الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850152 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386293 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2021, 07:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة

الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة
مبارك بن حمد الحامد الشريف

أولًا: الدعوة بالحكمة:



معنى الحكمة في اللغة: قال ابن فارس: الحاء والكاف والميم: أصل واحد، وهو المنع، وأول ذلك الحكم، وهو المنع من الظلم... ويقال: حكمتُ السفيه؛ إذا أخذتَ على يديه، والحكمة هذا قياسها؛ لأنها تمنع من الجهل[1].







وقال الجوهري: الحكمة من العلم، وصاحب الحكمة: المتقن للأمور، وأحكمت الشيء فاستحكم؛ أي: صار محكمًا[2].







وفي الاصطلاح:



قال الأصفهاني: الحكمة: إصابة الحق بالعلم والنقل، فالحكمة من الله تعالى: معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات، وفعل الخيرات[3].







وقد نقل الإمام ابن كثير رحمه الله بعض أقوال العلماء في معنى الحكمة عند تفسير الآية: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 269]، فقال: "..... عن ابن عباس: يعني المعرفة بالقرآن؛ ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدَّمه ومؤخَّره، وحلاله وحرامه، وأمثالِه... عن مجاهد: يعني بالحكمة الإصابة في القول... وقال أبو العالية: الحكمة خشية الله؛ فإن خشية الله رأس كل حكمة... وقال إبراهيم النخعي[4]: الحكمة الفهم... قال زيد بن أسلم: الحكمة العقل، قال مالك: وإنه ليقعُ في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمر يُدخِلُه الله في القلوب من رحمته وفضله، ومما يُبيِّن ذلك أنك تجد الرجل عاقلًا في أمر الدنيا إذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفًا في أمر دنياه عالمًا بأمر دينه بصيرًا به، يؤتيه الله إياه ويَحرِمه هذا، فالحكمة: الفقه في دين الله، وقال السدي: الحكمة: النبوة... والصحيح أن الحكمة كما قال الجمهور لا تختص بالنبوة، بل هي أعم منها، وأعلاها النبوة، والرسالة أخص، ولكن لأتْباع الأنبياء حظٌّ من الخير على سبيل التبع"[5].







فيُستخلَص من التعريفات السابقة للحكمة أنه يمكن إرجاع معناها إلى معنيين: العلم، وفعل الصواب.







أهمية أسلوب الحكمة في الدعوة إلى الله:



الأسلوب الناجح في الدعوة هو الأسلوب الحكيم، الذي يكون الداعية من خلاله بصيرًا بما يدعو إليه، ولا يعجل ولا يعنف، بل يدعو بالمقال الواضح المصيب للحق من الآيات والأحاديث، أما الدعوة بالجهل، فهذا يضر ولا ينفع؛ لأن الدعوة مع الجهل بالأدلة قولٌ على الله بغير علم، وهكذا الدعوة بالعنف والشدة ضررُها أكثر من نفعها، وإنما الواجب والمشروع هو الأخذ بما يبيِّن الله عز وجل في قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، إلا إذا أظهر للدعوة العناد والظلم، فلا مانع من الإغلاظ عليه، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 73]، وكما قال تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ [العنكبوت: 46][6].







كما يتعين على الداعية أن يلتزم بالحكمة مع المدعوِّين في المواقف الدعوية المختلفة، فقد يصلح في بعض الأحيان الأسلوبُ العاطفي، وفي موقف آخر لا يصلح فيه إلا المنهجُ والأسلوب العقلي وهكذا.







ومن الحكمة أيضًا مراعاة مراتب الاحتساب؛ فالتعريف أولًا، ثم الوعظ، ثم التعنيف، ثم استعمال اليد مع القدرة.







ومن الحكمة معرفة الدوافع والأسباب التي دفعت المدعوَّ إلى التقصير والمخالفة والوقوع في الخطأ؛ حتى يختار الأسلوب المناسب للعلاج والتوجيه والدعوة والإرشاد؛ فأسلوب دعوة الجاهل يختلف عن أسلوب دعوة العالم، والمقصِّر المعترف بتقصيره وضعفه يختلف عن المعاند والمكابر، وهكذا....







