العنف مؤذٍ وخطير - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850961 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386958 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60074 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2020, 12:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي العنف مؤذٍ وخطير

العنف مؤذٍ وخطير
د. محمد بن لطفي الصباغ


كتبتُ هذه الكلمة من خمسين سنة بالتمام والكمال؛ إذ كتبتها في شهر ربيع الأول من عام 1385هـ، ونحن اليوم في شهر ذي القعدة من عام 1435هـ، وقلت:
عن جرير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((مَنْ يُحرَم الرفق يُحرَم الخير كلَّه))؛ رواه مسلم 2592.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، إنَّ الله رفيق يحبُّ الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه))؛ رواه مسلم 2593.

وعنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه))؛ رواه مسلم 2594 وأبو داود 2478.

ونريد بالعنف في هذه الكلمة ما يقوم به بعض المتحمِّسين من القتل والتخريب، وهذا لا شكَّ أنه مؤذٍ ولا يؤدي إلى نتيجة مُرضية، ويُخالف الأصل الذي ينبغي أن تقوم عليه الدعوة.

إن القيام بأعمال العنف يؤذي أصحاب الفكرة الذين يقومون بالدعوة إليها، ويؤذي فكرتهم ويجني عليها، ولا يفيدهم شيئًا ولا يقدم لهم أي نصر، وقد سبق أن قلت هذا الكلام مرات متعددة في كلمات مكتوبة ومرتجلة، ونصحت الشباب وبيَّنتُ لهم أن نيَّتهم الطيبة لا تسوِّغ لهم القيام بأعمال ترجع على فكرتهم بالدمار.

والدليل على ذلك: دراسةُ حركات الاغتيال التي ظنَّ أصحابها أنها تخدمهم، وتأمُّلُها عبر التاريخ، إن تلك الدراسة تدلُّ على الخسارة الماحقة التي أصابت القائمين بها وأصابت فكرتهم بالضمور والتواري.

فمثلاً الخوارج الذين اتخذوا الاغتيال سبيلاً لهم، فاغتالوا أمير المؤمنين عليًّا رضي الله عنه، وحاولوا اغتيال معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، لقد أخفقوا ولم يستطيعوا أن يصلوا إلى إنشاء دولة.

وفي العصر الحديث نجد جمعية فدائيان إسلام في إيران التي قامت على أعمال الاغتيال أيام الشاه، قد دُمِّرت بسبب هذه الخطة.

وكذلك فإن الحزب القومي السوري الذي سلك سبيل الاغتيال - إذ قتل هذا الحزب رياض الصلح رئيس وزراء لبنان وعدنان المالكي وغيرهما - فكانت النتيجة أن دمروا أنفسهم بذلك وأخفقوا في مسعاهم.

والإقدام على هذه الأعمال يجعل الناس يكرهون القائمين عليها، وقد تنسحب الكراهة على فكرتهم؛ إذ يخسرون تأييد الناس لفكرتهم، ومن هنا كان القيام بهذه الأعمال من قبل ناس لهم صفة إسلامية إساءة للإسلام العظيم.

وإنني لأعتقد أن كل داعٍ من المسلمين يعرف تمام المعرفة أنه ليس من مصلحة الدعوة الإسلامية سلوك سبيل العنف؛ للأسباب الآتية:
1) لأن العنف يؤذي أول من يُؤذي الدعوة الإسلامية نفسها، ويعرضها للضربة القاصمة قبل أن تستوي على سوقها من طواغيت الجاهلية، ويُعطي المسوغ لأولئك الطواغيت أن يقضوا على الدعوة ورجالها.

2) لأنَّ الفكرة لا تقاوم إلا بالفكرة، والقتل لا يميت الفكرة، بل ربما أذكاها، إنما الذي يقضي على الفكرة السيئة وجود فكرة صالحة.

وليس هناك فكرة أصلح من الإسلام الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم نورًا ومنهاجًا وطريق خلاص.

وكم قامت في وجه الإسلام أفكار قديمة أو طارئة، فلم تستطع أن تنال منه ولا أن تحدَّ من تقدُّمه وانتشاره، وذهبت هي واضمحلَّت كأنها لم تكن، وبقي الإسلام العظيم.

3) لأن ذلك يخالف التوجيه الإلهي الذي نَلمحه في آيات البدء بالدعوة، من نحو قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 33 - 35].

ولنا في سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مَثَلٌ حي على الأسلوب الذي ينبغي أن يسلكه الدعاة، فلقد كان يصبر على أذى المشركين، ولم يأمر أحدًا من أتباعه بأن يتعرَّضوا لأحد من رؤساء الشرك بالعنف، ولو أمرهم لما تخلَّوا عن تنفيذ أمره.

ولقد قرَّر صلى الله عليه وسلم - كما مر بنا في حديث مسلم - أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه.

