلم -رحمني الله وإياك- أن للتوبة شروطـًا ثلاثة لا بد منها:
- أولها: الندم.
- ثانيها: الإقلاع على الذنب.
- ثالثها: العزم على عدم العودة.
أخي... أذكر لك شيئًا مِن قصص التائبين إلى الله، وكيف صدقوا في توبتهم، فيسَّر الله لهم أسباب الفلاح والنجاة.
- توبة عابد بني إسرائيل:
جاء في الأثر: "أن رجلاً مِن بني إسرائيل عبد الله عشرين سنة، ثم عصى الله عشرين سنة، فنظر يومًا إلى وجهه في المرآة، وقد رأى الشيب في رأسه، فقال: يا رب أطعتك عشرين سنة، ثم عصيتك عشرين سنة... أتراك تقبلني إذا عدت؟ فوجد أن جرمه شديد، فنام على تلك الحال، فرأى في المنام مَن يناديه: "عبدي أطعتنا فقربناك، ثم عصيتنا فأمهلناك، وإن عدت إلينا قبلناك".
- توبة في "مرقص!":

قصة ذكرها الشيخ "علي الطنطاوي" في بعض كتبه، فقال: "دخلتُ أحد مساجد مدينة (حلب) فوجدتُ شابًا يصلي، فقلتُ: سبحان الله! إن هذا الشاب مِن أكثر الناس فسادًا؛ يشرب الخمر، ويفعل الزنا، ويأكل الربا، وهو عاقٌّ لوالديه وقد طرداه مِن البيت؛ فما الذي جاء به إلى المسجد؟! فاقتربتُ منه وسألته: أنت فلان؟! قال: نعم. قلتُ: الحمد لله على هدايتك. أخبرني كيف هداك الله؟! قال: هدايتي كانت على يد شيخ وعظنا في مرقص! قلتُ -مستغربًا!: في مرقص؟! قال: نعم. في مَرقص! قلت: كيف ذلك؟!
قال: هذه هي القصة… فأخذ يرويها فقال: كان في حارتنا مسجد صغير، يؤم الناس فيه شيخ كبير السن، وذات يوم التَفَتَ الشيخ إلى المصلين وقال لهم: أين الناس؟! ما بال أكثر الناس وخاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه؟! فأجابه المصلون: إنهم في المراقص والملاهي. قال الشيخ: وما هي المراقص والملاهي؟! ردَّ عليه أحد المصلين: المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة تصعد عليها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصنَ والناس حولهن ينظرون إليهن! فقال الشيخ: والذين ينظرون إليهن مِن المسلمين؟ قالوا: نعم. قال: لا حول وقوة إلا بالله! هيا بنا إلى تلك المراقص ننصح الناس. قالوا له: يا شيخ! أين أنت… تعظ الناس وتنصحهم في المرقص؟! قال: نعم!
حاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبروه أنهم سَيُواجَهون بالسخرية والاستهزاء وسينالهم الأذى فقال: وهل نحن خير من محمد -صلى الله عليه وسلم-؟!
وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص. وعندما وصلوا إليه سألهم صاحب المرقص: ماذا تريدون؟! قال الشيخ: نريد أن ننصح مَن في المرقص. تعجب صاحب المرقص وأخذ يمعن النظر فيهم ورفض السماح لهم، فأخذوا يساومونه ليأذن لهم حتى دفعوا له مبلغًا مِن المال يعادل دخله اليومي.

وافق صاحب المرقص، وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي، قال الشاب: فلما كان الغد كنت موجودًا بالمرقص، بدأ الرقص مِن إحدى الفتيات، ولما انتهت أسدل الستار ثم فتح؛ فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي فبدأ بالبسملة، وحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة وتملكهم العجب وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية، فلما عرفوا أنهم أمام شيخ يعظهم أخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتهم بالضحك والاستهزاء وهو لا يبالي بهم، واستمر في نصحه ووعظه حتى قام أحد الحضور وأمرهم بالسكوت والإنصات حتى يسمعوا ما يقوله الشيخ. قال: فبدأ السكون والهدوء يخيم على أنحاء المرقص حتى أصبحنا لا نسمع إلا صوت الشيخ، فقال كلامًا ما سمعناه مِن قبْل، تلا علينا آيات مِن القرآن الكريم وأحاديث نبوية وقصصًا لتوبة بعض الصالحين.
وكان مما قاله: أيها الناس، إنكم عشتم طويلاً وعصيتم الله كثيرًا، فأين ذهبت لذة المعصية؟! لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ستسألون عنها يوم القيامة، وسيأتي يوم يهلك فيه كل شيء إلا الله -سبحانه وتعالى-.
أيها الناس، هل نظرتم إلى أعمالكم إلى أين ستؤدي بكم، إنكم لا تتحملون نار الدنيا وهي جزء مِن سبعين جزءًا مِن نار جهنم؛ فكيف بنار جهنم؟! بادروا بالتوبة قبل فوات الأوان.
قال: فبكى الناس جميعًا، وخرج الشيخ مِن المرقص، وخرج الجميع وراءه، وكانت توبتهم على يده حتى صاحب المرقص تاب وندم على ما كان منه".
فاللهم اجعلنا من التوابين، والحمد لله رب العالمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24-03-2023, 11:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان



مواعظ رمضان...
(فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ)
كتبه/ سعيد محمود
(3)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) (متفق عليه).
فاعلم -يا أخي- أن فتح أبواب الجنة في رمضان حقيقة لا تحتاج إلى تأويل، وهذه نعمة عظيمة ومنـَّ
ة كريمة مِن الله يتفضَّل بها على عباده في هذا الشهر، فأبواب الجنة مغلقة لا تفتح إلا في تمام النعمة.

