قصص التائبين والتائبات - الصفحة 13 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191049 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2649 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 656 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 929 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1089 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 851 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 835 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 918 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 30-12-2012, 04:45 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

طائر غريب يرافق جثمان متوفى 350 كيلومترا






عجبت فعلا عندما قرات هذا الخبر وهي كرامة من الله عز وجل لهذا الرجل الصالح نحسبة والله حسيبه فقد من الله على هذا الرجل بكرامة عجيبه ، فلنقراء الخبر ولكم التعليق على القصة..
سبق) الرياض: شهدت جنازة متوفى بالسعودية حالة فريدة من نوعها اثارت استغراب جميع المتواجدين الذين حضروا الصلاة على الجثمان عندما رافق طائر غريب الجثمان لمسافة 350 كيلومترا.وأفادت صحيفة "اليوم" السعودية التي نشرت النبأ اليوم الاحد بأنه بعد انتهاء المصلين من أداء صلاة الجنازة في المسجد الحرام بمكة المكرمة ونقله الى مسقط رأسه بمحافظة مهد الذهب بواسطة عربة نقل الموتى ، فوجئ جموع المصلين بطائر يحاول بشتى الطرق الدخول الى العربة وعند محاولة أقرباء المتوفى ابعاده تدخل عدد من المشايخ وطالبوهم بعدم المساس به بأي اذى.ورافق الطائر المتوفى لمسافة تصل الى 350 كيلومترا وهو يقف على رأس المتوفى ويرفع رأسه وينزله مع كل تلاوة من آيات القرآن ، ولم يفارق المتوفى حتى لحظة مواراة الجثمان في القبر ، ومن ثم طار باتجاه عمودي حتى توارى عن الأنظار.ونسبت الصحيفة إلى عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبد الله بن جبرين قوله "إن هذه الحادثة دلالة على ما قام به المتوفى من اعمال خيّرة بدنياه وان هذه علامة من علامات الصلاح".
رد مع اقتباس
  #122  
قديم 30-12-2012, 04:47 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

كيف أسلم قس الكنيسه

الى كل من يريد الحق من النصارى كانت أمنية " فوزي صبحي سمعان" منذ صغره أن يصبح قساً يقَبِّل الناس يده و يعترفون له بخطاياهم لعله يمنحهم صك الغفران ، و يغسل ذنوبهم بسماعه الاعتراف .. و لذا كان يقف منذ طفولته المبكرة خلف قس كنيسة " ماري جرجس " يتلقى منه العلم الكنسي ، و قد أسعد والديه بأنه سيكون خادماً للكنيسة ليشبَّ نصرانياً صالحاً طبقاً لاعتقادهما .و لم يخالف الفتى رغبة والديه في أن يكون خادماً للكنيسة يسير وراء القس حاملاً كأس النبيذ الكبيرة أو دم المسيح كما يدَّعون ، ليسقي رواد الكنيسة و ينال بركات القس .لم يكن أحد يدري أن هذا الفتى الذي يعدونه ليصير قساً سوف يأتي يوم يكون له شأن آخر غير الذي أرادوه له ، فيتغير مسار حياته ليصبح داعية إسلامي .يذكر فوزي أنه برغم إخلاصه في خدمة الكنيسة فإنه كانت تؤرقه ما يسمونه : أسرار الكنيسة السبعة ، و هي : التعميد ، و الاعتراف ، و شرب النبيذ ، و أكل لحم المسيح ، و الأب ، و الابن و الروح القدس .. و أنه طالما أخذ يفكر ملياً في فكرة الفداء أو صلب المسيح عليه السلام افتداءً لخطايا البشرية كما يزعم قساوسة النصارى و أحبارهم ، و أنه برغم صغر سنه فإن عقله كان قد نضج بدرجة تكفي لأن يتشكك في صحة حادثة الصلب المزعومة ، و هي أحد الأركان الرئيسية في عقيدة النصارى المحرفة ..ذلك أنه عجز عن أن يجد تبريراً واحداً منطقياً لفكرة فداء خطايا البشرية ، فالعدل و المنطق السليم يقولان بأن لا تزر وازرة وزر أخرى ، فليس من العدل أو المنطق أن يُعَذَّب شخص لذنوب ارتكبها غيره .. ثم لماذا يفعل المسيح عليه السلام ذلك بنفسه إذا كان هو الله وابن الله كما يزعمون ؟! ألم يكن بإمكانه أن يغفر تلك الخطايا بدلاً من القبول بوضعه معلقاً على الصليب ؟ثم كيف يقبل إله ( كما يزعمون ) أن يصلبه عبد من عباده ، أليس في هذا مجافاة للمنطق وتقليلاً بل و امتهاناً لقيمة ذلك الإله الذي يعبدونه .. و أيضاً كيف يمكن أن يكون المسيح عليه السلام هو الله و ابن الله في آن واحد كما يزعمون ؟!كانت تلك الأفكار تدور في ذهن الفتى و تتردد في صدره ، لكنه لم يكن وقتها قادراً على أن يحلل معانيها أو يتخذ منها موقفاً حازماً ، فلا السن يؤهله لأن يتخذ قراراً و لا قدراته العقلية تسمح له بأن يخوض في دراسة الأديان ليتبين الحقائق ، فلم يكن أمامه إلا أن يواصل رحلته مع النصرانية و يسير وراء القساوسة مردداً ما يلقنونه له من عبارات مبهمة .و مرَّت السنوات و كبر فوزي و صار رجلاً و بدأ في تحقيق أمنيته في أن يصير قساً يشار إليه بالبنان ، و تنحني له رؤوس الصبية و الكبار رجالاً و نساءً ليمنحهم بركاته المزعومة ويجلسون أمامه على كرسي الاعتراف لينصت إلى أدق أسرار حياتهم و يتكرم عليهم بمنحهم الغفران نيابةً عن الرب , و لكن كم حسدهم على أنهم يقولون ما يريدون في حين أنه عاجز عن الاعتراف لأحد بحقيقة التساؤلات التي تدور بداخله و التي لو علم بها الآباء القساوسة الكبار لأرسلوا به إلى الدير أو قتلوه .. و يذكر فوزي أيضاً أنه كثيراً ما كان يتساءل : إذا كان البسطاء يعترفون للقس ، و القس يعترف للبطريرك ، و البطريرك يعترف للبابا ، والبابا يعترف لله ، فلماذا هذا التسلسل غير المنطقي ؟ و لماذا لا يعترف الناس لله مباشرةً .. و يجنبون أنفسهم شر الوقوع في براثن بعض المنحرفين من القساوسة الذين يستغلون تلك الاعترافات في السيطرة على الخاطئين و استغلالهم في أمور غير محمودة ؟!لقد كان القس الشاب يحيا صراعاً داخلياً عنيفاً ، عاش معه لمدة تصل إلى تسعة أعوام ، كان حائراً بين ما تربى عليه و تعلمه في البيت والكنيسة وبين تلك التساؤلات العديدة التي لم يستطع أن يجد لها إجابة برغم دراسته لعلم اللاهوت و انخراطه في سلك الكهنوت .. و عبثاً حاول أن يقنع نفسه بتلك الإجابات الجاهزة التي ابتدعها الأحبار قبل قرون و لقنوها لخاصتهم ليردوا بها على استفسارات العامة برغم مجافاتها للحقيقة والمنطق والعقل .لم يكن موقعه في الكنيسة يسمح له أن يسأل عن دين غير النصرانية حتى لا يفقد مورد رزقه وثقة رعايا الكنيسة ، فضلاً عن أن هذا الموقع يجبره على إلقاء عظات دينية هو غير مقتنع بها أصلاً لإحساسه بأنها تقوم على غير أساس ..و لم يكن أمامه إلا أن يحاول وأد نيران الشك التي سارت في أعماقه و يكبتها ، حيث إنه لم يملك الشجاعة للجهر بما يهمس به لنفسه سراً خيفة أن يناله الأذى من أهله والكنيسة ، و لم يجد أمامه في حيرته هذه إلا أن ينكب بصدق وحماس واجتهاد على دراسة الأديان الأخرى سراً .وبالفعل أخذ يقرأ العديد من الكتب الإسلامية ، فضلاً عن القرآن الكريم الذي أخذ يتفحصه في اطلاع الراغب في استكشاف ظواهره و خوافيه ، و توقف و دمعت عيناه و هو يقرأ قوله تعالى : ( و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أميَ إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما نفسك إنك أنت علام الغيوب .. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شئٍ شهيد ) .. المائدة .قرأ فوزي تلك الآيات و أحس بجسده يرتعش ، فقد وجد فيها الإجابات للعديد من الأسئلة التي طالما عجز عن إيجاد إجابات لها .. ثم وقف عند قوله تعالى : ( إن مَثَلَ عيسى عند الله كمَثَل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون ) آل عمران .ليجد أن القرآن الكريم قدم إيضاحات لم يقرأها في الأناجيل المحرفة المعتمدة لدى النصارى .. وأن القرآن يؤكد بشرية عيسى عليه السلام و أنه نبي مرسل لبني إسرائيل و مكلف برسالة محددة كغيره من الأنبياء .كان فوزي خلال تلك الفترة قد تم تجنيده لأداء الخدمة العسكرية و أتاحت له هذه الفترة فرصة مراجعة النفس ، و قادته قدماه ذات يوم لدخول كنيسة في مدينة الإسماعيلية ووجد نفسه و بدون أن يشعر يسجد فيها سجود المسلمين واغرورقت عيناه بالدموع وهو يناجي ربه سائلاً إياه أن يلهمه السداد و يهديه إلى الدين الحق ..و لم يرفع رأسه من سجوده حتى عزم على الدخول في الإسلام فنطق بشهادة الحق : ( شهادة ألاَّ إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) ، وأشهر إسلامه بعيداً عن قريته و أهله خشية بطشهم و إيذائهم ، و تسمى باسم " فوزي صبحي عبد الرحمن المهدي " .وعندما علمت أسرته بخبر دخوله في الإسلام وقفت تجاهه موقفاً شديداً ساندتهم فيه الكنيسة وبقية الرعايا النصارى الذين ساءهم أن يشهر إسلامه ، في حين كان فوزي في الوقت نفسه يدعو ربه و يبتهل إليه أن ينقذ والده و إخوته و يهديهم للإسلام ، و قد ضاعف من ألمه أن والدته قد ماتت على دين النصرانية , فجلس يدعوا ويلح على الله أن يشرح صدر والده وإخوته .وذات يوم استيقظ على صوت طرق على باب شقته ، و حين فتح الباب وجد شقيقته أمامه تعلن رغبتها في الدخول في الإسلام .. ثم لم يلبث أن جاء والده بعد فترة و لحق بابنه و ابنته على طريق الحق ..
رد مع اقتباس
  #123  
قديم 30-12-2012, 04:48 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

