شرح الحديث العاشر/ الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2009, 11:08 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي شرح الحديث العاشر/ الأربعين النووية

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لااله الا الله وان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الحديث العاشر

عن أبي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عنه قال: قاَل رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : "إنَ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طَيِّباً، وإنَّ الله أَمَرَ المُؤمِنينَ بِمَا أَمَرَ به المُرْسَلينَ فقال تعالى: {يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيَّباتِ واعمَلُوا صالحاً} [المؤمنون: 51] وقال تعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ} [البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ يا رَبُّ يا رَبُّ، ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ، ومَشْربُهُ حَرَامٌ، وغُذِّيَ بالحَرَامِ، فأَنَّى يُسْتَجَابُ لهُ". رَوَاهُ مُسْلمٌ

هذا الحديث من الأحاديث التي قيل فيها: إنها أصل من أصول الدين، يعني: أن كثيرا من الأحكام تدور عليها. فيه الأمر بالأكل من الطيب، وأنه سمة المرسلين.
"إن الله طيب":عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول : ( اللهم إني أسألك باسمك المطهر الطاهر ، الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وإذا استرحمت به رحمت ، واذا استفرجت به فرجت ) .
"طيب" أي طاهر منزه عن النقائص والعيوب . وأنه -جل وعلا- له أنواع الكمالات في القول والفعل، فكلامه أطيب الكلام، وأفعاله كلها أفعال خير وحكمة، فالله سبحانه- طيب بما يرجع إلى ذاته، وإلى أسمائه، وإلى صفاته -جل وعلا- ومن أوجه كونه طيبا أنه هو المستحق للعبادة وحده دونما سواه، وهو المستحق لأنْ يسلم المرء وجهه وقلبه إليه -سبحانه- دونما سواه.
والطيب يشمل الأعمال والأموال والأقوال والاعتقادات
والله -جل وعلا لا يقبل من الأقوال إلا الطيب، ولا يقبل من الأعمال إلا الطيب، ولا يقبل من الاعتقادات إلا الطيب.
فالقول الطيب هو الذي كان على منهاج الشريعة، والعمل الطيب هو الذي كان على منهاج المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، والاعتقاد الطيب ما كان عليه الدليل من الكتاب ومن السنة.
"لا يقبل إلا طيباً":ومعنى قوله: (لا يقبل) يعني: لا يرضى، ولا يحب إلا الطيب، وأيضا يعني: لا يثيب، ولا يأجر إلا على الطيب؛ لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيبا خالصاً خاليا من المفسدات . مثلا الرياء إذا دخل على العمل أفسده والعمل إذا خلى من العجب والغرور كان طيبا .
وإذا صار قول المرء طيبا فإنه لا يكون خبيثا، والخبيث لا يستوي والطيب، كما في آية "المائدة": (قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ).
وكذلك في الأعمال والاعتقادات، فالعبد -إذا تحقق بالطِيبِ في قوله وعمله واعتقاده- صار طيبا في ذاته، والطيب له دار الطيبين، كما قال -جل وعلا-: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ )
ومن صار عنده خبث في بدنه وروحه، نتيجة لخبث قوله، أو خبث عمله، أو خبث اعتقاد، ولم يغفر الله -جل وعلا- له، فإنه يُطَهَّر بالنار حتى يدخل الجنة طيبا؛ لأن الجنة طيبة لا يصلح لها إلا الطيب.
وهذا تحذير شديد، ووعيد وتخويف من كل قول أو عمل أو اعتقاد خبيث، يعني: لم يكن على وفق الشريعة، فالطيب هو المبرأ من النقص، وأعظم ما ينقص العمل أن يتوجه به إلى غير الله -جل وعلا-، وأن تُقْصَد به الدنيا.
يعني: أن العمل قد يقع مُجْزئًا ولا يكون مقبولا، كما جاء في الحديث: (لا يقبل الله صلاة عبد إذا أبق حتى يرجع ).
"لا يقبل" تعني ابطال العمل كما في قوله: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بالخمار).
وأعظم ما يجعل عمل المؤمن طيباً مقبولاً طِيْبُ مَطْعَمِه وحِلّهِ، وفي الحديث دليل على أن العمل لا يُقبل إلا بأكل الحلال، وأن الحرام يُفسد العمل ويمنع قَبوله ,
ولايقبل من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً .
والطيب من ألأموال في الأصل ما يستلذ به . ومنه قوله تعالى
( وأنكحوا ماطاب لكم من النساء) .