قال ابن القيم -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر:73): "أما الجنة فإنها دار الله ودار كرامته، ومحل خواصه وأوليائه، فإذا انتهوا إليها صادفوا أبوابها مغلقة فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم ويستشفعون إليه بأولي العزم مِن رسله، وكلهم يتأخر عن ذلك حتى تقع الدلالة على خاتمهم وسيدهم وأفضلهم -صلى الله عليه وسلم- فيقول: أنا لها فيأتي إلى تحت العرش، ويخر ساجدًا لربه فيدعه ما شاء الله أن يدعه ثم يأذن له في رفع رأسه وأن يسأل حاجته، فيشفع إليه -سبحانه- في فتح أبوابها فيشفعه ويفتحها؛ تعظيمًا لخطرها، وإظهارًا لمنزلة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكرامته عليه.
وإن مثل هذه الدار التي هي دار ملك الملوك ورب العالمين إنما يدخل إليها بعد تلك الأه
وال العظيمة التي أولها مِن حين عقل العبد في هذه الدار إلى أن انتهى إليها، وما ركبه من الأطباق طبقاً بعد طبق، وقاساه مِن الشدائد شدة بعد شدة حتى أذِن الله -تعالى- لخاتم أنبيائه ورسله، وأحب خلقه إليه أن يشفع إليه في فتحها لهم، وهذا أبلغ وأعظم في تمام النعمة، وحصول الفرح والسرور مما يقدر بخلاف ذلك؛ لئلا يتوهم الجاهل أنها بمنزلة الخان الذي يدخله مَن شاء، فجنة الله عالية غالية بيْن الناس، وبينها مِن العقبات والمفاوز والأخطار ما لا تُنال إلا به" اهـ.
وهنا يدرك الإنسان قيمة فتح أبواب الجنة في رمضان.

فيا عجبًا لمن يعلم أن الجنة فوقه موجودة تُزخرف، وتفتح أبوابها في رمضان ثم لا يشتاق إليها ويسعى لها على الأجفان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنَّةُ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
قال ابن القيم -رحمه الله-: "قدر السلعة يُعرف بقدر مشتريها، والثمن المبذول فيها، والمنادي عليها، فإذا كان المشتري عظيمًا، والثمن خطيرًا، والمنادي جليلاً؛ كانت السلعة نفيسة" اهـ.
فيا أخي... ها هي السلعة النفيسة، قد نادى عليها خير منادي، فإذا أر
دتَ أن تكون عظيمًا فابذل الثمن، واقتد بمن سبق.
- ها هو عمار بن ياسر -رضي الله عنه- يوم اليمامة، وهو واقف على صخرة يصيح: "يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟! أنا عمار بن ياسر، هلم إليَّ... ".
- وها هو أنس بن النضر -رضي الله عنه- بلغ مَن يقينه بالجنة، واقترابه منها بروحه أن شم رائحتها يوم أُحد؛ فلم يصبر عنها، فقاتل حتى قُتل؛ فقد لقيه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وهو ينطلق كالريح نحو صفوف المشركين، والساعة حرجة فقال: "إلى أين يا أنس؟" قال: "إلى الجنة، إني أجد ريح الجنة مِن وراء أُحد!".

- وها هو سعد بن خثيمة -رضي الله عنه- البار بأبيه يتوقف بره بأبيه عندما يتعلق الأمر بالجنة، وعندما يَطلب منه أبوه أن يقعد عن القتال يقول: "لو كانت غير الجنة لآثرتك بها، إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا!".
- وها هو حرام بن ملحان -رضي الله عنه- يصيح فور أن يقتل: "فزت ورب الكعبة!"، وكأنه رأى الجنة على طرف السيف الذي قُتل به!
- وها هو عمرو بن الجموح -رضي الله عنه- يصر على القتال حتى بعد أن عذره الله بعرجته؛ طلبًا للتنزه في أرجاء الجنة قائلاً: "أحب أن أطأ بعرجتي الجنة!".
- وها هو أبو الدرداء -رضي الله عنه- يشتكي، وحين يعوده أصحابه في مرضه ويسألونه:
"ما تشتهي؟"، يقول: "أشتهي الجنة!".
أخي...
إنها الجنة... التي اشتاق إليها الصالحون مِن هذه الأمة.
إنها الجنة... دار كرامة الرحمن، فهل مِن مشمر إليها.
إنها الجنة... فاعمل لها بقدر شوقك إليها.