قصة من اعجب العجب

بلعام الَّذي كَفَرهذه قصة من القصص القرآنى ..لكنها قصة من اعجب العجب ..انها قصة انسان آتاه الله (تعالى) آياته ..انسان فضله الله (تعالى) بعمله ، واسبغ عليه نعمة الإيمان والهداية والتوفيق ..انسان اعطاه الله (تعالى) الفرصة كاملة الإيمان والهدى ، والارتفاع عن الانحطاط فى الكفر والانغماس فى الضلال ..انسان رفعه الله (تعالى) الى قمة القمم وذروة الذرى فى الايمان والتقى ..انسان كان قدوة و مثلا اعلى لغيرة .. وبكل غباء يترك ذلك الانسان كل هذه النعم وتلك الفرص ، ويعرض عنها .. يضرب بها عرض الحائط فى جهل ..وبكل جهل ينسلخ ذلك الاحمق من آيات الله ، ويخلع نفسه من الايمان ؛ ليهوى فى الكفر والالحاد ..قصة انسان شقى هوى من افق النجوم المضيئة ؛ ليسقط على الارض ، ويغوص فى الطين والوحل ..هذه قصة بائس منكود باع الاخرة بالدنيا. باعها بثمن بخس حقير ، فعرض نفسه لغضب الجبار ، وصار من اهل النار ..فمن هو ذلك اليائس المغضوب عليه ، الكافر المستحق لعناته فى كل زمان ومكان ..إنه عبرة ومثل يضرب لكل من انحطت نفسه ، وخارت عزيمته ، ولم يقدر نعمة الهداية والايمان حق قدرها ، فهوى الى اسفل سافلين فى الدنيا ، وهوى جحيم الآخرة ..انه (بلعام) .. (بلعام بن باعوراء) ..قالوا أن بلعام بن باعوراء كان حبرا من احبار بنى اسرائيل فى زمن النبى ((موسى)) عليه السلام ..وإنه قد تلقى العلم .. علم التوراة على يدى نبى الله (موسى)عليه السلام ، وإن (موسى) عليه السلام هو الذى رباه وعلمه ، حتى صار من اعلم علماء بنى اسرائيل ..وقد بلغ ((بلعام)) من العلم درجة لم يبلغها إلا الانبياء والصديقون ..ومن غزارة علمه ومعرفته وتقواه ، كان الالاف يتلقون عنه العلم فى مجلس واحد ، وبكتبون كل ما يسمعونه منه ..وقالوا انه كان فى مجلسه اثنتا عشرة الف محبرة للمتعلمين الذين يتلقون ويكتبون عنه ..وقالوا إنه بلغ درجة من الهدى والتقى والنور والايمان وانه كان اذا نظر رأى عرش الرحمن من فوق سبع سموات ، وهو قابع فى مكانه على الارض ..وقد قال الله تعالى عنه فى قرآنه الكريم : {واتل عليهم نبأ الذى اتيناه اياتنا }فقد اتاه الله (تعالى) ايات كثيرا ، وليست ايه واحده وهذا من نعم الله (تعالى) الكثيرة عليه ..ومن آيات الله (تعالى) على ((بلعام)) انه كان طاهرا مجاب الدعوة .. وكان يعرف اسم الله (تعالى) الاعظم ، الذى اذا دعى به اجاب ، واذا سئل اعطى ..ثم ضل ((بلعام)) بعد هدى .. وكفر بعد ايمان ..اضله الله (تعالى) بعد علم ، واعمى بصيرته بعد نور ، فكان ((بلعام )) اول انسان على وجه الارض يؤلف كتابا ينطق بالكفر من اول سطر الى آخر حرف .. كتابا يزعم فيه ان الكون ليس له اله ، وان العالم ليس له صانع ..نعوذ بالله من كلمة الكفر واقوال الكافرين ..ولكن كيف كانت قصة كفر ((بلعام)) والحاده ؟!قيل ان نبى الله (موسى) عليه السلام قد ارسل ((بلعام)) الى اهل ((مدين)) ليدعوهم الى الايمان ، وتوحيد الواحد الاحد ..فلما ذهب اليهم ((بلعام)) برسالة (موسى) عليه السلام ، اغروه بالمال والهدايا الكثيرة وعرض الحياة الدنيا الزائل ، وقالوا له :اترك دعوة (موسى) ولا ترجع اليه ، ونحن نقدم لك كل هذه الهدايا والاموال ؛ فتعيش بيننا غنيا كواحد منا ، بل رئيسا علينا ..وعرض عليه ملك مدين الكافر ان يزوجه بأجمل النساء من بنات قومه ، ويقدم له الكثير من الهدايا والاموال ، فى مقابل أن يترك دين الحق ويهجر دعوة موسى ، ويتخلى عن دينه ؛ لينضم اليهم فى كفرهم ضلالهم ..كان هذا اول اختبار حقيقى يتعرض له (بلعام) واول فتنة وابتلاء له .. وهى فتنة وابتلاء عظيمان .. وهل هناك ابتلاء اعظم من ابتلاء الرجل فى دينه ؟! وماذا كان رده عليهم ، وهو المؤمن قوى الايمان ، والحبر العلامة ، كما رأينا ؟!لما عرض أهل ((مدين)) وملكها ما عرضوه على ((بلعام)) قال لهم ..اعطونى مهله حتى افكر واقدر وادبر امرى ، ثم أرد عليكم ، فإما رحعت الى (موسى) واما قبلت عرضكم وعشت بينكم .وتركهم (بلعام) ثم ركب حمارته ، وسار بها ؛ ليختلى بنفسه ويفكر فى امره ، وفيما عرضه عليه القوم .. ولما اختلى بنفسه راح يحدثها قائلا :الله أم الشيطان ؟!(موسى) ام المال ؟!الآخرة ام الدنيا ؟!وهكذا راح ((بلعام)) يفكر ويقدر ويدبر .. ولم يستغرق منه الامر طويلا ..فقد أرشده هواه الخسيس ونفسه الدنية إلى اختيار الشيطان ، وتفضيل المال على الدين ، والدنيا الفانية على الآخرة الباقية .. لقد فضل الرياسة والشرف الزائل ، وحب المال على دينه ، فقال فى جشع :بل الشيطان والمال والدنيا ..فلما كفر (بلعام) وقال ذلك ، قاد حمارته عائدا الى القوم ،تراءى له الشيطان على مكان مرتفع عند قنطرة ، سعيدا بما فعل .. فلما رأت الحمارة الشيطان نفرت منه ، وسجدت لله (تعالى) ، بينما سجد الكافر (بلعام) لشيطانه اللعين ..وهكذا كفر (بلعام) بعد ايمان ..وضل بعد علم .. آثر الهوى على الهدى ..غاص فى الطين والوحل وضل بعد أن حلق بأحنجة من النور مع الملائكة ، ورأى الملكوت الاعلى بنور بصيرته ، وهو قابع فى محرابه على الارض .. سقط (بلعام) وهوى بعد أن ضل وغوى ..اتخذ (بلعام) هواه الها يعبده من دون الله ‘ بعد أن اختار الدنيا واطاع الشيطان ..وبكفره صار (بلعام) من الهالكين الحائرين ، الذين عملوا بخلاف علمهم الذى علموه ..وبعمله الخسيس الوضيع هذا صار (بلعام) أضل من الشيطان ..وقالوا إن ((بلعام بن باعوراء)) كان رجلا صالحا مستجاب الدعوة ، وكان عالما لقومه من الكنعانيين ، أهل (فلسطين) واصحابها الاصليين .. وكان قومه يحبونه ، ويتبركون به ، ويستمعون الى نصحه ..