ويطلق ايضا على الطاهرمنه
( صعيدا طيبا)
ولا يصعد إليه من الكلام إلا ما كان طيباً، قال الله تعالى:
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر
ويكره التصدق بالرديء من الطعام كالحب العتيق المسوس ، وكذلك يكره التصدق بما فيه شبهة قال الله تعالى :{ ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون }
والمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما يسكن في قلبه من الإيمان، وظهر على لسانه من الذكر، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان.
ثم قال -عليه الصلاة والسلام-:
(وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ).
المؤمنون هنا يدخل فيهم عامة المسلمين .
والمرسلين : المرسل من الرسل من اوحي اليه بوحي وأمر بتبليغه .
المرسلون أُمِرُوا وأتباع المرسلين -الذين هم المؤمنون- أُمروا -أيضا- بما أُمر به المرسلون، فقال -جل وعلا- في قوله: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)في سورة "المؤمنون".
فأمر المؤمنين بأن يأكلوا من الطيبات، وأمر المرسلين بأن يأكلوا من الطيبات، وأمر الجميع بأن يعملوا صالحا، وهذا يدل على أثر أكل الطيبات في العمل الصالح؛ لأن الاقتران في قوله: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) يدل على أن بينهما صلة، والصلة ما بين أكل الطيب والعمل الصالح هي تأثير الأكل الطيب في العمل الصالح.
والمراد هنا أن الله جلا وعلا سوَّى بينهم اي بين المرسلين والمؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال . في الأمر بالطيبات وأن الله لايقبل منهم الا ما كان طيبا ثم استشهد بقوله تعالى
{يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيَّباتِ واعمَلُوا صالحاً}


وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}
وقال للمؤمنين: كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْوَاشْكُرُوا لِلَّهِ البقرة

ومعنى هذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال وبالعمل الصالح.
والمقصود هنا من قوله لا يقبل إلا طيباً" نفي الكمال المستوجب للأجر والثواب في هذه الأعمال، مع أنها مقبولة من حيث سقوط الفرض بها من الذمة.
ولهذا قال كثير من أهل العلم: إن العمل لا يكون صالحا حتى يكون من مال طيب. فالصلاة لا تكون صلاة صالحة مقبولة حتى يكون فيها الطيب من الأقوال، ويكون لباس المرء طيبا، ويكون تخلص من الخبيث من النجاسات وغيرها، إلى آخر ذلك.
والزكاة لا تكون مقبولة حتى تكون طيبة، بأن تكون عن نفس طيبة، وألا يراد بها رياء ولا سمعة إلى آخر ذلك.
والحج كذلك؛ فمن حج من مال حرام لم يُقْبَل حجه؛ لأن الله -جل وعلا- لا يقبل إلا الطيب.
وان كان للمسلم شيء من مال حرام يمكنه التخلص منه بالبحث عن صا حبه وإن عجز عن معرفة صاحبه أو العثور عليه يتخلص من الحرام بالتصدق به، والأجر لمالكه.