فوا عجبًا لها... كيف نام
طالبها؟!
وكيف لم يسمع بمهرها في رمضان خاطبها؟!
كيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها؟!
إنها الجنة... دار الموقنين بوعد الله، المجتهدين في ليل رمضان، الصائمين نهاره، المطعمين عباد الله، وهذا مِن موجبات الجنة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلانَ الْكَلامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ) (رواه
أحمد، وصححه الألباني).
فـحـيَّ عـلـى جـنـات عــدن فـإنهـا مـنـازلـُك الأُولـى وفـيـهـا المخـيـم
ولكـنـنـا سـبـي العـدو فـهـل تـرى نـعــود إلــى أوطــانــنـا ونـســـلـم
فـلـلـه أبـصـار تـرى الـلـه جـهـرة فلا الـحـزن يغشاها ولا هـي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نـضرة أمِن بعدها يسلوا المحـب المـتـيــم
أحبـتـنـا عـطـفــًا عـليـنـا فـإنــنـا بـنـا ظـمـأ والـمـورد العـذب أنـتـم
فاللهم إنا نسألك الجنة، وما يقرِّب منها مِن قول وعمل.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-03-2023, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان


مواعظ رمضان...
(وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ)
كتبه/ سعيد محمود
(4)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) (متفق عليه).
اعلم -يا أخي- أن غلق أبواب النار في رمضان حقيقة لا تحتاج إلى تأويل، وهذه نعمة عظيمة ومنـَّة كريمة مِن الله، يتفضَّل بها على عباده في هذا الشهر؛ فأبواب النار مفتـَّحة طوال العام، لا تُغلق إلا في رمضان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (... فَصَلِّ مَا
شِئْتَ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ ثُمَّ أَقْصِرْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَتَرْتَفِعَ قِيسَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ مَا شِئْتَ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ، حَتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحُ ظِلَّهُ، ثُمَّ أَقْصِرْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وَتُفْتَحُ أَبْوَابُهَا، فَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ مَا شِئْتَ... ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وقال الله -تعالى-: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) (الزمر:71).

- إنها النار... التي رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحطم بعضها بعضًا، والتي قال عنها لما رآها: (أُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَاليَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ) (متفق عليه)، وقال عنها -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ) (رواه مسلم).
- إنها النار... التي لما خلقت؛ فزعت الملائكة حتى طارت أفئدتها!
قال ميمون بن مهران -رحمه الله-: "لما خلق الله جهنم أمرها فزفرت زفرة فلم يبقَ في السماوات الس
بع مَلَك إلا خر على وجهه، فقال لهم الجبار: ارفعوا رؤوسكم، أما علمت أني خلقتكم لطاعتي وعبادتي، وخلقت جهنم لأهل معصيتي مِن خلقي".
- إنها النار... التي ينغمس فيها أنعم أهل الدنيا لحظة، فتنسيه كل نعيم رآه!

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النارِ صَبْغَةً ثمَّ يُقَال: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ) (رواه مسلم).

- إنها النار... التي أعد الله فيها مِن العذاب الشديد لأهلها ما أعد!
قال الله -تعالى-: (إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ) (غافر:71)، وقال الله -تعالى-: (وَلَهُم
مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) (الحج:21)، وقال الله -تعالى-: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ) (الحاقة:30-32)، وقال -تعالى-: (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيمًا . وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا) (المزمل:12-13)، وقال -تعالى-: (كَلا إِنَّهَا لَظَى . نَزَّاعَةً لِلشَّوَى) (المعارج:15-16)، وقال -تعالى-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ . لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) (المدثر:27-29)، وقال -تعالى-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ . نَارٌ حَامِيَةٌ) (القارعة:10-11).
- أخي... هل سمعت عن حسرة أهل النار وندمهم، ودعائهم على أنفسهم بالويل والث
بور وهم يعذبون في النار؟!

فعندما يرى أهل النار النار يندمون اشد الندم، ولات ساعة مندم: (وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (يونس:54).
- وعندما يَصلى أهل النار النار يدعون على أنفسهم بالويل والهلاك: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا . لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا) (الفرقان:13-14).
- وهناك يعلو صراخهم ويشتد عويلهم، ويدعون ربهم آملين أن يخرجهم من النار: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ
فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر:37).
- وهم يعترفون في ذلك الوقت بضلالهم وكفرهم وقلة عقولهم: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ . فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:10-11).

- ولكن طلبهم يُرفض بشدة، ويجابون بما تستحق أن تجاب به الأنعام: (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ . قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:106-108).
- لقد حق عليهم القول وساروا إلى المصير الذي لا ينفع معه دعاء ولا يُقبل فيه رجاء: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ . وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (السجدة:12-14).
- ويتوجَّه أهل النار بعد ذلك بالنداء إلى خزنة النار، يطلبون منهم أن يشفعوا لهم كي يخفف الله عنهم شيئً
ا مما يعانونه: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ . قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ) (غافر:50-51).
- وعند ذلك يسألون الشفاعة كي يهلكهم ربهم: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) (الزخرف:77).