ولما سار نبى الله (موسى)عليه السلام بقومه تجاه أرض الكنعانيين ، ونزلوا قريبا منها ليأخذوها، هرع الكنعانيون الى (بلعام بن باعوراء) مستنجدين به ، وقالوا له متوسلين :لقد جاء (موسى بن عمران) فى قومه من بنى اسرائيل ، ليخرجونا من بلادنا ويقتلونا ويأسرونا ، ثم يأخذوا بلادنا وارضنا وديارنا ، ونحن قومك وليس لنا مقام غير بلادنا ، فإن ضاعت شردنا فى الارض وضعنا ..فقال لهم (بلعام) :وماذا أنا فاعل لكم ؟! ماذا أغنى عنكم وانا رجل واحد ؟!فقالو له :انت رجل مجاب الدعوة .. فاخرج وادع الله على (موسى) وقومه حتى ينصرنا عليهم ..صاح (بلعام) فى قومه مستنكرا :ويلكم .. ويلكم .. هذا نبى الله ومعه الملائكة والمؤمنون ،كيف اذهب وادعو الله عليهم ، وانا اعلم من الله (تعالى) مالا تعلمون ؟ّ! انكم بذلك تلقون بى الى التهلكة والتعرض لغضب الجبار ..فلم يزل قوم (بلعام) يحرضونه ويتوسلون اليه أن يدعو على(موسى) وقومه ، حتى فتنوه عن دينه ، فأطاعهم وسار متوجها الى الجبل الذى كان (موسى) وجيشه يعسكرون تحته ..ثم اعتلى الجبل ، وأطل على عسكر (موسى) وراح يدعو عليهم ، فصار كلما دعا على (موسى) وقومه بشر او هزيمة، صرف الله(تعالى) لسانه ، فينقلب الدعاء على الكنعانيين ، فيدعو عليهم بالشر والهزيمة ..وكلما حاول (بلعام ) أن يدعو لقومه بالخير والنصر ، صرف الله (تعالى)لسانه الى (موسى) وقومه من بنى اسرائيل فيدعو لهم بالخير والنصر ..*******ولما رأى الكنعانيون وسمعوا ذلك من (بلعام) تعجبوا ، وقالوا له :يا ((بلعام)) أتدرى ما تقول وما انت صانع بنا ؟!إنك تدعو لهم بالخير والنصر ، وتدعو علينا بالهزيمة والشر !فقال (بلعام) :أعرف لكننى لا املك غير ذلك .. ان ذلك يحدث بغير ارادتى وعلى الرغم منى .. ان الله هو الذى يصرف لسانى هكذا عن طلب النصر لكم ، وطلب الهزيمة لنبيه (موسى) عليه السلام .. لقد قلت لكم ذلك من قبل ولكنكم لم تصدقونى ..فتعجب قوم (بلعام) وقالوا له فى غضب :ماهذا الذى تزعم يا (بلعام ) هل تظن اننا يمكن أن نصدق مثل هذه الخرافات ؟! قل كلاما معقولا حتى نصدقه يا رجل ..فقال (بلعام) صادقا ومتحسرا :لقد ضاعت منى الآخرة بهذا الصنيع الذى اغضب الله على لأننى عاديت رسوله ودعوت ، مع علمى الغزير الذى أعطانيه .فقال له قومه :وما العمل ؟! هل تترك ((موسى)) وقومه يأخذون أرضنا وديارنا وأموالنا ، ويحتلون بلادنا ؟!قال (بلعام) :لم يبق الا المكر والحيلة .. سأحتال وأمكر لكم ..فقالوا له :ولماذا تحتال وتمكر لنا ؟!فقال (بلعام) :حتى تتمكنوا من هزيمة بنى اسرائيل ..فقالوا له :وكيف تحتال وتمكر لنا ؟!فقال ((بلعام)) :إذا ارتكب بنو اسرائيل المعاصى خذلهم الله ونصركم عليهم وسأبذل ما فى وسعى ، حتى يتسلل بعضنا الى معسكرهم ، ويزين لهم ارتكاب المعاصى ..ولم يزل (بلعام بن باعوراء) يخطط ويدبر ، حتى وقع بنو اسرائيل فى المعاصى ، وارتكبوا الفواحش ، فانتشر بينهم الطاعون ، ومات منهم الكثيرون ..*******وأيا كان (بلعام بن باعوراء) فإن ما يهمنا هو ان الله (تعالى) قد اتاه اياته ، فانسلخ منها ، وارتد الى الكفر والالحاد ، بعد الهداية والايمان ..ولو شاء الله (تعالى) لرفع ذلك ال(بلعام) الكافر المرتد بعد الايمان ولكنه سبحانه لم يشأ له الرفعة والعلو ، لما يعلمه من حقارته ودناءته وسعيه وراء حطام الدنيا الزائل ،والخلود الى الارض ، والركون لها بعد ان كاد يلمس الثريا بعلمه وايمانه ..لقد شبه الله (تعالى) بلعام فى دناءته وحقارته بالكلب فى أخس واحقر حالاته ، وليس فى امانته ويقظته وحراسته وحبه لسيده وتفانيه فى خدمته ، وفدائه له بنفسه ، وانما شبه بالكلب فى تعبه ولهثه وشقاوته ..فالكلب دائما وفى كل الحالات يلهث .. وفى كل حالاته يخرج لسانه ويتنفس بصعوبة ، سواء قسوت عليه وزجرته ، ام ارحته وعطفت عليه ..و ((بلعام بن باعوراء)) هو مثل لكل من اتاه الله (تعالى) اياته وعلمه العلم النافع ، فترك العمل به ، واتبع هواه ، وآثر سخط الله (تعالى) على رضاه ، ودنياه على اخراه ؛ ولذلك شبهه بالكلب ..ولكن لماذا شبهه بالكلب ، دون غيره من الكائنات ؟!لأن الكلب همته لا تتعدى بطنه ..وتشبيه كل من أثر الحياة الدنيا على رضا الله والحياة الآخرة بالكلب اللاهث باستمرار يدل على مدى جشع وشدة لهث ذلك الكافر المنسلخ من ايات الله على الدنيا ، وهو لهاث مستمرلا ينقطع على المتاع الزائل ، يشبه لهاث الكلب المستمر .. فكل من كذب بأيات الله ، ان وعظته فهو ضال ، وان تركته فهو ضال ..وان طاردته يلهث ، وان تركته يلهث ..وذلك نفسه مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ، وكذبوا رسوله برغم علمهم بصدقها وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. وهؤلاء القوم هم اليهود الذين حرفوا وبدلوا التوراة ، حتى يخفوا صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والمذكورة عندهم فى التوراة ..ولهذا طلب الله (تعالى) من رسوله (صلى الله عليه وسلم) ان يقصص القصص ، اى يتلو على يهود المدينة الايات التى تتحدث عن ذكر ذلك المنسلخ عن دينه وعن آيات الله ؛ حديثه المذكور فى القرآن الكريم مثل حديث هؤلاء اليهود المكذبين ، لعلهم ينقادون الى الحق ، ويقبلون على الصواب ..وقد ذكرت قصة ((بلعام بن عوراء)) فى سورة الاعراف ..قال (تعالى) :{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ}[سورة الاعراف 175 : 177 ]
رد مع اقتباس
  #124  
قديم 30-12-2012, 04:49 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

عفواً،, أنا لا أتكلم !!

في أحد الأسواق، وفي زحمة المتسوقين، كان ذاك الشاب في كامل قوته، يتجول بين المحلات، فمن محل إلي اخر كأن له هدف يريد أن يصل إليه ..
يدخل المحل بضع دقائق ثم يخرج منه وإلي المحل المجاور وهو يحمل بيده حقيبة..
ما إن تقترب منه حتى تلفت نظرك تلك الورقة الصغيرة التي علقها علي صدره..
( عفوا أنا لا أتكلم ).