و النبي صلى الله عليه وسلم يسمى الله بالطيب لا يقبل إلا طيبا من حلال, اذا المقصود إن عامة المسلمين يجب أن يكونوا طيبين في مأكلهم ومشربهم وتعاملاتهم وكل شؤونهم قال تعالى
({الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
النحل32
وقال تعالى
(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ)
الأعراف157

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكُل من عمل يديه، وإن نبي الله داود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده)
رواه البخاري . إذا المال الحرام يفسد الجسد .
فالحديث يرشدنا إلى الحث على الإنفاق من الحلال، والنهي عن الإنفاق من غيره
ثم ذكر( الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء)
هذا الرجل اتصف بأربع صفات:
الأولى:بأنه يطيل السفر فالسفر من أسباب الإجابة، وهذا قد تعرَّض لسبب من أسباب الإجابة وهو السفر.
ووصفه بقوله: (يطيل السفر)وإطالة السفر تعطي كثيرا من الاغتراب، وفيه انكسار النفس، وحاجة النفس إلى الله -جل وعلا- إذا كان السفر للحاجة، قد يطيل السفر -يعني من حاجته- يحتاج إلى السفر في معيشته، يحتاج إلى السفر في أموره، وإلا فإن المرء لا يختار إطالة السفر إلا لحاجة.
قد جاء في الحديث الحسن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث يستجاب لهم )وذكر منهم المسافر.
الثانية:أنه أشعث أغبر أي من طيلة السفر , جَعْد شعر الرأس لعدم تمشيطه .
أغبر :قد غَيَّر الغبار لون شعره لطول سفره في الطاعات كحج وجهاد .

والله تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله وهوينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول: (أتوني شعثاً غبراً(وهذا من أسباب الإجابة أيضاً.
الثالثة:أنه يمد يديه إلى السماء ورفع اليدين في الدعاء سنة ومن أسبابالإجابة، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً.
وقد ثبت بالسنن من حديث سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله حَييٌّ كريم، يستحيي من عبده أن يمد إليه يديه، يطلب فيها خيرا، فيردهما صفرا خائبتين ).
س1 ماذا نفهم من كلمة يمد يديه إلى السماء ؟
هذا الحديث يثبت صفة العلو لله تعالى فالرجل يرفع يديه إلى السماء وان الله أعلى ولولا ذلك لما رفع العبد يديه إلى السماء ، يرفع يديه إلى السماء ولكن كيف ؟ مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له؟
الرابعة:دعاءه إياه(يا رب يا رب)وذكره هنا "يا رب" مكررة، ويجوز أن تقول: يا ربِ على حذف الياء، وفي تكريرها ذكر لصفة الربوبية، ومعلوم أن إجابة الدعاء من آثار ربوبية الله -جل وعلا- على خلقه.وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته وهو من أسباب لإجابة داعياً وسائلاً الله تعالى يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له؟ ولكنه لا تجابدعوته.. لأن مطعمه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام فاستبعد النبي صلى اله عليه وسلم أن تجاب دعوته وقال: (فأنّى يستجاب لذلك). وهو يتعامل بالحرام إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا .
ولهذا لم تكن إجابة الدعاء للمؤمن دون الكافر، بل قد يجاب للكافر، ويجاب للمارد، وقد أجيب لإبليس؛ وذلك لأن إجابة الدعاء من آثار الربوبية، كرزق الله -جل وعلا- لعباده، وكإعطاءه لهم، وكإصحاحه إياهم، وإمدادهم بالمطر، وأشباه ذلك مما قد يحتاجون إليه.
فقد يدعو النصراني ويستجاب له، وقد يدعو المشرك ويستجاب له، والاستجابة هنا لا لأنه متأهل لها؛ ولكن لأنه قام بقلبه الاضطرار والاحتياج لربه -جل وعلا- والربوبية عامة للمؤمن وللكافر.
فمن كان ذا مطعم حرام، وذا مشرب حرام، وذا ملبس حرام، وغذي بالحرام، فهذه يستبعد أن يستجاب له.
وقد جاء في معجم الطبرانى بإسناد ضعيف: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله، ادع الله لى أن أكون مجاب الدعاء. قال: يا سعد، أَطِبْ مطعمك تكن مستجاب الدعوة ). وقد جاء -أيضا- في بعض الآثار الإلهية أن موسى -عليه السلام- طلب من ربه أن يجيب لقومه دعاءهم، فقال: يا موسى، إنهم يرفعون أيديهم، وقد سفكوا بها الدم الحرام، وأكلوا بها الحرام، واستعملوها في حرام، فكيف يجابون؟
(فأنى يستجاب لذلك )"أنى يستجاب لذلك": يعني عجيب وبعيد أن يستجاب له، وقد يستجاب له، قد يستجاب له لعارض آخر،، صادفه اضطرار، وشدة إلحاح، وحاجة ماسة، فهذه يُعْطَى معها حتى الكافر (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ).
فالمشرك قد يستجاب له، وكذلك المؤمن العاصي الذي أكل الحرام قد يستجاب له، لكن في حالات قليلة، وذلك إذا كان معها حالة اضطرار، أو شفع له غيره، وكان مع مُجاب الدعوة فأَمَّنَ عليه.
الدروس المستفادة من الحديث
علامات استجابة الدعاء وهي
1- الأكل الحلال أي الطيب فالرسول هنا بعد أن أمرنا بالطيبات وساوى بين المؤمنين والمرسلين ذكر الدعاء وذلك لأهميته في علاقة العبد بربه وفي تعامل العبد مع الناس فلا يستجاب إلا لمن كان عمله ومأكله وكل أموره طيبه
قال تعالى
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
البقرة186