- إنه الرفض لكل ما يطلبون... لا خروج مِن النار، ولا تخفيف مِن عذابها، ولا إهلاك، بل هو العذاب الأبدي! ويقال لهم آنذاك: (اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الطور:16).
- هناك يشتد نحيبهم، وتفيض دموعهم، ويطول بكاؤهم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُونَ، حَتَّى لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّمَ!) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني).
- لقد خسِر هؤلاء الظالمون أنفسهم وأهليهم عندما استحبوا الكفر على الإيمان، واستمع إلى عويلهم وهم ير
ددون حال العذاب: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا . وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا . رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا) (الأحزاب:66-68).

- فيا أيها الغافل عن نفسه... دع التفكـُّر فيما أنتَ مرتحل عنه، واصرف الفكر إلى موردك؛ فإنك أُخبرتَ بأن النار مورد الجميع إذ قال الله -تعالى-: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) (مريم:71)، فأنتَ على الورود على يقين، ومِن النجاة في شك؛ فاستشعر في قلبك هول ذلك المورد، فعساك تستعد للنجاة منه.
فـيـا عـجـبـًا نـدري بـنـارٍ وجـنة وليس لذي نشتاق أو تـلك نحـذر
إذا لـم يـــكــن خـــوف وشـــوق فماذا بقي فينا مِن الخـيـر يـذكر؟!
فاللهم اكتبنا مِن عتقائك مِن النار في رمضان.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-03-2023, 11:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان




مواعظ رمضان...
(وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)
كتبه/ سعيد محمود
(5)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) (متفق عليه).
وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُ
بَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

أخي... اعلم أن تصفيد مردة الشياطين حقيقة لا تحتاج إلى تأويل، وهذه نعمة عظيمة، ومنـَّة كريمة مِن الله -عز وجل-، يتفضَّل بها على عباده في هذا الشهر المبارك.
قال الإمام القرطبي -رحمه الله-: "فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرًا، فلو صفدت ا
لشياطين لم يقع ذلك؟ فالجواب: أنها إنما تغل عن الصائمين بالصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه.
ـ أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم، كما تقدم في
بعض الروايات.
ـ أو المقصود تقليل الشرور فيه، وهذا أمر محسوس، فإن وقوع ذلك فيه أقل مِن غيره؛ إذ يلزم مِن تصفيد جميعهم أن لا يقع فيه شر ولا معصية، لأن لذلك أسبابًا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة" اهـ.

فيا أخي... هذه شياطين الجن قد كُفت عنك، فلا تعتل بهم في ترك الطاعة، ولا فعل المعصية، ولكي تعلم فضل هذه النعمة في رمضان، تعالَ معي ننظر إلى بعض الوسائل التي يستخدمها الشيطان في إضلال الإنسان في سائر الأزمان.
1- تزيين الباطل: كما قال اللعين لرب العزة: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (الحجر:39-40).
ومن ذلك: "تسمية الأمور المحرمة بأسماء محببة": كما سمَّى الشجرة المحرمة بشجرة الخلد
كي يزين لآدم -عليه السلام- الأكل منها، وكما يسمون الرقص والتمثيل والغناء الماجن"فنًّا!".
2- أخذ العباد إلى الإفراط والتفريط: فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما تقصير وتفريط، وإما إفراط وغلو.

3- تثبيط العباد عن العمل ورميهم بالتسويف والكسل: قال بعض الصالحين: "أن
ذرتكم سوف، فإنها أكبر جنود إبليس!".
4- التدرج في الإضلال: فيأخذ العبد إلى الهاوية، درجة درجة، ولعل في قصة "برصيصا" عابد بني إسرائيل العبرة في ذلك.
5- تخويف المؤمنين أولياءه: قال الله -عز وجل-: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران:175).
6- دخوله إلى النفس مِن الباب الذي تهواه: ومِن هنا دخل إلى آدم وحواء -عليهما السلام- لما وجد
منهما إيناسًا وركونًا إلى الخلد.

7- إلقاء الشبهات: كأن يشكك المسلم في مسَلـَّمات دينه وأصول اعتقاده، ونحو ذلك.
8- الخمر والميسر والأنصاب والأزلام: قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) (المائدة:90).
9- السحر.

10- النساء.

11- حب الدنيا.
12- الغناء والمو
سيقى.
أخي... هل استشعرت هذه النعمة: (وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)؟!
فإذا استشعرت ذلك؛ فقم إذن واعمل في هذا الشهر الكريم
، فإنها فرصتك التي ربما لا تدركها مرة أخرى.
فاللهم إنا نعوذ بك مِن شياطين الإنس والجن.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27-03-2023, 11:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان





مواعظ رمضان...
(رمضان شهر القرآن)
كتبه/ سعيد محمود
(6)



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "أنزل القرآن جملة مِن الذكر، في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجُعل في بيت العزة"، وعنه -رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ" (متفق عليه).