فما سر هذه الورقة، وماذ يحمل بيده، ولماذ يتجول بهذه الطريقة .. !!! ..

كان طفلا وديعا في كامل صحته، درس في المدارس كما يدرس غيره، ولما بلغ السنه السادسة الابتدائية ابتلاه الله بمرض في حباله الصوتية، وبدأ صوته يضعف تدريجيا حتي بح فلم يعد يقوى علي الكلام.. وهكذا صار.
عاش الطفل بقية أيامه بلا لسان يتحدث به، ومع الوقت بدأ أصدقاؤه يتضايقون منه، حيث أصبح وضعه سلبيا في جلساتهم.. يسمع ولايشاركهم في الحديث، يضحك ولايشاطرهم الطرائف فاستثقلوه. وأحس بذلك فهجرهم.

كبر الطفل وأصبح يبحث عن الأماكن التي لا يحتاج فيها إلي الكلام، فوجد في حضور الدروس العلمية والمحاضرات التربوية متنفسا جميلا فأكثر من ذلك...

وبدأ يتأثر بما يطرح من أهمية خدمة الإسلام والدعوة إلي الله، فلم يحقر نفسه
ولم يقل أنآآآآآآآآآآآ معذور....!!
بل ساهم في خدمة دينه بما يناسب ظروفه.

اقتطع من راتبة اليسير الذي كان يأخذه جراء عمله طابعا على جهاز الكمبيوتر قدرا شهريا وخصصه لشراء الأشرطة الدعوية والكتيبات التربوية،

وبدأ يتجول في الأسواق وعلي باعة المحلات. وكلما أبصرمخالفة أو منكرا إختار الشريط المناسب لذلك، فأهداه لصاحب أوصاحبة المخالفة.
بابتسامة جميلة تدل علي حب الإسلام.

وأشار إلي الورقة المعلقة علي صدره
(عفوا أنا لا أتكلم )، ثم يخرج.
وهكذا بشكل أسبوعي..

أنا لا أدري مما أعجب، هل من جلده في الدعوة إلي الله !!
أم من نظرته الإيجابية للحياة مع ماأصابه من ابتلاء !!

سأله أحدهم بعدما تابع تحركاته الدعوية، هل وجدت مردودا أو نتيجة؟؟؟
فكتب إليه الشاب: نعم دخلت محلا فإذا هو ملىء بالمنكرات فناصحت البائع من خلال شريط أعطيته له، قيمته ريالان، ثم خرجت وعدت إلي المحل بعد أشهر وقد نسيت دخولي عليه في المرة الأولى.

ما أن دخلت حتي أستقبلني البائع بوجة بشوش وعانقني وأخذ يقبل رأسي..
اندهشت وأشرت إليه من أنت لعلك تريد غيري؟
قال لي: بل أريدك أنت .. ألست الذي أهديتنا هذا الشريط ؟! وأخرجه من جيبه،
فقلت له: نعم هذا أنا.
قال: يأخي نحن ثمانية لم نكن نعرف من الإسلام إلا اسمه.. كل المنكرات كانت عندنا.. وبعد أن استمعنا إلي شريطك بعد فضل الله ومنه دَلّنا إلي طريق الله الذي كنا نجهله.
فهجرنا مانحن فيه وأحسنَّا العلاقة مع الله، فجزاك الله عنا خير الجزاء..

والسؤال الذي يطرح نفسه:
وهل بعد هذا يجد الصحيح المتعلم عذرا في تقاعسه عن خدمه الإسلام ؟!!!!.
رد مع اقتباس
  #125  
قديم 30-12-2012, 04:50 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

ألعوبة في يد الشباب

ألعوبة في يد الشباب كتبتها .. غارقة من الغارقات .. تقول : سطرتها بيدي .. وحبرها : دمي .. وثمنها : شرفي وكرامتي .. فلقد أصبحت ألعوبة .. في يد الشباب .. بل قولي الذئاب ..تقول : تعرفت عليه في أحد المجمعات .. وبدأنا نتبادل المكالمات .. فأحببته .. وأحبني .. قلت : وَهم .. وأحلام .. وخزعبلات ..تقول : تطورت العلاقة بيننا .. كان يقيم مع مجموعة من الشباب .. وكنت أتصل عليه .. فيردون علي ، ويخبرونه أني أريده .. مرة من المرات .. اتصلت .. ولم يكن موجودا ً .. وردَّ علي صاحبه .. أخذ يستدرجني بالحديث .. وطلب مني .. إقامة علاقة معه ..فرفضت ..فهددني قائلا ً : إنه سيخبر صاحبه الذي أحبه .. أنني أتصل عليه من ورائه .. وأننا نتكلم ساعات .. فاستجبت لطلبه .. فأقمت معه علاقة .. قلت : أين الحب الذي تدعيه ! أين قولها .. أحبني وأحببته ..تقول مستطردة في رسالتها : فكان الثاني أكثر شاعرية ورومانسية من صاحبه .. ولا زلت معه حتى أخرجني من بيتي معه .. ولا زال .. يعدني ويمنيني حتى .. فقدت أعز ما أملك .. واستمرت العلاقة بيننا .. حتى حدثت بيني وبينه خصومة على أمر ما .. فاتصلت يوما صباحاً أبحث عنه .. فرد علي صاحب له آخر فقال : أعلم أنك قد تخاصمت مع فلان .. وأنا سأحاول أن أجمع بينكما للصلح .. تقول : فصدقته .. وتواعدنا أنا وإياه عند الكلية بعد الظهر .جاء وركبت معه .. وبدل أن يأخذني إلى مكان صاحبي .. توجه بي إلى شاطئ البحر .. هناك .. حيث لا أحد .. راودني عن نفسي .. فلما رفضت .. قام باغتصابي .. وهددني إن أنا أخبرت أحدا ً ..ثم ردني إلى مكاني .. ورماني .. كما تُرمى الكلاب .. أخبرت صاحبي بالأمر .. فأخذ يواسني .. ويهدئ من خاطري .. وأقسم أنه سينتقم لي ولشرفي .. ثم خرجت معه أداوي جراحي ..ثم فوجئت .. بآخر يتصل علي يقول : إن لديه صورا ً .. وتسجيل للمكالمات .. وإن لم أخرج معه .. فسينشر .. صوري .. ومكالماتي .. في كل مكان .. فخرجت .. وفعل بي ما فعل .. ولا زلت على تلك الحال .. ذاك يغتصبني .. حتى قبضت علينا الهيئة .. وليتهم قبضوا علي من أول مره خرجت .. لقد فات الأوان .. لقد فقدت وخسرت كل شيء .. لقد أصبحت ألعوبة .. في يد الذئاب .. ولطخت عرض أهلي .. بالخزي والعار .. صدق الله حين قال : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } أليست هذه .. مآسي وآهات .. أليست هذه الأخبار .. تدمي القلب .. وتدمع العين .. أعراضنا تُنتهك .. أعراضنا تُنتهك .. صيحة أطلقها بأعلى الصوت .. صيحة .. أطلقها بأعلى الصوت ... إلى الآباء .. والأمهات .. وإلى أولياء الأمور .. وأصحاب المشورات .. أنقذوا فتياتنا .. أنقذوا فتياتنا .. أنقذوا فتياتنا .. أيها الأب .. أيتها الأم .. كلكم مسؤول .. إنَّ غفلة البيوت .. والتفكك الأسري .. ووجود الشاشات .. والقنوات .. والانترنت .. والجوالات .. بلا حسيب ولا رقيب .. سبب من الأسباب .. فتيات في الأسواق .. بلا حاجة ولا هدف .. قلَّت الغيرة على الأعراض .. نساؤنا يخرجن مع السائقين صباح مساء .. لا رقيب ولا حسيب .. تخرج أمام أبيها .. بلا حجاب .. وعباءة مزركشة فاضحة للمفاتن .. ثم .. يُلام الشباب .. أقول للفتاة : أنت سبب من الأسباب .. خلعت الأدب والحياء وخرجت كاسية عارية .. ماذا تريدين ؟! .. أتريدين أن تجذبي أنظار الرجال ؟! أما علمت أنك .. لست لكل الرجال .. أنت لرجل واحد هو زوجك .. وإن لم تكوني زوجة فأنت في مرحلة الاستعداد للزواج ..قال مستشرق لرجل مسلم : لماذا تلبس نساؤكم الحجاب ؟ .. قال : لأن نساءنا لا يرغبن أن ينجبن من غير أزواجهن .. أليست هذه مآسي وآهات !!..الشيخ خالد الراشد
رد مع اقتباس
  #126  
قديم 30-12-2012, 04:51 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