2- إطالة السفر: ومجرد السفر يقتضي إجابة الدعاء، فقد روى أبو داود وابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده".
والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء

3- مد اليدين إلى السماء: وهو من آداب الدعاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى حَيِيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجلُ إليه يديه أن يَرُدَّهما صفراً خائبتين".

4- الإلحاح في الدعاء ونداء الله بصفة الربوبية و تكرارها يارب يارب من علامات استجابة الدعاء ايضا .

5- الأعتناء بالحلال في المأكل والملبس حتى يُقبل الدعاء .

6- والتذلل والخضوع وألأنكسار لله تعالى وإظهار الضعف والفقر لله جل وعلى وهذه العوامل كلها من أسباب استجابة الدعاء .

7- الدعاء مع التيقن بالأجابة .

وقد تتأخر الاستجابة للدعاء وهذا لايدل على عدم الاستجابة لكن قد يؤخر الله استجابة الدعاء لاختبار المؤمن وامتحانه أو ابتلائه و في ذلك خير للمؤمن فكل أمر المؤمن له خير , و قد يوخر الله استجابة الدعاء للاخرة فإذا أخر الاجابه و يستمر المؤمن في الدعاء وبذلك يكون في عباده مستمرة لله تعالى لأن الدعاء هو العبادة كما في قوله صلى الله عليه وسلم وسيجده عند الله أضعافا مضاعفة .

ومن موانع استجابة الدعاء هو أكل الحرام فالتوسع في الحرام أكلاً وشرباً ولبساً وتغذية يمنع إجابة الدعاء.
8- في الحديث دليل على أن الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوي على الطاعة أو إحياء نفسه ،و ذلك من الواجبات ، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعم.
9- وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً وتنزيهه عن كل نقص.
10- أن من الأعمال ما يقبله الله ومنها ما لا يقبله.
11- أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك.

12- وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى: (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ) البقرة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجة ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-03-2009, 09:32 PM
عاشق البيان عاشق البيان غير متصل
موقوف من قبل الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 2,651
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: شرح الحديث العاشر/ الأربعين النووية

الاخت ام ايمن
بارك الله فيك على هذه الشرح الوافي

جعله الله في موازين حسناتك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-03-2009, 09:46 PM
الصورة الرمزية && دمعة خشوع &&
&& دمعة خشوع && && دمعة خشوع && غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: رحاب الله
الجنس :
المشاركات: 1,930
الدولة : Algeria
افتراضي رد: شرح الحديث العاشر/ الأربعين النووية

جزاك الله كل خير اختي ام ايمن ومشرفتنا الغالية

بارك الله فيك على هذه الفائدة
__________________

لا اله الا الله محمد رسول الله


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.47 كيلو بايت... تم توفير 2.62 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]