قال ابن رجب -رحمه الله-: "دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار مِن تلاوة القرآن في شهر رمضان".
وقال صاحب الظلال: "والقرآن كتاب هذه الأمة الخالد، الذي أخرجها مِن الظلمات إلى النور فأنشأها هذه النشأة، وبدلها مِن خوفها أمنًا، ومكَّن لها في الأرض، ووهبها مقوماتها التي بها صارت أمة، ولم تكن مِن قبْل شيئًا، وهي بدون هذه المقومات ليست أمة، وليس لها مكان في الأرض، ولا ذكر في السماء؛ فلا أقل مِن شكر الله على نعمة هذا القرآن بالاستجابة إلى صوم الشهر الذي نزل فيه القرآن".
يا أخي... كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا جاء رمضان؛ أشعر أمته بأنه شهر القرآن، فكان يحتفي بالقرآن احتفاءً خاصًّا يتميز عن سائر السنة، حيث يدرس القرآن مع مَن نزل عليه به؛ جبريل -عليه السلام-.
وفي حديث ابن عباس -المتقدَّم- أن الدراسة بينه -صلى الله عليه وسلم- وبيْن جبريل -عليه السلام- كانت ليلاً؛ فيدل على استحباب الإكثار مِن التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، ويجتمع فيه الهم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً) (المزمل:6).

فيا أخي.. اعلم -رحمني الله وإياك- أن: تلاوة القرآن مِن أعظم أنواع التجارة مع الله.
ألم تسمع إلى قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر:29-30).
واعلم... أن تلاوة القرآن هي وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلو شأنك في الأرض وفي السماء: استمع إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الإِسْلامِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي السَّمَاءِ، وَذِكْرُكَ فِي الأَرْضِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

أخي... كان السلف -رحمهم الله- إذا دخل رمضان أقبلوا على القرآن، وتركوا سائر العلوم.
ـ كان الزهري إذا أقبل رمضان يتوقف عن التحديث، ويقول: "إنما هو لتلاوة القرآن، وإطعام الطعام".
ـ وروي عن بعض السلف أنهم كانوا يختمون القرآن في رمضان ثلاثين ختمة!
ـ وأن بعضهم كان له ستون ختمة؛ وذلك لبركة الزمان، وإن كان الأولى موافقة هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (لَمْ يَفْقَهْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاث) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، فهيا نقبل في رمضان على كتاب الله قراءة وتدبرًا وعملاً.
وإليك بعض آداب قراءة القرآن ليكتمل الفضل ويعظم الأجر:
- يستحب للقارئ أن ينظف فمه، ويستقبل القبلة ويجلس متخشعًا بسكينة ووقار.

- إذا أراد القراءة، تعوذ وجهر بها: قال الله -تعالى-: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98).
- إذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر والخضوع، فهو المقصود، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب: قال الله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (ص:29)، وقد كان جماعة مِن السلف يردد أحدهم الآية جميع ليلته أو معظمها!
ـ ويسن تحسين الصوت بالقراءة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ) (متفق عليه).
ـ ويستحب البكاء عند القراءة مِن غير أن يتكلفه: قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا . وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً . وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (الإسراء:107-109).
- ويستحب ترتيل القرآن: قال الله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزمل:4).
ـ ويستحب إذا مرَّ بأيه رحمة أن يسأل الله -تعالى- مِن فضله، وإذا مر بأية عذاب أن يستعيذ من العذاب أو من الشر ونحو ذلك؛ لثبوته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ـ ويستحب طلب القراءة مِن حَسَن الصوت والإصغاء إليها؛ لثبوته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- استحب بعض العلماء افتتاح مجلس حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقراءة قارئ حسن الصوت ما تيسر مِن القرآن.
- ينبغي للقارئ أن يبتدئ مِن أول السورة، أو مِن أول الكلام المرتبط، ويقف على آخرها، أو آخر الكلام المرتبط بعضه ببعض.
- إذا ختم القرآن فيستحب له أن يكون في يومه صائمًا؛ فقد استحب جماعة من السلف أن يختم القراءة بالدعاء صائمًا، فقد ثبت عن أنس -رضي الله عنه-: "أنه كان إذا أراد الختم جمع أهله ودعا".
- فيا أخي... هيا بنا في شهر القرآن نغتنم الحسنات الكثيرة، ونُقبِل على القرآن، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ: آلم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلْفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- هيا بنا في شهر القرآن، ننال عز الدنيا والآخرة بقراءة القرآن، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ) (رواه مسلم).
- هيا بنا في شهر القرآن ننال حصانة القرآن يوم القيامة بتلاوة القرآن، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ) (رواه مسلم).
- هيا بنا في شهر القرآن نأخذ بأسباب الرقي في الجنة يوم القيامة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارَتْقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَة تقرؤها) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
فاللهم اجعلنا مِن أهل القرآن وخاصته، واجعله ربيع قلوبنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا. اللهم آمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29-03-2023, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان




مواعظ رمضان...
(شهر القيام والتراويح)
كتبه/ سعيد محمود
(7)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ) (رواه الطبراني في الكبير، وحسنه الألباني).
فيا أخي... هذا رمضان موسم مِن أعظم مواسم الطاعات، بل هو أعظم مواسم الطاعات في أيام الدهر، وإن الناصح لا يجعل هذه المواسم تخرج عنه عطلاً، بل يتعرض لإحسان مولاه، ويعمل في رضاه؛ عله تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدًا.