حين لا ينفع الندم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ودي أحكي قصتي وياريت كل وحدة تأخذ عبرة من هذه القصةأنا فتاة 26 سنة متخرجة من الجامعه كنت فتاه جميلة ، كان كل من يرانى يتمنى ان يرتبط بيه وأنا ماكنت مصدقة حالي تخرجت وتحصلت على وظيفة مؤقته
وكان بجانب المكتب الذي أعمل مكتبه كان بحكم عملي أتردد كثيرا عليها وكان يشتغل بها
ذئب من الذئاب البشرية
كان يراقبني ويرصد تحركاتي وأنا كنت مثل القطة العمياء تودد لي حسبي الله عليه بكل الطرق حصل على رقم تليفوني
اعلم ان هذه كانت غلطتى وكان بداية همي
من هون كثرت إتصالاته وكثر كلماته المعسولة المسمومة
أستغفر الله كلما تذكرت أكره نفسي ...المهم حسسني إني ما لكه الدنيا وأنه هو كل الدنيا وأنا ما كنت اعرف شي في الدنيا غير دراستي
وما عرفت أن في الحياة ذئاب بهذا الشكل غواني الشيطان لعنه الله وفي يوم حصل لي وبعدها قالي إنت فيكي شي أنت موعذراء رغم أنه هو متأكد بأني أنا كنت عذراء ولأني غبيه أكدلي أنه لن يتركني وأنا لا شيء تغير بيننا وأن لا أفتح الموضوع مرة أخرى ولإني والله يعلم كم كنت ساذجه وغبيه بقيت معه على أمل أن يتزوجني
في يوم إلى غاية أن خطبني شاب من عائلة طيبه إرتحت له وأخبرته بالحقيقة بأنني لست عذراء وتركت له القرار ولكنه قرر أن لا يتركني وفعلا خطبنا وعشت أحلى أيام حياتي ....ولكن ذاك الشيطان ذلك الذئب حسبي الله عليه ونعم الوكيل لم يدعني في شأني بقي يتصل بي و يحاول أن يفرق بيني وبين خطيبي
ولأني غبيه كنت انا أشفق عليه رغم كل ما فعله بي
وعندما أدرك بأنني متمسكت بخطيبي أحاك خطة للإيقاع بي وذهب إلى خطيبي وقال له أنني إمرأة سوء لا أريد أن أقول الكلمة وبانني أواعد الكثيرين والله أعلم بأنه ظلمني وأخذ يتحدث عني بسوء وقال له سأثبت لك ذلك وكان قبلها قد إتصل بي وقال لي سأعطيك الصورة التي عندي وأن أذهب لأخذها المهم إتصل وكان خطيبي بجانبه وقال لي متى تأتين ؟؟
قلت له في المساء المهم وخطيبي يسمع المهم إتفقنا على أن أمر عليه المساء ..في نفس الوقت إتصل خطيبي وقال لي يجب أن أراكي في المساء وانا فرحت بذلك ولم أكن أعلم مالذي يحاك لي في الخفاء وكان قد أقنعه بكل ما أوتي بدهاء وحيلت أننه لا يجب ان يتزوجني وأنني لن أنفع إلا لأكون صديقة أتحدهم ولن أنفع يوما على أن أكون زوجة ولا أم....إلتقيت ذاك المساء الذي لم تمحى ذكراه من مخيلتي ولن تمحى ما حييت... عندما رأيت خطيبي أحسست بأن هناك أمرا ما وبدأ يصرخ في وجهي وينعتني بكل الصفات التي لن يخطر ببال أحد أن يسمعها ويقول لي لقد رضيت بك ولماذا تفعلين هذا حاولت الشرح له وأعلم أن خطئي هو انني أخفيت الأمر عليه لو أخبرته بما يخحدث لما كان حدث الذي حدث قال لي خلاص كل شيء إنتهى لا يمكن أن أتزوجكقتلتني كلماته فانا رسمت كل أحلامي عليه فقد اأحببتهحاولت وحاولت ولكنه لم يسامحني ومرت يومين يسمع بأني مريضة ويتصل بي توسلت له أن لا يتركني وع دموعي وتوسلاتي قال لي لن أترككي ولكن أدعي الله أن أنسى ما حدث ومرت الأيام كان في كل يوم يتحدث في هذا الموضوع يعارني مرات يتحصر على حظه مرات أخرى وأنا والله تبت لله تمسكت بصلاتي وقرآني ولم أعد أغادر البيت ولكنه لم يعد يثق بي وفي كل ليلة يحمليني ماكان يحدث له ويقارن بيني وبين البنات التي يحاولن أن يتقربن منه ويتحصر على حظه الذي وضعني في طريقهويقتلني بكلماته ففي كل ليلة أرفع يداي لله أرجوه أن يخفف عني ألمي وحزني فقد إختفت الفرحة من حياتي وذابت كل أحلامي كل ليلة أتذكر كل ما حدث لي كل ليلة أتوسل لله ان يغفر لي ما فعلت وأن ييسر لي طرييقي ويحنن قلب خطيبي علي وينير طريقه فبعد توبتي وعودتي لله
ضاع خطيبي فأصبح كل ليلة يعانق الخمر والمخدرات
فماذا أفعل أدعه لكي يرتاح من الهم الذي يحمله والذي هو انا ؟؟أم أتمسك به وأتأمل ان يأتي يوما ينسى الذي حدث ؟؟رغم أن ذلك الذئب لم يدعنا في حالنا بل لازال يترصد الأماكن التي يكون فيها خطيبي ليزعجه بكلماته وكل مرة يحدث فيها ذلك يجن خطيبي ليتصل بي ويسمعني من الكلمات ما يقتل القلبوتصورو أن الأمر قد وصل إلى الضرب في مرة حيث تصادف خطيبي مع هذا الرجل وقال له من ستتزوج تلك ........ أتركها أحسن لك وبدأ يتحدث هعني بالسوء وأنا التي كنت أقف بجنبه تصورو أنه أخذ من عندي مبالغ ماليه كان كا يقول أنه يحتاجها ضروره وأشياء أخرى ليجن خطيبي ويضربه ضربا مبرحا ويأتي لبيتنا ويضربني انا الأخرى لم أجد لمن ألجئ إلا الله فأمي متوفية وليس لي أحد أشكو له همي وأبي يشتغل بمدينة أخرىماذا أفعل فأنا من عائلة بسيطة جدا مرت سنة رأيت فيها ما لم أره في حياتي كاملة أدعو لي وقفو معي فأنا ظلمت نفسي وظلمني الناسويشهد الله أنني تبت إليه توبة نصوحة وبان أملي أن يرضى عنى الله
رد مع اقتباس
  #127  
قديم 30-12-2012, 04:53 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

تركت المعاصي و الدخان


بسم الله و الحمد لله و الصلاو و السلام على رسول الله.

اما بعد

فانا بفضل الله تعالى لقد من الله علي بالتوبة و ذلك بعد عدة مواقف منها اني استلفت مبلغ 140000 ل سو لكن بفائدة (اي ربا) و خسرتها كلها و كنت كاتب على نفسي سندات و طالبوني في المحكمة و وووو..حيث كنت اعمل في السيديات و نسخ الاغاني و الافلام..

ثم انني في تلك المحنة سألت نفسي الى متى الفسق و الفجور و ترويج الفاحشة و تسألت مع نفسي اما ان ابقى في الفجور و ازداد و اما ان اتوب الى الله..

ثم في اليوم الاخر و بفضل الله اخترت طريق التوبة ثم هداني الله و اصبحت اسدد ديني و رزقني الله مالا بعد سنة و و فيت بالديون و وتبت الى الله و تركت المعاصي و الدخان و الشرب و الحمد لله

ثم رزقني الله زوجة صالحة و الحمد لله اسال الله الثبات و الحمد لله اسال له الجنة و ان يغفر لي ذنبي...

