بئس للظالمين بدلًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الأمل اكسير الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التربية بالقدوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشباب وصناعة التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مطامع اليهود في الأردن!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كشمير - كشمير السملمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كتب لابُدَّ من قراءتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بطولات إنكار الذات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التعبئة الروحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تأملات في سورة الفاتحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المسجد الأقصى أم هيكل اليهود؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-01-2024, 01:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,112
الدولة : Egypt
افتراضي بئس للظالمين بدلًا

بئس للظالمين بدلًا



كتبه/ وائل عبد القادر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن القضايا التي عالجها الإسلام معالجة مستفيضة، وأطال الاستدلال عليها من الكتاب والسنة، قضية (الولاء والبراء)؛ نظرًا لخطورتها وأهميتها البالغة، ورغم هذه الوفرة في الأدلة؛ إلا أنه كثر وقوع الخلل والقصور في فهمها، أو في تناولها وتأصيلها.
وقد فتح الله -تعالى- على علمائنا في تأصيل هذه القضية، وفهم النصوص فيها فهمًا نقيًّا صافيًا، بعيدًا عن طرفي النقيض، أي: دون غلو، ولا جفو.
وبعيدًا عن الخوض في هذا التأصيل، نتناول الموضوع من زاوية محددة يستعمل فيها القرآن لغة العقل مع المخالف؛ ليقيم عليه الحجة البالغة، والبرهان القاطع على ظلمه وغيه؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ ‌فَإِنَّهُ ‌مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة: 51).
والآية صريحة جدًّا في نهي المؤمنين عن ولاية اليهود والنصارى، والسبب مصرَّح به في الآية، وهو أن بعضهم يوالي بعضًا، كذلك ما أخبر به القرآن عن العداوة الشديدة من اليهود للمسلمين حيث قال -تعالى-: (‌لَتَجِدَنَّ ‌أَشَدَّ ‌النَّاسِ ‌عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة: 82).
فقد أخبرنا الله -تعالى- بعداوة اليهود الشديدة للمؤمنين، والعقل السديد يجزم أنه لا يصلح أبدًا، ولا يعقل البتة أن يتخذ الإنسان عدوه وليًّا يحبه أو يناصره في حربه ضد المسلمين، أو يرضى بما هو عليه من الكفر أو يطيعه، أو يتبعه في كفره... إلى غير ذلك.
فهذا من باب (وضع الشيء في غير موضعه)؛ لذا ختمت الآية بقوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)؛ فهذا هو الظلم بعينه، وهو وضع الشيء في غير موضعه، حيث كان الواجب أن يتخذ الإنسان عدوه عدوًّا له، لا أن يتخذه وليًّا على نحو ما ذكرنا.
وذات المحاجة العقلية يستعملها القرآن عندما تكلَّم عن ولاية الإنسان للشيطان، قال -تعالى-: (‌وَإِذْ ‌قُلْنَا ‌لِلْمَلَائِكَةِ ‌اسْجُدُوا ‌لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) (الكهف: 50)، فالله -تعالى- قد أنبئنا في القرآن عن عداوة الشيطان، (‌إِنَّ ‌الشَّيْطَانَ ‌لَكُمْ ‌عَدُوٌّ ‌فَاتَّخِذُوهُ ‌عَدُوًّا) (فاطر: 6)، وأمرنا أن نتخذه عدوًّا؛ لا أن نتخذه وليًّا، فكان من خبل العقول وخبث النفوس أن يتخذ الإنسان عدوه من الجن وليًّا له فيطيعه في معصية الله، ويتبعه فيما يوسوس له به من الشر، وغير ذلك؛ فهذا أيضًا من باب وضع الشيء في غير موضعه؛ لذا ختمت الآية بقوله -تعالى-: (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا).
فبئس القوم الظالمين الذين اتخذوا اليهود أولياء في حربهم مع المسلمين، فهؤلاء على الحقيقة قد اتخذوا أيضًا الشياطين أولياء بدلًا من ولاية الولي الحميد -جل وعلا-، فنعوذ بالله -تعالى- من موالاة أعدائه، ومن بغض ومحاربة أوليائه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.15 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]