فيا مَن طالت غيبته عن مولاه؛ قد أقبلتْ أيامُ المصالحة!
يا مَن دامت خسارته؛ قد أقبلت أيام التجارة الرابحة!
فهيا إلى القيام في رمضان... فها هي الفرصة سانحة!
- روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ رَمَضَانَ شَدَّ مِئْزَرَهُ، ثُمَّ لَمْ يَأْتِ فِرَاشَهُ حَتَّى يَنْسَلِخَ" (رواه ابن خزيمة، وقال الألباني: "إسناده صحيح؛ لولا عنعنة المطلب بن عبد الله").
- ويا أخي إن آيات القرآن وكلمات الرسول العدنان لتخبرنا عن فضل قيام الليل، وتشوقنا إليه: قال الله -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة:16-17).

- وبيَّن الله -سبحانه وتعالى- صفات المتقين وأن مِن أعظمها: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) (الذاريات:17).
- وذكر -سبحانه- صفات "عباد الرحمن" العظيمة وأن منها: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) (الفرقان:64).
ـ وبيَّن -سبحانه وتعالى- أن مِن أول ما فُرض على نبيه -صلى الله عليه وسلم- مِن العبادات، كان قيام الليل: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلاً) (المزمل:1-2).
ـ وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن قيام الليل سبب لمحبة العلي الجليل، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللهُ، وَيَضْحَكُ إِلَيهِمْ، وَيَسْتَبشِرُ بِهمُ: الَّذِي إذا انكَشَفَتْ فِئةٌ قاتَلَ وَراءَها بِنَفْسِهِ للهِ -عزَّ وَجَلَّ- فإمَّا أَنْ يُقتَلَ، وإِمَّا أَن يَنْصُرَهُ اللهُ -عزَّ وجَلَّ- ويَكفِيهِ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلْى عَبْدي هذا كَيفَ صَبَرَ لِي بِنَفسِه؟ والَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حسنةٌ، وَفِراشٌ ليِّنٌ حَسنٌ، فَيَقُومُ مِنَ اللّيْلِ فَيقُولُ: يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَيَذْكُرُني، وَلَوْ شاءَ رَقَدَ، والَّذِي إِذَا كانَ في سَفَرٍ، وَكانَ مَعَهُ رَكْبٌ فَسَهِرُوا ثمَّ هَجَعُوا، فَقامَ مِن السَّحَرِ في ضَرّاءَ وَسَرّاءَ) (رواه الطبراني في الكبير، وحسنه الألباني).

ـ وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قيام الليل سبب لحصول أربع جوائز عظيمة: قال -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قيام الليل، سبب في نيل الغرف العالية في الجنة: قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلانَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نيام) (رواه أحمد والبيهقي، وحسنه الألباني).
ـ أخي... اعلم أن القيام في رمضان يتميز على غيره، فهو شهر التراويح وهي التي سنها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأحياها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ. قَالَ فَقَالَ: (إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى ينْصَرف حسب لَهُ قيام اللَّيْلَة). قَالَ: فَلَمَّا كَانَت الرَّابِعَة لم يقم فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ جَمَعَ أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ وَالنَّاسَ فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلاحُ. قَالَ قُلْتُ: وَمَا الْفَلاحُ؟ قَالَ: السَّحُورُ. ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا بَقِيَّةَ الشَّهْرِ. (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

- وعن عبد الرحمن بن عبد القاري -رحمه الله- أنه قال: "خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ، لَكَانَ أَمْثَلَ. ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ" (رواه البخاري تعليقًا، ووصله الإمام مالك وغيره بسندٍ صحيح).
وعن أبي إسحاق الهمداني قال: "خرج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في أول ليلة مِن رمضان، والقناديل تزهر في المساجد، وكتاب الله يُتلى، فجعل ينادي: "نوَّر الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله بالقرآن".
فيا إخوان... هيا نحيي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أحياها عمر -رضي الله عنه-، فننورُ المساجد بالصلاة والقيام، وننور البيوت بالتهجد والناس نيام.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30-03-2023, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان




مواعظ رمضان...
(شهر الذكر الكثير)
كتبه/ سعيد محمود
(8)



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الأحزاب:41-42).
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلومًا، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على عقله"، فقال: (فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) (النساء:103)،بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال" (تفسير الطبري).
وقال الله -تعالى-: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً . هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) (الأحزاب:42-43).
ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ" (رواه مسلم).