.و الله ان للتوبة حلاوة اضعاف المعاصي..
رد مع اقتباس
  #128  
قديم 30-12-2012, 04:54 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

لبيك اللهم توبة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي في الله أنا شاب في أول مرحلة للشباب أعيش حياة هنيئة و الحمد لله رزقني الله من كل النعم, فله الحمد صبح مساءو لا أشكو من أي مرض, ولا من أي مشكل معنوي أو مادي وعشت حياتي ملتزما أصاحب إلا الطيبين .
أقرأ القرآن و لا تفوتني صلاة الفحر جماعة, أحظر لحلق الذكر و طلب العلم ولكني جحدت بكل هذه النعم وغفلت و استزلني الشيطان, والشيطان خطواته خطيرة فقد قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وقال أيضا: وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
وقال:
فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
فوالله لازال يزين لي المعاصي حتي وقعت فيها ولا أريد أن أذكر لكم فيما وقعت عسى الله أن يسترني يوم العرض ولكن الحمد لله أني لم أقع في الكبائر واستفقت من غفلتي
و أنا الحمد لله من زمان أتابع موقع طريق التوبة و أقوم يوميا بقراءة كل قصة أو مقال أو استشارة و أقوم بتحميل كل درس جديد و لقد أثر فيني كثيرا درس°لاتغفل° للشيخ خالد الراشد فأصبحت كل يوم أسمعه
والله يا إخواني الراحة الحقيقية تكون باتباع طريق التوبة , طريق الهدى والنور والشقاء يجده المرء في الابتعاد عن درب الصالحين.
وإنه لشيء مؤسف و مقرف أن يرزقني الله بكل هذه النعم و في عوض أن أشكره عليها أعصيه بها
لهذا يا أحبتي في الله أعلن أمامكم الانضمام الى قوافل العائدين وأستحلفكم بالله أن تدعو لي بالثبات على هذا الدرب النقي وعلى هذه النفحات المليئة بالسعادة و الايمان وادعو لي أن يوفقني الله في مجاهدة نفسي و الشيطان
أرجوكم يا إخوتي فأنا محتاج لدعائكم على أنا يكون دعاءا نابعا من القلب لا مجرد كلمات
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا اله الا انت أشتغفرك وأتوب اليك
أخوكم المهاجر الى طريق الرشاد
رد مع اقتباس
  #129  
قديم 30-12-2012, 04:55 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

لك ايتها القارورة حكاية اختي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أولا أريد أن أشكركم على الموقع الرائع الذي يخدم الإسلام والمسلمين
اسأل الله اعلي القدير أن يجمعنا أنا وانتم في جنان الفردوس
مع الشهداء والأنبياء وحسن أولئك رفيقا
جزاكم الله كل الجزاء

انا شاب من الزوار اليومين للموقع منذ حوالي شهرين
أحببت أن أراسلكم بغرض نشر قصة أختي فهي من دلني على موقعكم الرائع
والشيء اللذي دفعني للكتابة هو
أولا كثرة الغفلة لشباب المسلمين و نقص الوعظ بيننا
ثانيا لما لحظت أختي تقاسم أحزان الآخرين و تخفف من أحزانهم
عبر تعليقاتها التي تفيد بها إخواننا من المسلمين

لذلك طلبت منها ان تكتب لي قصتها لأني في حقيقة الأمر لا أجيد اللغة العربية
بحكم أن دراستي الجامعية كانت بللغة الفرنسية

فكتبت ما يلي

"لست ادري من اين ابد كلماتي قد يكون غيري راها ترسم صورة كئيبة
عن امة ضعيفة شاء ربها ان تفتح عينيها قريبة من حلقات الدكر وسط اهل
كانت الطيبة فرش بيتهم والصفاء بابه والصدق سقفه رحمات ربانية احيط به قلبها الصغيروخير ملا كل جوانب حياتها وجعلها تعيش السعادة الحقيقية

كانت هذه هي البداية التي سمع عنها اولمحها ذئب من الذئاب البشرية
بل الذئب يستاء لمثل دلك الشيطان في صورة البشرالدي
فكر ودبر للوصول اليها فهي بعيدة عنه في كل شيء تعيش في عالم بعيد
عن عالمه المظلم الكئيب

رغم محاولته ازاحة تلك الكابة بفتيات جهلن جعلهن في غفلة
عن قدرهن عند رب العالمين ومسح تلك الظلمة بدموعهن
التي وصفها من عرفه بانها كانت غزيرة
كانت هذه فلسلسفة حياته الاستمتاع بالام الاخرين
من جهة واستغلال طمع من يمكنه من الوصول الى اغراضه

كان هذا هو الاسلوب الذي اتخده اداة للحصول علي موافقة والد تلك الامة
للولوج الى بيته وخطبة ابنته
بعدما ادعى اناس اشتراهم ذلك الظلام بدراهم كانت معدودة مقابل شهادة ظالمة زائفة
لدرجة انه كان منهم من قال لوالدها لما ساله يطلب صدق الجواب انه يقسم بالله
انه يضمن فيه ولايضمن في نفسه ...
كانت غلطة من الاب انه لم يتحرى الامانة والصدق في الدين سالهم عن من تقدم
لخطبة ابنته لكن قدر الله وماشاء فعل

لم تمر الايام معدودة عن قبول الاب مادام لايوجد ما يعاب عليه ذلك المتدين
حتى بمظهرهمنذ كان صغيرا هكذا ذكر بعض اهله لتلك الامة لترد عليهم قائلة
بعض عرض شروطها وبداخلها رعب ممزوج بعدم ارتياح احساس كان غريبا عليها

قالت له وهو يجيب بقبول كل الشروط قالت له على كل لانقول لك الا ماقاله ابن عمر
من خدعنا بالله انخدعنا له
كانت هذه ايضا هفوة منها كان من المفروض انها لاتخطو خطوة
الا وهي مطمئنة مرتاحة ....

على كل لم تدم مدة الخطبة الا اقل من الشهر فالخاطب عنده كل شيء
والشروط مقبولة بما فيها اتمام الدراسة فليس من مبرر للتعطيل
كانت هذه فكرة والد ذلك الظلام الدامس ربما لعلمه بخبايا ابنه

وبالفعل تم الزفاف بعدما راته تلك الامة مرتين لتراه الثالثة في بيته الذي لم يدخله
الا في الليل بعدما انصرف من حضر العرس

كانت هذه اول مرة تسمع ان عريس لايحضر عرسه شعرت بغربة قاتلة غربة
كانت تزيد يوما بعد يوم كلما حاولت ان تقترب من دلك الظلام علها تنقص من شدته
اول لعلها تطهر من تلك العفونة التي تحدتها ان اكنت قادرة ان تسد قهرها
لااقول لاحلامها او عواطفها بل لكيانها الانساني

ياالهي انه العجب الدي يبقي المرء مشدوها لهول المصاب بعدما زالت قشرة
التدين المزعوم لتكشف عن شيطان في صورة انسان رحماك ربنا وكفى بك شهيدا
وكفى بك حسيبا لدرجة

انه في ايامها الاولى حيث من الفروض انها تكون ايام شهد تبكي وتشتكي لله رب العالمين
تدعوه ان يتوفها ان كانت الوفاة خير لها كانت تبكي بشدة وهي تقرا قوله تعالى
في سورة مريم (......قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّا )

الحمد لله كان القران انيسها بعدما قطع عليها كل شيء النوافد قطع الهاتف
كل شيء يمكن يصلها بالعام الخارجي فهو ليس يأمن أي احد علي عرضه ظنا
ان كل البشر قد احاط الشك و الخبث قلوبهم المتحجرة
فسبحان الله كان يظن ان لعبته مع بنات الناس الغافلات لم تمسسه بسوء
وانها قد انتهت بزواجه ممن كانت لاتعرف غير مصلاها وكتابهاحتى

وان كان ذلك بعد ازيد من الاربع سنوات من المراقبة والسؤال كما اخبرت
فيما بعد من طرف بعض معارفه فحاشا لله ان يبارك له صنيعه ذلك
ليبقى الشك دائما لصيق حياته التي كانت شبيهة بالمستنقع المظلم الكريه
فصدق الله
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
لدلك فقد عمي ان ينتبه الى ان من عاش قريبا من انهار الرحمة والطمانينة
وخير الدنيا والاخرةلا يستطيع ان يعيش ولو لحظة قريبا من مستنقع كل لحظة
تزيده يقينا انه لاخير يرجا منه الا ان شاء الله

كان هذ الون تلك الحياة تشكي الحيطان والنوافد التي كانت مغلقة بامر منه
وكل جزء من ذلك البيت التي مااستطاعت المصابيح التي كانت مشتعلة في النهار
ان تمحي تلك الظلمة عنه التزمت الصمت قدم هو بعد مدة ليسمع بعض
الكلمات من طرف والدها و ينصرف الاب ليرج عليها البيت رجا لهيب الغضب
لم تنطفيء حتى افرغ كل البيت حتى الاكل التوابل من العلب وانزلها الى بيت اهله

ليسكن فيه حلف انه لن يجلب لذلك البيت أي شيء
لانها لا تعرف قيمة النعيم التي كانت تعيش فيه الا بعد ان تفقدها

رفضت بشدة لانه الأصل ان المسلمين عند شروطهم فكان رده انه قال لها ان اردتي
أي شيء فماعليك الا القبول والا, قالها بدون ادنى رحمة انه لن اشفق عليك حتى
ولو متي جوعا لانه كان ياكل خارج البيت

جاء اخوها فعلم بالحال فصار كلما خرج من الثانوية التي كان يدرس فيها يحضر
لها الاكل لتفاجأ بسؤال ذلك الظلام بعدما فتش القمامة انه من المفروض
ان تدينك يامرك بطاعتي وبعدم الاكل ....