ومن مظاهر الحكمة أيضًا مراعاة اختلاف الظروف والأحوال الدعوية، فما يقال في الأفراح مثلًا لا يقال في أيام الشدة، وغير ذلك من مظاهر الحكمة في أسلوب الدعوة التي يتأكد على الداعية مراعاتها، كما قال سبحانه: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125]، يقول ابن كثير: "يقول الله تعالى آمرًا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله بالحكمة"[7].







وقد ذكر رحمه الله أن الله سبحانه امتنَّ على لقمان حيث آتاه الله الحكمة، فقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ [لقمان: 12]، يقول ابن كثير: "﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ﴾؛ أي: الفهم والعلم والتعبير"[8]، "وعن قتادة في قوله: ﴿ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ﴾؛ أي: الفقه في الإسلام، ولم يكن نبيًّا، ولم يوحَ إليه"[9].







فأسلوب الحكمة من الأساليب الدعوية التي اعتنى بها ابن كثير من خلال توجيهاته الدعوية، كما مر معنا، وكذلك من خلال ممارسته العملية؛ كموقفه من الامتناع عن الكتابة على الفتوى الصادرة بتغريم السبكي بما وقفه من مال الأيتام إلى بعض الأمراء، فقال ابن كثير: "وسئلت في الإفتاء عليها، فامتنعت؛ لما فيها من التشويش على الحكام"[10]، وكذلك توجيهه لنائب السلطة في حقِّ أهل قبرص بأنه "مما ينبغي اعتماده في حق أهل قبرص، من الإرهاب ووعيد العقاب، وأنه يجوز ذلك وإن لم يفعل ما يتوعَّدهم به"[11].







وغيرها من المواقف الكثيرة التي راعى ابن كثير فيها أسلوب الحكمة في بيان الحق والدعوة إليه.







ثانيًا: الموعظة الحسنة:



معنى الموعظة الحسنة لغة: قال ابن فارس: الواو والعين والظاء: كلمة واحدة، فالوعظ التخويف، والعظة الاسم منه، قال الخليل: هو التذكير بالخير مما يرقُّ له القلب[12].







وجاء في لسان العرب: الوعظ والعظة والموعظة: النصح والتذكير بالعواقب[13].







وأما في الاصطلاح: فقال الأصفهاني: الوعظ: زجر مقترن بتخويف[14]. وقال الجرجاني: الموعظة هي التي تلين القلوب القاسية، وتدمع العيون الجامدة، وتصلح الأعمال الفاسدة[15].







ويعرِّف ابن كثير الموعظة الحسنة بأنها ما في القرآن من الزواجر والوقائع بالناس، يذكِّرهم بها؛ ليحذروا بأس الله[16].







وقال عند تفسير الآية: ﴿ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 66]: "أراد بالموعظة هاهنا الزاجر؛ أي: جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنَّكال في مقابلة ما ارتكَبوه من محارم الله، وما تحيَّلوا به من الحيل، فليحذر المتقون صنيعهم؛ لئلا يصيبَهم ما أصابهم"[17].







إذًا فالموعظة تعني التذكير والنصح والتخويف والزجر، فهي تُرادِف التذكير والنصح والإرشاد، ولها أشكال عديدة؛ منها القول اللطيف الحسن، كما قال سبحانه: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]؛ "أي: كلِّموهم طيبًا، وألينوا لهم جانبًا"[18]، ومنها النصح المباشر، ومنها النصح بالتعريض والتورية والكناية، ومنها القصة المؤثرة، والخطبة البليغة، والفكاهة المضحكة، ومنها التذكير بنعم الله المستوجبة لشكره، ومنها المدح والذم، والترغيب والترهيب، والبشارة والوعد، ونحو ذلك.