فيا أخي... هل علمتَ أجر مَن كان مكثرًا مِن ذكر الله -عز وجل-؟
فإليك بعض ما جاء في أجره وفضله:
1- للذاكرين عند الله المغفرة والأجر العظيم: قال الله -تعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب:35).
2- للذاكرين علو فضلهم وذكرهم عند ربهم: قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ) (متفق عليه).
3- للذاكرين القرب مِن الله -عز وجل-: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ) قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ) (رواه مسلم).
4- للذاكرين مِن العمل خيره وأزكاه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟) قَالُوا: بَلَى. قَالَ: (ذِكْرُ اللَّهِ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ اللهِ) (رواه الطبراني والبيهقي، وقال الألباني: صحيح لغيره).
5- للذاكرين أجر صدقة بغير مال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى) (رواه مسلم). (سُلامَى): قال النووي -رحمه الله-: "أصله عظام الأصابع وسائر الكف، ثم اُستعمل في جميع عظام البدن ومفاصله".
يا أخي... إن فضائل الذكر لا نستطيع أن نحصيها في مجلسنا هذا، وإن شئت فارجع إلى كتب أهل العلم في هذا الباب فستجد ما ذكروه في ذلك قد بلغ ما يقرب المائة في عدِّ فضائل الذكر.
ـ يا أخي... اعلم أن الذكر لم يقتصر على كونه عبادة الإنسان والملائكة والجان فقط، بل هو وحده عبادة جميع الكائنات مِن أرض وسماء، وشجر ومدر، وجماد ونبات، قال الله -تعالى-: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (الإسراء:44).
فالسموات تسبِّح، والأرض تسبح، والجبال تسبح، والطعام، والنمل، والحيتان في البحر، والخيل والطير... الكل يسبِّح ويذكر الله -تعالى-.
- فأما "السموات والأرض" فقد قال الله فيهما: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (الجمعة:1)، وقال: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).

- وأما "الجبال" فقد قال الله -تعالى- في حقها: (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء:79)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلاَّ لَبَّى مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِن حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا) (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).
- وأما "الرعد" فقد قال الله -تعالى-: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) (الرعد:13).
- وأما "الطعام" فقد قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ" (رواه البخاري).
- وأما "الحيتان" فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ، وَمَنْ فِي الأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْبَحْرِ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).
- وأما "النمل" فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- وأما "الخيل" فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلا يُؤْذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْرٍ يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ، فَاجْعَلْنِي مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ، أَوْ أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

- وأما "الطير" فقد قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (النور:41).
- وها هو "الهدهد" يغضب لله ويدعو لتوحيده: قال: (أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) (النمل:25).
- أخي... هيا إلى أحب الأعمال وأحسن الخاتمة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحبُّ الأعْمالِ إِلَى الله أَن تَمُوتَ ولِسانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ الله) (رواه ابن حبان، وحسنه الألباني).
- أخي... هيا إلى أحب ما يأخذه الإنسان مِن الدنيا للآخرة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلا ذِكْرَ اللَّهِ، وَمَا وَالاهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا) (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني).
- أخي... هيا إلى إنقاذ قلوبنا مِن الموت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ) (متفق عليه).
- أخي... هذا موسم شريف، يحتاج منك إلى عمل شريف، وإن الذكر لأشرف الأعمال.
فاللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 31-03-2023, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان




مواعظ رمضان...
(رمضان شهر الدعاء المستجاب)
كتبه/ سعيد محمود
(9)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186).
أخي... إن مِن أعظم ما يدل على أن أعظم ما يكون مِن الدعاء ما كان في حال الصيام هو أن الله -تعالى- ذكر آية الدعاء العظيمة هذه بيْن آيات الصيام وأحكامه.
قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: "هذا التفات عن خطاب المؤمنين كافة بأحكام الصيام، إلى خطاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يذكِّرهم ويعلمهم ما يراعونه في هذه العبادة وغيرها مِن الطاعة والإخلاص، والتوجه إليه وحده بالدعاء الذي يُعِدُّهُمْ للهدى والرشاد".

- فيا أخي... هذا شهر الدعاء المستجاب؛ فاجتهد فيه بالزيادة عن غيره: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٌ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ المُظْلُومِ، ودَعْوَةُ المُسافِرِ) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).
- ويا أخي... انظر إلى عجيب كرم الله -تعالى-؛ إنه يغضب إذا لم تطلب منه وتسأله! قال الله -تعالى-: (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَ-كِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) (الأنعام:43)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يغضبْ عَلَيْهِ)(رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
- وقال الشاعر:

الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضب
- فيا أخي... هذا زمن شريف، وأنت على حال شريف؛ فأكثر فيه السؤال والدعاء، فإن ذلك مِن دواعي الإجابة.
- ولقد عيَّن لنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- الأوقات والأحوال التي يستجاب فيها الدعاء، ومنها:
1- وقت النزول الإلهي: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) (رواه مسلم).
2- في السجود: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) (رواه مسلم).
3- عند الأذان: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذا نادَى المُنادِي فُتِحَتْ أبْوابُ السَّماءِ، واسْتُجِيبَ الدُّعاءُ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).
4- بين الأذان والإقامة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّعاءُ بَيْنَ الأَذانِ والإِقامَةِ مُسْتَجابٌ فادْعُوا) (رواه أبو يعلى في مسنده، وصححه الألباني).
5- عند نزول المطر: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اطْلُبُوا اسْتِجابَةَ الدُّعاءِ عندَ الْتقاءِ الجُيُوشِ، وإِقامَةِ الصّلاةِ، ونُزُولِ الغَيْثِ) (أخرجه الشافعي في الأم والبيهقي في المعرفة، وصححه الألباني).
6- آخر ساعة مِن يوم الجمعة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

7- دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دُعَاءُ الأَخِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لا يُرَدُّ) (رواه البزار، وصححه الألباني).
8 - دعوة المظلوم.
9- دعوة المسافر.
10- دعوة الوالد على ولده.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ) (رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني).
- أخي... قد علـَّمنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- آدابًا للدعاء هي مِن دواعي الإجابة أيضًا، منها:
1- أن يغتنم الأوقات والأحوال الشريفة.
2- أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه.
3- أن يجعل صوته بيْن المخافتة والجهر: قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) (الإسراء:110).
4- أن لا يتكلف السجع في الدعاء.

5- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة: قال الله -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء:90).
6- أن يجزم بالدعاء ويوقن بالإجابة، ويصدق رجاؤه فيه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

7- أن يلح في الدعاء ويكرره: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذا سَأَلَ أحدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ فإِنَّما يَسْألُ رَبَّهُ) (رواه ابن حبان، وصححه الألباني).
8- أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه، ويختمه بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال عليٌ -رضي الله عنه-: "كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" (رواه البيهقي والطبراني، وحسنه الألباني وقال: وهو في حكم المرفوع؛ لأن مثله لا يُقال مِن قِبَل الرأي).
9- الأدب الباطن وهو الأصل في الإجابة: التوبة، ورد المظالم، والإقبال على الله -تعالى-.
اللهم تقبَّل منا الصيام، والقيام، وصالح الأعمال.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-04-2023, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواعظ رمضان... يوميا فى رمضان





مواعظ رمضان...
(وقفة محاسبة)
كتبه/ سعيد محمود
(10)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18).
- فيا أخي... اعلم أن قوله -تعالى-: (وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ) هو أمر بالمحاسبة للنفس على ما قدمت لغدها المنتظر.
فها هي أيام العمر قد انقضى منها ما انقضى، وها هي أيام رمضان قد انقضى منها ثلثها.
فماذا قدَّمت فيها ليوم الحساب؟!

وهل حاسبت نفسك على ما قدَّمت؟!
- أخي... اعلم أن المحاسبة هي:
- أن ينظر المسلم في فرائضه الواجبة عليه، كنظر التاجر إلى رأس ماله.
- وينظر إلى النوافل نظر التاجر إلى الأرباح الزائدة على رأس المال.
- وينظر إلى المعاصي والذنوب، كالخسارة في التجارة.
- ثم يخلو بنفسه ساعة مِن آخر كل يوم، يحاسِب فيها نفسه على عمل يومه.
- فإذا رأى نقصًا في الفرائض والواجبات؛ لامها ووبخها، وقام إلى جبره في الحال؛ فإن كان مما يُقضَى قضاه، وإن كان مما لا يُقضى؛ جبره بالإكثار مِن النوافل.
- وإن رأى نقصًا في النوافل؛ عوض الناقص وجبره.
- وإن رأى خسارة بارتكاب المنهي؛ استغفر وندم وأناب، وعمل مِن الخير ما يراه مصلحًا لما أفسد؛ هذا هو المراد مِن المحاسبة للنفس، وهي إحدى طرق إصلاحها، وتأديبها وتزكيتها وتطهيرها.

أخي... كان سيد الخلق يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) (رواه مسلم), وقال: (إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
وكان عمر -رضي الله عنه- يقول: "حاسبوا أنفسكم قبْل أن تحاسبوا".
أخي الحبيب... اعلم أن النجاة يوم الحساب متوقفة على المحاسبة للنفس في الدنيا، قال الله -تعالى-: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران:30)، وقال الله -تعالى-: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47).

وقال الله -تعالى-: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) (الكهف:49)، وقال الله -تعالى-: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) (الزلزلة:6).
فاقتضت هذه الآيات وما أشبهها خطر الحساب في الآخرة، وتحقق أرباب البصائر أنهم لا ينجيهم مِن هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة لأنفسهم، وصدق المراقبة؛ فمَن حاسب نفسه في الدنيا، خف في القيامة حسابه، وحسن منقلبه، ومَن أهمل المحاسبة دامت حسرته.
فاللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 202.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 196.51 كيلو بايت... تم توفير 6.08 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]