المهم زاد من تغطرسه وسمعت الوالدة بحالها سقطت مريضة لدرجة ظن الكل
انها سوف تودع وهي تلوم الاب وتحمله المسؤلية
طلبت الوالدة احضار ابنتها لانها تخشى على نفسها ان تفارق الحياة بدون ان تراها
جاء اخوها الاكبر لتعلم بحال امها طلبت منه ان يمهلها
الى حين عودةدلك الظلام لاستئدانه

استادنت منه رفض كان رفضه كالصاعقة التي لم تعتبر لادين ولاانسانية
ولا اقول لم تعتبر العرف الذي يرعى في الاحكام الشرعية

لااريد ان اسرد كل الاحداث الحمد لله نجاها الله من قسوة ذلك الشيطان
بعد ذهبت الى اهل بيتها وفي احشائها جنين وضعته بعد اشهر ليرفض ان يعطيها
حتى وثيقة الزواج كما رفض رؤية دلك الوليد قائلا انه لايريد ان يحس باي شعور
بئبوته اتجاهه فقد اخدته معها وذهبت
رفض لم يبرر اصراره على تغيير اسمه وتسميته الاسم الدي يريده هو كما لم يبرر
رفض تطيلقها وعزمه ان يبقيها كالمعلقة ويتزوج بما يشاء حسب تعبيره

وبالفعل تزوج في فترة نفاسها وسهل ربنا بعدها طلاقها
وفي تلك الفترة أي وهي نفساء في المحكمة مع والدها بعدما كانت حاملا
مع اخوهاوامها في المستشفى شعرت بعدما انقض الامروتم الانفصال
وكان جبل انشال من على ظهرها

اتجهت بكل ما لديها بقلب يقطرحب ورضى وسعادة تدغدغ فؤادها مع كل كلمة امي
كان يناديها بها اتجهت بكل مالديها الى ذلك الطفل ثمرة تلك الدموع
وفي داخلها احساس ان الخير قد يخرج من الشر
بنت على ذلك الطفل احلاما كثيرةاحتضن دلك الطفل بكل دفء سبحان الله العديد
كان يقول لها ان بوادر النبوغ والفطنة كانت تتفجر من كل جوانبه

فهو في اقل من السنتين يحفظ من القران والادعية يقرا بالعربية وغير العربية
كان سهل انه يستوعب كل شيء يقدم له سواء كان باللغة العربية او غير ها
حتى وان سعى والده انتقاما ان يمنع عنه حتى النفقة بل لم يكن يسال عنه
او يطلب رؤيته كان يظن انه لمايكبريعرف اباه ويصير الابن وماله لوالده
كما كان كثيرا مايردد ..........

مرت سنتان ليقدر رب العالمين ان يتوفى ذلك الابن بعد حادث
بقي في المستشفى اربعة ايام وتلك الجريحة معه في ليلها ونهارها القلب يتمزق
العين تدمع لكن امل النجاة كان كبيرا لان وضعه في البداية لم يكن بالصعب
لكن لست ادري السبب الذي جعل احد الممرضات محاولة منها
امرار احد الانابيب الى جوفه يجعل عيناه كادت تقتلع من مكانهما
ووجهه يصير ازرق ليتفجر الدم من انفه

سارعت الوالدة تطلب النجدة دخل الاطباء وهي تدعو الله وتبكي لتستمع خبر
ابنك قد فارق الحياة لم تشعربمن حولها غير الدعاء والاستنجاد بالله رب العالمين

في هده الاثناء قدم والدهاالذي علم
ردت على كلامه الذي كان يقطر من الحزن يحاول ان يخفف على حاله وحالها
هي تشكر الله وتحمده على كل شيء على انه اعطاها ابن او انه اختار اخده
تذكرت والدتها كيف سوف يكون حالها لانها تعلم ان الخبر قد يصعقها
قالت لوادها ياابي مادا نقول لامي ان استطعت ان اتحمل مصيبتي هذه
فاني لن استطيع ان اتحمل مصيبة اخرى الحمد لله
سبقها الوالد الى البيت وصلت اتجهت الى والدتها تخفف عنها بمااستطاعت
ثم اتجهت الى الهاتف للتصل بصديقتا التي شهدت مولده والعقيقة وختانه
اخبرتها وهي تردد قوله تعالى بكل جوارحها
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )

اجهشت صديقتها بالبكاء وهي مندهشة كيف ومتى قالت لها
قد ذهب الى رب العباد يشكوااليه ظلم العباد اوله ظلم ابيه له

ذلك الاب الذي لما قدم للصلاة عليه اعتذر
فتقدم غيره فكان اول مرة يلمسه او يحمله ويراه يوم وضعه في قبره
ليضع معه امانة استؤمن عليها كانت تحمل من الاجر الخير الكثير لو كان يعلم ...

اخوها لم يتمالك نفسه فانفجر باكيا لدلك المشهد الذي اثر في الكل
الحمد رحمة الله كانت واسعة فقد وعد من قبض فلدة كبده وثمرة فؤاده و صبر
واحتسب انه يبني له بيتا في الجنة قال بعض العلماء فيه اشارة
انه يدخل الجنة بادن الله ورحمته .....

الصدمة كانت قوية على الكل لكن الحمد لله كان اكبر الرحمات
شعور الرضى الذي بثه الله بداخلها والتسليم لرب العالمين
حتى ان في اليوم الدي دفن فيه لما فتحت عينيها وكانها تسمع من يقرا
عليها قوله تعالى
( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا
أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً )

ايات كريمات وكانها تسمعها لاول مرة .....

صديقاتها اخواتها ابناء الحي من عرفها تاثروا لمصابها وقفن معها بكل مايملكون
حتى ان احدى صديقاتها القريبات منها عرضت عليها ان تقبل ان تشاركها زوجها
شكرت معروفها بل بكت لتلك المفارقة الغريبة بين قلب المؤمن ورحمته
وبين القلب الغافل المظلم

بعد ايام معدودات عرضت عليها بعض صديقاتها ان تشاركهم انشاء احدى
المدارس القرانية على اسس مدروسة كانت هذه من اكبر الاسباب بعد الدعاء
التي هياها الله لتنفض به غبار الحزن من قلبها وتمسح الدموع من عينيها
و لتسد القليل من ذلك الفراغ الذي تركته لها تلك البراءة
والمضي قدما لرضى رب العالمين

احاول ان اتوقف لعلي ذات يوم اكملها
بما يسرنا جميعا ان شاء الله
صاحبة القصة "


اما عن القصة فقد عشت إحداثها عن قرب وتأثرت كثيرا أيامها مثلي مثل كل العائلة
وما زادني إيمانا هو ان رحمة الله تخفف من حدة الأوجاع و الألم يا سبحان الله
لاتحزن ايها القلب المنكسر اذاكنت مؤمنا
اللهم يا حي يا قيوم يا قوي يا عزيز ارحمن برحمتك

اخوكم في الله
أحمد
رد مع اقتباس
  #130  
قديم 30-12-2012, 04:56 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,042
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

توبة شاب قبل موته بلحظات في المسجد


حقاً ما أتعس الإنسان حين تستبد به عاداته وشهواته فينطلق معها إلى آخر مدى.

لقد استعبدت محمداً الخطيئة والنزوة فأصبح منقاداً لها، لا يملك نفسه، ولا يستطيع تحريرها؛ فحرفته إلى حيث لا يملك

لنفسه القياد؛ إلى حيث الهلاك.. فكان يسارع إلى انتهاك اللذات، ومقارفة المنكرات؛ فوصل إلى حال بلغ فيها الفزع

منتهاه، والقلق أقصاه.. يتبدى ذلك واضحاً على قسمات وجهه ومحياه.


لم يركع لله ركعةً منذ زمن . ولم يعرف للمسجد طريقاً.. كم من السنين مضت وهو لم يصلّ.. يحس بالحرج والخجل إذا ما

مرّ بجانب مسجد الأنصار -مسجد الحي الذي يقطنه- لكأني بمئذنة المسجد تخاطبه معاتبة: متى تزورنا...؟؟
كيما يفوح القلب بالتقى..

كيما تحس راحةً.. ما لها انتها..

كيما تذوق لذة الرجا....

ليشرق الفؤاد بالسنا..

لتستنير الورح بالهدى...

..متى تتوب؟؟.. متى تؤوب؟؟..

فما يكون منه إلا أن يطرق رأسه خجلاً وحياءً.


شهر رمضان.. حيث تصفد مردة الشياطين، صوت الحق يدوي في الآفاق مالئا الكون رهبةً وخشوعاً.. وصوت ينبعث من

مئذنة مسجد الأنصار... وصوت حزين يرتل آيات الذكر الحكيم.. إنها الراحة.. إنها الصلاة.. صلاة التروايح.