"ويجب على الداعية أن تكون موعظته على علم وبصيرة، ومبنيَّة على الكتاب والسُّنة، ويجتهد أن تكون موعظته بليغة ومؤثرة، وأن يراعي الوقت وحال السامع ومدى استعداده وتهيئته؛ حتى لا تكون مملَّة ومنفرة، وأن يعتني كذلك بمضمون الموعظة؛ فتارة لبيان حكم شرعي، وأخرى لإشباع احتياج المدعوِّين في باب الترغيب والترهيب، وثالثة في إيراد قصص وعرض أمثلة تشويقية لتقريب الصورة المثلى في الأذهان؛ فإن ذلك أدعى للاستجابة والقبول".







وهذا ما نجده واضحًا عند ابن كثير رحمه الله، فتفسيره طافح بأساليب النصح والتذكير، والتوجيه والإرشاد والموعظة، وإيراد أخبار وقصص الماضين، وأخذ العبرة منها، والترغيب في الجنة والترهيب من النار، وفي كتابه البداية والنهاية لم يقتصر على سرد الأحداث والوقائع، بل كان يدرسها ويحلِّلها ويعلِّق عليها، مع استخدامه لأسلوب الموعظة والتذكير والاعتبار بالأحداث والوقائع، والتزهيد في الدنيا والتزود للآخرة، فمثلًا لما أورد ترجمة قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى[19]، وذكر المناصب التي تولاها قال: "وكلها مناصبُ دنيوية انسلخ منها وانسلخت منه، ومضى عنها وتركها لغيره، وأكبرُ أمنيته بعد وفاته أنه لم يكن تولاها"[20].







[1] معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، تحقيق عبدالسلام هارون 2 /91 مادة حكم.




[2] الصحاح للجوهري 5 /1901 - 1902.




[3] المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، ص 126، مرجع سابق.




[4] هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران النخعي، من مذحج، من أكابر التابعين صلاحًا وصدق رواية وحفظًا للحديث، من أهل الكوفة، مات مختفيًا من الحجَّاج، قال فيه الصلاح الصفدي: فقيه العراق، كان إمامًا مجتهدًا له مذهب، ولما بلغ الشعبيَّ موتُه قال: والله ما ترك بعده مثله، توفي سنة 96هـ (الأعلام 1 /80).




[5] انظر تفسير القرآن العظيم 1 /398.




[6] انظر الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة، للشيخ عبدالعزيز بن باز ص 28029، من إصدارات الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، الطبعة الرابعة 1423هـ.




[7] انظر تفسير القرآن العظيم 2 /731.




[8] المرجع السابق 3 /548.




[9] المرجع نفسه 3 /548.




[10] البداية والنهاية، لابن كثير 18 /454.




[11] المرجع نفسه 18 /706.




[12] معجم مقاييس اللغة، لابن فارس 6 /26 مادة وعظ.




[13] لسان العرب، لابن منظور 7 /466.




[14] المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، ص 527.




[15] التعريفات، للجرجاني، تحقيق إبراهيم الإبياري ص 305.




[16] انظر تفسير القرآن العظيم 2 /731.




[17] المرجع نفسه 1 /137.




[18] المرجع نفسه 1 /152.





[19] هو قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى، أبو العباس أحمد بن العدل عماد الدين محمد بن العدل سالم بن صصرى التغلبي، تفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري، وعلى أخيه شرف الدين في النحو، وكان له يد في الإنشاء وحسن العبارة، ودرس بالعادلية الصغيرة وبالأمينية وبالغزالية، تولى قضاء العساكر في دولة العادل كتبغا، ثم تولى قضاء الشام سنة 702هـ، ثم أضيفت له مشيخة الشيوخ، توفي فجأة ببستانه بالسهم سنة 723هـ (البداية والنهاية 18 /228).





[20] المرجع نفسه 18 /228، وانظر مثلًا 15 /655 عند ترجمته للشاعر أحمد بن كليب في أحداث سنة 425هـ، وكذلك عند تعليقه على الآية: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الكهف: 39] البداية والنهاية 2 /577.















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.64 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]