وما أجمل الحديث الصحيح الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: ((مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارًا فجعل الجنادب والفراش يقعْنَ فيها، وهو يذبُّهنَّ عنها، وأنا آخذٌ بحجزكم عن النار وأنتم تفلَّتون من يدي))؛ رواه مسلم برقم 2285 وأحمد 3 / 361.

ولو أردتُ بسط هذه الفكرة وأستدل لها بالشواهد، لاحتجت إلى أوراق كثيرة.

4) لأنَّ العنف لا ينضبط إلا بأجهزة الدولة، أما إذا بقي في يد الأفراد فإنه يغدو سلاحًا رهيبًا، ربما يزين الغرور لمن يمتلكون أسبابه أن يتخلصوا من كل من يخالفهم ولو كان من زملائهم.

ولذلك فإن العنف الموجه إلى المنحرفين كان في الإسلام من مهمات الدولة، وهو عندئذٍ منضبط بأجهزة، فلا يجرؤ إنسان أن يتصرف تصرفًا يحمله عليه النزق والانفعال أو الحقد والحسد والغضب والمصلحة الشخصية.

إزاء هذا كله، فإنني لا أعتقد أن أحدًا من الدعاة الواعين يَقبل أن يقع في معصية الله، ويعرِّض دعوته إلى التقوض والدمار.

وأحسب أن خصوم الدعوة يحاولون دائمًا أن يُلصقوا بهذه الدعوة هذه التهمة (تهمة العنف)، فيجب أن يحذر الدعاة إلى الله من إعطاء أعداء الله أي فرصة تمكِّنهم من مرادهم.


ولا يعني هذا أن الإسلام لم يقر العقوبة الرادعة التي قد تكون متصفة بالعنف، لا، ولكن العقوبة كما ذكرنا آنفًا إنما تقوم بها الدولة المسلمة، يجب ألا يكون خلط بين المفاهيم المختلفة؛ إذ يخلط كثير من الناس بين مفهومين متباينين أعظم التباين: مفهوم الدعوة والإرشاد والتوجيه والنصح، ومفهوم التأديب والزجر والعقوبة.

أما الأول فهو مشترك بين الدولة الإسلامية والدعاة والعلماء، وأما الثاني فهو مقصور على صاحب الولاية؛ إن كان حاكمًا فولايته على من يحكمهم، وإن كان أبًا فعلى أفراد أسرته، وهكذا، ولا شك في أن الإسلام دعا إلى ألا يكون أولو الأمر مقصورين على واحد من المفهومَين دون الآخر، بل لا بد بالنسبة لهم من الأخذ بالمفهومين كليهما.

إن كل ذي ولاية لا بد من أن يمارس الأمرَين حتى ولو كانت ولايته محدودة بحدود البيت.

ذلك لأن بعض النفوس لا تقبل الخير، ولا تستجيب لدعوة الدعاة من تلقاء نفسها، ولا من مجرد الاقتناع فقط؛ بل لا بد من أن تُحمل عليه حملاً، ولا بد من منعها بالقوة من مقارفة الشر أو الإقدام عليه، وقد قال سيدنا عثمان رضي الله عنه: "يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، وهكذا يجتمع الأمران بولي الأمر ورجال الدولة الإسلامية: ترغيب وترهيب، ودعوة وتأنيب، وتبشير وإنذار، وبيان وإقامة حدود.

أما الدعاة، فلا بد من أن يلتزموا الدائرة التي قرَّرتها لهم الشريعة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ داعية إلى الله، حتى أقبلَت عليه الدولة وكانت طوع أمره ووفق رغبته.

وهكذا نجد النصوص تحضُّ على الجانبين:
أ - ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125].
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159].

ب- ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 179].
﴿ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [النور: 2].

نسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا إلى الخير ويستعملنا فيما يرضيه.

أقول: ومن المفيد حقًّا أن ندرس الحركات الإرهابية التي عرفها تاريخنا؛ كحركة الحسن بن علي الصباح المولود 430 والمتوفى 518 هـ، الذي أقام حركته على الاغتيال والعنف، وتُعرَف حركتُه بحركة الحشاشين، انظر المراجع في الأعلام للزركلي.

وانظر فصلاً ممتعًا كتبه محمد عبدالله عنان عن الحسن بن علي الصباح في كتابه: "تراجم إسلامية" من (ص: 38 - 49)، وفي حواشي هذا الفصل عدد من المراجع في هذه الحركة الهدامة.

أقول: وتدرس حركات الإرهاب الحديثة التي قامت في العصر الحاضر، وأتوقَّع أن تكون أُلِّفت فيها كتب عدة باللغات الأجنبية وباللغة العربية، ويُرى أنها دُمِّرت ودَمرت أصحابها.

وبعد، فإن أعداء الإسلام يُلصقون الآن كلمة إرهابي بكل متدين مكرًا وكيدًا، فلنحذر ذلك، والموضوع يتسع لمجال واسع من القول، والله الموفق.

ربيع الأول سنة 1385هـ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.56 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]