وكالعادة؛ يمر محمد بجانب المسجد لا يلوي على شيء. أحد الشباب الطيبين يستوقفه، ويتحدث معه ثم يقول له: ما

رأيك أن ندرك الصلاة؟ هيّا، هيّا بنا بسرعة.

أراد محمد الاعتذار لكن الشاب الطيب مضى في حديثه مستعجلاً.. كانت روح محمد تغدو كعصفور صغير ينتشي عند

الصباح، أو بلله رقراق الندى.. روحه تريد أن تشق طريقها نحو النور بعد أن أضناها التجوال في أقبية الضلال.

قال محمد: ولكن لا أعرف لا دعاء الاستفتاح ولا التحيات.. منذ زمن لم اصلِّ، لقد نسيتها.

-كلا يا محمد لم تنسها؛ بل أنسيتها بفعل الشيطان وحزبه الخاسرين.. نعم لقد أنسيتها.


وبعد إصرار من الشاب الطيب، يدلف محمد المسجد بعد فراق طويل. فماذا يجد..؟ عيوناً غسلتها الدموع، وأذبلتها العبادة..

وجوهاً أنارتها التقوى.. مصلين قد حلّقوا في أجواء الإيمان العبقة..


كانت قراءة الإمام حزينة مترسلة.. في صوته رعشة تهز القلوب، ولأول مرة بعد فراق يقارب السبع سنين، يحلق محمد

في ذلك الجو... بيد أنه لم يستطع إكمال الصلاة.. امتلأ قلبه رهبة.. تراجع إلى الخلف، استند إلى سارية قريبة منه.. تنهد

بحسرة مخاطباً نفسه: بالله كيف يفوتني هذا الأجر العظيم؟! أين أنا من هذه الطمأنينة وهذه الراحة؟!


ثم انخرط في بكاء طويل.. ها هو يبكي.. يبكي بكل قلبه، يبكي نفسه الضائعة.. يبكي حيرته وتيهه في بيداء وقفار

موحشة.. يبكي أيامه الماضية.. يبكي مبارزته الجبار بالأوزار...!

كان قلبه تحترق.. فكأنما جمرة استقرت بين ضلوعه فلا تكاد تخبو إلا لتثور مرة أخرى وتلتهب فتحرقه.. إنها حرقة

المعاصي... أنها حرقة الآثام.

لك الله أيها المذنب المنيب، كم تقلبت في لظى العصيان، بينما روحك كانت تكتوي يظمأ الشوق إلى سلوك طريق الإيمان..!
كان يبكي -كما يقول الإمام- كبكاء الثكلى.. لقد أخذتْه موجة ألمٍ وندمٍ أرجفتْ عقله فطبعتْ في ذهنه أن الله لن يغفر له.

تحلّق الناس حوله.. سألوه عما دهاه.. فلم يشأ ان يجيبهم.. فقط كان يعيش تلك اللحظات مع نفسه الحزينة.. المتعبة،

التي أتعبها التخبط في سراديب الهلاك.

في داخله بركان ندمٍ وألمٍ، لم يستطع أحدٌ من المصلين إخماده.. فانصرفوا لإكمال صلاتهم..

وهنا يأتي عبد الله، وبعد محاولات؛ جاء صوت محمد متهدجاً، ينم عن ثورة مكبوتة: لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي.. ثم

عاد لبكائه الطويل..
أخذ عبد الله يهون عليه قائلا: يا أخي، إن الله غفور رحيم.. إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده

بالنهار ليتوب مسيء الليل.

هنا يرفع محمد رأسه وعيناه مخضلتان بالدموع.. ونبرات صوته أصداء عميقة.. عميقة الغور قنوطاً من رحمة الله، قائلا:

بشهقات كانت تتردد بين الفينة والأخرى: كلا؛ لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي..

ثم سكَتَ ليسترد أنفاسه؛ وليخرج من خزانة عمره ماحوت من أخبار.. وعاد الصوت مرة أخرى متحشرجاً يرمي بالأسئلة

التائهة الباحثة عن فرار.. كان صوته ينزف بالحزن.. بالوجع.. ثم أردف قائلا: أنت لا تتصور عظيم جرمي.. وعظم الذنوب التي

تراكمتْ على قلبي.. لا ..لا.. لن يغفر الله لي، فأنا لم أصلِّ منذ سبع سنوات!!!

ويأبى عبد الله إلا أن يقنع محمداً بسعة عفو الله ورحمته، فها هو يعاود نصحه قائلا: يا أخي، احمد الله أنك لم تمت على

هذه الحال.. يا أخي إن الله -سبحانه وتعالى- يقول: (يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك

بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة)، ثم إن قنوطك من رحمة الله عز وجل أعظم من عصيانك له.. ثم أخذ يتلو عليه آيات

الرحمة والرجاء، وأحاديث التوبة، وكرم الله وجوده في قبول التائبين.. ولكأني به قد أيقظ في نفس محمد بارقة أمل، فيحس

محمد أن باب التوبة فد انفرج عن فتحة ضيقة يستطيع الدخول فيها.

وهنا تكسرت أمواج قنوط محمد العاتية على شطآن نصائح عبد الله الغالية، فشعر بثقل هائل ينزاح عن كاهله.. فيخف

جناحه، وترفرف روحه، تريد التحليق في العالم الجديد.. في عالم الأوبة والتوبة..!

ها هو ذا صدره أرضاً بكراً يستقبل أول غرسة من النصائح المثمرة.. تلك النصائح التي نشرت الأمان والطمأنينة والرجاء في

نفس محمد كما ينشر المطر -بإذن الله- الاخضرار على وجه الصحاري المفقرة المجدبة..!

وها هو ذا عبد الله يعرض عليه أمراً: ما رأيك يا أخي الكريم أن تذهب إلى دورة المياه لتغتسل.. لتريح نفسك.. ولتبدأ حياة

جديدة..

فما كان من محمد إلا أن وافق ناشداً الراحة.. وأخذ يغتسل، ويغسل من قلبه كل أدران الذنوب وقذارتها التي علقت به..

لقد غسل قلبه هذه المرة، وملآه بمعان مادتها من نور..
وسارا نحو المسجد، وما زال الإمام يتلو آيات الله.. تتحرك بها شفتاه، وتهفو لها قلوب المصلين.

وأخذا يتحدثان .. وصدرت الكلمات من شفتي عبد الله رصينة تفوح منها رائحة الصدق والحق والأمل، بريئة من كل بهتان..

وهز محمداً الحديث فكأنما عثر على كنز قد طال التنقيب عنه..!

ثم أخذ يحدث نفسه: أين أنا من هذا الطريق..؟ أين أنا من هذا الطريق..؟.. الحمد لله غص بها حلقه من جرّاء دموع قد

تفجرت من عينيه.. سار والدموع تنساب على وجنتيه، فحاول أن يرسم ابتسامة على شفتيه، بيد أنها ابتسامة مخنوقة

قد امتقع لونها؛ فنسيت طريقها إلى وجهه؛ فضاعت..


قال: عسى الله أن يغفر لي -إن شاء الله-.

فبادره عبد الله: بل قل اللهم اغفر لي واعزم في المسألة يا رجل.

واتجها صوب المسجد، ونفس محمد تزداد تطلعاً وطمعاً في عفو الله ورضاه..

دخل المسجد ولسان حاله يقول: اللهم اغفر لي.. اللهم ارحمني.. يا إلهي قد قضيت حياتي في المنحدر.. وها أنذا اليوم

أحاول الصعود، فخذ بيدي يا رب العالمين..

يا أرحم الرحمين.. إن ذنوبي كثيرة .. ولكن رحمتتك أوسع..

ودخل في الصلاة وما زال يبكي.. الذنوب القديمة تداعى بناؤها.. وخرج من قلب الأنقاض والغبار قلباً ناصعاً مضيئاً بالإيمان..!

وأخذ يبكي.. وازداد بكاؤه.. فأبكى من حوله من المصلين..

توقف الإمام عن القراءة، ولم يتوقف محمد عن البكاء.. قال الإمام: الله أكبر وركع.. فركع المصلون وركع محمد.. ثم رفعوا

جميعاً بعد قول الإمام: سمع الله لمن حمده.. لكن الله أراد أن لا يرتفع محمد بجسده.. بل ارتفعتْ روحه إلى بارئها..

فسقط جثة هامدة..
وبعد الصلاة.. حركوه.. قلبوه.. أسعفوه علهم أن يدركوه.. ولكن (فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 126.69 كيلو بايت... تم توفير 5.86 كيلو بايت...بمعدل (4.42%)]